ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – حملة الاعتقالات أحبطت خطة حماس  بسلسلة عمليات في إسرائيل

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 27/9/2021

” المجموعة التي اعتقل اعضاؤها في الليلة الماضية هي مجموعة استثنائية. وعملية الاعتقال يمكن أن تؤدي الى رد من قبل حماس في غزة. ولكنهم في حماس يعرفون أن اطلاق الصواريخ سيجر رد اسرائيلي اكثر شدة. ومن ناحية بينيت التوقيت الحالي هو توقيت اشكالي بشكل خاص “.

النزاع الفلسطيني توجد له طرق خاصة به للتذكير بوجوده، حتى عندما تقوم حكومات اسرائيل ببذل كل ما في استطاعتها لابعاده ودفعه الى اسفل الاجندة القومية. هذه الليلة عندما كان رئيس الحكومة نفتالي بينيت في طريقه الى نيويورك لالقاء خطابه الاول في الجمعية العمومية للامم المتحدة، انطلقت قوات الامن لتنفيذ حملة اعتقالات واسعة في ارجاء الضفة الغربية. الهدف هو البنية العسكرية لحماس في رام الله وجنين. جزء من القوات ووجهت بمقاومة مسلحة من جانب مطلوبين. هذه الليلة انتهت بخمسة قتلى فلسطينيين وضابط وجندي من وحدة المستعربين دفدفان باصابة بالغة بعد اصابتهما باطلاق النار.

بينيت قال للمراسلين في الطائرة بأن قوات الامن عملت “ضد مخربي حماس الذين كانوا سينفذون عمليات ارهابية في المدى الآني”. يبدو أنه كان على الاجندة تنفيذ عمليات تضمنت ايضا اهداف داخل الخط الاخضر. في الفترة الاخيرة حدثت عدة عمليات اطلاق نار على حواجز الجيش الاسرائيلي في منطقة جنين. عمليات الاعتقال التي قامت بها اسرائيل، بالاساس في مخيم جنين، ووجهت بحجم استثنائي من اطلاق النار الفلسطينية. اجهزة امن السلطة تجنبت تقريبا بشكل كامل الدخول الى المدينة، خاصة الى المخيم، خشية من المواجهات.

وقد ساهم في المناخ العاصف في شمال الضفة ايضا هرب السجناء الستة من سجن جلبوع في بداية الشهر الحالي. الستة هم من سكان منطقة جنين، وألقي القبض عليهم بعد مطاردة استمرت حوالي اسبوعين. اثنان تم اعتقالهما قرب جنين والآخرون اعتقلوا داخل حدود اسرائيل في الناصرة وفي مرج بن عامر.

المجموعة التي اعتقل اعضاءها هذه الليلة هي مجموعة استثنائية لأنها تمتد في منطقتين بعيدتين نسبيا عن بعضهما في الضفة. منذ انتهاء الانتفاضة الثانية، قبل حوالي 15 سنة، وجدت حماس صعوبة في استخدام قيادة عامة للذراع العسكري في الضفة بحيث تسيطر على الشبكات المناطقية. طريقة “كاسحة العشب”، القضاء الدائم على الارهاب من قبل الشباك والجيش واحيانا بمساعدة قوات الامن الفلسطينية، كشفت واحبطت معظم هذه الشبكات قبل أن تتمكن من الحاق ضرر كبير. 

الاعتقالات الاخيرة تذكر بنسخة اصغر للقضية التي وقعت في صيف 2014، قبل لحظة من اختطاف الفتيان الثلاثة في غوش عصيون وعملية “الجرف الصامد” في قطاع غزة. في حينه كشفت شبكة تضم عشرات النشطاء في كل ارجاء الضفة، التي خططت لتنفيذ عمليات ضد اسرائيليين، وحتى سعت الى اسقاط حكم السلطة الفلسطينية. وقد وقف من خلفها كبار رجالات الذراع العسكري في الخارج وفي غزة، من بينهم من تم ابعادهم في صفقة شليط.

هذه المرة ايضا يجدر الانتباه الى تورط محتمل لنشطاء حماس في الخارج فيما يجري في الضفة. الرجل الرئيسي هو صالح العاروري، الذي يعتبر نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، وفعليا هو يشارك في الاعداد والتمويل لنشاطات الارهاب. عضوان كبيران آخران هما موسى دودين وزاهر جبارين، اللذان هما ايضا يعتبران رسميا اعضاء في المكتب السياسي. الثلاثة هم من سكان الضفة، العاروري خرج الى الخارج في 2010 باتفاق مع الشباك؛ الآخران اللذان كانا في السجن على مخالفات ارهابية، تم ابعادهما بعد سنة تقريبا في اطار صفقة شليط.

هذه مجموعة قديمة اعمارها بين 40 – 50 سنة، والتي ما زالت مرتبطة بما يحدث في الضفة. نشطاء آخرون، من بينهم مبعدين آخرين من صفقة شليط يقيمون في غزة. دودين تم تجنيده لحماس على يد العاروري؛ وجبارين على يد المهندس يحيى عياش في 1993. حتى العام 2017 مكث الثلاثة في قطر، والآن هم يتحركون على الخط بين لبنان وتركيا. نشاطهم ينزلق ايضا الى المجال السياسي. في الضفة ينقص حماس المال، لذلك فان التمويل من اجل نشاطاتها السياسية يأتي من قيادة حماس في الخارج. 

في القضية الاخيرة اعتقل في الضفة اكثر من عشرين شخص في الاسبوع الماضي. وهذا ذروة حملة الاعتقالات الليلية. عدد النشطاء المسلحين والبعد الجغرافي النسبي وحقيقة أن عددا منهم القي القبض عليهم في شقق سرية خارج قراهم، كل ذلك يمكن أن يدلل حقا على تحضيرات اخيرة قبل العمليات، وربما كانت ستحدث داخل الخط الاخضر. حتى الآن من غير الواضح اذا كان جميع المخربين المتورطين قد اعتقلوا وهل خططهم احبطت بصورة نهائية. في حادثين، مع جنود دفدفان في قرية برقين قرب جنين، ومع الوحدة الخاصة للشرطة في قرية بدو في غرب رام الله، فتح الفلسطينيون النار أولا. المطلوب في برقين اختبأ في بيت. بعد أن فتح النار اقتحم جنود دفدفان البيت. في قيادة المنطقة الوسطى يتم فحص احتمالية مرجحة في أن يكون الضابط والجندي اللذان اصيبا قد اصيبا بنار صديقة اثناء الاقتحام. استنادا الى التحقيق الاولي لم يكن ذلك حادث تشخيص خاطيء، أي اطلاق موجه لقوة ثانوية نحو قوة اخرى. لأنهم اعتقدوا أن الامر يتعلق بمخربين.

من بين القتلى الفلسطينيين ناشط محلي معروف وهو احمد زهران من قرية بدو. اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية تعرف اسمه منذ بضع سنوات على الاقل. صورته وهو يمتطي الحصان تم نشرها منذ الصباح في الشبكات الاجتماعية الفلسطينية. هناك تم تتويجه كبطل في مقاومة اسرائيل. قتيل آخر شخص كناشط في الجهاد الاسلامي، انضم لتبادل اطلاق النار في احد الاحداث. في عدد من الحالات جاء مسلحون آخرون لمساعدة المطلوبين الذين قاموا بتبادل لاطلاق النار مع القوات الاسرائيلية. 

حسب معرفتنا، على الاقل اربعة من القتلى هم نشطاء معروفون في الاذرع العسكرية لمنظمات الارهاب، الذين اصيبوا اثناء تبادل اطلاق النار. القتيل الخامس الذي اصيب في برقين هو فتى ابن 16 سنة، ومصادر عسكرية تقول إنه كان في السيارة التي اطلقت منها النار على القوات الاسرائيلية. الرقم العالي وغير العادي للقتلى الفلسطينيين في الاحداث يمكن أن يؤدي الى غليان معين في المناطق ومحاولة القيام بعمليات انتقام. ولا يقل عن ذلك اهمية احتمالية أن يأتي رد من قطاع غزة. في السابق الجهاد الاسلامي هو الذي رسخ معادلة بحسبها كل عملية قتل لاعضائها في الضفة سيأتي رد على هيئة اطلاق صواريخ من القطاع على المناطق الاسرائيلية. معضلة حماس معقدة اكثر. لكونها المنظمة المسيطرة في القطاع فان قادتها يعرفون أن رد اسرائيلي على اطلاق الصواريخ يمكن أن يكون أكثر شدة. هذا التدهور سيعرض للخطر جهود الوسطاء المصريين من اجل التوصل الى تسوية لمدى اطول مع اسرائيل. التوقيت نفسه غير مريح تماما لحكومة بينيت – لبيد. الاحداث وقعت في عطلة عيد العرش وعشية خطاب رئيس الحكومة في الامم المتحدة. 

بينيت على درب ديان

في الخلفية تزداد حدة مرة اخرى التوتر بين السلطة الفلسطينية وحماس. كجزء من محاولات التودد لادارة بايدن اعلنت حكومة السودان في الاسبوع الماضي عن مصادرة الاصول والاموال التابعة لحماس في السودان، بذريعة أن الامر يتعلق بأموال ارهاب. قيمة الاصول المصادرة تبلغ كما يبدو عشرات ملايين الدولارات. السلطة الفلسطينية سارعت بالتوجه لحكومة السودان وطالبت بتحويل الاموال اليها.

هذا الطلب من رام الله اغضب حكومة حماس في غزة، التي من ناحيتها اتهمت السلطة بالفساد، ومرة اخرى وجهت سهام انتقادها لوزير الشؤون المدنية حسين الشيخ. خلاف آخر تركز على اعلان رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن) عن نيته اجراء انتخابات بلدية في الضفة والقطاع في كانون الاول القادم. حماس ردت بغضب على هذه الخطوة وذكرت بأن عباس هو الذي ألغى في نيسان الماضي الانتخابات المخطط لها للبرلمان. 

هذا القرار لعباس حث الخط المتشدد في حماس ازاء السلطة الفلسطينية واسرائيل. وقد أدى التصعيد في بداية شهر أيار الى عملية حارس الاسوار في قطاع غزة. ايضا الآن يوجد خطر في أن اسرائيل تقلل من اهمية التطورات الداخلية في المناطق. الحكومة الجديدة على ثقة بأنه يمكنها ادارة الصراع على نار هادئة، دون أن يتحول الى ابعاد اكبر تؤثر على الامن الشخصي للمواطنين. مصدر في حاشية بينيت قدم اليوم احاطة للصحافيين وقال إنه ليست لديه نوايا للتطرق في خطابه في الامم المتحدة الى خطاب عباس في يوم السبت (الذي كان عادي جدا ولم ينحرف عن مضامين خطاباته في الاجتماعات السنوية السابقة). وحسب هذا المصدر، الموضوع الفلسطيني لن يحتل مكان واسع في خطاب رئيس الحكومة لأنه في الاصل لا يمكن في الوقت الحالي اجراء مفاوضات سياسية.

الدكتور ميخائيل مليشتاين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان في جامعة تل ابيب، قال للصحيفة إن سياسة بينيت المعلنة في المسألة الفلسطينية تبدو مثل صدى للبرامج التي عرضها موشيه ديان بعد احتلال المناطق في 1967. “ديان، مثل بينيت الآن، تحدث عن تقليص النزاع وعن قيام نظامين للحياة في نفس المنطقة، وعن عدم ترسيم حدود بينهما وعن تركيز على تقديم تسهيلات اقتصادية وحرية حركة للفلسطينيين. كل ذلك دون سياسة ودون تحقيق الطموحات الوطنية”.

حسب اقواله، بينيت وبحق اصبح اكثر اعتدالا بالنسبة للبرنامج الذي عرضه في بداية العقد الماضي، الذي تحدث عن ضم مناطق ج. مع ذلك، قال مليشتاين، تصريحات بينيت هي مثل “رحلة في نفق الزمن، 54 سنة الى الوراء، وكأنه لم يتغير أي شيء منذ ذلك الحين. لا توجد تقريبا أي فروق بينها وبين التسوية الوظيفية التي عرضها ديان بعد حرب الايام الستة”. كل هذه الافكار، من نافل القول أن نقول، هي غير مقبولة حتى على أي فلسطيني. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى