ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عميره هاس – امور يتم اكتشافها عندما نريد شراء بقدونس طازج

هآرتس – بقلم  عميره هاس – 9/3/2021

ليس من الصعب على الفلسطينيين الذين يعرفون كيفية التهرب من الحواجز العسكرية الاسرائيلية أن ينجحوا في تجاوز نقاط التفتيش الفلسطينية اذا صمموا على قضاء حاجاتهم في فترة حظر التجول الذي فرضته السلطة الفلسطينية “.

كل ضمم البقدونس والسبانخ البلدي والزعتر الاخضر تم اختطافها من الرفوف في سوبرماركت الحي الذي يوجد في شمال البيرة في الساعة الثالثة ظهرا في يوم الاحد. وهذا يعنينا لأن السبانخ ايضا والخضراوات الاخرى تخبرنا عن فصل في سيطرة اسرائيل. طوابير طويلة امتدت امام الصندوقين وذعر الشارين لملء السلال ذكرت بفترات التوقف القصيرة في فترة حظر التجول الذي كان يفرضه الاحتلال في الانتفاضة الاولى والثانية. هكذا، محافظة رام الله والبيرة، ليلى غنام، اعلنت في مساء السبت عن نوع من حظر التجول لمدة اسبوع كمحاولة اخرى لكبح تفشي الكورونا.

اسرائيل يتم فتحها بالتدريج. الجيوب الفلسطينية تدخل في اغلاقات داخلية، اصبحت متواترة واكثر يأسا. هذا يرتبط بالطبع بالاكتظاظ في البيوت والاحياء، والاستخفاف الكبير بتعليمات الحذر. في نفس الوقت، الصورة الفلسطينية المعاكسة للوضع في اسرائيل (اغلاق أمام فتح) هو ايضا انعكاس لابرتهايد التطعيمات. كجزء من روتين الحياة، الجنود الاسرائيليون قاموا باقتحام في ليلة الاحد – الاثنين ثلاثة احياء في رام الله وقريتين في المحافظة وقاموا بالتفتيش والاعتقال. وهذا دليل آخر على سيطرة اسرائيل الكاملة، التي نجحت في أن تلقي عن كاهلها الالتزامات المنصوص عليها في القانون الدولي، بصحة السكان في الضفة الغربية.

محلات البقالة، هكذا أمرت المحافِظة، ستكون مفتوحة في يوم الاحد من الساعة التاسعة صباحا وحتى الخامسة مساء، وستغلق وسيسمح لها بالفتح مرة اخرى فقط في يوم الخميس. أي نشاط في المجال العام والخاص سيتم وقفه. حركة السيارات ممنوعة. سيتم فرض غرامات على من يخرقون التعليمات والشرطة ستقوم بتطبيق هذا الامر بشكل حازم. بعد ذلك ايضا، أعلن محافظ نابلس ومحافظ القدس عن حظر تجول مشابه، اضافة الى قيود على الحركة بين المحافظات سارية المفعول وتحديد ساعات فتح المحلات التجارية.

لقد عرفت أنه يمكنني ايجاد البقدونس الطازج على بعد كيلومتر أو اثنين عن شقتي في شمال البيرة. مثلا، على بسطة توجد على مدخل قرية سردا، في محلات الخضراوات المفتوحة في مخيم الجلزون للاجئين وفي قرية دورا القرع وقرية بيتين. ومثل معظم القرى في المحافظات الفلسطينية، هذه القرى توجد خارج صلاحيات الشرطة وانفاذ القانون من قبل السلطة الفلسطينية. هذه مناطق ب، التي فيها توجد للسلطة فقط صلاحيات تخطيطية وادارية. عندما تكون كل الحياة التجارية مشلولة في المدن، فانه في القرى التي توجد حولها يمكن القيام بالشراء من المناجر والكراجات والملاحم والمشاتل. ليس من الصعب على الفلسطينيين الذين يعرفون كيفية التهرب من نقاط التفتيش العسكرية الاسرائيلية أن ينجحوا في تجاوز نقاط تفتيش شرطتهم اذا صمموا على شراء غسالة أو اطار سيارة جديد في هذا الاسبوع بالتحديد. اجهزة الشرطة و”الامن الوطني” الفلسطينية تحرص على أن نقاط التفتيش الداخلية التي يتم وضعها من اجل انفاذ اغلاق الكورونا لا تتجاوز مناطق ب التي فيها مسموح لهم العمل فقط في حالات استثنائية وبتنسيق مسبق، طويل ومتعب، مع اسرائيل. الشرطة الاسرائيلية التي يمكنها العمل هناك لا تعنيها مشكلات مثل بناء متجاوز ومخالف للقانون، مكبات النفايات غير مسموح بها، سيارات غير مؤمنة، عنف ذكوري ضد النساء، نزاعات بين الجيران والعائلات أو السرقة. ويعنيها بدرجة أقل تنفيذ تعليمات الكورونا.

ماذا يعلمنا هذا؟ أنه حتى بدون شرطة ورغم التوترات الطبيعية والنزاعات التي تندلع بين حين وآخر فان علاقات الشراكة والعلاقات المتبادلة بين العائلات في القرى توفر أمن شخصي معقول. ايضا خلافا لاسرائيل، السلطة الفلسطينية تحرص على الاتفاق المرحلي المسمى اوسلو رغم أنه في العام 1999 كان يجب على اسرائيل أن تحول مناطق ب الى مناطق أ (صلاحيات ادارية وشرطية فلسطينية). بعد مرور 22 سنة على ذلك فان تخليد المرحلة المؤقتة يقلص حدود الحكم الذاتي الفلسطيني جغرافيا ومعنويا. التخليد المؤقت يحول الشعور بعدم اليقين والتشكك الذاتي للموظفين واستخفاف المواطنين بهم الى اساس ثابت في الحياة اليومية. عدم اليقين والاستخفاف والتشكك الذاتي ايضا هي وسائل سيطرة تطورها اسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى