ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – معطيات الإصابة تفاقم المواجهة بين نتنياهو والمالية على موعد التسهيلات

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 8/10/2020

في وزارة المالية يريدون رفع جزء من القيود في الاسبوع القادم. ولكن رئيس الحكومة يعارض ذلك ويخشى من المواجهة مع المتدينين ومن عودة الاحتجاج الى شارع بلفور “.

المعطيات اليومية التي تنشرها وزارة الصحة تعكس توجه واضح. نسبة فحوصات الكورونا الايجابية هي في حالة انخفاض منذ اسبوع، من 15 في المئة في الذروة الى 10 في المئة الآن. ايضا عدد المصابين المشخصين اليومي ينخفض، وإن كان هذا العدد مرتبط ايضا بتقليص معين في عدد الفحوصات. 10 في المئة ايجابية ما زالت حتى الآن رقم عالي ومقلق حسب معايير منظمة الصحة العالمية. ولكنها الآن تبدو كعلامات اولية لوقف التفشي الواسع للفيروس. حتى في نسبة المرضى في حالة صعبة، وهو رقم التغييرات فيه تبدأ دائما بعد مرحلة التغييرات في الاصابة العامة، هناك انخفاض قليل.

التغييرات جاءت في اعقاب تقييد النشاطات الاقتصادية حتى قبل رأس السنة. ومن الصعب معرفة الى أي مستوى كان اسهام الاغلاق الشامل الذي تم الاعلان عنه في رأس السنة حاسما. انخفاض مستوى العدوى بارز في اوساط الجمهور بشكل عام وفي الوسط العربي. وفي اوساط الجمهور الاصولي ما زالت لا توجد أي دلائل على وقف الاصابة. وفي جهاز الصحة يشيدون باستيقاظ الجمهور العربي وبمساعدة رؤساء البلديات والمجالس. وقد توقف الهيجان الذي ميز موسم حفلات الزفاف ومستوى الامتثال للتعليمات ارتفع بشكل كبير، وكذلك التنسيق بين البلديات والوزارات الحكومية وقيادة الجبهة الداخلية.

التطورات الايجابية تدفع قدما باعادة مناقشة قيود الاغلاق الجارفة. وزارة المالية تطالب برفع، بالسرعة الممكنة من الاسبوع القادم، عدد من القيود، بالاساس في اماكن العمل التي لا تستقبل الجمهور. ايضا في جهاز الصحة هناك دعم معين لذلك.

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يتبع خط معاكس. فهو يريد أن يواصل بقدر الامكان الاغلاق في محاولة لخفض عدد المصابين اليومي من 5 آلاف الى الفين وحتى اقل من ذلك. لنتنياهو هناك اعتبارات اخرى لا يعترف بها بشكل علني وهي التخفيف على معظم الجمهور والانتقال الى برنامج “الاشارة الضوئية” لمسؤول الكورونا البروفيسور روني غمزو، التي ستسرع المواجهة مع الاصوليين الذين معظم بلداتهم توجد في القائمة الحمراء؛ واتباع التسهيلات سيجبره على أن يرفع ايضا القيود عن المظاهرات ضده.

في النقاش الذي جرى أمس في وزارة المالية، وجه الوزير اسرائيل كاتس الانتقاد لخطوات الاغلاق. وقد كان حذرا من ذكر نتنياهو، لكن الاخير لم يسكت، ومن مكتبه صدر: “الاغلاق ضروري، رئيس الحكومة لم يخضع لضغوطات من داخل الحكومة أو من خارجها”.

في كل النقاش برز غياب تفكير منظم على المدى البعيد. تدريجيا تتبلور استراتيجية خروج، لكنها لا تشمل في هذه المرحلة برنامج منظم لاستئناف التعليم في المدارس، باستثناء رياض الاطفال والصفوف الدنيا. ليس واضحا ايضا ما هي الحلول لفصل الشتاء، لنفترض أن الدولة نجحت أخيرا في تطبيق التعليمات بالصلاة في منطقة مفتوحة. سيصبح من الصعب جدا تطبيق هذا من شهر تشرين الثاني القادم فصاعدا في فترة هطول الامطار ودرجة الحرارة المنخفضة نسبيا.

رحلة صيد يومية

بضع كلمات دفاع عن الوزيرة غيلا غملئيل: “هذا غير حقيقي. من بين اجمالي الخروقات الموثقة لتعليمات الكورونا من قبل منتخبي الجمهور، موظفين كبار وشخصيات مشهورة، فان سلوك غملئيل هو حقا استثنائي في السوء حقا. ليس فقط أنها ابتعدت نحو 150 كم عن بيتها في وقت الاغلاق، بل هي ايضا ضللت وكذبت (على وزارة الصحة وعلى وسائل الاعلام). وبكونها مريضة ايضا افشلت الجهود لقطع سلسلة العدوى، التي كان يمكن أن تكون أسرع لولا سلوكها.

ولكن غملئيل هي فقط حبة الكرز الموجودة على الكريما المليئة بالاسماء من الايام الاخيرة، من بينها زوجة رئيس الحكومة ورئيس الشباك وعضو كنيست من يوجد مستقبل وحتى إبن المرشح الصاعد لرئاسة الحكومة،إبن الـ 15 سنة، جميعهم تم ضبطهم بخروقات جزء منها يتعلق باستضافة في الخيمة. وكل هذا يدلل كما سبق وكتب على أن الشخصيات الكبيرة والمشهورة تعتقد كما يبدو بأنها معفية من نظام المحظورات ومن العقوبات التي فرضت على المواطنين العاديين. هذا الاستخفاف الفظ يعكس الانغلاق وحتى الغطرسة – الافتراض الخاطيء لهم أنه في عهد الشبكات الاجتماعية يكون بالامكان اخفاء الاستخفاف بالقواعد دون أن يضبطوا.

كل خارقي القواعد يحظون طبقا لذلك حتى بوابل من الهجمات والشتائم في تويتر، وبدرجة كبيرة ايضا في وسائل الاعلام. صحافيون مصدومون يطالبون بالتكفير عن الذنب وباستقالات جماعية (من حسن الحظ على الاقل في حالة الفتى في بيت بينيت، تم أخيرا اظهار الصبر والقليل من التناسب). ولكن من الجدير القول بأنه ليس كل الشخصيات الرفيعة والمشهورة التي ضبطت مساوية لغملئيل، وليس جميعهم تبولوا من على خشبة القفز التي توجد على نفس الارتفاع.

عندما تم كشف الخروقات الاولى من قبل رئيس الحكومة والرئيس، هذا كان في بداية الموجة الاولى للفيروس في اسرائيل، في الوقت الذي كان فيه الاغلاق ما يزال مشدد، وكان الامتثال من قبل المواطنين تقريبا كامل. الجمهور الاسرائيلي آمن بصدق بتسطيح المنحنى، واعتقد حقا أنه اذا اصغينا في كل مساء الى نتنياهو وبار سيمنطوف فسنتجاوز بسلام الوباء. عائلات ابقت الاجداد والجدات وحدهم عشية العيد لأن التفكير كان أن التجند الكامل سيوقف الفيروس بسرعة. وعندما تبين أن الشخصيات الرفيعة رتبوا لانفسهم تسهيلات كبيرة، غضب الجمهور ازداد.

الاغلاق الثاني هو قصة اخرى. تجاهل الشخصيات الرفيعة الكبير للتعليمات يعكس كما يبدو ما يعتقده الكثيرون منهم حقا: أن المحظورات مشددة جدا وليس فيها أي منطق موحد، ومشكوك فيه اذا كانت حقا ستدفع قدما بمكافحة الفيروس. وعندما تبقي الشرطة البلدات والاحياء الاصولية كمنطقة مستقلة ذاتيا بالفعل، ليس فيها انفاذ للقانون باستثناء جولات شكلية عنيفة، فان باقي الجمهور سيستخف بجزء من هذه التعليمات. الشخصيات الرفيعة تسمح لنفسها بالمزيد – مع ذلك، عندما يتم ضبطهم تنفجر فضيحة.

هكذا ينشأ لدينا واقع تاريخي معين في ظل الوباء، خطورته شديدة جدا بحد ذاتها: ذات يوم قمنا بتصوير لاعب كرة القدم عيران زهافي وهويثير ضجة بين الساعة الثانية والرابعة. وفي يوم آخر ضبطنا نداف ارغمان وهو موجود مع اولاده الكبار في العريشة خلافا للتعليمات. اليوم نحن نطالب برأس رئيس الشباك، وفي الغد سنقوم باقالة عضوة كنيست. الاساس سيكون شيء ما يغذي ماكينة الغضب الورعة. حملة الصيد اليومية هذه تحرف الانشغال بالاساس – اخفاق الحكومة في معالجة الكورونا ومحاولتها غير الديمقراطية لوقف الاحتجاج ضدها.

وبدلا من رقصة الشياطين، التي تخدم نتنياهو بالمناسبة لأنه يخلق الشعور بأن الجميع فاسدين بدرجة متساوية، كان من الافضل البحث عن كيفية التسهيل قريبا في الاغلاق الشامل. يفضل التركيز على تعليمات حقيقية يمكن تطبيقها، بالاساس على سياسات مرتبطة بالحقائق. هذا يشمل، مثلا، معالجة اوسع في المدن الحمراء دون منح اعفاء لاسباب سياسية للقيادة الاصولية (التي الكثير من ناخبيها بالتحديد كانوا يفضلون كما يبدو تطبيق القواعد في بلداتهم من اجل تقليص تفشي العدوى). ايضا المنع الجارف للقاءات العائلية في العيد بكل الصيغ هو منع يصوت الجمهور عليه بالارجل.

اجواء عنف

أ. هو رجل هايتيك من تل ابيب، ركب أمس على دراجة كهربائية في طريقه الى حديقة عامة قرب بيته. في زاوية الشارع كانت هناك وقفة احتجاج لعشرة اشخاص بالغين واولاد وفي أيديهم اعلام سوداء ولافتات ضد نتنياهو. عندما توقف أ. على الاشارة الضوئية وقفت الى جانبه ايضا سيارة فيها اربعة شباب صغار. ركاب السيارة امطروا المتظاهرين بالشتائم: “يساريون، أولاد زانية، خونة، ليحرقوا في جهنم”.

أ. ربما، خلافا للعقل السوي، لم يضبط نفسه وتدخل. توجه الى سائق السيارة الذي قاد هجوم الشتائم وسأله ألا يخجل من التحدث بهذه الطريقة. “يوجد هنا اولاد يسمعون”، لفت انتباهه. السائق ردا على ذلك اوقف الهجوم على المتظاهرين ووجه له نظرة طويلة. الركاب في المقعد الخلفي بدأوا يفتحون أبواب السيارة، بما يبدو وكأنه استعداد للهجوم.

في حياته العسكرية، أ. هو ضابط في الاحتياط، مر عليه الكثير من التجارب العملياتية، حتى أن لديه وسام. ليس بالضبط هو الشخص الذي يهرب من المواجهة. ولكن في هذه الحالة أعمل عقله سريعا: “أنا واحد وهم اربعة”. ضوء الاشارة الضوئية تغير وانطلق من هناك على الدراجة. ما شاهده في زاوية الشارع لم يبق لديه أي مجال للشك: “هذا سينتهي بالقتل. الاجواء في الشارع تجاه المتظاهرين عنيفة ومعادية. لن يكون هنا شيء مخطط له مثل يغئال عمير أو يونا ابروشمي، بل انطلاقة محددة لكراهية مجنونة نتيجة التحريض. القتل كان يشع من عيونهم. ولو بقيت هناك لثانية اخرى كنت سأنهي هذا الحدث في المستشفى”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى