ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عميره هاس  – الاغلاق الاولي يؤدي الى الترحيل تحت غطاء الهجرة

هآرتس – بقلم  عميره هاس  – 25/5/2021

” الهجرة أو التفكير فيها من قبل آلاف الشباب الواعدين واصحاب الشجاعة في غزة، هي كما يبدو طوعية. هي ترحيل مقنع. لذلك، كيف يمكن عدم رؤيتها كانجاز صهيوني؟ “.

هذا المقال كتب في هذه المرة انطلاقا من رؤية أنهم بعد كل شيء هم ليسوا اغبياء. وأن من يقفون على رأس الدولة اليهودية جدا يعرفون ويقصدون ما يفعلونه عندما يقومون بتعذيب الفلسطينيين في قطاع غزة. وبذلك هم يحولون محمد ضيف وأبو عبيدة الى ابطالهم القوميين. وحتى قبل أن تخبو صرخات الانتصار التي تثير الشفقة في غزة، وزير الدفاع بني غانتس وعد سكانها بالمزيد من المعاناة من النوع الذي تمتاز اسرائيل بالتسبب له بدرجة لا تقل عن تميزها في هجماتها العسكرية ما بعد الحداثية. غانتس وعد باستمرار الحبس الجماعي دون أي موعد لاطلاق السراح في مستوطنة العقاب المعزولة عن العالم، التي مياهها غير صالحة للشرب وارضها مشبعة بمياه المجاري وبقايا الذخيرة الدقيقة.

لقد سمعنا عدة مرات تصريحات بأن غانتس اطلق أمس لوسائل الاعلام: “منسوب انساني اساسي”، “آلية مساعدة تتجاوز حماس”، “الى حين اعادة المفقودين”، “يجب تعزيز المعتدلين”. ما الذي ينبئنا به هذا عن القادة، هل أنهم يكررون مرة تلو الاخرى نفس السياسة؟.

قبل أي شيء هذا يعني أن الحديث لا يدور عن مجرد عملية احباط دقيقة ليئير لبيد في طريقه الى رئاسة الحكومة. سياسة حبس سكان غزة لم تولد عند مجيء نتنياهو الملاحق بلوائح اتهام، وعند مجيء غانتس الذي يحاول التحرر من صفة المستخف. هما يواصلان الطريق التي رسمها أسلافهم في الليكود وفي العمل.

تكرار نفس سياسة فصل وخنق غزة يعني أنها سياسة ناجحة جدا. اغلاق محكم يتم تخفيفه بشكل قليل ومن ثم احكامه مرة اخرى، حصار – اسرائيل بدأت هذه السياسة في العام 1991 قبل أن يكون لحماس جيش، وعندما وعدت الحركة التي كانت تمثل الاغلبية (فتح) بالاستقلال في دولة مساحتها 22 في المئة من فلسطين التاريخية. بعد مرور ثلاثين سنة على ذلك، نحن مع جيش حماس المبجل، وحركة فتح ضعيفة، فاسدة ومكروهة، واسرائيل تختار من الاتفاقات فقط ما يدفع قدما بالمستوطنات.

صحيح أن اسرائيل قد تعرضت لهزيمة كبيرة: كما ثبت في الاسابيع الاخيرة، رغم كل تقنيات الفصل التي تستخدمها، ليس فقط في غزة – الفلسطينيون بين البحر والنهر والذين يوجدون في الشتات يظهرون وحدتهم كشعب، الذي انتماءه لوطنه يتعزز. ولكن في هذه الاثناء، والوقت هو عامل مهم، نجاحات اسرائيل تعمق جذورها. 

دون تجاهل اخفاقات النظام السياسي الفلسطيني فان الانفصال الجغرافي – السياسي – الاستراتيجي وقيام كيانين فلسطينيين غير حكوميين متعاديين ومتنافسين، هو نتيجة مباشرة للانفصال أحادي الجانب الذي اخترعه اريئيل شارون. الانفصال السياسي يعيق النضال الفلسطيني، وهذا بصورة واضحة انجاز لاسرائيل. وهاكم المزيد، الاغلاق والحرمان من حرية الحركة يقللان القوى والقدرات الانتاجية والابداعية. هذه يتم استثمارها في حملات استنزاف بيروقراطية من اجل احضار البضائع الاكثر حيوية الى القطاع واختراع مصدر رزق بسيط والتمكين من الخروج من اجل العلاج والدراسة. القدرات تتبدد وتتآكل أو تتم ترجمتها الى انتاج ذاتي لطائرات مسيرة وصواريخ ووهم ثمل القوة.

تجارب انسانية مثل الرحلات والتعرف على ثقافات اخرى ولقاءات مع اصدقاء وعائلة وفرص للتعليم المتقدم والتخطيط لشهر أو سنة، تم حرمان الغزيين منها. اغلاق ومنع التصدير والاستيراد أدى ويؤدي وسيؤدي الى البطالة والفقر. كل المواهب وروح النضال والوحدة لا تمحو الشعور بالاهانة من أن مئات آلاف الغزيين تحولوا الى محتاجين ومحل للشفقة. كل التضامن الدولي في الـ 13 سنة الاخيرة لم يغير هذه الحقائق.

هكذا، الشباب الذين تغلق امامهم اسرائيل أي أفق في وطنهم يقفون امام ثلاثة مسارات وهي الفقر والملل، الانضمام الى جيش الله والتحول الى شهداء أو الهجرة. الهجرة أو التفكير فيها من قبل آلاف الشباب الواعدين واصحاب الشجاعة، هي كما يبدو طوعية. هي ترحيل مقنع. لذلك، كيف يمكن عدم رؤيتها كانجاز صهيوني؟.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى