ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – وقف النار يبقي عدة اسباب للقلق

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 25/5/2021

” سياسة اسرائيل الجديدة للرد واغلاق معابر القطاع والتوتر في الضفة وفي القدس يمكن أن تؤدي الى اشتعال جديد، حتى لو كان هذا لا يعتبر مصلحة فورية للطرفين “.

رغم أن وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحماس تم الحفاظ عليه بصورة مشددة منذ أن دخل الى حيز التنفيذ قبل اربعة ايام، إلا أن الهدوء في القطاع بعيد عن أن يكون مستقر. الاتفاق الذي تم التوصل اليه بدعم امريكي ووساطة مصرية تقريبا لم يدخل الى تفاصيل التسوية واقتصر في المرحلة الاولى على ضمان الهدوء مقابل الهدوء. ولكن هذه الظروف تبقي عدة قضايا محتملة ستسبب بالانفجار في المستقبل، ويمكن أن تؤدي الى اشتعال جديد حتى لو كان هذا لا يظهر في هذه الاثناء مصلحة فورية لأي طرف من الاطراف. هذه الاسباب تتعلق بسياسة الرد الاسرائيلية الجديدة على اعمال عدائية مستقبلية من القطاع، وعلى اغلاق المعابر الى القطاع وعلى التوتر في الضفة الغربية وفي القدس.

بعد وقف اطلاق النار وعد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأن الوضع الذي ساد بعد عملية “حارس الاسوار” لن يعود الى سابق عهده وأن اسرائيل ستفرض “معادلة جديدة” امام حماس. اقوال نتنياهو توافقت مع توصيات الجيش الاسرائيلي بالرد بصورة شديدة على اطلاق أي صاروخ وحتى على اطلاق أي بالونات حارقة من القطاع. بدرجة معينة هيئة الاركان العامة قيدت بذلك المستوى السياسي. فبهذه التوصيات التي شملت ايضا تغيير آلية نقل الاموال من قطر الى القطاع (من اجل أن تمر الاموال عبر السلطة الفلسطينية وباشرافها) فان الجيش في الحقيقة يجبر الحكومة على اتخاذ خط حازم ومتشدد أكثر تجاه حماس. بدرجة كبيرة هذه مقاربة مطلوبة. وتجاهل اسرائيل لخروقات سابقة لوقف اطلاق النار أدت في نهاية المطاف الى التصعيد المتعمد من قبل حماس. من ناحية اخرى، كل فصيل فلسطيني توجد له اسباب للنزاع مع الحكم في القطاع سيعرف من الآن بأنه يمسك بمفتاح التصعيد.

بالنسبة للمعابر، في هذه الاثناء هي مغلقة اكثر مما هي مفتوحة رغم الاضرار الكبيرة التي تعرضت لها البنى التحتية في القطاع في فترة الحرب والحاجة الى اعادة اصلاحها من جديد بصورة سريعة وبضخ موارد جديدة. اسرائيل تسمح بين حين وآخر بدخول وخروج اشخاص ومواد لغايات انسانية، لكنها تفعل ذلك بيد مقبوضة. 

احد اسباب ذلك هو رغبة متأخرة لاصلاح عيوب عملية الجرف الصامد في العام 2014 وتسريع اجراء نقاش جديد حول اعادة الاسرى والمفقودين الاسرائيليين المحتجزين في القطاع. ايضا هنا توجد فجوة بين المطلوب والموجود. ومن المشكوك فيه اذا كانت حماس، التي تبدو منتعشة من الشعور بأنها علمت اسرائيل درس في المواجهة الاخيرة، ستخضع بسرعة للضغوط. استمرار الازمة الانسانية يمكن أن يسرع ايضا تصعيد آخر.

العامل المفجر الثالث يوجد في القدس وفي الضفة الغربية. المواجهة الاخيرة بدأت في القدس حول المظاهرات ضد نية اخلاء عائلات فلسطينية من الشيخ جراح ووضع الحواجز من قبل الشرطة في منطقة باب العامود والتوتر في الحرم. الخلاف في الشيخ جراح والتوتر في الحرم لم يتم حله عند وقف القتال في غزة. ربما بالعكس، يوجد الآن المزيد من الوقت والطاقة للانشغال بهما. في نهاية الاسبوع تم توثيق حادثة بين نشطاء حماس واعضاء فتح في الحرم بتأثير مباشر من الاحداث الاخيرة.

تساهم في الاجواء المتوترة في القدس وفي الضفة ايضا مشاهد القتل والدمار، التي يتم بثها بشكل كثيف وفظ في قنوات التلفاز العربية وفي الشبكات الاجتماعية. ورغم أنه فعليا اسرائيل قتلت في هذه المرة عدد اقل من المدنيين مقارنة بعمليات سابقة وجرت محاولات اكثر للتمييز بين المسلحين والمدنيين إلا أن الدماء التي سفكت كانت كافية لاشعال الارض. بوادر أولية على ذلك ظهرت في العمليات التي وقعت في الاسابيع الاخيرة في الضفة الغربية والتي نفذت في معظمها من قبل مخربين افراد ليس لهم أي انتماء تنظيمي. أمس قام فلسطيني من شرقي القدس بطعن واصابة جندي ومدني قرب تلة الذخيرة. وقد تم اطلاق النار عليه من قبل شرطي وقتل. من المرجح أن هذه الاحداث ستستمر. وحماس نجحت في أن تشعل من جديد الفلسطينيين في القدس وفي الضفة. وسيكون هناك من سيترجمون هذا الى محاولات لتنفيذ عمليات. المواجهة ايضا أججت التوتر في مثلث السلطة – حماس – اسرائيل. واستعراض القوة من قبل حماس سيسرع بالتأكيد عمليات الاعتقال لنشطائها في الضفة وهذا يمكن أن يكون مصدر آخر لزيادة التوتر على نار هادئة، أو حتى بقوة أكبر.

وزير الخارجية الامريكي، انطوني بلينكن، وصل أمس الى اسرائيل في اطار زيارة عمل اولى في الشرق الاوسط. وأحد مهماته الرئيسية من قبل الرئيس جو بايدن هي أن يصب مضمون داخل اتفاق وقف اطلاق النار بهدف منع استئناف اعمال العنف.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى