ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل- فشل، التقرير المتأخر والوعود المفرطة ، غرق الطائرات يثير علامات تساؤل

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل- 17/1/2020

” اضرار المناخ كشفت الاعتماد الكبير للسلطات المحلية على الجيش الاسرائيلي. والضرر الذي اصاب الطائرات الثمانية، وبالاساس تصريحات سلاح الجو حول العودة الى الوضع المعتاد بسرعة، هو أمر يثير القلق بصورة اكبر “.

في الوقت الذي يجري فيه التعامل مع الحرب مع حزب الله وايران على أنها احتمالية واقعية، اذا لم تكن كأمر حتمي، من الجدير دائما التوقف والتفكير ايضا في الاضرار المتوقعة منها. رئيس الاركان افيف كوخافي في خطاب تحدث فيه عن خطر الحرب في الشمال حاول عمل نوع من تنسيق التوقعات مع توقعات الجمهور الاسرائيلي عندما تطرق للمرة الاولى بصورة مفصلة للثمن الذي سيجبيه الاطلاق الكثيف للصواريخ والقذائف من الجبهة الداخلية. سنتعرض لنيران لم نشهدها في الماضي، اعترف رئيس الاركان.

بالتحديد اضرار حالة الطقس في الاسابيع الاخيرة قدمت تجسيدا لاقواله وأكدت على العيوب والفجوات في مواجهة الدولة مع الكوارث المحتملة. هذه الامور ظهرت في ثلاثة احداث مختلفة – الغرق في نهاريا، غرق الزوجين في المصعد في تل ابيب والضرر الكبير الذي تسبب لطائرات اف 16 في قاعدة سلاح الجو في حتسور.

في نهاريا احتاج الامر تدخل القادة، الجنود ومعدات هندسية من وحدة الجليل (الفرقة 91) من اجل المساعدة في انقاذ عشرات الاشخاص العالقين. قوات كبيرة من وحدة الجليل بقيادة العميد شلومو بندر انشغلت على ذلك على مدى يومين. ولكن اثناء الحرب هذه الوحدة ستقف في الجبهة أمام هجمات حزب الله التي ستشمل اقتحام الكوماندو واطلاق كثيف لصواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى على المستوطنات ومواقع الجيش على طول الجدار. واعتماد البلديات والمجالس الاقليمية على الجيش الاسرائيلي الذي ظهر في الحوادث المناخية الشديدة سيكون كبيرا وأشد قسوة في حالة الحرب. الفرق القطرية ستكون كما يبدو منشغلة ولا يمكنها تقديم المساعدة. هذه ستكون مهمة قيادة الجبهة الداخلية التي ستضطر الى توزيع جهودها في المقابل بصورة متوازية على الجبهة وعلى المركز.

في الكارثة في حي هتكفا في تل ابيب اشتكى جيران الزوجين من الجاهزية البطيئة لرجال الاطفاء في مساعدة الشابين العالقين في المصعد. وبعد ذلك تبين أنه رغم المناخ العاصف الذي كان معروفا مسبقا (رغم أن قوة العاصفة لم يتم التنبؤ بها تماما)، إلا أنه تم تشغيل ثلاثة خطوط هاتف فقط لتلقي نداءات الدفاع المدني. وقد تم التوضيح لنا بأن المركز مستعد لعلاج نحو 100 شكوى في الساعة. ولكن في ذروة العاصفة فان المركز تلقى نحو 2000 شكوى في ساعة ونصف. وهكذا حدث تأخير حاسم.

منذ عقدين ورجال الاطفاء يتم تشخيصهم كحلقة ضعيفة في استعداد الجبهة الداخلية لحرب صواريخ وقذائف. المشكلة في اجهزة مركبة مثل استعداد الجبهة الداخلية هي أنه في حالات كثيرة قوة السلسلة مرتبطة بالحلقة الضعيفة جدا فيها، وهذه من شأنها أن تتفكك تحت الضغط. مكتب مراقب الدولة في الوقت الذي لم ير فيه من يقفون على رأسه دورهم كجوقة تشجيع لرئيس الحكومة ووزرائه، اصدر تقرير قاتل حول استعدادات الجبهة الداخلية اثناء حرب لبنان الثانية ونشر تقارير متابعة قاسية عن وضع جهاز الاطفائية.

الحرب العالمية التي تدور في السنوات الاخيرة بين لجنة الاطفاء ومفتش الاطفاء والانقاذ بالتأكيد لا تساهم في تحسين أدائها الآن. اذا انهار المركز تحت ضغط آلاف الشكاوى بسبب عاصفة فكيف سيعمل في حالة حرب صواريخ، خاصة اذا بدأت بضربة مفاجئة لم يحذر منها جهاز الاستخبارات مسبقا؟ لذلك، لا يكفي تغيير اسم رجال الاطفاء الى “محاربي النيران”.

ولكن بالنسبة للجيش الاسرائيلي فان الحدث الاخطر لايام العاصفة حدث في ساحته الخلفية، في العنابر التي توجد تحت الارض في قاعدة حتسور، هناك تسبب الفيضان المفاجيء بأضرار تقدر بملايين الشواقل “بتقدير مخفف” وأوقف بشكل مؤقت عن العمل 8 طائرات اف 16. لقد نشر في “هآرتس” في السابق عن التقدير الخاطيء الذي تسبب بتأخير زائد، سواء في ابلاغ الجيش الاسرائيلي للجمهور حول الحادثة أو في مجرد نشر الخبر في وسائل الاعلام بسبب القيود التي فرضتها الرقابة العسكرية (نشر الخبر تم تأخيره بثلاثة ايام، صور الطائرات التي غرقت بأربعة ايام). في هذه الاثناء عين قائد سلاح الجو، الجنرال عميكام نوركن، طاقم تحقيق لفحص ظروف الحادثة. يجب على سلاح الجو الذي يتفاخر بتراث التحقيقات الفاخرة لديه أن يهبط الى جذور المشكلة.

ويجدر ايضا الاشارة هنا الى عدة ملاحظات. أولا، الغرق لم يهبط على سلاح الجو بصورة مفاجئة تماما. رجال الارصاد الجوية توقعوا العاصفة، ويوجد في سلاح الجو اجراءات مفصلة منذ سنوات طويلة تنظم الاعدادات المسبقة لاخلاء الطائرات والمعدات من اماكن منخفضة في القواعد، التي تتعرض لتشويشات في الطقس الشتوي. في قاعدة حتسور حدث غرق في شتاء 1992 وتم اخلاء طائرات من العنابر. حالات غرق مشابهة احتاجت الى انقاذ طائرات نتذكرها ايضا تل نوف وقواعد اخرى. من حقيقة أنه فقط عدد من الطائرات الحربية في العنبرين اللذين غرقا تضررت، يمكن الفهم بأنه كانت هناك طائرات انقذت في اللحظة الاخيرة، أي أن الرد المتأخر بسبب اعدادات معيبة أدى الى الاضرار بالطائرات الاخرى.

ومن المقلق ايضا تصريح سلاح الجو، في البداية في الاحاطة التي قدمها ضابط كبير للمراسلين، وبعد ذلك الاعلان الذي نشره المتحدث بلسان الجيش من قبل الجنرال نوركن، بأن جميع الطائرات ستتم اعادتها للخدمة خلال بضعة ايام. المهنيون الذين تحدثوا مع “هآرتس” اثاروا علامات تساؤل كبيرة حول هذا التصريح. في الصور التي تم تصويرها في العنابر ظهرت طائرات غارقة في المياه، هذا الغرق يمكن أن يتسبب بأضرار، على المدى القصير وعلى المدى البعيد، للمحركات والمجموعة التي تدعم عجلات الطائرة واجهزة الامان وشبكة الكوابل الكهربائية المتشعبة في الطائرة. اعادة الطائرات الى الصلاحية الكاملة تحتاج التنظيف واعادة التأهيل والفحوصات المتكررة. وهناك شك كبير في امكانية استكمال هذه العملية في بضعة ايام.

لذلك، ربما كان من الافضل أن ينشغل ضباط الجيش وسلاح الجو بصورة أقل بتداعيات الفشل على صورتهم في الخارج، وأن يركزوا اكثر على موثوقية الجهاز تجاه الداخل. سلاح الجو هو جهاز ضخم، وهو بارز جدا على المستوى المهني والقيمي لنشاطاته، سواء في الوضع العادي أو في حالة الحرب. خلال سنوات برز في السلاح جهد حقيقي للحفاظ على التحسن المستمر. ولكن، الاحداث في حتسور، الفشل نفسه، الابلاغ المتأخر، الادعاء المثير للشك بشأن عودة سريعة وكاملة للعمل – لا تستقيم تماما مع ثقافة الانفتاح والثقة التي يريد السلاح تشجيعها في اوساط رجاله.
اذا كانت تصريحات كهذه تهز الثقة بالجهاز في نظر الطواقم الجوية والطواقم التقنية التي تعرف ما يحدث في الداخل (يبدو أن هذا ما يحدث) فان هذا هو بداية منحدر زلق. ومشكوك فيه أن يكون هناك شخص في الدولة لا يفهم الى أي درجة أمن الدولة مرتبط بشكل كبير بالحفاظ على القدرة المهنية والعملياتية العالية لسلاح الجو.

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى