ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – في الوقت المتبقي له، يحتمل أن يكون ، ترامب يخطط لمغامرة أخيرة في ايران

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 13/11/2020

قبل مغادرة البيت الابيض بارادته أو بالاكراه، فان الرئيس الحالي من شأنه أن يفحص شن هجوم وراء البحار. وفي الوقت الذي يوزع فيه نتنياهو وعود لا اساس لها حول اللقاح فان الجيش بالذات يتقدم نحو اهدافه. وقضية الغواصات يمكن أن تعود مرة اخرى الى مندلبليت، وهذا الامر يتعلق بغانتس “.

مايك بومبيو سيذهب في بداية الاسبوع القادم الى جولة شرق اوسطية تشمل اسرائيل وذلك في توقيت مهم. ما الذي يبحث عنه وزير الخارجية التارك في ادارة ترامب، في الوقت الذي تتفشى فيه الكورونا في العالم ورئيسه يمكن أن يكون منشغل في حزم اغراضه بعد الخسارة الواضحة التي تعرض لها لصالح جو بايدن في الانتخابات.

بومبيو الذي هو من آخر المخلصين لترامب، هو الرجل الذي اعلن في هذا الاسبوع بأن واشنطن تنوي نقل السلطة في 20 كانون الثاني القادم – من أيدي ادارة ترامب الاول الى ايدي ادارة ترامب الثاني. هذا هو نفس الاخلاص التام الذي ضمن لبومبيو البقاء في وظيفته، في سنوات مل فيها الرئيس بسرعة من معظم موظفيه الكبار. فقط هذا الاسبوع انهى ترامب ليلة اخرى للسكاكين الطويلة في البنتاغون وتخلص كما هو متوقع من عدد من كبار الموظفين وعلى رأسهم وزير الدفاع مارك اسبر. الرئيس لم يغفر لاسبر معارضته ارسال الجيش الى الشوارع في الصيف الماضي من اجل ضرب المتظاهرين ضده. جزء من التعيينات الجديدة تأتي من الهوامش النائمة لليمين الامريكي، من مناطق فيها نظريات المؤامرة هي مسألة روتينية.

روح شريرة تحلق الآن فوق العاصمة الامريكية. الى جانب التطهيرات في قمة السلطة ينشغل ترامب ومستشارون في ادارة معركة دفاع قانونية، هدفها قلب نتائج الانتخابات أو على الاقل التشويش على دخول بايدن الى البيت الابيض. على الرغم من صرخات الاستغاثة لعصبة ترامب في الولايات المتحدة ومقلديها في اسرائيل، إلا أن الاغلبية العظمى من الخبراء الامريكيين يعتقدون أنه لا يوجد للرئيس أي دعوى قانونية تثبت حدوث تزويرات منهجية.

السؤال هو هل ترامب الذي لم ينو في أي يوم الاعتراف بالخسارة، فقط غارق في عملية الحداد ومستشاروه يحذون حذوه، أو أن هناك مؤامرة يائسة لاحباط نقل السلطة. يبدو أن التقدير المرجح هو أن ترامب مثل المستأجر الذي تبين أنه شخص لا يحتمل في المساومة  ويدير مفاوضات على شروط مغادرة الشقة.

اذا نجح طوال الوقت في الحفاظ على شعور  لدى جزء من مصوتيه بأن الانتخابات سرقت منه فسيعزز بذلك مكانته في الحزب الجمهوري، وربما سيطلق شبكة تلفزيون يمينية جديدة “ترامب تي في” ويعد نفسه لانتخابات 2024.

“نيويورك تايمز” نقلت في هذا الاسبوع عن شخصيات كبيرة في البنتاغون بأنه ثار خوف من أن ترامب ينوي قبل مغادرته القيام بعملية دراماتيكية اخيرة – هجوم عسكري على ايران أو فنزويلا. الجنرال هربار ماكمستر، احد المستشارين الاربعة للامن القومي الذين غيرهم ترامب في فترة ولايته، قال أمس لشبكة “فوكس” بأن هناك “احتمالية” بأن تهاجم اسرائيل المنشآت النووية الايرانية قبل مغادرة ترامب.

في كل سنة بين 2009 و2013 وكما ورد بصورة مقتضبة في حينه وبصورة مفصلة لاحقا، درس رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو شن هجوم جوي مكثف في ايران، في احدى المناسبات تطور حتى نقاش بين نتنياهو ووزير الدفاع اهود باراك ورئيس الموساد مئي ردغان. الاخير تحفظ من “سحب الاقسام”، اعطاء التوجيهات بالاستعداد للهجوم خلال فترة زمنية تبلغ بضعة اسابيع.

خبراء امريكيون قدروا بأن التوقيت المحتمل للهجوم يرتبط بـ “المناخ” – وضع الغيوم الذي يسود فوق ايران في فصل الشتاء يصعب الهجوم في هذا الفصل. في عهد ترامب، على خلفية انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع ايران، فان مسألة القصف لم تطرح حتى الآن بشكل مباشر. في المقابل، سجلت سلسلة حوادث اقتضت استخدام قوة اكثر محدودية: سرقة الارشيف النووي الايراني من قبل الموساد (الذي كشف في ايار 2018)، اغتيال امريكا للجنرال قاسم سليمان (كانون الثاني الماضي) والتفجير الغامض الذي لم يتم تحمل المسؤولية عنه في منشأة تخصيب اليورانيوم في نتناز في تموز الماضي.

قبل بومبيو جاء هنا هذا الاسبوع اليوت ابرامز الذي يتولى الملف الايراني في الادارة الامريكية. عندما سئل ابرامز عن هجوم اسرائيلي محتمل عاد الى روايته في زمن  الرئيس جورج بوش الابن في العام 2007. رئيس الحكومة اهود اولمرت طلب أن يجند في حينه الامريكيين في عملية مشتركة لمهاجمة المنشأة النووية لكوريا الشمالية في سوريا. “بوش اجابه بأن امريكا ليست شرطي مرور”، قال ابرامز. “نحن لا ننشغل باضواء خضراء أو حمراء”.

ابرامز زار هنا، حسب رأيه، من اجل تنسيق تشديد برنامج العقوبات.”الحد الاعلى من الضغط” ضد ايران. في الخلفية هناك نية ادارة بايدن استئناف المفاوضات بشأن الاتفاق النووي بعد تسلمه لمنصبه أو الاكثر ترجيحا، بعد الانتخابات الرئاسية في ايران في حزيران القادم.

ترامب هو الرئيس الاقل توقعا الذي جلس في البيت الابيض. في اسرائيل تسود عصبية معينة على خلفية محاولة فهم نواياه بخصوص ايران حتى كانون الثاني. واذا كان ترامب حقا سيشرك نتنياهو في ذلك فيبدو أن الاخير لا يبلغ حتى الآن هذه الامور لرؤساء اجهزة الامن. يبدو أنه من غير المعقول أنه في هذه الظروف سيطلب رئيس الحكومة أن يفرض على شركائه في الحكومة من ازرق ابيض (وعلى قيادة الجيش المتحفظة من ذلك) عملية اسرائيلية احادية الجانب في ايران. ولكن يصعب أن نستبعد تماما عملية امريكية تكون فيها اسرائيل منطقة امتصاص الارتداد للرد الايراني على العملية.

كونوا ترامبيين

بعد أن فاز ترامب في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني 2016 ظهر على الفور تأثير الفوز على نتنياهو. بعد حوالي شهر على الانتخابات ابلغ عميت سيغل في “حداشوت 12” بأن رئيس الحكومة اعطى توجيهات لمستشارين، بالانجليزية كالعادة، “كونوا مثل ترامب”. عندما استهلت ايلانا ديان موسم برنامج “عوفداه” بتحقيق عن اداء مكتبه رد نتنياهو بارسال لائحة اتهام طويلة، شخصية وشديدة بصورة غير مسبوقة، التي قرأتها ديان اثناء البث كاملة. (“في ذاكرة المشاهدين نقشت بالاساس اجابتها القصيرة: ماذا يقولون؟ لا يقولون”). بعد ذلك جاءت الادعاءات المتكررة حول “فيك نيوز” مباشرة من مدرسة ترامب. نتنياهو تجول سابقا في هذه الاماكن، لكن ترامب وفر له الثقة في أنه يمكن للمرء أن يخطو خطوة اخرى الى الامام. رئيس الحكومة بالغ في استيضاح الهام الرئيس الامريكي مثلما فعل اصدقاءه، رؤساء البرازيل وهنغاريا والفلبين. في الحملات الاخيرة استخدم نتنياهو بصورة فعالة ووحشية الشبكات الاجتماعية. احيانا كان يبدو أن النظام الذي يوجد تحت تصرفه يتجاوز قدرات ترامب والشبكات التي استغلت من اجله اجهزة الاستخبارات الروسية.

جو بايدن فاز في الانتخابات في الاساس بفضل كونه ضد ترامب. الرئيس المنتخب هو اكبر من منافسه، ويتحدث احيانا بصورة اقل وضوحا ولديه درجة اقل من الكاريزما. ولكن في نفس الوقت هو ينقل رسالة من الاستقامة ويتصرف حسب القوانين. سيكون من المهم رؤية هل هذه الرياح الجديدة ستؤثر الى حد ما على السياسة في اسرائيل. في الكنيست هذا الاسبوع هاجم عضو الكنيست يئير لبيد (يوجد مستقبل) الوزير دودي امسالم (الليكود) بسبب اسلوبه التنمري. امسالم ظهر محرج بشكل واضح. الاوغاد غيروا القواعد.

نتنياهو من جانبه كان منشغلا في ذاك النقاش في اخفاء الضرر الكبير الذي اوقعه في العقد الماضي بعلاقات اسرائيل مع الحزب الديمقراطي، بداية بمشاجراته مع ادارة اوباما حول المستوطنات والاتفاق النووي، وبعد ذلك حول التماهي المطلق مع ترامب. رئيس الحكومة قال في خطابه أنه لا يوجد فرق من ناحية اسرائيل بين جمهوريين وديمقراطيين، لكنه اكتفى بتهنئة فاترة لبايدن على حساباته في الشبكات الاجتماعية ولم يتصل معه وكان حذرا في تسميته “الرئيس المنتخب”. هذا ينبع من الخوف من اهانة ترامب وربما من رغبته في انتزاع المزيد من بادرات حسن النية من الرئيس التارك حتى كانون الثاني. ومن غير المؤكد أن ايران يجب أن تقف على رأس القائمة. إن الانشغال الدائم لنتنياهو هذا العام بخطط ضم المستوطنات اتضح أنه سعيد بالتخلي عنها مقابل اتفاقات التطبيع الهامة مع اتحاد الامارات والبحرين. كل التزام ايديولوجي مشتعل ربما باستثناء مسألة ايران أخلى مكانه للحاجة الشديدة للبقاء السياسي، بكل الوسائل، بهدف وقف الاجراءات القضائية ضده.

ربما أن ما يحتاجه حقا نتنياهو من ترامب هو ضغط الادارة على الشركة المنتجة للقاحات الامريكية “بايزر” من اجل تزويد اسرائيل بلقاح الكورونا. هذا الانجاز سيبث للجمهور الاسرائيلي بأنه بفضل علاقاته مع زعماء العالم فقد بقي نتنياهو كما يدعي لـ “دوري آخر” مع وعد امريكي بالتزويد باللقاح ربما يستطيع نتنياهو أن يهرب الى الانتخابات القادمة مع وعد ضبابي بتحسن قريب في الوضع الاقتصادي، الذي كما يبدو ما زال فعليا يوجد خلف الزاوية.

ملف هيئة 21 في المئة

نتنياهو، بنفس قدرته العجيبة على تسويق فشل كبير كنجاح باهر باع مساء أمس لوسائل الاعلام قصة تفطر القلوب حول روحه اليهودية النابضة لمدير عام شركة بايزر. كما يبدو، كان المدير العام منفعل جدا لتذكره زيارة نتنياهو للكنيس في سالونيك، الى أن استعاد على الفور رباطة الجأش وسارع الى تقديم اسرائيل الى رأس قائمة اللقاحات. فعليا، كما ابلغت ميراف ارلوزوروف في ذي ماركر الصورة محزنة جدا. فاسرائيل لم تراهن على عقد مسبق مع بايزر، بل مع شركة موديرنا، المنافسة التي من شأنها أن تصل في خط النهاية في المكان الثاني. هذا مشروع. والاقل شرعية هو أن جهاز الصحة تجاهل وسائل مستعجلة ارسلها ممثلو بايزر في البلاد قبل شهرين تقريبا بشأن الحاجة الى التقدم. بعد ذلك، وبسبب تصميم اسرائيل على بنود هامشية نسبيا تأخر التوقيع. نتنياهو استيقظ فقط عندما هددت بايزر هذا الاسبوع بالغاء الحصة التي تم الحفاظ عليها لصالح اسرائيل بحجم 7 ملايين جرعة (مطلوب حصتين للشخص، هكذا يدور الحديث عن توفير لقاح لاقل من 40 في المئة من مواطني الدولة). هكذا جاءت المحادثة السريعة مع المدير العام هاربرت بورلا اول امس. الان يعملون بصورة محمومة من اجل التوقيع في الايام القادمة على عقد من شأنه أن يمكن من توفير جرعات لاسرائيل في النصف الاول من السنة القادمة. في بياناته الاحتفالية امام الجمهور عن اللقاحات يبث نتنياهو بهجة مفرطة وكأن اسرائيل هي التي احدثت هذه الاختراقة العلمية العالمية. “انظروا كم من الغبار نصنع” قالت النملة للفيل. فعليا اللقاح الاسرائيلي للكورونا سيستكمل، اذا نجح، فقط في نهاية السنة القادمة. الادارة المحمومة الفاشلة لنتنياهو تبدت هذا الاسبوع ايضا في المشاورات في الحكومة وفي الكابنت. نية فرض اغلاق على مدن حمراء لم تتحقق. مطالبة ازرق ابيض بزيادة الغرامات على فتح مؤسسات تعليمية تم التراجع عنها من قبل الليكود بسبب معارضة الاحزاب الاصولية.

المعاملة التفاضلية للسلطات حسب مستوى الاصابة بالمرض، الفكرة المعلنة التي وقفت في اساس خطة الاشارة الضوئية التي تم حفظها والتي ايضا نتنياهو وعد بها، لم يتم تحقيقه. وطوال الوقت يجب أن نذكر أن الطلاب الاصوليين يتعلمون في الوقت الذي فيه باقي الطلاب في اسرائيل من الصف الخامس وحتى الصف الـ 12 يجلسون في البيت مثل الزومبيين. نتنياهو يتمتم حول ذلك في كل مرة بشيء معين غير ملزم، في حين أنه غارق في نقاشات طويلة حول فرض حظر تجول ليلي بدون هدف.

كان يمكن مع ذلك ان نحصل على القليل من التشجيع في هذا الاسبوع من الزيارة العسكرية ألون لقطع سلسلة الاصابة. الدولة صبت هناك الكثير من الاموال، لكن في اسرائيل لا يوجد منافسين للجيش في القدرة على رفع المشروع من الحضيض خلال فترة قصيرة. القيادة الاولى للعميد نيسان دافيدي، التي بصورة غريبة لم يتم بعد العثور لها على مختصر عسكري مناسب، تعمل بصورة كاملة. الـ 2800 من المستجوبين يكملون في هذه الاثناء بدون صعوبة حصة التحقيقات اليومية (بين 600 – 750 في اليوم في هذا الاسبوع، وهو نفس عدد المرضى الجدد اليومي). في الجيش يقدرون بأنه عند الحاجة سيكون بالامكان رفع الرقم الى ثلاثة آلاف أو حتى خمسة آلاف استجواب في اليوم.

مرحلة الخيال

وزير الدفاع بني غانتس لا يظهر بالتأكيد قدر كبير من الحزم منذ دخوله الى الساحة السياسية. منذ بضعة اسابيع وهو متردد في مسألة هل سيشكل لجنة فحص في قضية السفن.

وكما ورد هنا قبل شهر تقريبا، المسار الذي نفحصه يعتمد على البند 8أ من قانون الحكومة الذي يسمح لكل وزير تشكيل لجنة فحص حكومية في موضوع يوجد في مجال سلطته. خلافا للاقتراح الآخر الذي يتم فحصه وهو تشكيل لجنة تحقيق عسكرية، لا يسري هنا أي قيد على هوية المتهمين الذين سيتم استدعاءهم للشهادة. اللجنة ايضا يمكنها الاستعانة بتصريحات قدمتها حركة “جودة الحكم” في التماسها للمحكمة العليا. جزء كبير من الذين تسرحوا من جهاز الامن والذين كانوا مشاركين في القضية واشتموا رائحة العفن، سبق وقدموا شهادتهم امام اعضاء الحركة.

غانتس قابل حتى احد المرشحين لمنصب رئيس اللجنة، قاضي لوائي متقاعد مع خلفية امنية غنية. كاعضاء آخرين في اللجنة يتوقع أن يعين ضابط كبير سابق وشخص مع تجربة في مجال المشتريات الامنية. اذا شخصت اللجنة وجود اشتباه باعمال غير قانونية فهي ستحتاج الى تحويل المعلومات الى المستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت. المستشار هو الذي اوقف تحقيق الشرطة في ذروة عملها ومنع وصولها الى رئيس الحكومة، كما يبدو خوفا من كشف رشوة تجبر حكومة المانيا على تجميد صفقة الغواصات والسفن. بهذا، ستعود الكرة مرة اخرى للتدحرج في القضية المقلقة جدا لنتنياهو التي تخفي في طياتها امكانية كامنة لالحاق ضرر عام شديد.

غانتس ما زال متردد، كما قلنا، ايضا بسبب الاشتباه بأن هذه ستكون خطوة لا رجعة فيها وستؤدي الى حل الحكومة. استنادا لتجربة العام الماضي، من المرجح اكثر أنه هو وليس نتنياهو سيتراجع أولا. ولكن في هذه الاثناء يبدو أنه للكثيرين من كبار جهاز الامن ومن غادروه، من الاسهل تخيل ما يمكن أن يحدث اذا فقط تجرأ الوزير في هذه المرة واتخذ قرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى