ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عميره هاس – اسمحوا لي أن أُخمن

هآرتس – بقلم  عميره هاس– 16/3/2021

سياسة التسامح والموافقة على الاعذار المخففة لم تعد كما كانت. والممارسات العنيفة ضد الفلسطينيين وصمت الشرطة عليها ومشاركة الجنود فيها من اجل حماية من ينفذونها بقيت على حالها ايضا ويسمونها الصهيونية  “.

نشر التقارير عن مغتصبين يهود متسلسلين يؤتي ثماره: المزيد من المتضررات يتجرأن على تقديم شهاداتهن، الشرطة تحقق في الامر، هناك سور آخر من الصمت انهار. سياسة التسامح لم تعد كما كانت. نشر التقارير عن مشاغبين يهود يهاجمون فلسطينيين ايضا يؤتي ثماره: المزيد من الميزانيات ومن الاراضي للبؤر الاستيطانية والمستوطنات؛ الشرطة لا تقوم بالتحقيق والجيش يبحث عن ببغاءات. الكولونيالية بقيت على حالها، لكن بصورة اكثر تطورا.

لا توجد حاجة الى الابلاغ عن كل هجوم وكل تحرش. الاجواء العامة والشبكات الاجتماعية توضح للمتحرشين والمغتصبين بأنهم لن يفلتوا من العقاب والعار. في المقابل، من يقومون بالطرد ومن يقومون بالسطو على الاراضي يعرفون أنه لن يمسهم أي سوء، وأنهم هم الذراع المخصخصة وشركاء في مشروع السطو الرسمي الناجح، وهو مشروع الصهيونية بلغتهم.

التعايش بين المهاجمين “المجهولين”، الذين هاجموا عائلة سعيد عوض في يوم السبت في ارضها، وبين الشرطة التي لا تكلف نفسها عناء العثور على المهاجمين، والجنود الذين يقومون بحمايتهم، يمكن ملاحظته على الارض في أي وقت. هذا عنف في وضح النهار وليس في الغرف المغلقة. هو ينفذ سياسة ويواصل املاءها وتوجيهها في نفس الوقت.

في الساعة الواحدة بعد الظهر في يوم الخميس الماضي كنت شاهدة مرة اخرى على هذا التعايش، بكل عدوانيته المعتادة التي لا يتم الابلاغ عنها. جلسنا في قرية أم لصفة وسمعنا من قاطفي العكوب الصغار كيف أن الجنود طاردوهم. فجأة جاء نبأ: مستوطنون اطلقوا النار على ولدين، رعاة اغنام من قرية منيزل. ذهبنا بسرعة الى هناك، بضع كيلومترات نحو الجنوب، تلال ناعمة وخضراء، منطقة للرعي تتلوى بين هذه التلال، الاغنام يتم حسدها على الهدوء وحقل زيتون تم الاعتناء به بشكل جيد، وفوق صخرة يجلس ولدان وجوههما مكفهرة، وقربهما الجدة التي قالت: “لقد صعدوا قليلا الى قمة التلة. في الشارع فوقهم (الذي يؤدي الى البؤرة الاستيطانية لوتسيفر أو مزرعة تاليا) ظهرت سيارة، خرج منها شخص وأطلق النار نحوهما. عادا ركضا وعندما وصلا كانت أيديهما ما زالت ترتجف من الخوف”.

الأب قام باستدعاء الشرطة التي جاءت بالجيب. والاولاد انفسهم لم يطلب منهم تقديم شهاداتهم. هدف من اطلق النار واضح وهو الردع والتخويف. أراد أن يتوقفوا عن الرعي وأن لا يأتوا لقطف أي شيء أو لقطف الزيتون. بفضل الارهاب المتراكم، هذه البؤرة الاستيطانية أو غيرها ستضيف المزيد من الاراضي “المتروكة” الى اراضيها. واسمحوا لي بالتخمين: لا أحد سعى من اجل العثور على مطلق النار.

بعد ذلك ذهبنا الى الحاجز العسكري في مدخل مدينة يطا الجنوبي. هذه هي الطريق الاقصر من جنوب شرق الضفة الى يطا. الحاجز اقيم في تشرين الثاني الماضي، كما يبدو من اجل تطبيق اغلاق الكورونا. في هذه الاثناء تحول الى حاجز مزعج ويسرق الوقت. الجنود المسلحون بعناية يحجزون الناس ويفحصون بطاقات الهوية ويفتشون السيارات ويخربون برامج الناس. اسمحوا لي بالتخمين: الحاجز استهدف الاثقال اكثر على الفلسطينيين، خاصة سكان سوسيا الذين يرفضون اخلاء اراضيهم لصالح المستوطنين.

نصر نواجعة، احد سكان سوسيا وباحث في “بتسيلم”، يتم احتجازه هناك بين حين وآخر. في الاسبوع الماضي تم احتجازه ساعتين من اجل القول له بأنه مستدعى للشباك. في المرة الثانية، بعد يومين على التحقيق معه تم احتجازه مدة ساعة لأن الجنود لم يحذفوا اسمه من قائمة الذين تم استدعاءهم للشباك. وفي المرة الثالثة لنفس السبب. في ذلك الوقت كنت معه، الجندي الذي أخذ بطاقات هويتنا نبش في السيارة وفي حقيبتي وقام بمصادرة مفاتيح السيارة ايضا. أنا يشرفني أن أجرب حتى لو جزء صغير من التعامل المتعالي تجاه الفلسطينيين. وبالمناسبة، هؤلاء هم الجنود الذين سارعوا الى ارضاء المستوطنين في حفات معون وقاموا باعتقال الاولاد الخمسة الذين كانوا يجمعون العكوب.

اسمحوا لي بالتخمين: نواجعة تم استدعاءه لمحادثة تحذير في الشباك لأنه قام بتوثيق عنف اسرائيلي شائع. ومثل ذلك، في يوم الاحد هاجم اسرائيليون ولد كان يجمع العكوب بين قرية بير العيد وقرية جنبه. وقد قاموا بطعن حماره وسرقوا النباتات التي جمعها. وقد قال الولد المذعور ووالده بأنه لا فائدة من تقديم شكوى في الشرطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى