ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عميره هاس – أنا ممولة للارهاب ..!!

هآرتس – بقلم عميره هاس – 26/10/2021

” إن اسرائيل تستخدم اموال الضرائب التي تجبيها في اعمال الارهاب ودعم ارهاب المستوطنين. واسرائيل في ملاحقتها لمنظمات المجتمع المدني تسعى الى تخويف فلسطينيين آخرين وردعهم عن مقاومتها “.

أنا اعلن بهذا واعترف بأنني ممولة للارهاب. جزء من اموال الضرائب التي ادفعها للدولة يستخدم لتمويل نشاطاتها الارهابية وتمويل النشاطات الارهابية لمبعوثيها المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني. اذا كانوا يستهدفون بـ “الارهاب” فرض الذعر والخوف فماذا يفعل قادة الجيش والشباك عندما يقومون بارسال الجنود الملثمين لاقتحامات ليلية لبيوت الفلسطينيين؟. مع الكلاب ويحملون بنادق مصوبة والجنود يوقظون العائلات من النوم ويقلبون محتويات الخزائن ويصادرون الممتلكات ويضربون الشيوخ امام اعين الاولاد. ماذا يفعل مفتشو الادارة المدنية عندما يتجولون بين تجمعات الرعاة ويفحصون اذا كان قد اضيفت خيمة أو زلاجة للاطفال التي يجب تدميرها؟ ماذا تفعل كاميرات المراقبة المزروعة في كل حاجز يوجد على مدخل كل مدينة فلسطينية اذا لم يكن من اجل التخويف؟ وجنود حرس الحدود في القدس، الذين يعتقلون كل من يبدو لهم عربي، والجنود ورجال الشرطة الذين يوجهون هنا ركلة وهناك صفعة لمن يتجرأ على مناقشتهم أو على قطف زيتون، ما هو عملهم اذا لم يكن فرض الرعب؟.

عصابات المستوطنون الملثمون، مع صدور مكشوفة والاهداب المقدسة والسلاح الحامي والبارد، ماذا نسمي طقوس العربدة التي يشنونها على الناس وعلى الاشجار اذا لم تكن ارهاب؟. اجزاء صغيرة من الضرائب التي ادفعها بالتأكيد تصل اليهم، ربما لمجلس المستوطنات الذي يتبناهم. وربما لموظفي وزارة الدفاع الذين خططوا ونفذوا النموذج الناجح للبؤر الاستيطانية للرعاة. في كل ارجاء الضفة البؤر الاستيطانية تعمل بنفس الطريقة: عائلة واحدة من المستوطنين المخضرمين تسيطر على قطعة ارض وتحصل على قطيع من الاغنام والابقار. وبتهديد البنادق والحجارة والكلاب يقوم رعاة شباب وطائرات مسيرة بمنع الفلسطينيين وقطعانهم من الوصول الى اراضي رعيهم.

منذ زمن مفهوم الارهاب تجاوز حدود التخويف المجرد، هو يشمل ايضا التدمير والقتل. الضرائب التي ادفعها أنا وكل مواطني اسرائيل تمول ذلك. جزء من الضرائب التي ادفعها يمول قصف المباني السكنية وقتل السكان الفلسطينيين، من بينهم اطفال صغار ونساء. ضرائبي مولت الرصاص الذي قتل واصاب فلسطينيين في بيتا وفي غزة. ضرائبنا تدعم المستوطنات وتمول تكلفة هدم بيوت فلسطينية بأيدي الادارة المدنية وبلدية القدس. تحت غطاء دولة قانون وبتمويلنا تنفذ اسرائيل كل هذه النشاطات الارهابية وغيرها الكثير، كل يوم وفي كل ساعة.

من يسيطرون على مراكز القوة دائما حاولوا ويحاولون احتكار التأثير، كنهج لتخليد تفوقهم. البطريركية هي التي وضعت المفهوم الطبي “هستيريا”، من الجذر رحم باليونانية، كوسيلة كي تثبت بالاسمنت المكانة المتدنية للنساء. البريطانيون وعدوا بأن الايرلندي ستكون كلمة مرادفة للغبي، وبعد ذلك للكسول والمدمن على الكحول من اجل أن يفسروا سيطرتهم على ايرلندا. “الغبي”، “الاسود” و”الارهابي”، كانت كلمات مترادفة لدى البيض في جنوب افريقيا، كوسيلة لتبرير الاستغلال والفصل العنصري والقمع الارهابي. هكذا، اسرائيل المحتلة تعرف ما هو الارهاب وتضم فيه ايضا ست منظمات غير حكومية فلسطينية.

سبب ملاحقتها واضح. فهذه المنظمات الاجتماعية حققت عدة انجازات تثير الانطباع في معارضتها للاحتلال الاسرائيلي. وقد عملت وهي تعمل من اجل أن تقدم للمحاكمة في لاهاي اسرائيليين مسؤولين عن جرائم حرب وجرائم ابرتهايد، وقد دفعت السلطة الفلسطينية الى هذا المسار. هي التي تكشف طريقة الاعتقالات بالجملة لاسرائيل، بما في ذلك اعتقال القاصرين، والفضيحة التي تسمى “محكمة عسكرية”. هي تدعم المزارعين الفلسطينيين امام تنكيل الادارة المدنية والمستوطنين. وهي تطور قيم يسارية ونسوية، وتنتقد ايضا السلطات الفلسطينية. هي (ليس فقط هي) في صراع دائم ضد ارهاب الاحتلال. والاحتلال، مثل الارهاب، في ملاحقته لهذه المنظمات يسعى الى تخويف فلسطينيين آخرين وردعهم عن مقاومته.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى