ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – من الحدود اللبنانية عبر طهران وعبر بروكسل : الصراع بين اسرائيل وايران يواصل التطور

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 11/7/2021

” من وراء كواليس المفاوضات حول الاتفاق النووي مع ايران فان التوتر بين ايران وفروعها وبين اسرائيل يستمر في ساحات مختلفة. والاحتمالية المطروحة هي أن حزب الله ينشغل في اقامة وتسليح قواعد في الاراضي الاسرائيلية “.

في مركز الانشغال بالمسألة الايرانية توجد المفاوضات حول الاتفاق النووي التي تم استئنافها عند صعود ادارة بايدن في الولايات المتحدة والتي في هذه الاثناء تواجه عقبات. ولكن من وراء الكواليس فان التوتر بين ايران وفروعها وبين اسرائيل، احيانا مع الدول العربية، استمر في ساحات مختلفة وهو يواصل التسبب بعدد كبير من الحوادث. وتجميع صدفي لاحداث نهاية الاسبوع يمكن أن يدل على ذلك، حتى لو أنه لم تكن هناك دائما علاقة بين الامور: في بروكسل تم تشخيص محاولة ايرانية لفحص الحماية حول طائرة تابعة لـ “ال عال”؛ وفي ايران نفسها أدى هجوم سايبر الى تشويش كبير في حركة القطارات؛ وعلى الحدود اللبنانية احبطت اسرائيل عملية لتهريب السلاح مرتبطة كما يبدو بحزب الله.

الحادث في بروكسل يبدو أن له الامكانية الكامنة الاكثر خطورة. فقرب مكاتب شركة “ال عال” وجدت حقيبة مشبوهة وتبين أنه تم تركها هناك من قبل مسافرة ايرانية، التي في هذه الاثناء كانت قد سافرت في رحلة اخرى الى قطر. المسافرون الذين انتظروا السفر الى البلاد تم اخلاءهم من المكان. والطائرة المسافرة الى قطر تمت اعادتها بتوجيه من المطار لتهبط في بروكسل، والمسافرة الايرانية تم اخذها للتحقيق. في الحقيبة نفسها تم العثور فقط على اشياء عادية، منها زجاجات “الكو جيل”. ولكن رجال الحماية الاسرائيليون مقتنعون بأن هذا كان محاولة لفحص ترتيبات الامن حول مكتب الاستقبال تمهيدا لتنفيذ عملية محتملة. 

في كانون الثاني الماضي انفجرت عبوة ناسفة قرب السفارة الاسرائيلية في نيودلهي، في عملية نسبت لحرس الثورة الايراني بواسطة شبكة هندية محلية. محاولات مشابهة من اجل جمع معلومات قبل تنفيذ عمليات، تم تشخيصها مؤخرا ايضا حول اهداف اسرائيلية اخرى في العالم. في الخلفية يجب أن نذكر بأن هناك حساب مفتوح حول سلسلة احداث تنسبها طهران لاسرائيل: اغتيال عالم الذرة الايراني الدكتور محسن فخري زادة في تشرين الثاني 2020، وعدة انفجارات مجهولة في المنشآت النووية الايرانية، آخرها كان في منشأة لاجهزة الطرد المركزي في مدينة كراج في نهاية الشهر الماضي.

ايران ايضا ضربت عدة مرات سفن نقل، عدد منها بملكية شركات اسرائيلية، في شمال المحيط الهندي على حدود الخليج الفارسي. هذه الهجمات التي آخرها كان في بداية الشهر الحالي، تظهر كردود على الجهود المنسوبة لاسرائيل للمس بالسفن التي هربت النفط الايراني الى سوريا. في الخلفية تجري ايضا معركة سايبر بين الدولتين، التي حسب وسائل الاعلام الدولية، تضمنت هجمات متبادلة خلال السنتين الاخيرتين. في نهاية الاسبوع حدثت تشويشات شديدة في حركة القطارات في ايران، وأبلغت سلطات الاذاعة الرسمية عن “فوضى غير مسبوقة في محطات القطار في ارجاء البلاد”. وحسب وكالة “رويترز”، فان بيان على اللوحات الالكترونية في محطات القطار وجهت المسافرين الى مركز خدمة، لكنه تبين أن الرقم هو رقم مكتب الزعيم الروحي الايراني، علي خامنئي. 

ضوء احمر

في نهاية الاسبوع حدثت ايضا حادثة على الحدود بين اسرائيل ولبنان. قوات من الجيش الاسرائيلي والشرطة نجحت في احباط عملية تهريب سلاح الى داخل الاراضي الاسرائيلية في منطقة قرية الغجر. في المكان تم ضبط 43 مسدس، بعضها قابل لتركيب كاتم للصوت عليه، بمبلغ اجمالي يصل الى بضع ملايين من الشواقل. هذه هي عملية التهريب الاكبر في السنتين الاخيرتين. منذ بداية العام الحالي تم احباط خمس عمليات تهريب اخرى للسلاح والمخدرات على الحدود الشمالية. هذه المعطيات تضاف الى ارتفاع واضح في محاولات تهريب السلاح من حدود اخرى، بالاساس من مصر والاردن. 

في الاسبوع الماضي اتهم الجيش الاسرائيلي، بصورة استثنائية، مصدر كبير في حزب الله، الحاج خليل حرب، بالمسؤولية عن محاولات تهريب السلاح والمخدرات على الحدود. حرب هو من النشطاء التنفيذيين القدامى في حزب الله، وهو معروف بالنسبة لاسرائيل منذ الفترة التي قاتل فيها ضد القوات الاسرائيلية في جنوب لبنان في التسعينيات. واذا كان هناك أي اساس لهذه الادعاءات فان انشغاله المباشر في التهريب يمكن أن يدل على أمر من أمرين. إما أن الوضع الاقتصادي في لبنان صعب الى درجة أنه يدفع ناشط عملياتي لمحاولة كسب الاموال بواسطة عمل جانبي وإما أنه خلف القناة الجنائية تختفي نوايا تخريبية.

في العام 2012 كشف الشباك والشرطة عملية تهريب كبيرة لعبوات ناسفة قام بها حزب الله. هذه العبوات التي شملت عشرات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة، التقنية والقاتلة “سي -4” تم اكتشافها في الناصرة وتبين أنه تم تهريبها من قبل تجار مخدرات من قرية الغجر ومدينة الناصرة. الهدف النهائي لعملية التهريب لم يتم اكتشافه على الاطلاق. ومثلما في تلك العملية تطرح الآن احتمالية أن حزب الله أو أسياده في ايران ينشغلون في انشاء وتسليح قواعد في الاراضي الاسرائيلية، التي يمكن تشغيلها عند الحاجة من اجل تنفيذ عمليات في المستقبل.

هذا التفكير لا يمكن اعتباره بدون اساس من الصحة. في حرس الثورة الايراني تعودوا على التخطيط للمدى البعيد، والنظام في طهران توجد له مصلحة في أن يوجد لنفسه امكانيات للرد، على خلفية السلسلة الطويلة من الاحداث المحرجة له، بدءاً من المس بالمنشآت النووية وعلماء الذرة وانتهاء بسرقة الارشيف النووي. وظهور حرب في ساحة تهريب السلاح يجب أن تشعل الضوء الاحمر في الجانب الاسرائيلي. وفقط تشخيص الهدف النهائي لعملية تهريب السلاح التي تم احباطها سيمكن من تشخيص هل ما حدث هنا كان محاولة تهريب جنائية أم أنه من وراء الحادث توجد نوايا اخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى