ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – نتنياهو فشل في إدارة الوباء ولكن التطعيمات ، يمكنها أن تنقذه في الانتخابات

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 22/3/2021

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وجد أن التطعيمات هي نقطة خروج من ازمة الكورونا. وقد استخدمها من اجل التهرب من اعطاء رد على اخفاقاته في فترة الوباء “.

القصة المعروفة تقول إن نابليون طلب من جنرالاته أن يكونوا محظوظين. واذا انتصر نتنياهو في الغد في انتخابات الكنيست فسيتم تذكره كالسياسي الاسرائيلي الاكثر حظا عبر التاريخ. حتى وباء الكورونا انخفض بصورة دراماتيكية في الاسابيع التي سبقت الانتخابات، بالضبط في الوقت المناسب، من اجل زيادة فرص الليكود للفوز. في جولة الانتخابات الثالثة في آذار من العام الماضي حول نتنياهو التعادل في صناديق الاقتراع الى انتصار سياسي عندما تحايل وكذب على بني غانتس. فقد أقنع رئيس الاركان السابق بالانضمام الى حكومته بذريعة أن هذا الامر واجب في اعقاب حالة الطواريء التي أوجدها الوباء. وبذلك نجح في تحقيق هدف مزدوج. الاول، تصفية المرشح الاكثر شعبية الذي وضعه امامه معسكر الوسط – يسار منذ عقد تقريبا. والثاني، تقسيم وتحطيم ازرق المنصة، المنصة المؤقتة التي صعد عليها غانتس.

نتنياهو الذي تم ضبطه وهو غير مستعد بصورة واضحة عند اندلاع الكورونا هنا قبل سنة، نجا بطريقة معينة من الجولة السابقة. الآن، بعد مرور سنة، هو يأمل تجاوز نسبة الـ 61 مقعد المطلوبة لائتلاف اليمين المتطرف خاصته، رغم أنه في ظل قيادته فقد اكثر من ستة آلاف اسرائيلي حياتهم.

إن مفتاح آمال رئيس الحكومة يكمن في التطعيمات. ووصول الطفرة البريطانية المعدية للكورونا الى البلاد أعاق تطبيق خططه. ولكن في هذه الاثناء يبدو أنه بفضل عملية التطعيمات الناجحة التي قادها فان الارقام تصبح في صالحه. معدل المصابين اليومي انخفض تحت الألف شخص ومعدل الفحوصات الايجابية يتراوح حول 2 في المئة فقط.

اذا واصل معامل العدوى، حتى بعد الاحتفالات الحاشدة بعيد المساخر وبعد فتح الاقتصاد تقريبا بدون قيود قبل اسبوعين تقريبا، الانخفاض، وهو الآن يلامس 0.6، في الوقت الذي فيه 56 في المئة من المواطنين قد تلقوا الحقنة الاولى وتقريبا 15 في المئة تعافوا من المرض، فربما أن اسرائيل تقترب من مستوى مناعة القطيع المقدر من الكورونا، الذي حوله توجد تقديرات مختلفة. طالما لم تظهر في البلاد سلالة قادرة على الصمود امام التطعيم، فهي اكثر قربا من تحقيق هذا الهدف من دول اخرى.

هذه هي الحجة الرئيسية التي تستند اليها حملة “نعود الى الحياة” لليكود، وهو شعار يواصل الحزب استخدامه بصورة غير مباشرة رغم حظر المحكمة العليا لذلك. الاسرائيليون عادوا الى التنزه بجموعهم، والى الذهاب الى المطاعم والمقاهي (إن كان حتى الآن بأعداد قليلة نسبيا)، ومشاهدة المباريات في الاستاد. لا يمكننا الهرب من المقارنة مع الدول الاوروبية التي في معظمها تقف أمام موجة اخرى قاتلة للكورونا وما زالت تتبع سياسة اغلاق متشددة جدا.

حتى الولايات المتحدة وبريطانيا التي سرعت مؤخرا عملية تطعيم المواطنين توجدان بعيدا خلف اسرائيل في وتيرة اكتساب المناعة وفتح الاقتصاد.

العودة الى روتين الحياة توفر لنتنياهو الورقة الاقوى. بواسطتها وأمام الحملات المتلعثمة لخصومه من اليمين ومن اليسار، يبدو أنه يستطيع أن يعيد اليه عدد من الناخبين. وذكر آلاف الوفيات، وهو رقم الكبير على دولة اغلبية سكانها من الشباب، لا يردع مؤيديه. ايضا ليس الوضع المحزن للاقتصاد. هبات الاجازة بدون راتب ستكون موجودة هنا حتى شهر تموز على الاقل، أجرة العمال في القطاع العام لم يتم تقليصها حتى الآن، والتوقعات حول حدوث ازمة يمكن أن تمتد على مدى عقد، ما زالت مجردة جدا بالنسبة للكثير من الناخبين.

البرت بورلا، المدير العام لشركة “فايزر”، استجاب في اللحظة الاخيرة لطلبات علماء كبار في اسرائيل وقام بالغاء زيارته في البلاد قبل اسبوعين، التي خطط الليكود لاستغلالها لاهداف دعائية. ولكن لا حاجة الى القلق. فبورلا استجاب لاقتراح اجراء مقابلة مع “أخبار 12″، حيث وصف هناك نتنياهو بأنه زعيم استحواذي، يتصل معه ثلاثين مرة حتى الساعة الثالثة فجرا، من اجل ضمان وصول التطعيمات في موعدها من اجل المواطنين. هذه الجملة يتم اقتباسها وبثها مرة تلو الاخرى في افلام الدعاية وسائل الليكود.

انجاز نتنياهو في تبكير موعد وصول التطعيمات يفيده من اجل التملص من الرد على اخفاقاته في الطريق الى هناك. سنة من فشل السيطرة على مطار بن غوريون والرفض المستمر لالقاء مهمات مساعدة في مكافحة الوباء على الجيش الاسرائيلي والاحباط المتعمد لنموذج “الاشارة الضوئية” والخنوع المستمر للاصوليين الذي يعتمد عليه في بقائه على قيد الحياة – كل ذلك يأمل نتنياهو في أن ينسيها بفضل نجاح التطعيمات.

ولكن التراجيديا التي يحدثها نتنياهو الآن لا تكمن في مؤهلات الادارة المتدنية التي اظهرها، أو في رفضه محاولة احياء العملية السلمية مع الفلسطينيين، بل في اساس ذلك تقف شخصيته وجهوده المستمرة لتوسيع الانقسام والكراهية في اوساط الجمهور في اسرائيل، والضرر المتوقع الذي يمكن أن يلحقه بالديمقراطية اذا نجحت خطته لوقف المحاكمة الجنائية ضده. اذا فاز في الانتخابات في الغد فيمكن تذكره كمن أخرجنا من الكورونا، وفي نفس الوقت تسبب بدمار لا يمكن اصلاحه لسلطة القانون.

القيود موجودة هنا لتبقى

حتى قبل أن يستبدل اليمين هنا المستشار القانوني للحكومة والنائب العام للدولة، تميزت السنة الماضية بسلب وتقييد متواصل لحقوق المواطن. واجب وضع الكمامة في الخارج هو مثال بارز على ذلك. لا يوجد في ذلك أي منطق وبائي (شخص منفرد يسير في الشارع لا يعرض أي أحد للخطر)، لكن هذا استخدمته الحكومة كوسيلة سيطرة ناجعة، تحافظ على خوف المواطنين. فعليا، نشأ وضع غير معقول، فيه مواطنة تضع الكمامة في منطقة مفتوحة خوفا من الغرامة، وتزيلها عند دخولها الى غرفة اجتماعات مكتظة. لأنها هناك تكون على ثقة بأنها لن تقابل شرطي أو مفتش.

الاكثر خطورة من ذلك هو أنه كانت هناك قيود متشددة على الحركة (100 متر من البيت وحظر النشاطات الرياضية) وتعقب الشباك وغياب سياسة مفهومة ومتواصلة في مجال الطيران. “لا تخطيء”، قال مصدر كبير في جهاز الامن. “ليس نتنياهو وليس حكام ديمقراطيين أو شبه ديمقراطيين مثل صديقه من هنغاريا، فيكتور اوربان، سيتنازلون بسهولة عن السلطات التي حصلوا عليها في فترة الوباء. هم لم يحلموا في أي يوم بأن تكون في أيديهم صلاحيات كهذه. الحكومات ترغب في أن تكون في وضع قوة أمام المواطنين. وأي حكومة لن تسارع الى التنازل عن هذه الصلاحيات حتى لو تلاشى الوباء”.

في المقابلات التي اجراها نتنياهو مع وسائل الاعلام في الشهر الماضي برز الخط العدائي الذي تبناه ازاء المذيعين، والسهولة التي انحرف بها عن الحقيقة دون أن يرف له جفن. في الاسبوع الماضي حتى تم اقتباسه من مقابلة مع “كل العرب” وهو يشرح بأن “قانون القومية كان موجه ضد المتسللين الافارقة وليس ضد العرب في اسرائيل”. في دولة نتنياهو المستقبل مجهول والماضي لا يتوقف عن التغير.

في معظم الحالات وسائل الاعلام تجد صعوبة في مواجهته. فهو لاعب مخضرم وله تجربة، الى درجة أنه تقريبا في أي مقابلة يتم استغلالها لصالحه، حتى خدعة “أخرجي السماعة” ما زالت تنجح في اخراج المذيعين عن اطوارهم. النغمة المتحدية التي يتبعها نتنياهو وزمن الشاشة غير المحدود الذي تعطيه إياه قنوات التلفاز، أضيف اليها مؤخرا ممثلية ثابتة في استوديوهات مفتشي الحلال من قبله – محرر الصحيفة المحلية أو مجرد مستشارين للحملة.

توجد علاقة مباشرة بين هذه الظواهر وبين أداء وسائل الاعلام في فترة الكورونا. وزارة الصحة، واحيانا بصورة محزنة الاستخبارات العسكرية، تعمل منذ فترة كمركز للمعلومات والتخويف. والى ذلك يجب أن نضيف تأثير قادة الرأي العام من الاصوليين، اساتذة مع وجوه متكدرة في الاستوديوهات، صحافيون متحمسون للتحدث عن الاحكام الجديدة التي فرضتها السلطات، ويقدمون المواعظ بمبادرة منهم في الشبكات الاجتماعية.

وسائل الاعلام الرئيسية في اسرائيل منحازة، بصورة مفهومة، لصالح قصص التخويف والرعب. الآن، اضافة الى ذلك، هي تقريبا مشلولة خوفا من أن تجد نفسها في خط نار رئيس الحكومة ومبعوثيه. على طول معظم فترة الكورونا نتنياهو اشعل الخوف ولم يطرح أي حلول. حسب فهمه، وجد أن عملية التطعيم هي نقطة الخروج الوحيدة من الازمة المتواصلة. ولكن خلال هذه الفترة معظم التغطية الاعلامية خدمته – سواء في هاوية الازمة أو في مرحلة الخروج منها، ولسعادة نتنياهو جاء في موعد الانتخابات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى