ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل –  مسيرة تشعل النار في المدينة

 هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 7/6/2021

” تحذير رئيس الشباك عن وجود مظاهر عنف لا ينبع من البارانويا بل من القلق الحقيقي. وفي الوقت الذي ينثر فيه نتنياهو خطاب مسموم ضد المراسلين سيكون هناك من سيترجمه الى افعال على الارض “.

الاجندة السياسية الزمنية التي لم تتضح بعد نهائيا، لم يتحدد اذا كان التصويت على الثقة بالحكومة الجديدة سيكون في هذا الاسبوع أو في الاسبوع القادم، ما زالت مهددة بالتطورات في الساحة الامنية. الشرطة رغم تحذيرات الاجهزة الامنية الاخرى لم تعلن عن مسار مسيرة الاعلام لليمين في القدس في يوم الخميس القادم. في هذه الاثناء حرس الكنيست عزز بالتشاور مع الشباك حراسة اعضاء الكنيست من حزب يمينا، الذين يتلقون التهديدات على حياتهم.

منظمو مسيرة الاعلام الجديدة، اعضاء حزب الصهيونية الدينية، قالوا إن هذا نشاط سياسي عادي محمي من قبل حرية التعبير. ولكن تصميمهم على السير في الحي الاسلامي في البلدة القديمة يبرهن على نواياهم الحقيقية، وهي محاولة القاء عود ثقاب على أبخرة الوقود المتراكمة أصلا في القدس.

في الادارة الامريكية يزداد القلق حول الوضع في القدس وامكانية أن يجر تصعيد جديد في المدينة اسرائيل وحماس الى مواجهة اخرى في القطاع، مثلما حدث قبل شهر في عملية “حارس الاسوار”. التخوف الامريكي تم طرحه في المحادثات التي اجراها وزير الدفاع، بني غانتس، في واشنطن في الاسبوع الماضي. 

غانتس اجرى في منتهى السبت مشاورات مع ضباط جهاز الامن، في نهايتها طلب تغيير المسار المخطط له لمسيرة الاعلام. المفتش العام للشرطة، كوبي شبتاي، أجرى أمس تقدير وضع خاص به مع الضباط في الشرطة وفي لواء القدس حول هذا الامر. مصادر سياسية قالت إن اسرائيل عادت الى الروتين الامني، لذلك فان قرار اجراء المسيرة ومسارها يوجد في أيدي المستويات المهنية في الشرطة. في المقابل، قالت مصادر امنية إنه حسب تقديرها، شبتاي يعرف أن القرار الصحيح هو ابعاد المشاركين في المسيرة عن الحي الاسلامي والاعلان عن تغيير مسارها من الآن. 

الشرطة تواصل التعامل بقسوة في شرقي القدس، وبهذا تواصل تسخين الوضع في المدينة. في يوم الجمعة تم اعتقال بالقوة مراسلة قناة “الجزيرة” اثناء مظاهرة في حي الشيخ جراح، واحتاجت الى وضع الجبص على يدها. أمس اعتقلت لبضع ساعات ناشطة احتجاج فلسطينية بارزة في الحي. وهذه الناشطة لها 1.2 مليون متابع في الانترنت، الذين يتم اطلاعهم أولا بأول، بمساعدة منها، على ما يحدث في القدس.

في جهاز الامن اشاروا الى أن الوضع في قطاع غزة حساس جدا وأن زعيم حماس، يحيى السنوار، الذي يبحث عن ذريعة لاستئناف التصعيد، يمكن أن يجده في الاحداث في القدس. عندما تحلل حماس احداث الشهر الماضي فان قدرتها على أن تنسب لنفسها قيادة النضال من اجل القدس هي احد انجازاتها الكبرى. الاغراء لمواصلة ذلك كبير جدا.

اسرائيل ما زالت تحاول أن تفرض على حماس ترتيبات جديدة بعد التوصل الى وقف اطلاق النار، وتحديد أن الاموال القطرية التي سيتم تحويلها للقطاع ستدخل فقط عن طريق السلطة الفلسطينية. حماس تعارض ذلك وهي قلقة من خطوات اسرائيل لتقليص حركة البضائع في الحواجز ومحاولة ربط التسهيلات في الحصار بتحقيق تقدم في صفقة اطلاق سراح الاسرى والمفقودين الاسرائيليين المحتجزين في القطاع. مصدر امني حدد أمس نسبة استئناف التصعيد في القطاع بـ “50 – 50 في المئة”. 

هكذا، بصورة على الاقل متعمدة بشكل جزئي، تولدت حركة كماشة، من جهة عنف في القدس وتوتر متزايد في القطاع ومن جهة اخرى ضغط شديد على اعضاء الكنيست من يمينا للانسحاب من الائتلاف الذي يلوح في الافق، في الخلفية توجد تهديدات بالعنف ضدهم. النتيجة هي تهديد واضح على استكمال العملية الديمقراطية لتشكيل الحكومة.

مثل غانتس، ايضا رئيس الشباك، نداف ارغمان، يعبر عن خوفه بصورة علنية. بيانه المفصل في منتهى السبت تمت قراءته كرسالة من رئيس الشباك الى لجنة التحقيق المستقبلية. ارغمان غير مدين بأي شيء لأحد. فترة ولايته كان يجب أن تنتهي في الشهر الماضي، لكنه استجاب لطلب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالبقاء في منصبه لبضعة اشهر أخرى. مع ذلك، بيانه لم يتطرق الى المفهوم ضمنا وهو أن الخطر الاساسي يكمن في عنف مؤيدي نتنياهو وليس معارضيه، الذي يؤجهه اعضاء الليكود ومقربو رئيس الحكومة. 

اذا أخذ نتنياهو في الحسبان تحذيرات ارغمان، هذا بالتأكيد لا يظهر في اقواله في جلسة قائمة الليكود أمس بعد الظهيرة. وقد دفع ضريبة كلامية على شكل ادانة لـ “التحريض والعنف من أي جهة كانت”. ولكن على الفور بعد ذلك تذمر كالعادة: “هناك نداءات تهديدية ضدي، بما في ذلك نداءات صريحة لقتلي وقتل زوجتي”. بعد ذلك تطاول نتنياهو على المراسلين الذين حسب قوله، يشاركون في آلة الدعاية ضده. “لا يجب أن تخافوا من التصادم معهم”، قال لاعضاء الكنيست.

التصريح غير المسبوق لزعيم اسرائيلي، الذي سيكون هناك من سيترجمه كانقضاض على مراسل التلفزيون المناوب في الميدان، ذكر بالخطاب المسموم الذي اسمعه بصورة دائمة بعض اصدقاء نتنياهو مثل الديكتاتور الفلبيني، رودريغو دوتيرتا، ورئيس حكومة هنغاريا، فيكتور اوربان. في أحد حسابات نتنياهو في الشبكات الاجتماعية نشر أمس تصريح اخلاص وتقدير لزعيم، بجانب صورة له وهو على حصان (!)، وكأنه الرئيس الروسي فلادمير بوتين. لا شك أن نتنياهو يوجد في صحبة جيدة في هذه الايام. 

ما تبقى هو أن نرى اذا كانت ستكون لاقوال رئيس الحكومة تأثيرات مخففة على النظام السياسي. في هذه الاثناء تم نشر رسالة متطرفة لحاخامات بارزين في الصهيونية الدينية، في المعسكر وليس الحزب، تدعو الى “فعل كل شيء” من اجل عدم تشكيل حكومة التغيير. الحاخام حاييم دروكمان، أحد الذين وقعوا على الرسالة والذي يدهش بسيره على حدود التحريض منذ قتل رابين، شرح أمس بأن “فعل كل شيء” لا يتضمن استخدام العنف. ومرة اخرى السؤال هو هل كل من سيقرأ الرسالة سيفسرها بالضرورة مثلما فسرها دروكمان.

المشاركة في المظاهرات، التي عدد منها يجري أمام منازل اعضاء الكنيست من يمينا، مقلصة جدا الآن. معظم من يأتون اليها هم من مؤيدي بيبي المعروفين، غير مصوتين خائبي الامل من معتمري القبعات المنسوجة. في افلام قصيرة من المظاهرات تسمع الشتائم والصرخات، لكن هذا لا يقترب من المشاعر في زمن العمليات في ذروة عملية اوسلو. 

حتى الآن في الاجواء يحلق تهديد واضح للعنف. عضوة الكنيست عيديت سولمان وثقت وهي تتحدث بقلق عن مجهولين يلاحقونها بسيارة. اربعة اعضاء من بين الستة اعضاء الذين بقوا في يمينا (عميحاي شكلي استقال وذهب الى احضان نتنياهو وهو يفكر بتشكيل قائمة مستقلة)، يتجولون الآن مع حراس. منذ يوم الخميس نفتالي بينيت نفسه يوجد تحت الحراسة المشددة وتحت حراسة دائمة من الشباك. الخوف يتعلق باعضاء كنيست من قائمته. هذا لا يجب مسدس سيوجه اليه. احيانا، كما شهدنا في السابق، يكفي فنجان شاي يغلي من اجل نقل الرسالة.

الكثير مما سيحدث يتعلق باستعداد الشرطة التكتيكي والقدرة على الدفاع عن أي هدف مهدد. في هذه الاثناء يبدو أن الشرطة توجد في كل مكان احتكاك وتتخذ خط متشدد. ارغمان تحدث بكلمات لاذعة، لكن من الغريب أن هذه الكلمات لم ترافقها بيانات عن استدعاء للتحقيق لمن يرسلون تهديدات فظة في الشبكات الاجتماعية. الردود المهينة لتحذيره تذكر بدرجة معينة بما حدث بعد التحذير الذي ارسله أحد اسلافه في المنصب، كرمي غيلون، في تشرين الاول 1995، عشية قتل رابين. اريئيل شارون، الذي هو نفسه غازل التحريض ضد رابين وشمعون بيرس، تم اجراء مقابلة معه مع مجلة اسبوعية للمتدينين، وقال إن اقوال غيلون هي تحريض متعمد استهدف وضع صعوبات أمام معارضي الحكومة. شارون قال إن التحذير هو مناورة ستالينية. وقد خاب أمله بعد بضعة اسابيع.

الآن ايضا ارغمان، مثل غيلون قبله، لا يعمل من خلال بارانويا، بل بدافع القلق الحقيقي. هذا لا يجب أن يكون اغتيال، كما قلنا. والنطاق المحتمل لاعمال العنف واسع. وفي الاطراف النائمة بدأ الشعور بالاحترار فعليا. سلوك بعض البيبيين يذكر بنشطاء في مجموعة دينية، يظهرون أن الواقع يحاصرهم من كل جهة، وهم يصممون على فعل شيء من اجل وقف ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى