ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – حماس على حبل رفيع

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 22/11/2021

” يتوقع أن تستغل حماس التوتر في القدس من اجل تقويض استقرار السلطة الفلسطينية مثلما فعلت في شهر أيار الماضي، بعد ذلك اندلعت عملية حارس الاسوار. في هذه الاثناء تطرح من جديد افكار عبثية للتعامل مع التوتر، من بينها وضع البوابات الالكترونية على ابواب الحرم “.

هناك ميل خطير للاحداث في الحرم ومحيطه لاشعال حريق أكبر في القدس وفي المناطق واحيانا داخل الخط الاخضر. قتل المصلي اليهودي غير بعيد عن مدخل حائط المبكى أمس واصابة اربعة اسرائيليين آخرين باطلاق النار من قبل احد نشطاء حماس من مخيم شعفاط للاجئين، يمكن أن يؤدي الى نتائج مشابهة. الشرطة تعزز قواتها في البلدة القديمة والجيش الاسرائيلي يزيد حدة تأهب وحداته في الضفة الغربية على أمل أن لا يحدث هذا في هذه المرة ايضا.

في شهر ايار الماضي عندما ازداد التوتر حول الحرم استغله رئيس حماس في القطاع، يحيى السنوار، من اجل القيام بمظاهرة استعراض لقوة منظمته. حماس اطلقت ستة صواريخ نحو منطقة القدس، بذريعة الدفاع عن المسجد الاقصى، وأدى الى رد اسرائيلي شديد الذي كانت نهايته عملية حارس الاسوار. تقريبا قبل اربع سنوات من ذلك، في صيف 2017، قتل اعضاء من الحركة الاسلامية في أم الفحم شرطيين اسرائيليين في الحرم. حكومة نتنياهو ردت بوضع بوابات الكترونية الى مدخل الحرم، الامر الذي أدى الى ازمة اقليمية شملت تقريبا انتفاضة فلسطينية، وعملية قاتلة ضد اسرائيليين في الضفة، وخلاف شديد بين الشخصيات الرفيعة في جهاز الامن والتوتر مع الاردن. في نهاية المطاف اضطرت الحكومة الى التراجع والى ازالة البوابات الالكترونية.

بسبب أن عدد من السياسيين الاسرائيليين يعتقدون كما يبدو أنه توجد للجمهور في البلاد ذاكرة قصيرة، التي لا تصل الى اكثر من ذاكرة عصفور صغير، تم على الفور بعد عملية القتل اطلاق في هذا الصباح وابل من الردود المعتادة. في اليمين رقصوا كالعادة على الدم واتهموا الحكومة بالعجز ازاء الارهاب، وكأنه لم تحدث احداث كهذه بالضبط في فترة كل الحكومات السابقة، دون صلة بمسألة هل وقف على رأسها مبعوث الاله. بالتحديد الوزير يوعز هندل (أمل جديد) اصدر من جعبته فكرة اعادة البوابات الالكترونية. لأنه ما الذي يمكنه أن ينجح اكثر من فشل مؤكد؟. يجب الأمل بأن رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، الذي كان عضوا في حكومة نتنياهو عندما تمت تجربة هذا الهراء في المرة الاخيرة، لن تغريه العودة اليه.

حماس، مثلما في الجولات السابقة، كانت سعيدة من الانقضاض على هذه الفرصة. متحدثون باسم المنظمة باركوا عملية أمس وتفاخروا بأن المخرب، الذي هو ناشط مخضرم في الاربعينيات من عمره، هو أحد اعضائها. هذا الاعلان، مثل احتفالات السرور التي شوهدت في مدن القطاع في اعقاب العملية، يناقض شكاوى حماس من نية بريطانيا الاعلان عن ذراعها السياسية كمنظمة ارهابية بالضبط مثل الذراع العسكرية.

ايضا عن الفتى الفلسطيني الذي طعن جندية من حرس الحدود في البلدة القديمة في القدس في يوم الاربعاء الماضي، سارعت حماس الى الاعلان عن انتمائه اليها. في الحالتين الرد السريع لرجال الشرطة (في الاسبوع الماضي انضم اليهم ايضا مدني مسلح) أدى الى الموت السريع للمهاجمين. أحد المخاوف الآن يتعلق باعمال التقليد، خاصة عندما يدور الحديث عن عملية في منطقة الحرم تثور مشاعر دينية، وهناك ظاهرة لفلسطينيين آخرين يريدون السير في طريق المخربين الذين قتلوا.

الى جانب القدس بقي أن نرى كيف ستؤثر العمليات الاخيرة على ساحات اخرى. في الضفة النفوس مؤخرا هادئة بصورة نسبية، باستثناء احداث محلية يرتبط بعضها باحتكاك الجيران بين قرى فلسطينية وسكان البؤر الاستيطانية المجاورة.  ولكن سيطرة قوات الامن الفلسطينية على مناطق أ ومناطق ب ضعفت. وهذا يتمثل الآن بالاساس بمواجهات عنيفة ودورية بين الاجهزة ومسلحين، من فتح ومن المنظمات الاسلامية، في مخيمات اللاجئين في شمال الضفة. ولكن هذا يمكن أن ينزلق بسهولة ايضا الى عمليات اخرى ضد اسرائيل.

للمرة الاولى منذ فترة طويلة اعلنت السلطة في نهاية الاسبوع الماضي عن نيتها اطلاق عملية لاعادة السيطرة على مخيم جنين للاجئين، الذي فيه سيطرتها ضعيفة بشكل خاص. السلطة تنوي اعتقال عشرات المطلوبين في المخيم، وهي عملية يتوقع أن تؤدي الى مواجهات بين رجال الشرطة الفلسطينيين والخلايا المسلحة، التي هي غير معتادة ولا توافق على حركة دوريات من الاجهزة في المناطق التي تعتبرها مناطق لها.

في جهاز الامن سيتابعون عن كثب التطورات، حيث السؤال المركزي هو هل ستؤثر الاحداث الاخيرة ايضا على الوضع في القطاع. ومثلما نشر في هذا الصباح في “هآرتس” فانه في الفترة الاخيرة ظهر هناك هدوء على حدود القطاع، من خلال تفاهمات متبادلة حول توسيع التسهيلات الاقتصادية وادخال المزيد من عمال القطاع للعمل في اسرائيل. على الاغلب حماس ستحاول مواصلة اللعبة المزدوجة. فمن جهة تشجيع الارهاب في القدس وفي الضفة، حتى بدافع الامل أن يتقوض بذلك استقرار حكم السلطة وعلاقتها مع اسرائيل. ومن جهة اخرى، الحذر من أن لا يزيد العبء في غزة من اجل تجنب مواجهة عنيفة جديدة تلغي انجازات الاشهر الاخيرة. مع ذلك، تجربة الماضي، المرة الاخيرة حدث ذلك في شهر ايار، تثبت أن حماس تجد صعوبة في التمسك بهذه السياسة واحيانا يغريها شد الحبل ازاء اسرائيل بصورة يمكن أن تؤدي الى تصعيد في الجنوب ايضا.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى