ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عكيفا الدار – من الافضل لدعاة السلام والمصالحة الابتعاد عن حركة المقاطعة “بي.دي.اس”

هآرتس – بقلم  عكيفا الدار  – 26/7/2021

” اذا لم تحذو شركات كبيرة حذو شركة “بن آند غريس” فان ما سيتبقى من خطوة مقاطعة اسرائيل هو صوت التباكي البافلوفي لرئيس الحكومة وبديله. وطالما أن حركة بي.دي.اس لا تعترف بحق اسرائيل في الوجود وبالخط الاخضر فمن الافضل لمن يؤيدون السلام والمصالحة الابتعاد عن هذه الحركة المتطرفة “.

الضجة حول حركة “بي.دي.اس” في اعقاب مقاطعة “بن آند غريس” للمستوطنات، ذكرتني بلقاء مع اعضاء في هذه المنظمة قبل بضع سنوات في بروكسل. وقد قلت لهم بأن سلع مثل حلاوة “احفاه” ونبيذ “بسغوت” لا تدخل فمي. ردود افعال الجمهور، الذي كان في معظمه من الفلسطينيين الذين يعيشون في بلجيكا، تراوحت بين الاستهزاء والاحتقار. “ماذا بالنسبة للمنتوجات الاسرائيلية؟”، سأل شاب كان يرتدي الكوفية. أنا حاولت عبثا اقناعه بأنه يوجد فرق بين الفلفل الذي تمت زراعته في غور الاردن والخيار الذي نما في كيبوتسدغانيا في غور الاردن. طالبة مع لهجة فرنسية قالت “طالما أنني أدفع الضرائب لحكومة اسرائيل، وقسم كبير منها يغذي المشروع الصهيوني، فأنا أتحمل جزء من المسؤولية عن مظالم الاحتلال”.

في نفس المساء حركة “بي.دي.اس” فقدتني. وقد فهمت أن هذه الحركة، أو للأسف، الكثير من اعضائها، هم توائم مشابهة لايتمار بن غبير وبتسلئيلسموتريتش. هؤلاء لا يعترفون بحق وجود دولة اليهود على أي ارض تقع بين البحر والنهر. واولئك يسعون الى تطهير هذه المنطقة من غير اليهود. هؤلاء واولئك يحاولون اصلاح ظلم قديم تسبب فيه الاغيار لابناء شعبهم قبل 73 سنة عن طريق ظلم جديد. الطرفان يرفضان الاعتراف بحدود 1967 كأساس لمصالحة جغرافية وحل نزيه ومنطقي لمشكلة اللاجئين. اضافة الى ذلك، الوسائل التي يتبعونها من اجل تحقيق اهدافهم تبعدهم عنها. 

إن حرمان الاولاد في معاليه ادوميم من حقهم في لعق البوظة من انتاج “بن آند غريس” لن يخرج الوالدين من البيوت، مثلما أن عنف المستوطنين لم يحدث موجة هجرة من رام الله. حسب تقرير نشره قسم الابحاث في الكنيست في العام 2014، فان قرار الاتحاد الاوروبي وسم منتوجات المستوطنات لم يتسبب بأي ضرر لاسرائيل على مستوى الاقتصاد الكلي. حجم التصدير الاسرائيلي حتى ازمة الكورونا كان في منحى تزايد، وهكذا حجم الاستثمارات الاجنبية المباشرة. 

إن زيادة قوة اليمين الاستيطاني تثبت أن الضغط الاقتصادي لا يحرك الرأي العام في اسرائيل باتجاه رأي من يعارضون الاحتلال. وحتى أن المقاطعة الثقافية لا تقوم بهذا الدور. كم هو عدد الاسرائيليين الذين يعرفون المسرحي والمخرج الاسكتلندي، ديفيد غريغ، المدير الفني لمسرح “رويال ليسئوم” في أدنبرا. ويتذكرون أنه انضم قبل ثلاث سنوات الى صفوف الفنانين الذين قاطعوا اسرائيل. وكم هو عدد الاسرائيليات اللواتي يهتممن بأن الكاتبة المسرحية الاسكتلندية، سام هولكروفت، لا تسمح بعرض مسرحياتها على مسرح اسرائيلي؟ طالما أنهم لا يزعجونهم في مشاهدة الدوري الاوروبي في القناة 13. بالنسبة لهم الاحتلال يمكن أن يستمر الى الأبد. علم اسرائيل يرفع الآن بفخر في طوكيو. هذا هو الوقت المناسب للتذكير بأن اقصاء جنوب افريقيا عن الالعاب الاولومبية ساعد النظام الابيض على الفهم بأنه قد حان الوقت لانهاءالابرتهايد. 

اصحاب شركة “بن آند غريس” نجحوا في اعادة الاحتلال الى جدول الاعمال. ولكن اذا لم تذهب شركات كبيرة اخرى في اعقاب شركة البوظة الكبيرة هذه فان ما سيبقى من هذه الخطوة هو صوت التباكي البافلوفي لرئيس الحكومة وبديله. اعضاء حركة بي.دي.اس والمتحدثون بلسانها وأمثال الاشخاص الذين التقيت معهم في بروكسل يخدمون سياسيين ونشطاء سياسيين، الذين يحولون الاحتجاج ضد الاحتلال الى “نضال من اجل تدمير اسرائيل، مرورا بمظاهر اللاسامية”. طالما أن بي.دي.اس ترفض الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود وترفض رؤية الخط الاخضر كحدود لنضالها فمن الافضل لمن يؤيدون السلام والمصالحة الابتعاد عن هذه الحركة المتطرفة.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى