ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – في اسرائيل يحاولون الاشارة الى بايدن بأن الخيار العسكري تجاه ايران قد يطرح على الطاولة مرة اخرى

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 24/1/2021

في اسرائيل يقدرون أن الادارة الامريكية الجديدة ستسعى في أقرب وقت الى العودة الى الاتفاق النووي الاصلي. رئيس مجلس الامن القومي السابق، يعقوب عميدرور، قال إنه اذا اقتربت ايران من الوصول الى السلاح النووي فلن يكون لاسرائيل أي خيار سوى الخيار العسكري “.

الاشارات الاولى من واشنطن تدلل على أن الادارة الجديدة لا تنوي اضاعة الوقت: الطاقم الذي بلوره الرئيس الامريكي الجديد بايدن حوله، يرى في العودة الى المفاوضات على الاتفاق النووي مع ايران هدفا مركزيا، وهو يريد كما يبدو السعي الى ذلك بسرعة. الردود من طهران تطرح خط متشدد. الايرانيون يتوقعون من الولايات المتحدة العودة الى الاتفاق الاصلي، الذي تمت بلورته مع ادارة اوباما في العام 2015، والذي انسحب منه دونالد ترامب بعد ثلاث سنوات. في نفس الوقت، يطالبون برفع جميع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليهم في السنوات الاخيرة.

وزير الخارجية الامريكية الجديد، انطوني بلينكن قال في جلسة استماع في مجلس الشيوخ في الاسبوع الماضي بأن الولايات المتحدة ستطالب بالتشاور مع اصدقائها في الشرق الاوسط قبيل استئناف الاتصالات. “من المهم جدا البدء في ذلك في مرحلة الاقلاع، وليس في مرحلة الهبوط”، أضاف. اسرائيل لا تظهر متشجعة من التطورات: إن بث احتفال أداء القسم لبايدن في قنوات التلفاز الاسرائيلية رافقته اقتباسات متشائمة لمصادر سياسية. وحسب الاحاطات من القدس فان بايدن يسعى الى عودة سريعة الى الاتفاق، وفقط بعد ذلك الى بلورة اتفاق بشروط جديدة، فيها تتم معالجة المسائل التي أهملت في الاتفاق الاصلي – القيود على برنامج الصواريخ الايرانية وعلى النشاطات التآمرية والارهابية في ارجاء الشرق الاوسط. في أحد الاقتباسات قيل إنه اذا تبنى بايدن خطة اوباما (بخصوص ايران) فلن يكون هناك ما سيتم الحديث حوله معه. في شبكة العلاقات مع الولايات المتحدة، اسرائيل ليست بالضبط ذبابة، لكن احيانا يبدو أنها مشوشة قليلا ومقتنعة بأنها هي الفيل.

الجنرال احتياط يعقوب عميدرور، الذي شغل في السابق رئيس مجلس الامن القومي، بقي أحد الاشخاص القريبين من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حتى لو كان لم يعد يتولى أي منصب رسمي. في الاسبوع الماضي اثناء نقاش في معهد القدس للاستراتيجية والامن، الذي هو فيه زميل كبير، قال عميدرور بأنه “في الوضع الذي فيه الولايات المتحدة تعود الى الاتفاق النووي القديم، ويتبين أن ايران تتقدم نحو قدرة نووية عسكرية، لن يكون لاسرائيل أي خيال سوى العمل ضدها عسكريا من أجل منع قدرتها على انتاج السلاح النووي”. وحسب قوله، دخول بايدن الى البيت الابيض يضع أمام اسرائيل مسألة حاسمة وهي “كيف ستتم المناورة أمام ادارة ذات برامج واضحة حول العودة الى الاتفاق، وفي نفس الوقت تنجح في الحفاظ على حرية العمل العسكري امام ايران”.

في محادثة مع “هآرتس”، قال عميدرور بأن “الاتفاق السابق لم يستجب للحاجة الى منع اقتراب ايراني من نقطة الانطلاق للوصول الى قدرات نووية. قبيل التوقيع على الاتفاق فان ادارة اوباما غيرت سياستها، من تفكيك القدرة الايرانية الى تأجيل المشروع ومتابعته. نحن نعتقد أن هذا كان اتفاق سيء. أمام الادارة الجديدة يجب خلق آلية اتصال ومعرفة ما الذي ينوون فعله. نحن بحاجة الى الجلوس مع الامريكيين ومعرفة موقفهم. والى حين حدوث ذلك فان اسرائيل ستوضح ايضا سياستها”.

حسب قول عميدرور، عودة امريكا الى الاتفاق القديم وبدون أي تغييرات جوهرية، ستضع على الطاولة جميع الاحتمالات. “كل ما تعرف دولة اسرائيل فعله، اذا تبين أن الخطوات الامريكية تسمح للايرانيين من الاقتراب من القنبلة. يجب أن يتم اعداد الخيار العسكري بصورة افضل. لا يجب الاسراع اكثر من اللزوم. مطلوب قبل ذلك فهم عميق لما يريده الامريكيون. ولكن اسرائيل يجب أن تحتفظ لنفسها بحرية اتخاذ القرار وحرية العمل”.

بعد اتفاق 2015 وفي اطار الخطة متعددة السنوات “جدعون”، حولالجيش الاسرائيلي موارد الى مهمات اخرى مثل المعركة بين حربين، في اطارها تمت مهاجمة قواعد ايرانية وقوافل سلاح في سوريا. في المقابل، تم استثمار جهود أقل لصقل وتحسين الخطط العملياتية للهجوم الجوي في “الدائرة الثالثة”، الذي هدفه الرئيسي كان المشروع النووي. مؤخرا نشر في صحيفة “اسرائيل اليوم” بأن الجيش الاسرائيلي سيطالب بمليارات الشواقل الاضافية لهذه الغاية اذا قرر المستوى السياسي أن يضع مرة اخرى على الطاولة الخيار العسكري في ايران.

عميدرور يقلل من أهمية الحقد بين نتنياهو وبين مخضرمي ادارة اوباما، الذين عاد عدد منهم الآن الى وظائف رئيسية في ادارة بايدن، على خلفية الاتفاق النووي. وحسب أقواله فان شبكة العلاقات بين الدولتين جيدة وموضوعية بما فيه الكفاية من اجل أن يكون بالامكان التسامي على هذه الامور، اذا كانت ما تزال موجودة. “في نهاية المطاف، الدول تتخذ القرارات استنادا الى المصالح وليس على أساس علاقات شخصية”، اضاف.

عميدرور يعتقد أيضا مثل بعض كبار مستشاري نتنياهو أن موقف المساومة في مفاوضات جديدة سيكون أضعف بكثير مما تعرضه ايران في تصريحات رسمية. وحسب اقواله، تأثير العقوبات الامريكية على اقتصاد ايران كان كبير جدا. “لقد احتفظوا بصعوبة بالرأس فوق الماء، وانتظروا تسلم ادارة بايدن”، قال واضاف “طهران واقعة تحت ضغط شديد من اجل رفع العقوبات”. وحسب رأيه، وضع ايران سيسمح للامريكيين باتخاذ مواقف متشددة في المفاوضات عند استئنافها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى