ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – فوق المفاوضات لتشكيل حكومة التغيير يحلق خطر امني

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل  – 1/6/2021

” بعد جولة العنف في القدس فان حادثة صغيرة واحدة ستكون كافية لاشعال المنطقة من جديد. التصعيد في التصريحات ضد بينيتوشكيد وساعر يثير التخوف من حدوث هجوم من قبل مؤيدي نتنياهو عن طريق مظاهرة ستخرج عن السيطرة “.

       طوال حوالي اسبوعين اوقفت الاحداث الامنية تقدم المفاوضات الائتلافية. وحتى أن نفتاليبينيت اثناء العملية العسكرية في غزة، اعلن عن تعليق المحادثات لتشكيل حكومة التغيير. ولكن منذ انتهاء العملية عادت الكرة الى الساحة السياسية. يبدو أن تشكيل حكومة من غير نتنياهو يرتبط الآن بالاساس بمسألة هل بينيت يمكنه أن يفرض انضباط حزبي على زملائه الخمسة في حزب يمينا، الذين بعضهم غير متحمسين من الانضمام ليئير لبيد.

       ولكن هل الامور ما زال يمكن أن تتشوش في المجال الامني؟ إن ظهور رئيس الحكومة أول أمس يبقي مكان للقلق. وعلى خلفية تقلبات المفاوضات فان بنيامين نتنياهو لا يبدو في أفضل حالاته منذ فترة طويلة.ولكن خطابه الاخير عكس تدهور آخر: المزيد من الضغط والمزيد من الاكاذيب والادعاءات غير الموضوعية.

       عندما عرض الاخطار المتوقعة على اسرائيل من دونه، فانه ضم معا التهديد النووي الايراني والعلاقات مع ادارة بايدن. بعد ذلك حذر من كابنت يكون من بين اعضائه نيتسانهوروفيتس وتمار زيندبرغ. الادعاء الاخير مهم بشكل خاص. عندما منح ميري ريغف مكانة مراقب في الكابنت مسببا الدهشة التي لا تتوقف لرؤساء جهاز الامن. افيغدور ليبرمان، الذي بالتأكيد يستمتع باضافة الزيت على النار، قال أمس في جلسة قائمته إنه “غير واثق من أن هذا الشخص (نتنياهو) هو سليم نفسيا 100 في المئة ومؤهل لتولي رئاسة الحكومة”.

       ما الضرر الذي يمكن أن يحدث في الوقت الذي بقي حتى استكمال محاولة لبيد وبينيت لتشكيل الحكومة؟ في اليسار تظهر نظريات بارانويا بدرجة معينة حول استفزازات في ايران أو في لبنان أو في قطاع غزة. هذا يبدو غير محتمل. يبدو أن رؤساء الاذرع الامنية على ثقة بما فيه الكفاية بموقفهم وسلامة رأيهم من اجل احباط خطوات غير مسؤولة اذا حاول شخص ما القيام بها. الحساسية الحالية فقط تعزز الحاجة لحراس عتبة مستقلين واقوياء من اجل تولي هذه المناصب.

       نتنياهو حاول مناورة كهذه ذات مرة، في شهر ايلول 2019، عندما اراد مهاجمة كبار قادة الجهاد الاسلامي في غزة. هذا كان ردا على اطلاق الصواريخ على اسدود اثناء عقده لتجمع سياسي قبل بضعة ايام من جولة الانتخابات الثانية. في ذلك الحدث كان مطلوب تعاون من وراء الكواليس بين هيئة الاركان العامة والمستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، من اجل صد الخطة وهي في مهدها (تم اخراجها الى حيز التنفيذ بعد شهرين، في هذه المرة بدون أي سياق سياسي).

       بقيت القدس. جولة العنف الاخيرة مع الفلسطينيين، التي نهايتها العملية في غزة ومنتصفها مواجهات شديدة بين اليهود والعرب داخل الخط الاخضر، بدأت في العاصمة. وخطوات غير محسوبة من قبل الشرطة في منطقة باب العامود والحرم اشعلت مقاومة فلسطينية وأدت بعد ذلك الى قرار قادة حماس الانضمام الى اعمال الشغب بواسطة اطلاق الصواريخ من غزة على منطقة القدس. كبار ضباط جهاز الامن الذين سئلوا عن ذلك استبعدوا امكانية أن يكون نتنياهو قد توقع مسبقا سلسلة التطورات من القدس وحتى غزة (قرار حماس اطلاق الصواريخ فاجأ ايضا الاستخبارات العسكرية).

       حتى الآن، نتنياهو اطلق العنان للشرطة في القدس في بداية الاحداث. هذه مناورة يمكن أن تتكرر في القناة بين نتنياهو ورجله المخلص، وزير الامن الداخلي، والمفتش العام للشرطة وقائد لواء القدس. السؤال الرئيسي هنا يتعلق بدرجة استقلالية المفتش العام للشرطة، كوبي شبتاي، الذي تصادم مؤخرا مع نتنياهو ومع الوزير امير اوحانا في محاولة متأخرة من اجل أن يعيد للشرطة درجة من حرية العمل.

       هناك سيناريوهات يجب الانتباه اليها في الفترة القريبة القادمة. السيناريو الاول يتعلق بحماية رؤساء الاحزاب اليمينية الذين يريدون الانضمام لحكومة التغيير. والثاني يتعلق بعمليات ارهابية محتملة لليهود ضد العرب على خلفية الوضع المتوتر في المدن المختلطة. الحلف الذي يلوح في الافق مع لبيد والذي سينتهي باخلاء عائلة نتنياهو من المنزل في شارع بلفور، أخرج نهائيا من التوازن النواة الصلبة لمؤيدي رئيس الحكومة. التصريحات المتطرفة في الشبكات الاجتماعية تترجم الى مظاهرات هستيرية وصلفة امام منازل السياسيين. والاشخاص الذين شاهدوا لقاءات عن قرب مع البيبيين مؤخرا يتحدثون عن جنون في العيون ورائحة واضحة للعنف في الهواء.

       الحديث هنا لا يدور عن آلاف المؤيدين العنيفين. في أي مظاهرة وفي أي تجمع، نتنياهو لم ينجح في جلب جمهور واسع كي يهتف الهتافات خارج الشبكات الاجتماعية. النواة الصلبة التي تقف امام منازل بينيت وجدعون ساعر واييلتشكيد وغيرهم، تضم كما يبدو بصعوبة بضع مئات الاشخاص. ولكن الخط الذي يصعب على التصريحات والاستخدام المتواتر للجذر “خان”، تخفي الخوف من أن تؤدي هذه الامور في نهاية المطاف الى اعمال عنف حقيقية. الخوف الاساسي، هذا ما يظهر، ليس من محاولة هجوم مخطط له، بل من احتمالية مظاهرة تشتد لتصبح اعمال عنف. الشرطة زادت أمس مستوى الحماية المطلوبة لبينيتوشكيد الى درجة أقل من الدرجة القصوى بدرجة واحدة.

       في المشاورات مع ضابط الكنيست تم تعزيز الحماية بصورة بارزة لبينيت، وتم وضع للمرة الاولى حماية لعضوة الكنيست شكيد. الشباك في هذه الاثناء لا يتدخل بشكل مباشر في الحماية. التهديدات في الشبكات الاجتماعية المراقبة بصورة دائمة وفي اللحظة التي سيصبح فيها بينيت مرشحا لرئاسة الحكومة فمن الارجح أن ينتقل على الفور الى حماية كاملة من قبل وحدة حماية الشخصيات الهامة في الشباك. حتى الآن، رغم أن حماية حراس الكنيست تعتبر جدية، إلا أنه يجب الأمل بأن الاشخاص المختصين الذين يتخذون القرارات سيدركون جيدا ماذا يحدث. فحادثة عنيفة واحدة يمكنها أن تغير هنا كل الصورة السياسية.

       هذا ينطبق ايضا على السيناريو الثاني. بالنسبة لحفنة من المعجبين بنتنياهو فان الجهود المبذولة لابعاده عن الحكم هي كفر بالاساس، تقريبا تهديد وجودي على أمن الدولة. هذا يذكر بشكل قليل، مع الاختلاف، بالاجواء التي سادت في اوساط اليمين المتطرف عشية الانفصال عن غوش قطيف وشمال السامرة في صيف 2005. في حينه كان هناك من اعتقدوا أن عملية ضد العرب يمكن أن توقف هذه الخطوات، وهكذا تم تسجيل عمليتان قاسيتان في المنطقة الصناعية في مستوطنة شيلو وفي حافلة في شفا عمرو، قتل فيهما ثمانية اشخاص. في الاسبوع القادم عندما سيكون في الخلفية العنف الشديد الذي وقع فقط مؤخرا بين العرب واليهود والازمة السياسية الاستثنائية، يبدو أنه يجب الاخذ في الحسبان ايضا احتمالية كهذه، احتمالية أن يعتقد شخص ما أنه بأفعاله يستطيع تغيير سير الاحداث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى