ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – وهم أمن المستوطنات غربي جدار الفصل يتبدد

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 22/12/2020

في السنوات الاخيرة قام فلسطينيون من المناطق بعمليات تخريب في الجدار من اجل أن يتمكنوا من العبور الحر الى داخل اسرائيل. والغابة التي قتلت فيها استر هورغن توجد قرب أحد مسارات التهريب. والمتهمون المحتملون هم الذين يستخدمون هذا المسار بشكل دائم أو الذين يقومون بنقلهم “.

غابة الريحان التي قتلت فيها أمس استر هورغن، وهي أم لثلاثة اولاد، تقع في الجانب الغربي من جدار الفصل. عندما رسم رئيس الحكومة في حينه اريئيل شارون الخط الذي على طوله سيمر الجدار في 2002، في ذروة الانتفاضة الثانية، اهتم بأن يتم شمل الكتل الاستيطانية شكيد وحننيت وطل منشه (المستوطنة التي كانت تعيش فيها هورغن)  في مسار الجدار وأن يتم ربطها مباشرة مع حدود الخط الاخضر.

ولكن الجدار الذي يفصل بين هذه المستوطنات وجنين تخلق الشعور بالأمن الزائد، والذي تم تبديده أمس. مرت اكثر من 15 سنة منذ أن استكمال بناء الجدار في القسم الواقع في اقصى الشمال. في السنوات الاخيرة، بشكل خاص، قام الفلسطينيون بصورة منهجية بأعمال تخريب في الجدار كي يتمكنوا من العبور الحر الى قرى المثلث التي تقع في الجانب الغربي، ومن هناك الى المدن الكبيرة في اسرائيل. في صناعة التهريب عبر الجدار يشارك من ينقلون الفلسطينيين بدون تصاريح مكوث في اسرائيل وسارقي السيارات وتجار السلاح والجهات الاجرامية الاخرى على جانبي الخط الاخضر، يهود وعرب.

الغابة التي قتلت فيها هورغن عند خروجها للمشي في الظهيرة توجد قرب أحد مسارات تهريب الفلسطينيين الذين ليس لديهم تصاريح. الشك الفوري يقع على من يستخدمون هذا المسار بشكل دائم، الفلسطينيون الذين يدخلون من خلاله الى اسرائيل أو اشخاص يقومون بنقلهم مقابل المال، على الاغلب عرب اسرائيليون من سكان قرى المثلث. في هذه اللحظة اتجاه التحقيق الاساسي يتعلق بقتل على خلفية قومية أو أن الدافع الوطني كان أحد الاعتبارات التي تقف خلف عملية القتل. يبدو أن هذا من نوع العمليات التي تتم من خلال استغلال الفرصة دون تخطيط مسبق. في الغالب الامر يتعلق بمهاجم فرد يعثر على ضحية عاجزة وبعد القتل يغادر المكان بسرعة. الشباك الذي يتولى التحقيق بالتعاون مع الشرطة، خبير في هذه التحقيقات وهو قادر على استخدام وسائل كثيرة من اجل حل لغزها. يمكن الأمل والافتراض بأنه سيعثر على القاتل بسرعة كبيرة نسبيا.

سنة 2020 كانت سنة هادئة جدا، بمفاهيم الارهاب الفلسطيني. هورغن هي الضحية الاسرائيلية الثالثة في هذه السنة. فقد سبقها الجندي الذي قتل عندما تم القاء طوبة عليه اثناء تنفيذ اعتقالات في جنين، ومواطن اسرائيلي قتل في بيتاح تكفا طعنا بالسكين. جنين، مقارنة مع مدن فلسطينية اخرى، تعتبر اكثر هيجانا. فقد سجل فيها العدد الاكبر من حوادث اطلاق النار حيث أن أي دخول للجيش من اجل تنفيذ اعتقالات في مخيم جنين أو في قباطية يواجه بمقاومة مسلحة من قبل خلايا محلية. ولكن يوجد للمخربين في منطقة جنين ما يكفي من الفرص للاحتكاك العنيف مع الجيش بصورة اقرب من البيت. لذلك، القتل في غابة الريحان يبدو اكثر ارتباطا بأشخاص يتسللون عبر الجدار أو بمن ينقلونهم.

عمليات التخريب في الجدار تجري منذ سنوات، ولكن في السنوات الاخيرة هذا الجدار اصبح مفتوح على طول اجزاء واسعة منه. الجيش الاسرائيلي ووزارة الدفاع يقومون باجراء اصلاحات مؤقتة فيه الى أن يتم اختراقه مرة اخرى. هؤلاء ليسوا فقط الفلسطينيين الذين ليس لديهم تصاريح، بل ايضا عدد من الفلسطينيين الذين لديهم تصاريح للعمل في اسرائيل، يفضلون استخدام الثغرات من اجل أن يوفروا على انفسهم وقت الانتظار في الحواجز.  

النتيجة المباشرة للجدار المخرم هي ارتفاع عدد حالات السطو والسرقة من المستوطنات الزراعية في مرج ابن عامر وفي عيمق حيفر وفي منطقة تلموند. والخوف، مثلما في فترة الانتفاضة الثانية، هو من أنه على نفس المنصة الجنائية ستجري ايضا عمليات ارهابية من خلال استخدام نفس المسارات ونفس الوسائل. عملية القتل في بيتح تكفا وعملية طعن اخرى حدثت في رأس العين نفذها فلسطينيون ليس لديهم تصاريح تسللوا عبر السياج الحدودي.

طوال سنوات اختارت اسرائيل غض النظر عن حركة الفلسطينيين الذين ليست لديهم تصاريح مكوث. ومؤخرا ازاء حجم وتداعيات هذه الاعمال بدأت في تغيير سياستها. وفي الفترة الاخيرة تم وضع كتيبة لحرس الحدود في منطقة الخط الاخضر في منطقة جنين، التي خضع لها ايضا فصائل عسكرية من اجل أن تحاول تقليص التخريب في الجدار وحجم التسلل عبره. ولكن على خلفية الهدوء النسبي في الضفة فان الجيش يضع في المناطق قوات بحجم اقل بكثير مقارنة بفترات صاخبة في الماضي. الامر يتعلق بجزء من ادارة مخاطر محسوبة، بدونه فان رئيس الاركان لم يكن ليستطيع أن ينفذ نموذج التدريبات الموسع الذي يسمح للوحدات الهجومية النظامية في الجيش الاسرائيلي بأن تكرس الآن حوالي نصف وقتها للاستعداد للحرب.

تردد ازاء ردود زائدة

خلال ذلك اعلن أمس الجيش الاسرائيلي عن فصل جندي من دورية غولاني، الذي وثق فيلم فيديو من كاميرات الحماية تسرب الى الشبكات الاجتماعية، سلوكه المتردد امام فلسطيني القى عليه زجاجة حارقة. الحدث وقع في منتهى السبت عندما نزل فلسطيني من سيارته قرب موقع للجيش على المدخل الخلفي لمستوطنة كدوميم وتشاجر مع الحارس وعندها القى عليه الزجاجة وهرب من المكان.

الجندي لم يصب، وهو لم يطلق النار على الفلسطيني، رغم أن اوامر اطلاق النار تسمح له باطلاق النار على أرجله. نشر الفيلم أدى فورا الى حوارات صادمة في الشبكات الاجتماعية وفي وسائل الاعلان عن ضياع ردع الجيش الاسرائيلي، الى جانب دعوات لفصله كجندي. قليل من الزيت سكب على النار عندما تسربت مراسلات داخلية في الجيش، التي فيها تم توجيه انتقاد لسلوك الجندي. المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي قال إن قائد الكتيبة التي يتبع لها الجندي قرر فصله، مع احتمالية اعادته الى وظيفة قتالية خلال بضعة اشهر. ويجب الاشارة فقط الى أن هذا التردد، وبالتأكيد لدى جندي شاب وغير مجرب، ليس نادرا جدا: ليس دائما يقوم الاشخاص بالرد كما تم تدريبهم وتعليمهم، في ظل ظروف ضغط الحدث الحقيقي.

من الواضح أن الجيش يجب أن يطلب من جنوده ردود عملياتية اكثر حدة. ولكن للاحتجاجات الجماهيرية على الجندي يوجد ايضا جانب خطير. الجانب الثاني من العملة هو احتمالية أن ضغط مبالغ فيه سيؤدي الى ردود زائدة من قبل الجنود مثلما شوهدت في فترة عمليات السكاكين (مثل اطلاق النار على فتيات صغيرات وشابات حملن السكاكين في الخليل والقدس في 2015) أو في قضية اليئور ازاريا بعد سنة تقريبا. كالعادة سيكون بالتأكيد في هوامش اليمين من سيحاولون الربط بين تردد الجندي في كدوميم وبين القتل في غابة الريحان. لا توجد علاقة بين الامرين. لا توجد مشكلة ردع للجيش الاسرائيلي أمام الارهاب؛ توجد لديه، احيانا، مشكلة في توضيح وتحسين التعليمات المناسبة للجنود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى