ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – في ظل الكورونا يبدو أن اسرائيل تزيد ، وتيرة الهجمات ضد ايران في سوريا

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل  – 5/5/2020

وسائل الاعلام السورية نسبت هذه الليلة للجيش الاسرائيلي مهاجمة منشأة رئيسية تعمل على مشروع لزيادة دقة الصواريخ الموجودة لدى حزب الله. خلافا للسنوات الاخيرة، اسرائيل تقلل مؤخرا من التطرق الى الهجمات في سوريا والتي تمر تحت الرادار الدولي “.

الهجوم الذي نسب لسلاح الجو الاسرائيلي في يوم الاثنين في منطقة حلب في شمال سوريا، يبدو أنه هام – بسبب حجمه، ومكانه البعيد والهدف المهاجم. حسب تقارير في وسائل الاعلام العربية، الموقع الذي تم قصفه يعود الى مجموعة “سارس”، وهو المعهد العلمي السوري. فعليا، هذا هو جسم الصناعة الامنية الرائد في الدولة والمسؤول عن تطوير الوسائل القتالة ومنها السلاح الكيميائي والبيولوجي.

في الماضي سبق الابلاغ عن هجمات اسرائيلية لمنشآت “سارس”. مصادر استخبارية غربية وصفت هذه المؤسسة كجزء رئيسي في الجهود الايرانية لتسليح حزب الله، والتي ركزت على تحسين دقة الصواريخ الموجودة لدى حزب الله.

التقارير من سوريا تصل مؤخرا عدة مرات في الاسبوع. سلاح الجو الاسرائيلي، هكذا تنشر وسائل الاعلام هناك، يهاجم باستمرار اهداف عسكرية متنوعة في مناطق واسعة في الدولة: مخازن سلاح، مواقع انتاج وسائل قتالية، بطاريات صواريخ ارض – جو ومواقع مراقبة على طول الحدود مع اسرائيل. في مرمى الهدف موجود الآن جميع الشركاء في المحور الشيعي الذي تقوده ايران: حرس الثورة الايراني، مليشيات شيعية اجنبية، حزب الله ووحدات تابعة للجيش السوري.

خلافا لعادتها في السنوات الاخيرة، يبدو أن اسرائيل خفضت قليلا الضجة الاعلامية للهجوم المنسوب لها. مهاجمة سلاح الجو في سوريا بدأت في العام 2012، في مرحلة مبكرة للحرب الاهلية هناك، وازدادت في النصف الثاني من العقد السابق. في البداية وجهت الهجمات في الاساس ضد قوافل قامت بتهريب السلاح الايراني عبر الاراضي السورية لحزب الله في لبنان. وبعد ذلك، في نهاية 2017 فما بعد تحول الجيش الى التركيز على مهاجمة قواعد لحرس الثورة والمليشيات الشيعية كجزء من عملية احباط التمركز العسكري الايراني في سوريا.

في البداية جرت الهجمات تحت ضباب متعمد، في اطار ما وصف كسياسة التعتيم، في محاولة لردع النظام السوري عن تعزيز التحالف مع ايران وحزب الله. ولكن في نفس الوقت عدم التورط في الحرب الاهلية. بالتدريج، في السنتين الاخيرتين بدأت اسرائيل في اطلاق اشارات ثقيلة عن خطواتها.

فيروس الكورونا أملى كما يبدو تغيير معين في الاستراتيجية. خلال شهر آذار لم يبلغ تقريبا عن هجمات. ولكن طوال شهر نيسان مرة أو مرتين في الاسبوع نشر في وسائل الاعلام السورية اخبار عن هجمات اخرى في شرق الدولة وفي الوسط وفي الجنوب. هذه المرة اسرائيل تقلل من التطرق الى التقارير. في الاصل الاهتمام بما يحدث في سوريا وفي اسرائيل وما ينشر في وسائل الاعلام العالمية منخفض تماما. وباء الكورونا سيطر تقريبا بصورة كاملة على جدول الاعمال.

ولكن يبدو أنه من وجهة نظر اسرائيل ربما أنه يوجد في هذا افضلية. الهجمات تجد المحور الايراني ضعيف نسبيا. التمركز في سوريا ومساعدة حزب الله كانت “الطفل المدلل” – المشروع الرئيسي – للجنرال قاسم سليمان، قائد قوة القدس في حرس الثورة. في السنوات الاخيرة وكلما ازداد نفوذ سليماني في ارجاء الشرق الاوسط ازدادت جهود تهريب السلاح الى لبنان وانشاء القواعد في سوريا. يبدو أن سليماني أصر على مواصلة ذلك رغم الهجمات الاسرائيلية.

في بداية شهر كانون الثاني الماضي تم اغتيال سليماني بعد وقت قصير من هبوط طائرته في بغداد، ومن استبدله، الجنرال اسماعيل قاءاني، اكتشف أن الحذاء الذي ورثه أكبر من مقاسه. قاءاني لا يحظى بنفس المكانة الرفيعة التي راكمها سليماني لنفسه في السنوات الاخيرة. فهو يجد صعوبة في بث روح قتالية في الفرق، وكذلك الأخذ في الاعتبار الضغوط الاخيرة المستخدمة على ايران.

الظروف معروفة. ايران لم تستيقظ بعد من اغتيال سليماني وما حدث قبله وبعده: زيادة العقوبات الامريكية، تآكل ثقة الجمهور بالنظام بعد أن تبين بأنه حاول اخفاء قضية اسقاط طائرة الركاب في سماء طهران بالخطأ والضربة الشديدة بشكل خاص لفيروس الكورونا وانخفاض اسعار النفط في اعقاب الازمة الدولية التي أحدثها الفيروس.

المساعدة الاقتصادية الايرانية لحزب الله بدأت تتقلص ازاء هذه الصعوبات. في نفس الوقت، لبنان موجود في ازمة اقتصادية حدتها آخذة في التزايد، والتي تضع ايضا حزب الله في موقف ضعف. في الخلفية هناك ايضا العلاقات المتوترة بين الرئيس السوري بشار الاسد وضيوفه الايرانيين. يبدو أنه بالنسبة للاسد، وصية ادخال الضيوف ربما استنفدت. ايران حقا ساهمت بشكل كبير في بقاء النظام رغم الحرب الاهلية الدموية. ولكن الآن النظام في سوريا يتعرض للضربات بسبب اصرار ايران على البقاء. الكثير من الهجمات، تم الابلاغ، يرافقها قصف لبطاريات مضادة للطائرات سورية.

سير على الحد

لقد تولد الانطباع بأنه في ظل الكورونا منحت حكومة نتنياهو شيك مفتوح لرئيس الاركان افيف كوخافي لمواصلة الهجمات، وكما يبدو حتى زيادتها. حسب التوزيع الجغرافي للتقارير عن الهجمات، هذه حرب تجري على كل الملعب – في الجبهة وعلى طول الحدود في هضبة الجولان حيث تقصف هناك مواقع نشرها حزب الله بواسطة شركائه المحليين وكذلك قواعد في عمق الاراضي السورية بعيدة عن حدود اسرائيل.

اسرائيل تسير على الحد وتنتظر أن ترى كيف سيرد المعسكر المعادي. هل الاسد سيعطي اشارات للنظام في طهران بأنه حان الوقت للتراجع أو أن الايرانيين انفسهم سيبحثون عن مخرج مشرف ويقلصون تواجدهم في سوريا بسبب زيادة الضغط العسكري. في المقابل، تطرح امكانية القيام برد عقابي ضد اسرائيل. عملية موضعية كهذه حدثت في منتصف نيسان.

بعد يومين على الهجوم المنسوب لاسرائيل ضد سيارة لحزب الله قرب الحدود السورية اللبنانية في الطرف السوري، تم قطع الجدار الحدودي بين اسرائيل ولبنان في ثلاث نقاط. الجدار لم يتم اجتيازه ولكن هذا يبدو كاشارة واضحة من حزب الله لاسرائيل، التي بحسبها يوجد لحزب الله ايضا خطوط حمراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى