ترجمات عبرية

 هآرتس – بقلم  عميره هاس – الضربة الـ 11 …!!

هآرتس – بقلم  عميره هاس – 28/11/2021

” قتل الفتى امجد أبو سلطان، الذي يعيش قسم من عائلته في غزة وقسم في الضفة الغربية، وحد الارض الفلسطينية، مثلما كتب في المقال الذي نشر في صفحة الفيس بوك لعائلة خضر من قرية نجد المدمرة  “.

“والده ولد في غزة”، قال لي صديقي يوسف بشكل قاطع. التقينا أول أمس في المقبرة في بيت لحم في جنازة امجد أبو سلطان. ابن 14 الذي كان يحمل زجاجة حارقة عندما قام الجنود على احد الحواجز بقتله. “لا، هو ولد في دمشق”، أجبت. في الاسابيع الاخيرة التقيت عدة مرات مع والدي امجد وسمعت الكثير عن حياته. يوسف صمم: في دمشق؟، لكنه يلفظ حرف القاف بالجيم، مثلما يلفظونه في غزة”. “لقد عرفته في حركة فتح في لبنان. وقد اجتزنا دورة معا في الاتحاد السوفييتي السابق”، قال. هنا فهمت الامر وعرفت أنه يقصد جد الفتى. 

أنا قمت بتصحيحه: الجد ولد في حمامة التي تقع على بعد 24 كم من شمال غزة و2 كم عن الشاطيء. حمامة تعني طيور الحمام، على اسم البلدة البيزنطية في القرن الخامس التي تم العثور عليها في ذاك المكان، وهي بيليا. هذا ما نعرفه من كتاب وليد الخالدي بعنوان “كل ما بقي، القرى الفلسطينية التي تم احتلالها وافراغها من قبل اسرائيل في العام 1948”. سكان هذه القرية الكبيرة كان لهم هناك حوالي 41 ألف دونم. وقد تم احتلالها في تشرين الاول 1948 في عملية يوآف، التي سميت في البداية “الضربات الـ 10”. بني موريس في كتابه بعنوان “ولادة مشكلة اللاجئين الفلسطينيين” كتب عن العملية التي قادها “يغئال الون… الذي في كل عملياته السابقة لم يترك أي سكان عرب في المناطق التي احتلها”.

عشية النكبة كان يعيش في حمامة 5800 شخص. جد أمجد ولد هناك. وكطفل اصبح لاجيء مع والديه في غزة. في صباه انضم الى صفوف حركة فتح وتنقل بين الاردن ولبنان وسوريا ودول عربية اخرى. هكذا تعرف على زوجته، جدة أمجد، وهي من مواليد نابلس من عائلة عرفات النابلسية (حتى لا يتم الخلط بينها وبين عائلة عرفات من غزة)، التي كانت من بين النساء المؤسسات لفتح.

“أنا من كل الاماكن. لذلك، لا يوجد لدي تمييز بين غزيين وضفاويين، بين لاجئين أو سكان اصليين”، قال الأب الثاكل، اسامة. “لقد كبرت كفلسطيني، لكن الادق هو أن الغزيين هم اكثر حميمية ودفء من سكان الضفة، واحيانا يكون ذلك اكثر من اللزوم”. من تجربتي هذا تشخيص دقيق.

في العام 1994 عادت عائلة اسامة الى الوطن. مساره كرجل أمن فلسطيني رسم تقريبا مسبقا. فبعد أن تعلم في مدرسة عسكرية في الجزائر انضم الى سلاح البحرية الفلسطيني في غزة. وهناك تعرف على زوجته غادة خضر من مخيم جباليا، وهي ممرضة. 

والدها ووالدتها ولدا في قرية نجد التي تقع على بعد 14 كم شمال غزة والتي مساحتها 14 ألف دونم. الجيش الاسرائيلي طرد سكانها في أيار 1948. وبعد ذلك بنيت على اراضيها مدينة سدروت وكيبوتس أور هنير. عشية الحرب كان يعيش في القرية 720 نسمة، حسب موقع “زخروت”. في الفيس بوك توجد صفحة للعائلة الممتدة خضر من نجد. وقد نشر فيها اعلان نعي لأمجد، وايضا شكر من قبل العم من غزة لمن جاءوا للتعزية. والدها كان عضو في الجبهة الديمقراطية اليسارية.

أمجد، الولد الاصغر في العائلة، توجد له أخت وثلاثة اخوة، ولد في غزة في شباط 2007. وقد شهد الحرب في 2008 – 2009 عندما كان عمره سنتين تقريبا. وخلافا لاخوته الاكبر هو لا يتذكر الخوف من القصف. في 2011 سمحت اسرائيل للعائلة بالانتقال الى بيت لحم. “الاسرائيليون ابلغوني فجأة بأنه مسموح لي بالخروج من غزة”، قال اسامة. “خلال يوم كان يجب علينا جمع اغراضنا  وتوديع الاشخاص الذين جاءوا لوداعنا”. اسامة، الذي هو من مواليد دمشق، قال إنه عندما وصل الى غزة كان يتكلم مثل ابناء المدينة، كان يلفظ القاف بحرف الألف. “بعد ذلك بدأت أتكلم مثلما يتكلمون في غزة، أي لفظ حرب القاف بحرف الجيم”. خلافا له ابنه الصغير لم يكن في أي يوم في الخارج. لم أنتبه كيف كانت تلفظ غادة حرف القاف. في المرات التي التقينا فيها كانت قليلة التكلم. زوجها اشغل غياب ابنه بمساعدة التحقيق في ظروف قتله والنضال من اجل اعادة جثمانه، وحتى الآن هو يتحدث بلا توقف عنه. هي، بصمت ونظرات تخترق الفراغ واحيانا تصبح رطبة. منذ أن اختفت ابتسامة الولد من البيت هي تستطيع فقط النوم في فراشه. هي ممرضة في مستشفى.

في الجنازة التي مرت بأربع محطات (المستشفى، المسجد القريب من كنيسة المهد، البيت وبعد ذلك المقبرة القريبة من بيتهم)، شارك الكثير من الاولاد. “عندما توفي استوعبت كم هو كبير عدد اصدقاءه”، قال الأب. “حيث أنهم رأوا وقبلوا جبين صديقهم، وقد استوعبوا أنه سيغيب عنهم الى الأبد. هم تقريبا كانوا يركضون في الجنازة.

فقط رجال الامن في الجنازة حملوا السلاح . وكتحد للمؤسسة حمل الاولاد الاعلام السوداء للجهاد الاسلامي والاعلام الحمراء للجبهة الشعبية. كانت عدد قليل من اعلام فتح. وعدد من الاشخاص البالغين اهتموا باضافة بعض الاعلام لفتح. فقط علم اخضر واحد ظهر واختفى بين حين وآخر. “رجال أمن امروا بطي الاعلام”، سمعت ولد يقول لصديقه. جثمانه كان ملفوف بعلم فلسطين، وعليه اكاليل زهور. في صفحة الفيس بوك لعائلة خضر من قرية نجد المدمرة نشر مقال بعنوان “موت الفتى وحد الارض الفلسطينية”. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى