ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عميره هاس – القائمة المشتركة هي المعارضة الديمقراطية الوحيدة

هآرتس – بقلم  عميره هاس – 15/6/2021

القائمة المشتركة هي قائمة صغيرة في الكنيست لكنها تمثل العدد الاكبر من الناس الذين يعيشون في البلاد ويخضعون لسياسة الحكومة الاسرائيلية، الذين يبلغ عددهم حوالي 7 ملايين شخص “.

الاعضاء الستة في القائمة المشتركة، خمسة عرب ويهودي واحد غير صهيوني، هم المعارضة الديمقراطية الوحيدة لحكومة اليمين التي تشكلت أول أمس في اسرائيل. حيث أن “معارضة” اليهود – سكان يهودا والسامرة من الصهيونية الدينية والليكود والاحزاب الدينية ستصوت بفرح للحكومة الجديدة طالما أنها تستمر في سرقة اراضي الفلسطينيين، وتقلص ميزانيات المستشفيات وتقوم بقصف غزة. الاحزاب الصهيونية – الاجتماعية (العمل وميرتس)، وهي اقلية كمية وفكرية لا يمكنها أن تعارض. فهي مقيدة بالاتفاقات الائتلافية والخوف من تخييب آمال مؤيديها الذين هم على قناعة بأن “الدولة قد عادت لهم”. لأن الاصوليين وبنيامين نتنياهو غير موجودين في السلطة.

مصوتو ميرتس والعمل اظهروا كم هم مقيدون بضعفهم، عندما وافقوا على أن تكون اييلت شكيد وزيرة الداخلية ووزيرة العدل، وأن يكون افيغدور ليبرمان وزير المالية وأن يتولى النمر (العضو في يمينا) حراسة الجدي (ويتسلم ملف المستوطنات). وزراء واعضاء حزب العمل في الكنيست سيؤدون التحية لكل عملية افتراس يقوم بها الجيش الاسرائيلي، والاستجوابات والاحتجاجات التي يقوم بها اعضاء الكنيست من ميرتس ربما لا تتم الاجابة عليها. وماذا بالنسبة لراعم؟ سيتبين سريعا قصر يده في الدفاع عن حق مؤيديه بالكهرباء والمياه. من جهة اخرى، اذا فاجأتنا الحكومة الجديدة ببرنامج يدفع نحو أي مساواة ويسعى الى تقليص الفجوات والتمييز، فان الاصوات الستة الديمقراطية في القائمة المشتركة هي مضمونة له.

القائمة المشتركة هي المعارضة الديمقراطية الوحيدة ليس فقط بسبب دعمها لخطوات مثل رفع الاجور وزيادة الضرائب على الشركات وارباب المال وزيادة الرقابة وتقييد تجار السلاح واعادة تأهيل نظام الرفاه والغاء قانون القومية وزيادة ميزانيات المجالس المحلية المتخلفة. بمجرد وجودها وبرنامجها السياسي هي تعارض المكانة المتدنية التي وضعت فيها اسرائيل الديمقراطية في نظر نفسها مواطنيها الفلسطينيين. لذلك، اعضاءها يمثلون المليوني شخص، حتى الذين لم يصوتوا لها والذين لم يصوتوا أبدا، اضافة الى آلاف اليهود الذين صوتوا للقائمة المشتركة. وهناك سبب آخر لماذا اعضاء القائمة يجسدون مبدأ الديمقراطية: هم على صلة مع كل من يعيش بين النهر والبحر وغير مسموح لهم التصويت. هم وكلاء طبيعيين لجميع الفلسطينيين الذين يتم تقرير حياتهم من قبل حكومات اسرائيل، واسرائيل اليهودية وغير الديمقراطية تحرمهم من حقهم في الانتخاب. هم يمثلون فعليا سكان البلاد، أبناء الشعب الاصلي، الذين يسلبهم تشريع غير قانوني ومحتال ارضيهم وتاريخهم، والذين يعيشون في ظل التهديد الدائم على حياتهم، والذين جنود مسلحون وملثمون يقومون باقتحام بيوتهم في الليل، هم يمثلون في طور الامكان الطالبات من غزة اللواتي لا تسمح اسرائيل لهن بالدراسة في نابلس أو في رام الله، والاطفال الذين لا يعرفون ما هو الجبل لأن اسرائيل تحبسهم في قفص يوجد على شاطيء البحر.

اعضاء المعارضة الديمقراطية الاسرائيلية الوحيدة الستة لم يختاروا هذا التمثيل. هم قلائل جدا وليس لديهم وسائل وضعفاء امام جشع اسرائيل الذي لا ينتهي، وفي الغالب يخيبون آمال ناخبيهم. محاورون اسرائيليون قصيرو النفس سيقولون لهم يجب عليكم التعامل مع الصرف الصحي والجريمة، وليس بالسطو على اراضي قرية بيتا وقرية قبلان، أو حرية الحركة للغزيين وحق تقرير المصير. ولكن دورهم التمثيلي ينبع من مجرد وعيهم لما ترتكبه اسرائيل وراء الخط الاخضر ومن التاريخ والهوية القومية – الاصيلة لخمسة اعضاء منهم. هم يعارضون التوصيف غير الديمقراطي والفظ لاسرائيل: سيطرة على الارض وعلى الفضاء، واقصاء سكان هذا الفضاء عن صناديق الاقتراع. هم يعترفون بالخط الاخضر، لكن اسرائيل هي التي تقوم بمحوه بصورة منهجية.

هكذا، القائمة المشتركة هي قائمة صغيرة في الكنيست، تمثل العدد الاكبر من الناس الذين يعيشون في البلاد ويخضعون لسياسة الحكومة الاسرائيلية: حوالي 7 ملايين. في عالم سليم فان احزاب مثل القائمة المشتركة كان يمكن أن تشكل حكومة.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى