ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – تخوف في جهاز الامن : اسرائيل تضطر الى معالجة الكورونا في غزة

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل  – 10/3/2020

” إن عزل قطاع غزة عن العالم يحميه من انتشار الفيروس. ولكن في الضفة الغربية الوضع مختلف حيث لا يمكن الفصل بينها وبين اسرائيل. وفي هذه الاثناء محاربة فيروس الكورونا تعزز العلاقة بين “.

إن انتشار فيروس الكورونا يضع اسرائيل في وضع حساس مع جارتها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وفي قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس. هذا الوباء الذي لا يعرف الحدود والجدران، لكن في هذه الاثناء تسهم محاربة الوباء الكثيفة في الهدوء الامني النسبي. وحتى تؤدي الى تعزيز التنسيق بين الاطراف. الامتحان الاكبر سيأتي في الايام القريبة القادمة عندما ستضطر اسرائيل الى اتخاذ قرار هل ستمدد الحصار الكامل الذي فرض على المناطق في عيد المساخر.

الوضع في القطاع وفي الضفة مختلف في جوهره. فغزة اكثر حساسية بالنسبة لانتشار الأوبئة. ولكن في هذه الاثناء لم يشخص فيها أي مصابين بالكورونا. وفي الضفة الغربية تم حتى يوم الاثنين احصاء 25 مريض، معظمهم في بيت لحم. وفعليا لا توجد أي امكانية للفصل بصورة كاملة عن اسرائيل. في جميع تحليلات الوضع التي يجريها جهاز الامن في السنوات الاخيرة تم طرح خطر انتشار امراض معدية في القطاع كأحد السيناريوهات المحتملة بسبب الاكتظاظ هناك والبنى المنهارة والشروط الصحية المتدنية. ولكن في هذه الحالة فان مركز الاصابة بالكورونا يأتي من الخارج. وبصورة متناقضة الفصل النسبي للقطاع عن العالم بالتحديد يحميهم في الوقت الحالي. سواء في القطاع أو في الضفة يسود قلق كبير في اوساط الجمهور، يصل الى حد الذعر من انتشار الكورونا. في القطاع اقيمت منشأة عزل في رفح للاشخاص الذي يوجد شك بأنهم اصيبوا بالفيروس. والآن يوجد فيها اشخاص معدودين. وفي نفس الوقت تم تقليص الحركة الى مصر ومنها في معبر رفح والحكومة طلبت من السكان عدم السفر الى الخارج اذا لم يكن ضروريا.

المعضلة الاساسية التي تشترك فيها اسرائيل وايضا حماس رغم أنهم لا يتحدثون معا، تتعلق بالعمال الفلسطينيين الذين يعملون في اسرائيل. وفي الشهر الماضي في اطار التسهيلات للقطاع ومحاولة التوصل الى تهدئة طويلة المدى قررت اسرائيل زيادة عدد تصاريح الدخول لسبعة آلاف تاجر ورجل اعمال (فعليا معظمهم من العمال). هذا التسهيل لم يطبق بالكامل، لكن يوجد لحماس مصلحة في استنفاده بسبب الازمة الاقتصادية في القطاع وحقيقة أن متوسط الاجر للعامل الفلسطيني في اسرائيل يزيد بستة اضعاف عن الدخل في غزة. مع ذلك، يوجد لحماس سبب جيد للخوف من أن يجلب الغزيين الذين سيدخلون الى اسرائيل عند عودتهم الفيروس معهم، وسيكون من الصعب جدا وقف انتشاره في القطاع المكتظ. المعضلة الفورية بناء على ذلك ستكون بالاساس متعلقة بحماس: هل يجب عليها المخاطرة بوقف مصدر الدخل الحيوي للقطاع من اجل منع دخول الكورونا؟.

اذا انتشر فيروس الكورونا في القطاع فان اسرائيل ستجد صعوبة في أن تزيح عن نفسها المسؤولية عن ذلك. المجتمع الدولي لن يوافق على ادعاء اسرائيل الذي يقول بأنها توقفت نهائيا عن أن تكون مسؤولة عن الوضع في القطاع بعد عملية الانفصال في 2005، في حين أن السلطة الفلسطينية، المسؤولة عن القطاع، استنادا الى تطبيق اتفاقات اوسلو لا توجد بتاتا على الارض منذ طردها من هناك بصورة عنيفة من قبل حماس في 2007. “كيف سنتصرف اذا توجه عشرات آلاف الفلسطينيين نحو الجدار وطلبوا مساعدة اسرائيل في الكارثة الانسانية في القطاع؟”، سألت الدكتورة دانا وولف، الخبيرة في القانون الدولي من المركز متعدد المجالات في هرتسليا، “الكورونا تظهر على السطح مشكلات لم يتم حلها بخصوص علاقات اسرائيل مع القطاع والتي لم نحسمها خلال سنوات”. هذه مسألةتشغل مؤخرا ايضا القيادة السياسية والامنية عدا عن مشاكل اخرى كثيرة. بكلمات اخرى، سيناريو انتشار فيروس الكورونا في قطاع غزة يتم تصنيفه في جهاز الامن بعنوان “ليحفظنا الله”.

اغلاق مع علامة استفهام

خلافا للقطاع فان الفصل الطبيعي بين اسرائيل والضفة الغربية هوببساطة غير قائم. جدار الفصل الذي تم بناءه في منتصف العقد السابق لم يتم استكماله بعد، وقد تم اهماله في السنوات الاخيرة وهو قابل للاجتياز من قبل من يريد ذلك حقا. حتى صباح امس تركزت معظم حالات الاصابة بالكورونا في بيت لحم. وهناك قررت السلطة فرض الحصار على المدينة بالتنسيق مع اسرائيل. ولكن المنطقة الريفية بين بيت لحم والخليل تقريبا لا يمكن فصلها بشكل كامل، ولا يوجد فيها وجود حقيقي للجيش الاسرائيلي الذي يقوم بتطبيق الاغلاق. لذلك، من المعقول أن المرض سيواصل الانتشار على الاقل نحو الجنوب.

وزير الدفاع نفتالي بينيت اعلن أول أمس بأنه يفحص فرض اغلاق كامل على المناطق، وهو لم يتخذ بعد قرار نهائي حول ذلك. في هذه الاثناء يتم التخطيط لدخول عمال من الضفة باستثناء منطقة بيت لحم بدء من يوم الخميس. هنا ايضا مرة اخرى سيكون هناك تردد بين خطر انتشار الفيروس وبين اعتبارات كسب الرزق – في الضفة يدور الحديث عن اكثر من 120 شخص يعملون داخل الخط الاخضر وفي المستوطنات، اضافة الى عشرات الآلاف الذين يعملون بصورة غير قانونية في اسرائيل.

الأنباء الجيدة، اذا كان يمكن التحدث عن أنباء كهذه، هي أن تهديد الوباء عزز جدا التنسيق بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، الذي مر في السنة الاخيرة بأزمات شديدة حول صفقة القرن والمساعدات الفلسطينية للسجناء الامنيين ومؤخرا الخلاف حول العجول. التنسيق في المجال الصحي هو وثيق بشكل خاص واسرائيل تساعد الفلسطينيين في الضفة في تحويل طواقم فحص للمرض وتحليل النتائج.

ربما يمكن الاستنتاج من ذلك عدة استنتاجات على المدى البعيد: الشعبان مرتبطان معا، ويجب عليهما التنسيق فيما بينهما في مسائل حاسمة تتعلق بالأمن والصحة دون صلة بالاختلافات الايديولوجية والتوترات العسكرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى