ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عميره هاس – خمسة اطفال خرجوا لقطف النباتات البرية ، عادوا الى البيت في الليل بعد ساعات من الاعتقال

هآرتس – بقلم  عميره هاس – 14/3/2021

الجيش استدعي الى المكان من قبل المستوطنين والجنود قاموا باعتقال خمسة اطفال بتهمة سرقة ببغاءات، ولكن الببغاءات لم يتم ذكرها في التحقيق “.

في البداية سمع مراسلون من مصادر عسكرية بأن الجنود اعتقلوا في ظهيرة يوم الاربعاء لبضع ساعات اطفال اشتبه بهم بسرقة ببغاءات من البؤرة الاستيطانية حفات معون. بعد ذلك، عندما نشرت صور القاء القبض على هؤلاء الاطفال من قبل الجنود، على نطاق واسع، فان موريس هيرش، النائب العسكري السابق في الضفة وأحد سكان مستوطنة افرات، غرد بالانجليزية التخمين التالي: “أحد ما، ربما “بتسيلم”، هي التي ارسلت بالفعل الاطفال من اجل ارتكاب هذه الجريمة كي يستطيعوا اسقاط مراسلين ساذجين في الشرك من اجل أن ينشروا اكاذيب عن اسرائيل”.

ولكن لا يوجد ببغاءات أو مؤامرة لـ “بتسيلم”. جبر (13 سنة)، زيد (12 سنة)، عمر (10 سنوات) وياسين وصقر (8 سنوات)، أبناء عم من قرية أم لصفة في جنوب الضفة شرق مدينة يطا. تزودوا بالسلال في صباح يوم الاربعاء وخرجوا لقطف العكوب. في الحقيقة هم كان يجب أن يتعلموا عبر “الزوم”، على الاقل بضعة ايام في الاسبوع. ولكن لأنه لا يوجد للكثير من العائلات الفلسطينية في المنطقة انترنت أو حاسوب فقد تم اعفاء الاطفال من التعلم.

عن كل كيلو من العكوب يحصل الاطفال من بائع الخضراوات على 9 شواقل. بالنسبة لهم هذا يمول ثمن الالعاب والحلوى. الآباء، وهم ثلاثة اخوة من العائلة الممتدة أبو حميد، الذين عملوا الى ما قبل بضعة اشهر في اسرائيل، عاطلين عن العمل. الاطفال الخمسة كانوا قد جمعوا العكوب طوال بضعة ايام سابقة، لكنهم في هذه المرة توجهوا الى الجنوب الشرقي نحو اراضي قرية التواني، على أمل أن يسبقوا جامعي العكوب الآخرين.

بعد اعتقالهم، أقل من يوم، في يوم الخميس قبل الظهر، جلسوا محرجين في غرفة المضافة والاجتماعات للعائلة الممتدة. الكبيران من بين الخمسة، زيد وجبر، رووا للمراسلين والباحثين من منظمات حقوق الانسان عن رحلة قطف العكوب التي تشوشت. الاطفال الاصغر  كانوا صامتين. والد عمر قال بأنه “عندما عاد الى البيت بعد الاعتقال لم ينطق من شدة الخوف”.

الاطفال الخمسة نزلوا الى الوديان وتسلقوا الصخور والتلال الخضراء. هنا وهناك وجدوا في الطريق نباتات عكوب غير كثيرة. فقرروا أن يزوروا في البداية أبناء عائلة في قرية أم مفقرة في جنوب قرية التواني. بعد ذلك توجهوا شمالا الى تلة تقع مقابل التواني. في الحرج في تلك التلة استقرت قبل اكثر من عشرين سنة بؤرة استيطانية تسمى حفات معون. جبر قال إنهم لم يعرفوا بأنه توجد هناك مستوطنة وأنهم لا يعرفون اسمها.

الاطفال لم يعرفوا ايضا أنه طوال 16 سنة (حتى تفشي الكورونا) جنود الجيش الاسرائيلي رافقوا كل يوم اطفال قرية مجاورة اخرى، الذين طريقهم الى المدرسة تمر في الطريق الواقعة تحت البؤرة الاستيطانية. بالنسبة للجيش من الاسهل تخصيص جنود لمهمة المرافقة من منع مواطنين اسرائيليين، الذين يخرجون من البؤرة الاستيطانية، من مهاجمة الاطفال. بسبب التهديد المستمر بالهجوم فان الجيش ايضا يمنع الفلسطينيين من السفر بسياراتهم في هذه الطريق. ولو أن الاطفال الخمسة عرفوا عن العنف الذي يكتنف هذه البؤرة، ربما لم يكونوا ليتجرأوا على الاقتراب منها.

ولكن الاطفال اقتربوا. المراسل العسكري في هيئة اذاعة “كان”، روعي شارون، نشر في صفحته في تويتر فيلم قصير من كاميرا للحماية، يظهر فيه اشخاص يقتربون من المباني التي تصدر منها اصوات نفخ. “اعتقال اطفال في سن 8 سنوات هذا غير قانوني. من اتخذ القرار اخطأ بشكل كبير”، كتب شارون في التغريدة واضاف: “الاطفال كانوا في المنطقة المأهولة لحفات معون. في بيان بتسيلم كتب بأن الاطفال “قطفوا العكوب قرب المستوطنة”. هذا ليس ما حدث”.

الاطفال نفوا أنهم كانوا هناك. ولكن حتى لو افترضنا أنهم ظهروا في الفيلم القصير لشارون، فلماذا لا يمكن أن يكون هذا وذاك؟ جمعوا العكوب وايضا دخلوا الى منطقة الحظائر في حفات معون. هل ربما بسبب حب الاستطلاع الطبيعي لدى الاطفال؟.

مهما كان الامر، فيلم الفيديو الذي وثقه نشطاء اسرائيليون يظهر الاطفال وهم يحملون السلال في جنوب الحرج، وهم يقطفون. عندها يخرج من الحرج شابان اسرائيليان ملثمين. جبر قال إن الملثمين تكلموا بالعبرية. بعد ذلك ظهر اسرائيليان بالغان وسألوا شيء ما بالعربية. وحسب قوله عرضوا عليهم الدخول الى منطقة البؤرة الاستيطانية. الاطفال رفضوا ذلك، وشاهدوا سيارة تندر وتراكتور صغير يأتيان باتجاههم، شعروا بالخطر وقاموا بترك السلال وابتعدوا. في الفيلم تظهر سيارة تندر بلون ازرق خرج منها ثلاثة اسرائيليين، أحدهم نزل على الشارع وأخذ السلال من بين الصخور ووضعها في سيارة التندر. وعندما عاد الاطفال الى المكان اكتشفوا أن السلال وما يوجد في داخلها من النباتات التي قاموا بقطفها، اختفت.

لقد لاحظوا سيارة عسكرية وعرفوا أن المستوطنين قاموا بارسال الجنود من اجل القاء القبض عليهم، وبدأوا بالهرب. وبخوف وذعر وصلوا الى قرية الركيز. وقبل أن يتمكن صاحب البيت من ادخالهم من اجل تهدئتهم ظهرت السيارات العسكرية وفيها 15 جندي وضابط على الاقل. بالنسبة للاطفال عدد الجنود ظهر ضعف ذلك. وقد لاحظوا أنه في احدى السيارات كان هناك ايضا المستوطنون الذين شاهدوهم في السابق. الجنود قاموا باجلاسهم على الارض خارج البيت واستدعوا للتحقيق الاكبر من بينهم، زيد وجبر. وحسب قولهما لم يتم سؤالهما عن ببغاءات.

باحث “بتسيلم”، نصر نواجعة، الذي يعيش في سوسيا المجاورة، تلقى بلاغ واتس اب بأن هناك مشكلة في الساعة 14:41، وأسرع اليهم. ورغم احتجاجه واحتجاج آخرين كانوا في المكان فان الجنود القوا القبض على الاطفال الخمسة وجروهم الى السيارات العسكرية. في البداية اخذوا الاطفال الصغار، عمر ابن 10 سنوات وياسين وصقر ابناء 8 سنوات. كل جندي مسك طفل. هناك من مسك بقوة بذراع الطفل وهناك من مسك يده. زيد اسرع الى شقيقه عمر من اجل تخليصه من الجندي. جندي آخر مسك به ورفعه في الهواء من اجل ابعاده. الجنود ادخلوا اربعة من الاطفال الى جيب عسكري، أما زيد فأدخلوه في سيارة اخرى. الاطفال لم يتم تكبيلهم ولم يعصبوا عيونهم.

الساعة كانت الثالثة وبضع دقائق. وطوال ساعتين على الاقل لم يعرف ابناء العائلة أين يوجدون. المحامية غافي ليسكي والمحامية رهام نصرة، دخلتا الى الصورة وبدأتا بالاستفسار. في هذه الاثناء تم نقل الاطفال الى حفات معون، وتم الابقاء عليهم محتجزين حوالي ساعة في السيارات العسكرية. من هناك تم نقلهم الى مركز الشرطة الذي يقع امام كريات اربع. لم يتم انزالهم من سيارات الجيب ورجال الشرطة لم يحققوا معهم أبدا. الآباء انتظروا امام المدخل الثاني لمركز الشرطة الذي يقع في داخل حي في الخليل. وصلوا الى البيت تقريبا في الساعة التاسعة إلا ربع مساء بدون العكوب. وجاء ردا على ذلك من الجيش: “في يوم الاربعاء تم تشخيص عدد من المشبوهين الذين اقتحموا ساحة بيت في جنوب جبل الخليل. دورية عسكرية كانت في المكان عثرت على المشبوهين ونقلتهم لمواصلة معالجة الامر من قبل شرطة اسرائيل التي عملت على العثور على اولياء امورهم، واطلاق سراحهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى