ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عميره هاس – تخاذل اوروبي

هآرتس – بقلم  عميره هاس – 23/2/2021

الاوروبيون لا يعنيهم الفلسطينيون فعليا، لأنهم لا يتخذون خطوات جدية تتمثل بالمقاطعة السياسية والاقتصادية لاسرائيل بسبب ممارساتها التهجيرية ضد الفلسطينيين “.

إن تخاذل الاتحاد الاوروبي يظهر مرة اخرى بكامل عاره: هو جيد في اعطاء الصدقات للفلسطينيين والتسهيلات في موضوع سلطة القانون. وهو فاشل سياسي في وقف خطة اسرائيل لتجميع الفلسطينيين في محميات في الضفة الغربية واخلاء وتخصيص معظم الاراضي لليهود. أين سيكون الاتحاد الاوروبي عندما سيتعزز أكثر من يؤيدون الكهاني ايتمار بن غبير والتهجيري طلق اللسان بتسلئيل سموتريتش، مثلما يتوقع حدوثه حسب مواقف الشباب الاصولي والمتدين ضد العرب؟ ما الذي سيفعله الاتحاد عندما سيطبق هؤلاء تهديداتهم بطرد الفلسطينيين “غير المخلصين لاسرائيل” الى خارج حدود البلاد الكاملة؟ هل سيقوم بارسال منظمات المساعدة الخاصة به كي توزع الخيام على الفلسطينيين وتعلمهم عن النظافة في الظروف الصحراوية؟.

أمس، للمرة الخامسة في هذه السنة والسادسة منذ تشرين الثاني 2020، هدمت وصادرت قوات الادارة المدنية والجيش مبان في تجمع خربة حمصة في شمال الغور. الغنيمة هذه المرة هي 12 خيمة، 5 منها استخدمت كحظائر، 7 حظائر مكشوفة و4 صهاريج لنقل المياه، و4  لتخزين المياه، وعدد من الخيام التي لم يتم تركيبها بعد. اسرائيل تطالب بأن يتم اقتلاع هذا التجمع والانتقال نحو الغرب، الى محمية خصصتها له. كما يبدو من اجل تمكين الجيش من التدرب، لكن كما هو واضح من تجربة الـ 73 سنة، من اجل اخلاء المزيد من الاراضي لليهود. وفي هذه الحالة، لمستوطنات روعي وبكعوت، التي يقع تجمع حمصة بينهما. الكثير من المباني التي تم تدميرها، أو صودرت، هي تبرع من دول اوروبية، ممثلوها زاروا المكان ثلاث مرات.

ممثلية الاتحاد الاوروبي في القدس سبق وأبدت رأيها بأن الامر يتعلق بتهجير قسري، الامر الذي يخالف القانون الدولي: مثل الذي تم تنفيذه والذي يخطط لتنفيذه في جنوب الضفة الغربية. ومثل الذي يتم تنفيذه بشكل يومي على أيدي الأذرع المخصخصة للجيش والادارة المدنية – بؤر استيطانية تزداد على شكل مزارع لرعاة الابقار المسلحين والعنيفين، والتي تقف من ورائها حركة المصادرة “أمانة”. المدير العام الخالد، زئيف حيفر، أكد أول أمس على ما كان واضح منذ زمن لكل نشيطة في “تعايش” وفي “محسوم ووتش”، من ناحية سرقة الاراضي الفلسطينية والدفع قدما بالتهجير. هذه المزارع اكثر نجاعة من البناء في المستوطنات (هجار شيزاف، “هآرتس”، 22/2).

خطة المحميات الاسرائيلية معروفة وهي مخالفة لسياسة اوروبا الرسمية. وفي العشر سنوات الاخيرة يتم تسريعها بشكل علني وبدون خجل. الفشل الاوروبي في وقفها لا ينبع من مخاوف الكورونا أو مجرد الضعف الداخلي أو اختلاف في الآراء بين هنغاريا وفرنسا. في الاساس هذا الامر يدل على عدم اهتمام اوروبا بأن الكولونيالية الاوروبية من القرن التاسع عشر ما زالت على قيد الحياة في البلاد التي تقع بين البحر والنهر. في نهاية المطاف وخلافا لاسرائيل، فان مكانة الفلسطينيين الدولية ضعيفة جدا ولا توجد من خلفهم دولة عظمى أو قوة اقتصادية لها أسنان.

صحيح أن الاسرائيليين اليهود الذين يوجدون في شمال تل ابيب أو في ديمونة أو في مشمار هعيمق، لا يعنيهم أنه في كل يوم جيشهم واقاربهم واصدقاءهم هم أنفسهم ينفذون عملية تهجير صغيرة معينة ويضمنون بمدافعهم أن محمية غزة ستبقى معزولة ومفصولة. كيف يمكننا معرفة ذلك؟ شاهدوا القنوات الاخبارية وافحصوا ما الذي يتمتع بشعبية من بين المنشورات والتغريدات، وستشاهدون كم هم قلائل الاسرائيليين الذين يقفون الى جانب الفلسطينيين أمام من يفترسونهم. ولكن بالضبط من اجل ذلك يوجد قانون دولي ومواثيق حقوق انسان وابحاث تاريخية واعتذارات اوروبية على جرائم الماضي، من اجل منع تكرار حدوث كوارث اخرى، من فعل الانسان والسياسة والمصالح الاقتصادية.

فقط عقوبات سياسية واقتصادية مؤلمة تفرضها اوروبا ستعلم الجمهور اليهودي – الاسرائيلي بأنه لا يستطيع التمتع بملذات عالمين: الحصول منها على دعم غير مشروط كـ “ضحية واستغلال جماعي أبدي” لمشروع الطرد والابادة الذي نفذ ضدها في الثلاثينيات والاربعينيات، وفي نفس الوقت هندسة مشروع طرد ومصادرة مستمر وطويل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى