ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عميره هاس – اسرائيل والسلطة الفلسطينية – أخوة الاجهزة

هآرتس – بقلم  عميره هاس – 6/7/2021

إن اعتقال فريد الاطرش هو نتيجة الأخوة بين الاجهزة الامنية الاسرائيلية والفلسطينية، حيث قامت اسرائيل باعتقاله بذرائع واهية، في حين أن السبب الرئيسي هو انتقاده للسلطة والاجهزة الامنية الفلسطينية بعد قتل نزار بنات “.

منذ قتل نزار بنات بسبب الضرب لم يتوقف المحامي فريد الاطرش عن انتقاد السلطة الفلسطينية بشدة والاجهزة الامنية فيها. هو يفعل ذلك من خلال مقابلات صحفية وعشرات المنشورات في الفيس بوك والمشاركة في المظاهرات. “ما كان قبل قتل نزار بنات لن يكون بعده”، بهذه الجملة ينهي تقريبا كل منشور نشره منذ 24 حزيران، بعد بضع ساعات على وفاة منتقد السلطة الفلسطينية الذي كان ايضا صديقه المقرب. مظاهرة الاحتجاج الاخيرة ضد السلطة والتي شارك فيها الاطرش كانت في يوم السبت في رام الله. بعد بضع ساعات على ذلك تم اعتقاله اثناء عودته الى بيته في بيت لحم.

لا، هؤلاء لم يكونوا رجال أمن فلسطينيين هم الذين اعتقلوه، بل جنود حرس الحدود الاسرائيلي الذين يوجدون على حاجز الكونتينر في جنوب قرية ابوديس، في الشارع المتعرج الذي تسمح عبره فقط اسرائيل بحركة الفلسطينيين في الطريق من شمال الضفة الى جنوبها. يبدو أنه عندما تم فحص بطاقة هويته ظهر اسمه على شاشة الحاسوب كمطلوب. وتبين أنه في 15 حزيران ارتكب الجريمة الخطيرة وهي المشاركة في مظاهرة في بيت لحم ضد قتل المواطنين الفلسطينيين في غزة بواسطة القصف الاسرائيلي. لذلك تم التحقيق معه أول أمس (الاحد) على مشاركته في اعمال الشغب وتنظيم مسيرة بدون ترخيص وازعاج جندي ومخالفات ضد النظام العام.

عند اعتقاله شعر الاطرش بوعكة صحية وتم نقله الى مستشفى هداسا. هذا ما نشرته “الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الانسان”، التي يعمل فيها هذا المعتقل الجديد كمدير لفرعها في جنوب الضفة الغربية. هذه الهيئة هي مؤسسة رسمية فلسطينية ومن مهماتها مراقبة وضع حقوق الانسان تحت حكم السلطة الفلسطينية وحماس، وتلقي الشكاوى عن الخروقات والتحقيق مع وتمثيل مواطنين في المحاكم الفلسطينية.

بعد مستشفى هداسا تم نقل الاطرش (44 سنة) للتحقيق معه في مقر حرس الحدود في عطروت. ومن هناك تم نقله الى المعتقل في سجن عوفر. “هذا يبعث على الارتياح أنه موجود في عوفر”، قال اصدقاءه. وحسب الاجراء العسكري، في المرحلة الاولى للاعتقال كان يجب سجنه في المعتقل الاسرائيلي في غوش عصيون. هناك الظروف غير محتملة  حتى بالنسبة للشباب الاكثر صحة منه.

بصفته شخص مستقل وفلسطيني يعيش تحت الاحتلال ومحامي، فان الاطرش يسمع ويعبر عن مواقفه الانتقادية ضد السلطات. الاجهزة الامنية الاسرائيلية اعتقلته في السابق وتم تقديمه لمحاكمة عسكرية بتهمة المشاركة في مسيرة غير مرخصة في الخليل في العام 2016، التي طالبت بفتح شارع الشهداء امام حركة الفلسطينيين. “الاحتلال يمنع الفلسطينيين من التظاهر”. وقد اتهم ايضا بازعاج جندي لأنه رفض طلبه باخلاء المكان. حوالي اربع سنوات استمرت هذه المحاكمة الحيوية جدا لامن اسرائيل. في نهاية المطاف توصل الطرفان الى صفقة في بداية شهر حزيران 2021. الاطرش اعترف بالتهم الموجهة اليه وحكم عليه بالسجن المشروط (غير الفعلي).

هاكم المفاجأة المدهشة. بعد فترة قصيرة على الصفقة، الحاكم الاسرائيلي سارع الى خداع الاطرش من بين مئات المتظاهرين الآخرين في بيت لحم وقال إنه ارتكب نفس الجرائم الفظيعة مرة اخرى وأنه يجب اعتقاله في اقرب وقت ممكن. انه مجرم متسلسل حقا. عدد من اصدقائه على قناعة بأن قوات الامن الاسرائيلية اعتقلته بناء على طلب من الاجهزة الامنية الفلسطينية. ويمكننا تفهم استنتاج البارانويا هذا عن الأخوة بين الاجهزة الامنية والتعاون والمصلحة في قمع المحتجين. في الحقيقة، السلطة الفلسطينية نفسها اعتقتل في يوم الاحد لبضع ساعات مهند كراجة، المحامي الذي صرح ضد قتل بنات وقمع المتظاهرين.

ولكن يجب علينا عدم الاستخفاف باستقلالية قرار وعمل سلطات الاحتلال الاسرائيلية. مضايقة الاشخاص من خلال عمليات التحقيق والاعتقال ودفع الغرامات والمحاكمات والسجن بتهمة ممارسة حقهم المدني في التظاهر والانتقاد، هي خبز وزبدة النظام الاسرائيلي القمعي المعروف بالدولة اليهودية والديمقراطية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى