ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عميره هاس – السجينة هيلل رابين

هآرتسبقلم  عميره هاس – 20/10/2020

نقطة انطلاق هيلل رابين في رفضها للخدمة العسكرية، غيرسياسية. حيث أن كلمة احتلال وابرتهايد غير مذكورة في طلبهاللاعفاء “.

على خلفية امتيازاتها فان هيلل رابين كان يمكنها أن تخدم في قسمالاستخبارات أو فيصوت الجيشالاسرائيلي أو في أي وحدة غير قتالية،رفيعة المستوى بما يكفي من اجل أن تفيد تاريخها المهني المستقبلي. ولكنرابين، إبنة الـ 19 من البلدة الانتروبوسوفية المضطهدة، والتي لم تدخل فيجوفها في أي يوم اللحم أو الدجاج أو الاسماك، ترفض التجند للجيش لأنهاتعارض أي عنف.

كان يمكنها أن تجد طرق التفافية وأن تحصل على الاعفاء. أن تمثل بأنهامتدينة، أن تسرح استنادا الى بند نفسي. ولكن لا. هي تريد أن يعترفالجندي بشرعية ضميرها ورفضها. عند كتابة هذه السطور، هي ستمثل أماممحاكمة عسكرية للمرة الثالثة منذ نهاية شهر آب. وهي تنوي الاعلان مرةاخرى عن رفضها للتجند ورغبتها في التطوع في الخدمة المدنية بدلا منالخدمة العسكرية. من المتوقع أن تحاكم على الفور وأن ترسل ثانية الىسجن رقم 6. في المرة الاولى عندما رفضت حكم عليها باسبوع سجن وفيالمرة الثانية اسبوعين.

لقد جاءت مستعدة للسجن العسكري،لكن ليس هذا هو المسارالسهل نسبيا، قالت في محادثة. “هذا جدي، مخيف. تصادم مع النظامبكامل القوة. أنا خاضعة لقوانين المكان، وهذه قوانين السجن. كل شيءمرتبط بالحصول على اذن. أنا سجينة يتعاملون معي كمن ارتكبت جريمة“.

في طلب الاعفاء الذي ارسلته الى لجنة التجنيد كتبت: “القتل والعنفوالتخريب، كلها اصبحت امور شائعة الى درجة أن القلب اصبح مخدرومتجاهلواصبح الشر امر مألوف لدينا. ونحن ندافع عنه ونبرره، أونغمض العيون امامه ونعفي انفسنا من المسؤولية عنهأنا غير مستعدةللمشاركة في الحفاظ على وتطوير واقع عنيف. وغير مستعدة لأخذ دور فيالجيش الخاضع لسياسة حكومة تناقض قيمي…”.

هذا الطلب قرأه اعضاء اللجنة التي ناقشت طلبات رفض لاسبابضميرية. هم ايضا التقوا مع رابين. “لقد تركت انطباع لفتاة ذات مزايا نوعيةعالية، كتب في توصية اللجنة، التي اتخذت بأغلبية الاصوات: رفض طلبهاوتعيينها في وظائف تعليمية،التي فيها تستطيع أن تساهم في الجيشالاسرائيلي بصورة مهمة“. ممثل الاكاديمية، البروفيسور اسحق بن بنبجيوممثلة نظام العلوم السلوكية في الجيش الاسرائيلي، الرائد مور سيغل،اوصيا بقبول طلبها. رئيس اللجنة، العقيد تسفي غال، والملازم دانييل هتفلمن قسم المستشار القانوني للواء تخطيط القوة البشرية والاستفادة منها،والملازمة روي مور، ممثلة قسم القوة البشرية، اوصوا بعدم اعفائها منالخدمة العسكرية.

في القرار النهائي الذي وقعت عليه المقدم افيطال سايغتال، نائبة قائدوحدة تعيين المجندين، كتب أن اللجنةتولد لديها الانطباع بأن الادعاءاتالتي طرحت ليست مبررات يمكن أن يشملها الاستنكاف الضميري منالخدمة في الجيش، بل انها مبررات اخرى، ليس فيها ما يدلل على امتناعتام للخدمة العسكرية“. وما هو الشيء المجرد؟ أن معظم اعضاء اللجنةاستنتجوا أن رابين تعارض العنف الاسرائيلي الموجه ضد الفلسطينيين. وهذافي نهاية المطاف لا يعتبر بالنسبة لنا معارضة ضميرية بل سياسية.

إن نقطة انطلاق رابين ليست سياسية. كلمة احتلال غير مذكورة فيطلبها للاعفاء. ايضا ليس في اجاباتها على اللجنة. بالتأكيد ولا كلمةكولونيالية أو كلمة ابرتهايدهذه المفاهيم ايضا لم تطرح في محادثتهامعي. الجمل الموجودة في الطلب والتي ترمز الى أننا نعيش في اسرائيلهي من النوع: “لن اعمل في نظام مؤسس على عدم المساواة والخوف وعدمتقبل الآخرما يخيف الشاب اليهودي لا يخيف بدرجة اقل الشابالفلسطيني. ليس هناك شخص، وبالتأكيد ليس هناك شعب أو أمة كاملة،تستمتع بالمعاناة وتعيش من اجلها، وتتمناها لاولادها. ليس هناك قمعايجابي أو عنصرية مبررة“. هل الاغلبية في اللجنة تفترض أنها كانت مؤيدةللقمع والعنصرية في سويسرا أو في الولايات المتحدة، وبناء على ذلك تتجندلجيوشها؟.

يوجد لهيلل رابين الشجاعة للانحراف عن المسار المقبول الذي مهدطريقها المريحة، وأن ترفض. ليست امثالها يكثرون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى