ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عبد ل. عزب – يا نافا درومي، هل تعتبرين العرب من بني البشر؟

هآرتس – بقلم  عبد ل. عزب  – 22/3/2020

بالنسبة للسياسة فان القائمة المشتركة بشكل خاص والعرب بشكل عام هم مرفوضون بالنسبة لليمين. ولكن لا يوجد أي معارضة للعرب الذين يوجدون في الطواقم الطبية التي تحارب فيروس الكورونا “.

أنا أحب الامثلة بكل اللغات وأقوم باستخدامها دائما في التحدث والكتابة. ولحسن حظي أنني تعلمت في عائلة تحب الامثال وتستخدمها بشكل دائم. ولكن من يستخدم الامثال العربية (أعتقد أن هذا الامر يسري على كل اللغات) يجدر به أن يفحص جيدا أمثاله، حيث أن بعضها مغلوط من جهة الوقائع وبعضها يثير الكراهية والعداء. وهناك مثل عربي يقول، خسارة على الصياغة الجميلة التي نفقدها في الترجمة، “من بيت العقرب لا تقرب ومن بيت الحية إفرش ونام”. من ناحية واقعية العقرب غير مخلص لبيته، في حين أن الافعى الكبيرة تحافظ جدا على مساحة جغرافية ثابتة، خاصة التي تكون مليئة بالقوارض والطيور.

المثل الذي يقول “إتق شر من أحسنت اليه” وحتى أنه نسب خطأ للنبي محمد، يفتح مدخل للكراهية الزائدة لأن بني البشر الذين صنعت معهم معروف يعترفون به ويردون الجميل لك في المقابل. ايضا عند أبناء عمنا اليهود يقولون “احترمه ولكن شك فيه”. كيف يكون هذا؟ ولكن يبدو أن أحد الامثلة الاكثر اشكالية في اللغة العربية هو المثل الذي يقول “عدو عاقل خير من صديق جاهل”، حيث أن التاريخ علمنا بأن الاعداء العقلانيين هم الاكثر وحشية وقتل.

يبدو أن التربية الفاشية في اليمين الاسرائيلي، العلماني والمتدين، عميقة بعمق جذور هذا اليمين. وفي 1988 عندما كان عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش ما زال شابا ولم يحلم بخطته للحسم التي تشمل ترحيل عنيف (تومار فريسكو، “هآرتس”، 14/5/2017)، قمت بالقاء محاضرة امام طالبات ومعلمات سمنار ديني. وفور تقديمي لحوالي 300 من المشاركات وقبل القاء المحاضرة، طلبت مني امرأة جلست في زاوية القاعة وقدمت نفسها على أنها معلمة: هل مسموح أن اسأل سؤال؟، قالت. وعندما قلت نعم. قالت بأنها قرأت عن فريضة الجهاد التي توجد في القرآن. وهي تعرف أن الدين الاسلامي هو اكثر الاديان التي تدعو للقتل. مشاركة اخرى استغلت الفرصة لسؤال آخر قبل المحاضرة: نحن اليهود كانت لنا كارثة. وقد حان الوقت لتكون لكم كارثة ايضا، أنتم العرب.

لن أكرر الاجابات المنطقية على هذين السؤالين والتي شملت العديد من الاقتباسات من المصادر اليهودية. ايضا قدمت لهن اقوال لحاخامات. ولحسن الحظ قبل أن يبدأ الحاخامات في المدرسة العسكرية التمهيدية في عيلي بالتحدث. حيث أنه من اقوالهم يمكن اشتقاق نظرية العرق الاكثر قتلا التي كانت في تاريخ الانسانية. بالمناسبة، تكفي وصية شطب ذكر “العماليق”. باختصار، حسب رأيي جميع الديانات حسب تعريفها هي عنصرية وتدعو الى القتل.

عندها نهضت فتاة شقراء لها عيون لامعة وكان لديها اقتراح اكثر “انسانية” وهو أن يكون العرب عبيد لليهود. وقد أجبت هذه الطالبة بسؤال: هل تعتبرينني انسان؟ ولم تكن لديها اجابة.

يبدو أنه اذا تم طرح هذا السؤال على الحاخامات في المدرسة التمهيدية في عيلي وعلى عضو الكنيست سموتريتش وعلى الاغلبية في اليمين الاسرائيلي فان الجواب سيكون “لا” كبيرة، بشكل علني وواضح وبدون أن يرمش لهم جفن. ليس فقط أنهم يعتمدون على مصادر دينية عنصرية وعنيفة، بل إن حكم الكراهية لنتنياهو الذي استمر اكثر من عقد، ويبدو أنه لن يتركنا الى الأبد، زاد هذه العنصرية بشكل ظهرت فيه احيانا أنها لن تتغير. نتنياهو لا يرى فقط في القائمة المشتركة، بل معظم العرب في اسرائيل، جزء شرعي، متساوي في المكانة، من المجتمع الاسرائيلي.

احد النتائج البارزة لهذا التحريض العنصري، أو مثلما اطلق عليه جدعون ليفي “فاشية مصفاة منفلتة العقال”، هي مقالات نافا درومي، وهذه المقالات مثل كل اليمين في اسرائيل وبالذات كل اليمين، تقطر بالسم والكراهية تجاه من لا ينتمي لمعسكرها. درومي وجهت في السابق الانتقاد لضباط كبار في الجيش مثل اهود باراك (“هآرتس”، 1/8/2019) وفي المقال الاخير هاجمت رؤساء الاركان السابقين الثلاثة الذين يقودون حزب ازرق ابيض (“هآرتس”، 19 الشهر الحالي). يا للسخرية، هنا في ظل ظروف الكورونا، أنا ادافع عن رؤساء الاركان السابقين امام من عمرها أقل من فترة الخدمة العسكرية لكل واحد منهم.

درومي كتبت أن “قرار ازرق ابيض برؤية القائمة المشتركة لاعبة سياسية شرعية هو قرار فيه امكانية كامنة تدميرية”، هذه اقوال مخففة لنظرية العرق الفاشية، وهي تعني “العرب ليسوا شركاء شرعيين في المجتمع الاسرائيلي”. هذه الاقوال غير شرعية، ولكن من اجل وضع الامر بشكل بسيط ومباشر وخلافا للادعاء الكاذب لدرومي ونتنياهو، فان القائمة المشتركة لا تؤيد الارهاب.

لدي انتقاد شديد على احتفالات الشهداء التي يشارك فيها رؤساء لجنة المتابعة، وعدد من رؤساء القائمة المشتركة. ولكنهم لا يؤيدون الارهاب. حتى أن افعال حنين زعبي الاستعراضة وافعال باسل غطاس – فون، لم تكن اكثر من استفزاز صبياني لولد منبوذ في المجتمع العربي نفسه. وأنا أعرف بشكل شخصي عدد من اعضاء القائمة المشتركة، بمن فيهم زعماء التجمع الديمقراطي. هم لا يؤيدون الارهاب.

في ايام الامتحان هذه لفيروس الكورونا التي يتم استغلالها جيدا من قبل نتنياهو واليمين لتدمير ليس الفيروس فقط، بل الديمقراطية المحتضرة في اسرائيل، فمن الطبيعي أن يكون هناك عنصريون مثل درومي بروح المقولة اليهودية “كل عنيف هو بطل”. ولكن الرد الافضل على العنصريين والفاشيين يقدمه ليس مراسلون هواة مثلي، بل الاطباء العرب الذين يعملون بتعاون كامل مع زملائهم الاسرائيليين. وعودة الى سؤال نافا درومي، هل تعتبرينهم من بني البشر؟ لا تكلفي نفسك عناء الاجابة. فاجابتك غير مهمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى