هآرتس – بقلم عميره هاس – جبهات اسرائيل الألف ضد الفلسطينيين
هآرتس – بقلم عميره هاس – 21/12/2021
” اسرائيل تحارب ضد الفلسطينيين في ألف جبهة، منها جبهة الاراضي والجبهة الديمغرافية وجبهة الاعتقال الاداري وجبهة التنسيق الامني. ورأس الحربة في كل هذه الجبهات هي النيابة العامة ورجال القانون والقضاة “.
بتوجيهات من وزير الامن الداخلي، عومر بارليف، منعت الشرطة الاسرائيلية في يوم الاحد عقد لقاء لرجال اعمال فلسطينيين في فندق “الامبسادور” في القدس. وحسب اقوال الوزير فان هذا اللقاء كان بمبادرة من السلطة الفلسطينية ورعايتها وتمويلها. من قام بالدعوة للقاء مع وجبة عشاء هو جهة تجارية، بنك القدس.
اسرائيل تعمل ضد الفلسطينيين في ألف جبهة وأكثر. ومعظمها لا يتم الكشف عنها بسبب عدم اهتمام الجمهور الاسرائيلي. يبدو أنه لا توجد أي علاقة بين هذه الجبهات. ما هي العلاقة بين فندق وشقة لطلاب؟. في ليلة يوم الاحد – الاثنين اعتقلت قوة للجيش الاسرائيلي توفيق العرقوب، الطالب في جامعة بير زيت. اجهزة السلطة الفلسطينية اعتقلته في السابق. وحسب اقواله قاموا بتعذيبه. وبعد ذلك اعتقله الجيش الاسرائيلي وحكم عليه 14 شهر سجن بسبب نشاطاته في كتلة الطلاب الاسلامية.
جبهة التنسيق الامني بين السلطة الفلسطينية واسرائيل: السلطة تقوم باعتقال فلان بدون محاكمة بسبب نشاطات أو موقف سياسي ويتم اطلاق سراحه، وبعد ذلك يأتي دور الشباك والجيش الاسرائيلي لاعتقاله. احيانا يحدث العكس. وقد كان هناك المزيد من الاعتقالات اول أمس، من بينهم تسعة اولاد في ثلاث قرى فلسطينية. هل بسبب رشق الحجارة؟ لم يكتب عن ذلك. هذه الجبهة ستكون في القريب اكثر دموية. فالجيش قام بتغيير اوامر فتح النار وهو الآن يسمح للجنود باطلاق النار على من هم حسب رأيهم وطبقا لقرارهم في الميدان، قاموا برشق الحجارة أو القوا زجاجات حارقة قبل بضع دقائق من ذلك. ايضا حتى الاولاد.
في جبهة اراضي البلاد فان قضاة المحكمة العليا من المقرر أن يصدروا في يوم الاحد قرار اذا كان سيتم السماح للدولة بهدم 38 بيت في قرية الولجة. اذا قرروا السماح بذلك لاعتباراتهم التقنية المتعرجة فان سلطة انفاذ القانون على الاراضي في وزارة المالية يتوقع أن تحول 300 شخص الى اشخاص بدون مأوى على الفور. هذه البيوت بنيت بدون ترخيص على اراضي ضمتها اسرائيل للقدس. بلدية القدس، كما هو معروف، لا تقوم بتطوير خطط هيكلية مناسبة للفلسطينيين. ولكن أين سيعيش هؤلاء؟ 12 بيت لم يتم شملها في الالتماس. وهذه البيوت يتوقع أن يتم هدمها. 30 بيت آخر هدمت في السابق في الولجة منذ 2016. في هذه الاثناء مستوطنة هار غيلا التي اقيمت على اراضي تم سلبها من الولجة وبيت جالا تزدهر وستتسع. شكرا على السؤال.
في يوم الاحد تم اتخاذ قرار من قبل قضاة المحكمة العليا بعدم تجميد الاعتقال الاداري لهشام أبو هواش، المضرب عن الطعام منذ 127 يوم. وقد رفض القضاة ايضا طلب المحامي الذي يمثله، جواد بولص، اجبار السلطات على نقله للعلاج في مستشفى مدني. القضاة، مثل القاضي العسكري للاستئنافات الذي سبقهم، يوافقون على موقف الشباك. أبو هواش الذي يحتضر هو شخص خطير على أمن دولة اسرائيل. هناك تاريخ لانتهاء صلاحية خطره وهو 26 شباط 2022، عند انتهاء أمر الاعتقال الحالي.
ثلاث مرات في الاسابيع الاخيرة تم نقل ابو هواش الى مستشفى مدني، وعلى الفور تمت اعادته الى عيادة مصلحة السجون. الاطباء في مصلحة السجون والقضاة يتفقون على أن حياته في خطر. ولكنهم لا يحاولون منع موته عن طريق علاجه في مؤسسة طبية مناسبة. الرسالة في هذه الجبهة الموجهة لنحو 500 معتقل اداري واضحة. فخلافا للسابق لا يهمنا أن تموتوا، اذا تجرأتم على الاحتجاج باجسادكم وصحتكم على الاعتقال بدون محاكمة أو شهود أو أدلة أو الحق في الدفاع القانوني، وبدون تقييد زمني.
ايضا الجبهة الديمغرافية قوية. اسرائيل تستمر في رفض طلب آلاف الاشخاص من اجل الحصول على المواطنة الفلسطينية (ليس الاسرائيلية!)، الاغلبية من النساء الفلسطينيات اللواتي يعشن مع عائلاتهن في الضفة وفي القطاع. هن مسجونات، ومن اجل الدقة، هن مقطوعات عن العالم وعن آبائهم الموجودين في الخارج.
في ألف جبهة واكثر تحارب اسرائيل ضد الفلسطينيين. رجال شرطة وجنود مسلحون وموظفون ومراقبون ومهندسون معماريون ومنظمات يمينية غير حكومية، جميعهم جنودها وهم أكثر من أن يعدوا. رأس الحربة والرائد في كل حملة هي النيابة العامة ورجال القانون والقضاة.
