ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – خطوة مطلوبة

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 18/11/2020

قرار السلطة الفلسطينية استئناف التنسيق مع اسرائيل يمكن أن يخفف من ازمتها الاقتصادية، لكنه سيضر بجهود المصالحة مع حماس. ودقات بايدن سيتم الشعور بها في الساحة الفلسطينية، لكن روح ترامب لا تسارع الى مغادرة الشرق الاوسط. واسرائيل لا يتوقع أن تضبط نفسها بشأن الاحتكاك مع ايران على الحدود مع سوريا“.

إن فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة أعطى في يوم الثلاثاء الماضي ثماره الاولى في الشرق الاوسط. قيادة السلطة الفلسطينية استغلت استبدال الادارة المتوقع في واشنطن في 20 كانون الثاني القادم من اجل تبرير خطوة كانت مطلوبة منذ زمن، وهي استئناف التنسيق الامني والمدني مع اسرائيل في الضفة الغربية. وهذا القرار تم اتخاذه مع تنفس معين للصعداء، ايضا في جهاز الامن الاسرائيلي. هناك اعتبر غياب التنسيق في الاشهر الاخيرة مثل “شوكة في الحلق”.

تدهور العلاقات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية كان نتيجة الدعم الواضح لادارة ترامب لمواقف حكومة نتنياهو على مدى السنوات الاربعة من ولاية الرئيس التارك في البيت الابيض. رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس (أبو مازن) قلص بالتدريج العلاقات مع الولايات المتحدة واسرائيل ردا على الخطوات الامريكية والاسرائيلية. وقد وصلت هذه الامور الى الذروة في هذه السنة عند طرح صفقة القرن للرئيس ترامب في كانون الثاني الماضي والدفع قدما بخطة نتنياهو لضم المستوطنات في شهر أيار الماضي، وهي الخطة التي تم حفظها في نهاية المطاف خلال الصيف بذريعة أنه بهذه الخطوة تم شق الطريق أمام اتفاقات التطبيع مع دولة الامارات ودولة البحرين.

السلطة الفلسطينية توقفت عن تسلم اموال المقاصة للضرائب التي جبتها اسرائيل لصالحها، وهو مبلغ تراكم ليصل الى حوالي 2.5 مليار شيكل، ردا على قرار اسرائيل منع تحويل دعم مالي للسجناء الفلسطينيين الامنيين. في شهر ايار الماضي قطع عباس ايضا جميع قنوات التنسيق الامني والمدني. في الواقع تم ايجاد طرق التفافية وتم الحفاظ على قنوات اتصال لحالات الطواريء، مثل انقاذ اسرائيليين دخلوا بالخطأ الى مناطق السلطة في الضفة الغربية وتورطوا هناك. ولكن الاغلبية الحاسمة من العلاقات جمدت واللقاءات بين الطرفين تقريبا لم تعقد.

السلطة الفلسطينية هي التي دفعت معظم الثمن: الاموال التي رفضت تسلمها هي بحاجة اليها في زمن الازمة الاقتصادية الشديدة التي تمر بها، وقطع التنسيق المدني قاد الى استئناف العلاقة المباشرة بين مئات آلاف سكان الضفة والادارة المدنية الاسرائيلية بصورة اعتبرت كنوع من الاعتراف بالاحتلال. الآن، مثلما توقعوا في الجيش، فورا بعد فوز بايدن قبل اسبوعين تقريبا، استغل عباس الانقلاب السياسي الامريكي من اجل النزول عن الاشجار، على الاقل عن الشجرة الاولى. استئناف التنسيق يتوقع أن يمهد الطريق ايضا لتسلم الاموال المعلقة، وبهذا التخفيف من ضائقة السلطة، التي اشتدت ازاء زيادة عدد الاصابات بالكورونا في الضفة. القرار يبشر ايضا، للمرة الاولى منذ فترة طويلة، بأن السلطة مستعدة لتحسين وضع سكان الضفة بقدر معين. في المقابل، من المرجح أن استئناف التنسيق سيؤثر بشكل سلبي على جهود المصالحة بين السلطة وحماس، لأن هذا الامر يمكن أن يقود الى استئناف اعتقال نشطاء حماس في الضفة.

دقات بايدن سيتم الشعور بها كما يبدو في الاشهر القادمة في الساحة الفلسطينية، عندما ستتوقف السلطة عن الميل لتبرير خطواتها ورفضها لأي اتصال مع اسرائيل أو مع الولايات المتحدة. ولكن مفاوضات بناءة لن تكون قريبة، حتى بعد أن يوافق ترامب على اخلاء البيت الابيض، سواء بارادته أو بالاكراه. الشرق الاوسط بشكل عام، وبالتأكيد المشكلة الفلسطينية بشكل خاص، لن تكون على رأس سلم اولويات الادارة القادمة، التي سيكون عليها قبل كل شيء انقاذ امريكا من الاضرار الصحية والاقتصادية الشديدة لازمة الكورونا. ايضا في السياسة الخارجية، المنافسة الاستراتيجية مع الصين هي موضوع اكثر الحاحا. ولن يكون لبايدن ورجاله بالتأكيد أي اوهام عظمة فيما يتعلق بقدرتهم على حل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني بشكل نهائي (وبسرعة).

أمس جرت أخيرا مكالمة هاتفية اولى بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وبايدن، هنأه فيها على الفوز في الانتخابات. هذا حدث بعد أن امتنع نتنياهو بشكل متعمد عن التلفظ بكلمات صريحة، ايضا في البيان الذي نشره في الاسبوع الماضي وفي رده المتلعثم على سؤال في مؤتمر صحفي أول أمس. بيان نتنياهو حول المحادثة جاء بعد بضع دقائق على الاعلان عن محادثة مشابهة اجراها رئيس الدولة رؤوبين ريفلين. اضافة الى ذلك، روح الرئيس التارك ما تزالت تحلق هنا، كما يشهد على ذلك ما نشر في“نيويورك تايمز” أمس، بأن ترامب فحص في جلسة في يوم الخميس الماضي تنفيذ قصف جوي على المنشأة النووية في نتناز، وتراجع عن ذلك فقط بضغط من مستشاريه.

في هذه الاثناء يجدر الانتباه ايضا الى الاحتكاك بين اسرائيل وايران المتزايد على الحدود السورية. أمس كشفت قوة من الجيش الاسرائيلي حقل الغام كبير في الجانب الاسرائيلي من الحدود في هضبة الجولان، في نفس المنطقة التي قتل فيها الجيش اربعة مخربين وضعوا حقل الغام مشابه في شهر آب الماضي. ايضا في هذه المرة التقدير هو أنه يقف خلف العملية شبكة محلية في هضبة الجولان السورية يتم تشغيلها من قبل ايران. واستنادا لتجربة الماضي، هذا ليس من نوع النشاطات التي تبقى بدون رد اسرائيلي، سواء من خلال البيانات أو من خلال العمل على الارض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى