ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – تقرير لجنة الكورونا ، الخناق الاقتصادي كبير بقدر لا يقل عن الوباء نفسه

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل  – 8/4/2020

على خلفية الرسائل المتفائلة المحولة من القدس فانه على الارض يبدو أن الطريق الى برنامج خروج مبلور من الازمة الكورونا ما زالت طويلة. غيورا آيلاند يعتقد أنه مطلوب تشكيل جسم استخباري مخصص لمواجهة احداث مستقبلية من هذا النوع “.

التوقعات القاتمة التي اسمعتها وزارة الصحة على طول النصف الثاني من شهر آذار لم تتحقق حتى الآن. صحيح أن عدد المصابين بالكورونا يواصل الارتفاع ومثله ايضا اعداد الوفيات والمصابين في حالة خطيرة – لكن منذ اسبوع من الواضح أن هذا الارتفاع في كل المعطيات ليست زيادة أسية. المنحنى ما يزال غير مسطح ولكنه مع ذلك يزداد اعتدالا.

التفسير الرئيسي لذلك هو أنه في اسرائيل مثلما في الدول الاوروبية التي تعرضت لضربة أشد بكثير وكذلك يوجد فيها اعتدال، يكمن كما يبدو في السلوك الانساني. عدد الوفيات الكبير والتقارير عن انهيار مستشفيات في ايطاليا وفرنسا وعدد من الولايات في امريكا، هز المواطنين. سياسة الابتعاد الاجتماعي ما زال محافظا عليها، تعليمات الاغلاق تقلص حجم العدوى وايضا بقاء معظم السكان الاكثر عرضة للاصابة بالفيروس والمسنين في البيوت.

في الايام الاخيرة يكثرون من طرح مقارنة بين دولتي النرويج والسويد. فالنرويج فرضت قيود في مرحلة مبكرة نسبيا. والمعطيات هناك حتى أمس: 5900 مصاب، 89 وفاة. والاهم من ذلك انخفاض متواصل في عدد الاصابات الجديدة مقابل نقطة الذروة التي كانت قبل اسبوعين. وفي النرويج يعتقدون أنهم فعليا صدوا بنجاح انتشار الفيروس. والوضع في السويد التي امتنعت عن فرض الاغلاق وعن اتخاذ خطوات اخرى مختلف تماما. هناك نحو 7700 مصاب من بينهم 591 وفاة (وإن كان عدد السكان فيها هو ضعف عدد السكان في السويد تقريبا).

اسرائيل تعرضت لمشكلات خاصة بها. بلدات اصولية تقف على رأس قائمة الاصابة والفيروس يتوقع أن يتفشى في تجمعات الاقليات مثل البدو والاحياء العربية في شرقي القدس وعدد من القرى العربية. نقطة ضعف بارزة اخرى هي أن الدولة ردت بشكل متأخر على تفشي الكورونا في دور المسنين وعدد المصابين والوفيات هناك يزداد بشكل واضح. حتى أمس تم احصاء 17 حالة وفاة و70 مصاب على الاقل في 6 دور للمسنين.

عيد الفصح هو مشكلة خاصة. أمس بعد الظهر تم تشديد الاغلاق بصورة تقيد الحركة بين المدن. ولكن يبدو أن الكثيرين سبقوا القيود بهدف الاحتفال بالعيد مع العائلة الموسعة رغم تحذيرات الحكومة. وبالطبع هناك اخطار عدوى اضافية ناتجة عن الاكتظاظ في الحوانيت (في الايام الاخيرة)، وحتى محلات الحلاقة وصالونات التجميل يقدمون الخدمات للزبائن في البيوت.

أمس ظهرا فقط صادقت الحكومة على لوائح لزمن الطواريء تقيد النشاطات في العيد. وحتى ذلك الوقت لم يكن من الواضح للمواطنين ما الذي يتوقع أن يحدث هنا بالضبط عشية العيد. في البداية انتشرت أنباء متناقضة حول موعد فرض الاغلاق الشامل، حظر التجول المحدد (فعليا كان هناك حركة لمسافة 100 متر فقط من البيت) والحظر الشامل (الانتقال بين المناطق)، كالعادة هذه القرارات رافقتها صراعات سياسية في الحكومة، ومنها ايضا مع الوزراء المتدينين، بصورة منعت نشر تعليمات واضحة قبل ذلك.

الفهم السائد في جهاز الصحة هو أنه في كل الاحوال يتوقع حدوث قفزة في الاصابة في اعقاب العيد. قبل نهاية الشهر يتوقع حدوث ميل مشابه مع بداية شهر رمضان. ابطاء وتيرة زيادة الاصابات يعطي جهاز الصحة وقت للانتظام، الذي من شأنه أن يبعده عن احتمالية الانهيار. ولكن مثلما كشف عيدوا فراتي في “هآرتس” أمس فان هذا الوقت لن يستغل لشراء اجهزة تنفس من الخارج لأنه رغم جهود جهاز الامن إلا أن كل الصفقات هناك فشلت.

المعنى هو أن مجال المناورة بقي ضيق. وأن الزيادة في عدد الاصابات في شهر أيار وحزيران سيقرب اسرائيل من الخط الاحمر في عدد اجهزة التنفس الشاغرة (في هذه الاثناء يوجد لدينا 2860 جهاز تنفس، نصفها فقط شاغر). احتمالية صناعة اجهزة بصورة مستعجلة واصلاح اجهزة اخرى في اسرائيل هي احتمالية ضئيلة.

خطاب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مساء أول أمس تضمن الى جانب تشديد القيود ايضا رسالة فيها تفاؤل اكثر بقليل من المعتاد. بعد ذلك سادت اجواء مختلفة من البهجة في الاستوديوهات. اساتذة الطب هنأوا لاسرائيليين على سلوكهم المسؤول ازاء المعطيات، والمذيعون بدأوا يتحدثون عن احتمالية تسهيلات بعد العيد. تدجين الجمهور استمر: اذا تصرفت بشكل جيد في ليلة العيد فربما نستعيد القليل من  حقوقنا في نهاية العيد.

ولكن الفوضى بارزة ايضا المدى الابعد. حتى الآن لا يوجد للدولة أي خطة منظمة للخروج من الازمة. يوجد مزيج من الافكار المتنافسة التي اطلقها الكثير من الطواقم وهي لم تتبلور بعد لتصبح استراتيجية موحدة. اسئلة كثيرة ما زالت مفتوحة مثل هل فقط الشباب والمعافين سيعودون الى العمل؟ ماذا سيفعل العمال الباقون؟ اذا كان الاقتصاد يعمل مثل عجلة مسننة فكيف يمكن تحريك جزء صغير من الاقتصاد في الوقت الذي فيه اجزاء اخرى (الطيران والسياحة والاستجمام والمطاعم) ستبقى مشلولة لفترة طويلة؟ وماذا بالنسبة للتصدير المنظم الى الخارج؟ أي طلب سيكون للبضائع الاسرائيلية في دول اخرى، التي تضررت بسبب الكورونا بشكل اكبر؟ وهل صناعة الهايتيك المحلية يمكنها أن تزدهر ثانية في الوقت الذي فيه الرحلات الجوية الى الخارج ستبقى محدودة لفترة طويلة؟.

حتى الآن لم نحصل على اجابة على أي سؤال من هذه الاسئلة. ربما كان يمكن أن نحتاجها لو أنه تم تخصيص وقت أقل في خطاب نتنياهو للتربيت الذاتي على الكتف.

فشل في التفكير

أمس نشرت لجنة الكورونا في الكنيست نتائج تقريرها المؤقت. اللجنةبرئاسة عضو الكنيست عوفر شيلح (يوجد مستقبل) كتبت بأن قرار نتنياهو فرض اجراءات الازمة على مجلس الامن القومي يدل على “فشل في التفكير”. لا يوجد لهيئة الامن القومي، جاء في التقرير، أي ادوات تنظيمية لمعالجة هذه المهمة؛ وزارة الصحة التي عارضت زيادة حجم الفحوصات لاسباب غير واضحة، ضعيفة في زمن الطواريء. ومتخذو القرارات اعتمدوا على سيناريوهات متطرفة لم تكن مؤسسة بما فيه الكفاية. اللجنة ذكرت ايضا أن اختناق الاقتصاد الذي يتطور بسبب مدة الازمة الطويلة يمكن أن يشكل تهديد كبير لا يقل عن الوباء نفسه.

الجنرال احتياط غيورا آيلاند، رئيس مجلس الامن القومي السابق، يعرف القليل عن ادارة الازمات الوطنية. وفي المقال الذي نشره في هذا الاسبوع في موقع معهد القدس للاستراتيجية والامن لا يخفي غضبه من الحكومة. آيلاند كتب بأن “الضرر الكبير الذي حدث في اعقاب عدد الوفيات وضائقة الجهاز الطبي والمس الشديد بالاقتصاد، ينبع في المقام الاول من مشكلة في اتخاذ القرارات وفي التصرف على المستوى الرسمي. هذا يتجسد في تأخير مصيري في الادراك بأن تحدي الكورونا ليس مجرد تحد طبي، بل هو يتعلق ببعد آخر هو القدرة على الانتقال من وضع عادي الى وضع ادارة ازمة وطنية في ظروف “حرب شاملة”. ورغم أن الازمة في الذروة ورغم أن جزء كبير من الضرر وقع، إلا أنه ما زال بالامكان احداث تغيير كبير في الطريقة التي تدار فيها الازمة”.

وقد أوصى آيلاند “ببلورة خطة مبدئية واضحة وملزمة للانتقال من الوضع العادي الى وضع الطواريء، في اطارها يتم تشكيل كابنت مصغر لادارة المعركة يكون مدعوم بغرفة عمليات خاصة على المستوى الرسمي، ويتم تطبيق قوانين الطواريء المطلوبة. يجب التنازل عن النماذج الثابتة وملاءمة توزيع الصلاحيات مع ما هو مطلوب في ظروف الازمة المحددة، وتمكين الجهة القائدة، في هذه الحالة وزارة الصحة، من التركيز على الاساسي، والقاء مهمات اخرى على كل جهة حسب افضليتها النسبية”.

وقد اقترح تشكيل جسم معلوماتي محدد منفصل عن وزارة الصحة. “في حالة الحرب يجمع ويحلل مجمل المعلومات المطلوبة من اجل مواجهة، في ظروف عدم اليقين التي رجال الاستخبارات متعودون عليها، الاسئلة التي بحسبها يجب تحديد سلوك الدولة. وكتب ايضا أنه مطلوب “توسيع وتسريع وزيادة نجاعة وتركيز نظام الفحوصات مع تفضيل الفحوصات المصلية التي تمكن من تشخيص من يستطيعون العودة الى دائرة العمل، مع التعلم من نماذج عملت بشكل جيد مثل كوريا الجنوبية”.

الازمة حسب اقوال آيلاند يجب أن تدار على مدار الساعة “عن طريق غرفة عمليات تدار جيدا، وتكون تحت مسؤولية جسم مثل هيئة الامن القومي، تشمل ممثلين عن جميع الوزارات والجهات ذات الصلة، والى جانبه تكون مجموعة تفكير مهمتها النظر الى ما وراء الأفق الآمن من اجل منع التدهور الى الانشغال بصورة زائدة بأمور هامشية، وعرض عدد من البدائل على المستوى السياسي حتى يختار من بينها.

البروفيسور لويت يبلغنا بآخر المستجدات

البروفيسور مايكل لويت، الحاصر على جائزة نوبل والذي زرع قبل بضعة اسابيع الأمل لدى اسرائيليين كثيرين بوعده أن اصابة الفيروس هنا ستكون محدودة، ما زال يحتفظ بتفاؤله. احد تنبؤاته التي قالها في مقابلة اذاعية والتي بحسبها لن يكون في اسرائيل اكثر من 10 وفيات بالكورونا، تحطم بشكل شديد. ولكن في محادثة معه أول أمس قال لويت إن وضع اسرائيل جيد بالنسبة لدول اخرى. “أنا لا أريد الدخول الى السياسة. من الواضح أن هذا الموضوع يثير الكثير من المشاعر لدى الناس. كان هناك من كتبوا لي وأملوا موتي، بعد أن ارتفع عدد الوفيات”.

وقد شخص بداية اعتدال في ارتفاع الرسم البياني للوفيات والاصابات، في اسرائيل وفي الدول الاوروبية التي تضررت بصورة أكثر شدة بالفيروس. هل انخفاض المنحنى نابع من سلوك الدول والجمهور (الابتعاد الاجتماعي والاغلاق) أو أنه هكذا ببساطة يتصرف الفيروس في كل مكان وفي كل موقع – يضرب بشدة مدة اسابيع وبعد ذلك يبدأ بالهبوط؟ “هذا سؤال المليون. أنا اعتقد بأننا سنعرف فقط بعد سنوات، بعد وقت طويل من انتهاء هذا الامر”.

واضاف لويت بأن الكورونا ليس موضوع هامشي، لكنه ما زال يعتقد بأنه مطلوب توازن في النظر اليه. “عمر 73 سنة، وأنا اقول شكرا على كل يوم عشته. لي أم عمرها 105 سنوات وهي تعيش في بريطانيا. من الواضح أن المرض يصيب الشباب ايضا، لكن الاغلبية الساحقة من الوفيات بسببه هي من كبار السن في جيل 70 فما فوق. واكثر من ذلك ابناء 80 فما فوق. اسرائيل مجتمع شاب. وهذا أحد اسباب أن عدد الوفيات لدينا منخفض أكثر مقارنة مع الدول الاوروبية”.

من طهران وحتى لندن

ايران: حسب المعطيات الرسمية، ايران تحتل المكان السادس في قائمة الدول التي يوجد فيها وفيات بالكورونا (اكثر من 3700 شخص). وفي المكان الثامن من حيث عدد المصابين (اكثر من 60 ألف مصاب). وحسب تقدير الاجهزة الاستخبارية الغربية، ربما أن الاعداد الحقيقية تكون اضعاف هذا العدد. الكورونا ينضم الى سلسلة الضربات التي اصابت الايرانيين في السنة الاخيرة: تشديد العقوبات الامريكية والمس بالاقتصاد وانخفاض اسعار النفط (الذي زاد عندما تسبب الفيروس بابطاء النشاط الاقتصادي العالمي) واغتيال الجنرال قاسم سليمان في العراق والفشل الذي وقع عند اسقاط طائرة الركاب بالخطأ في سماء طهران.

في الاسبوع الماضي تراكمت علامات تشير الى أن المليشيات الشيعية التي تستخدمها ايران في العراق يمكن أن تجدد نشاطاتها الانتقامية ضد الولايات المتحدة. ادارة ترامب ردت بتحذير صريح. في هذه الاثناء الايرانيون يتوسلون من اجل رفع العقوبات بذريعة أنهم يئنون تحت وطأة الكورونا. واشنطن ترفض وهي مستعدة فقط للقيام بخطوات انسانية من قبل الدول الاوروبية دون علاقة بنظام العقوبات. ومن وراء الكواليس اسرائيل تستخدم الضغط على الادارة الامريكية كي لا تخفف العقوبات.

خط نتنياهو بالنسبة لايران بقي ساري المفعول، ايضا في الوقت الذي ينشغل فيه بالكورونا وبالمفاوضات الائتلافية. وعلى المدى البعيد يبدو أنه لم تقل بعد الكلمة الاخيرة بشأن المشروع النووي. ايضا في واشنطن وفي القدس يسمع الآن خط متطرف جدا بالنسبة لطهران. ضجة الكورونا فقط زادت تصلب هذا الخط. ربما أن زحف ازرق ابيض نحو الحكومة سيؤدي الى سيناريوهات استراتيجية خطيرة اخرى تجتاز افكار الضم في الضفة. الكثير من ذلك يتعلق بالوضع الانتخابي لدونالد ترامب قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني.

غزة

ليس اقل من ايران، ايضا سلطة حماس في غزة تصرخ طالبة المساعدة. في القطاع شخص حتى الآن 13 مصاب بالكورونا. ولكن الظروف الاساسية هناك تخلق وسادة مريحة لانتشار الفيروس بشكل كبير. في الاسبوع الماضي اعطى رئيس حماس في القطاع، يحيى السنوار، اشارات عن نيته الدفع قدما بمفاوضات بشأن الاسرى والمفقودين الاسرائيليين مقابل الحصول على مساعدات انسانية. وأمس أعلن مكتب رئيس الحكومة بأن اسرائيل مستعدة لـ “العمل بصورة بناءة بهدف اعادة الجثث والمفقودين، وتدعو الى اجراء محادثات فورية بواسطة وسطاء”. هذا هو رد اسرائيل الاول على اشارات حماس الذي يمكن أن يدل على احتمالية تقدم، ولكن الى جانب الاستعداد لاجراء المفاوضات، فان السنوار ورجاله يطلقون التهديدات ايضا. اذا حدث تفشي للكورونا في غزة فذلك سيؤدي الى اطلاق الصواريخ على اسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى