ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – رغم أقوال رئيس الوزراء، بيع اف 35 للامارات لا يزال على جدول الاعمال

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 19/8/2020

ترامب ليس بحاجة الى مصادقة رسمية من نتنياهو من اجل بيع الطائرات للدول العربية. واذا كانوا في الامارات يأملون بالحصول على طائرة اف35 فان التوقيع على الاتفاق يمكن أن يتأخر “.

خلف قرار اتحاد الامارات لكسر الطابو الطويل والتوصل الى اتفاق تطبيع مع اسرائيل تقف عدة اعتبارات معقدة. أحد هذه الاعتبارات كما يبدو يرتبط بأمل حكام الامارات بأن يحدث الاتفاق اختراقة في جهودها لشراء سلاح امريكي متطور، وعلى رأسه الطائرات القتالية اف 35.

حسب مصادر كانت مشاركة في الاتصالات بين الولايات المتحدة واسرائيل والامارات، فان المحادثات الحثيثة حول الاتفاق بدأت في الاشهر الاخيرة، استمرارا لمبادرة السلام التي طرحتها ادارة ترامب في كانون الاول في القناة الاسرائيلية – الفلسطينية. ربما أن هذا حدث دون تخطيط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو له مسبقا. ولكن خطة نتنياهو لضم المستوطنات في الضفة الغربية تحولت الى رافعة للضغط في المفاوضات مع الامارات. وحسب التفاهمات المسبقة مع الادارة سعى نتنياهو الى ضم 30 في المئة من اراضي الضفة. الامريكيون طلبوا تقليص الاراضي التي ستضم الى 10 في المئة. واضافوا في المقابل – اتفاق عدم اعتداء مع الامارات.

نتنياهو أصر على تطبيع كامل. لذلك، اضطر الى حفظ فكرة الضم. في البداية وافق الاسرائيليون على التعهد بتعليق الضم لبضعة اشهر. وفي المقابل، ممثلي الامارات طلبوا الغاء دائما. وفي نهاية المطاف اتفق كما يبدو على بضع سنوات. بعد ذلك الله أعلم.

ولكن كان لشيوخ الخليج أمر ملح آخر. مع كل الاحترام للتكنولوجيا الاسرائيلية المتقدمة في مجالات مثل تحلية المياه وانظمة الري، هذه أصلا موضوعة لخدمتهم (سوية مع تقنيات لتأمين الحدود والدفاع في السايبر)، قبل أن تتحول العلاقات الى رسمي وعلنية. ومقابل ذلك فان معارضة اسرائيلية تمنع بيع سلاح امريكي نوعي للامارات وجارتهما السعودية منذ بضع سنوات.

بيع طائرات اف35 الى جانب طائرات بدون طيار هجومية لم تتم المصادقة عليه من قبل ادارة اوباما وادارة ترامب على ضوء معارضة مبررة طرحها المستوى المهني في اسرائيل، ضمن امور اخرى، بواسطة قائد سلاح الجو السابق، الجنرال امير ايشل (اليوم يشغل مدير عام وزارة الدفاع) والجنرال احتياط عاموس جلعاد الذي كان يشغل في حينه رئيس القسم السياسي في وزارة الدفاع.

الصحافي ناحوم برنياع كتب أمس في “يديعوت احرونوت” بأن ادارة ترامب تنوي السماح بعقد صفقة طائرات اف35 والطائرات الهجومية للامارات. برنياع كتب بأن الصفقة بين الطرفين تشمل السلام مقابل التزويد بسلاح متطور والغاء عملية الضم. ورغم أنه لا يقول ذلك بصورة صريحة، إلا أنه يظهر من اقواله بأن نتنياهو قد رفع معارضة اسرائيل. واضاف برنياع بأن الامر تم من وراء ظهر جهاز الامن الاسرائيلي.

في مكتب نتنياهو قالوا أمس ردا على سؤال لهآرتس بأن معارضة اسرائيل لتزويد سلاح متطور لجميع الدول العربية ما زالت على حالها. وأمس ظهرا نشر نفي مفصل للنبأ الذي اورده برنياع والذي يقول بأن رئيس الحكومة ارفقها بادعائه الثابت حول نشر “أنباء كاذبة”. في البيان قيل إن نتنياهو صمم على موقفه بثبات امام الامريكيين. واضافوا في المكتب بأن هذا الموقف استند الى موقف قائد سلاح الجو الحالي، الجنرال عميكام نوركن، الذي تم تقديمه في بداية شهر حزيران. وأنه في شهر تموز ارسل نتنياهو رسائل مشابهة لوزير الخارجية الامريكي وسفير الولايات المتحدة في اسرائيل. وقد تم الادعاء بأنه في نهاية شهر تموز ابلغ بذلك ايضا وزير الدفاع بني غانتس.

“اتفاق السلام مع الامارات لا يشمل أي بند في هذا الشأن. الولايات المتحدة اوضحت لاسرائيل بأنها ستحرص على الحفاظ على التفوق النوعي لاسرائيل”، أجمل المكتب.

بالمناسبة، في نفس الوقت الذي صدر فيه البيان أجرى أحد مقربي نتنياهو، الوزير يوفال شتاينيتس، مقابلة مع راديو “كان”. وقد قلل شتاينيتس من أهمية النشر وقال إن المسافة بين الامارات واسرائيل هي أكبر من مدى طيران طائرات اف35، لذلك فان هذه الطائرة لا تعرض اسرائيل للخطر (حتى في سيناريو مستقبلي فيه يتغير النظام هناك – وهي نقطة امتنع شتاينيتس عن التطرق اليها مباشرة). وقد تولد الانطباع بأن الحكومة تغطي على جميع الادعاءات في محاولة لصد النشر.

نتنياهو في الحقيقة ادعى “انباء كاذبة”، لكن من المثير للاهتمام ايضا ما لا يظهر في البيان. حق المعارضة الاسرائيلية يستند الى تفاهمات قديمة بشأن الحفاظ على التفوق النوعي للجيش الاسرائيلي على الدول العربية (بالانجليزية بالاحرف الاولية: كيو.ام.إي) التي تم شملها في قانون الكونغرس من العام 2008 ومرة اخرى في العام 2017. ولكن التفوق الاسرائيلي ليس موضوعا لقرار خطي، فيه اسرائيل تصادق أو لا تصادق للامريكيين على البيع، بل تفاهمات حساسة تم بحثها مطولا من خلف الكواليس، وعلى الاغلب لا يتم نشرها على الاطلاق. في القانون ورد أن الرئيس يجب عليه التشاور مع الجهات الحكومية في اسرائيل قبل المصادقة على صفقة سلاح تؤثر على التفوق النوعي. القانون لا يطالب بمصادقة ما خطية.

بكلمات اخرى، رغم اقوال نتنياهو أمس، ربما أن الادارة ستقرر بيع الطائرات لاعتبارات مستقبلية. وأن حكومة اسرائيل ستقول: حاولت الاقناع ولم أنجح. ترامب يولي اهمية كبيرة للصفقات الكبيرة، خاصة صفقات السلاح، وبالتأكيد في فترة ازمة اقتصادية. ويجدر التذكر بأن فترة ولايته بدأها بزيارة حماسية في السعودية. في الرياض، في احتفال غريب الى حد ما فيه رقص مع مستضيفيه وهو يلوح بالسيف وكأن المشهد تم أخذه من افلام “حرب النجوم”، اتفق الرئيس مع العائلة المالكة على صفقات سلاح بعشرات مليارات الدولارات.

جزء من الصعوبة التي يجدها نتنياهو في المناورة امام ترامب بهذا الشأن الآن، وبالرغم وفي الحقيقة بسبب علاقاتهم الجيدة، يرتبط بالازمة الخطيرة في علاقاته مع الحزب الديمقراطي. بفضل تماهيه الكامل مع ترامب فان نتنياهو لم يعد قادر على التوفيق بين الكونغرس والادارة – هذه نقطة ضعف يمكن أن تتفاقم اذا فاز جو بايدن، الذي يتفوق في الاستطلاعات، في الانتخابات الرئاسية في شهر تشرين الثاني القادم.

نهاية للتفوق؟

كما سبق وكتب هنا فان هناك مسألة تكمن ايضا في الاقصاء الخطير الذي يتبعه نتنياهو، سواء تجاه شركائه السياسيين المؤقتين أو تجاه رؤساء جهاز الامن. رئيس الحكومة يدير سياسة الخارجية والامن كأمر شخصي. القرارات تتخذ تقريبا فقط حسب تقديراته، بدون تعاون أو ابلاغ أو تشاور. اذا كان غانتس ووزير الخارجية غابي اشكنازي لم يعرفا عن الاتفاق المتبلور فمن الصعب أن نلقي عليهما المسؤولية في قضية طائرات اف35 اذا تعقدت. ولو أن رؤساء ازرق ابيض كانوا اكثر حدة من ناحية سياسية لكانوا استغلوا القضية أمس من اجل مهاجمة نتنياهو.

في الخلفية ما زالت تقف الرائحة الحامضة لقضية الغواصات والسفن. في حينه ظهر شك ثقيل بأن عدد من مقربي رئيس يحصلون على مكاسب من الصفقات. واذا لم يكن هذا كافيا، تبين – خلافا للنفي المتكرر لنتنياهو، الى أن تراجع الى حد ما عن روايته – أن رؤساء جهاز الامن لم يتم اشراكهم في الاذن السري الذي اعطي كما يبدو لالمانيا ببيع غواصات من نوع متطور لمصر. بعد حدث خطير جدا ايضا ظل شك بشأن الطائرة للامارات يمكن أن يثير علامات استفهام.

اذا كانت الامارات تتوقع الآن بيع طائرة اف35 وطائرات بدون طيار فان النشر الجديد يمكن أن يؤخر توقيع التفاهمات مع اسرائيل، التي رغم بيانات رئيس الحكومة يبدو أنه لم يتم تضمينها في وثيقة رسمية. تظهر هنا صعوبة ممكنة اخرى: حتى الآن تمت المصادقة على بيع الطائرة فقط لدولة واحدة اخرى في المنطقة هي تركيا – وحتى هذه الصفقة تم تجميدها عندما اشترت انقرة نظام دفاع جوي من طراز اس400 من روسيا. واذا حصلت الامارات على مصادقة للبيع فان السعودية ومصر ايضا ستسارعان الى الوقوف في الدور. ورغم أن هذه الدول هي دول صديقة لاسرائيل، إلا أنه يبدو بهذا ستحل نهاية التفوق النوعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى