ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عميرة هاس – لقد أثبت ترامب أنه ليس صحيحا ان: “الأسوأ هو الأفضل”

هآرتسبقلم  عميرة هاس – 3/11/2020

إن مسؤولية الناخب اليساري لا تنتهي بوضع البطاقة في صندوقالانتخاب بل هو ملزم بالعمل طوال الوقت من أجل أن يدفع قدماً بأجندةأكثر تقدماً من أجندة من ينتخبهم“.

يساريون وأمريكان قدماء وبارزين يصوتون لجو بايدن دون ام يكونوا مؤيدينله وحتى وهم يشمأزون من مواقفه وسياسته في الماضي. من بينهم يمكن اننجد أنجيلا ديفز، كورنال ويست، نوعم تشومسكي، وبالطبع بيرني ساندرز،والذين أيضاً دعوا الآخرين لأن يحذوا حذوهم.

مغزى تصويتهم يتجاوز صندوق الاقتراع وحدود الولايات المتحدة. هو يشكلدرساً لليسار أينما كان. الرسالة القاطعة الأولى لهم، هي انه ليس صحيحاانالأسوأ هو الأفضل“. بالعكسوكما أثبتت ال4 سنوات لدونالد ترامبكرئيسبقدر ما كان الأمر أسوأ فقد أصبح الأمر أكثر سوءاً بالنسبةللأغلبية العظمى.

المناخ هو المثال الواضح والأكثر إقناعاً: هنا يدور الحديث عن مشكلة تمس مجملالإنسانية. ليس هنالك زعيم استهان بالاكتشافات العلمية وبالوعي الشعبي لخطرالاحتباس الحراري والحاجة لوقفه أكثر من ترامب، هو ومحيطه القريب يجسدونالفرضية الأساسية اليسارية، أن الرأسمال الذي يسعى للربح الفوري لا يعرفالشبع ولا يهتم بالأضرار التي يسببها.ان فوزا ثانيا لترامب سيكون بساطاً أحمرلمن ينكرون الكارثة المناخية، في طريقهم لتسريعها، مع التسهيلات البالغة فيالضرائب المقدمة لهم.

أيضاً العنصرية البيضاء ستكسب من ولاية جديدة لترامب، تلك العنصريةالفكرية التي رأيناها في المعدل العالي لضحايا الكورونا في أوساط غيرالبيض، وبالسهولة التي لا تحتمل التي يقتل بها رجال الشرطة، وفيالألاعيب البيروقراطية التي استهدفت التشويش على تصويت السود. ترامبلم يخترع العنصرية البيضاء، ولكنه يمثل الخوف البدائي للبيض في الولاياتالمتحدة من فقدان تفوقهم العددي، الاقتصادي، الثقافي.  العنف العنصريهو النهج المؤكد للحفاظ على تفوق وردع من يطالبون بتغيير او بحقوق. فيالولايات المتحدة هي توأمسنجعل أمريكا كبيرة مرة ثانية“. انتخاب ترامبسوف سيزيد العنصريين العنيفين.

اليسار لا يستطيع أن يسمح بنفسه بترف الحفاظ على طهارته، يقول نفساليساريون القدمان .وامتناعه عن التصويت سيشكل عقابا لجمهور كبيرسيضرر مباشرة وبدرجة شديدة من فوز المرشح الخصم. التطهريون الذينيعارضون التصويت بقولهم أنه لا فرق بين الحزب الديموقراطي والجمهوري بقيادةترامب (كلاهما يمثلان سلطة رأس المال)، يؤمنون بالعملية الطبيعية لزيادة قوةوتنظيمالضعفاء، الذي يجب أن يحدث. ولكن العديد من الضعفاء يرون حقاً فيالحزب الديموقراطي نوع من الأمل والوعد.

إن مسؤولية الناخب اليساري لا تنتهي بوضع بطاقته الانتخابية، بل عليهالعمل طوال الوقت من أجل ان يدفع قدماً بأجندة أكثر تقدماً من أجندةالمنتَخبين. إن بطاقة لبايدن هي دلالة على الثقة في ناخبين آخرين له، والذينيخافون من ترامب ومن القوى الظلامية للعنصرية وكراهية النساء والجهالة،والذي لم يخترعها ولكنه بالتأكيد دفع بها قدماً وطورها. هؤلاء أفارقةأمريكان، أمريكان من أصول لاتينية، نساء، من يصوتون للمرة الأولىوشهدوا كطلاب ثانوية ما احدثه النمط الأمريكي المتمثل بتقديس السلاحوحرية المتاجرة به.

يوجد بينهم شبان من الطبقة الوسطى والدنيا والذين لا يستطيعون تمويلتعليمهم العالي، وناخبو ساندرز المرشح الذي أظهر لمتنافسين ديموقراطيينآخرين (وللكونجريس ولمجلس الشيوخ) أن بالإمكان التحرر من الاعتماد علىالمتبرعين الأغنياء الذين يملون المواقف (مثلاً بشأن التأييد المخجل لإسرائيلالمحتلة). هذا معسكر متنوع، والذي يعرف أن عظمة أمريكا كانت عن طريقالعبودية والاستعباد وعن طريق سلب وقتل الشعوب الأصلية وعن طريقاستغلال فظيع للعاملين وفي التدخل بدون خجل للشؤون الداخلية لدولأخرى ولكنه أيضاً يعرف أنه يوجد لها تراث من حركات المعارضة، التغييروالإصلاح.

الحزب الديموقراطي في السلطة يجب أن يتعلم من خطأ التعالي فيالسنوات الأخيرة. سيكون عليه أن يصغي لهذه  المجموعات، وأن يأخذبالحسبان مواقفها ومطالبها، وأن يدفع قدماً بسياسات رفاه وإنقاذ للبيئة. هذا هو الأمر الأخير الذي يمكن أن نتوقعه من ترامب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى