ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – تحدي بينيت: كيف الرد على البالونات الحارقة دون اشعال مواجهة واسعة

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 16/6/2021

طالما أن الحكومة لم تستقر فان رئيس المعارضة الغض ينوي تحديها باستمرار مع الشعور المتواصل بوجود عنف في الاجواء. وفي المقابل، حماس ردت على مسيرة الاعلام بتهديدات اكثر ضبابية من التي استخدمتها في الشهر الماضي. ومن المشكوك فيه أن تخدم عملية اخرى في قطاع غزة مصالح حماس  “.

الهدف الاصلي لمسيرة الاعلام الثانية في القدس، التي تم التخطيط لها في الاسبوع الماضي، هو مثابة اعادة بث احداث 10 أيار: تأجيج النفوس في العاصمة، اشعال ردود متسلسلة في قطاع غزة. وبذلك يتم التشويش على الاجندة السياسية وتخريب محاولة تشكيل حكومة بدون بنيامين نتنياهو. عندما تبين لنتنياهو، الذي كان في حينه رئيسا للحكومة، بأن الخطة لن تنجح وأن جهاز الامن يعارض المسيرة في مسارها الاصلي، تم تقديم الخطة ب. المسيرة تم تأجيلها الى يوم أمس (الثلاثاء)، وعندها تم تشغيلها كعبوة جانبية اولى في طريق الحكومة، التي تم تشكيلها رغم أنفه.

بمرافقة حماية الشرطة الشديدة ووسائل الفصل بين السكان (التي جاءت كالعادة على حساب الفلسطينيين) جرت المسيرة بمشاركة نواتها الصلبة – ليس جمهور طلاب حركات الشبيبة المتدينة، بل حفنة اصغر من نشطاء يمين متطرفين وشبيبة، الذين بعضهم بادر الى هجمات عنيفة ضد العرب في شرقي القدس. وكما هو متوقع فان اشتعال النفوس في باب العامود انزلق الى مواجهات في مناطق اخرى في شرقي المدينة. وحتى الآن لم يؤد ذلك الى اطلاق الصواريخ من القطاع.

سلطة حماس في غزة اطلقت تهديدات مؤخرا، لكنها استخدمت لغة اكثر ضبابية من اللغة التي استخدمتها قبل شهر عشية اطلاق الصواريخ نحو القدس. توجد لحماس مصلحة في الحفاظ على معادلة الردع امام اسرائيل، التي خدمتها بصورة جيدة في جولة القتال الاخيرة – حماس تضع نفسها كحامية للقدس واعتبار أنها هي التي تستطيع الرد عسكريا باسم الفلسطينيين على خطوات اسرائيل في المدينة.

توجد لحماس اسباب خاصة بها للغضب من اسرائيل: تأخير ادخال الاموال الشهرية من قطر وحقيقة أن عدد من المعابر ما زالت مغلقة لأن اسرائيل تريد ربط تقديم تسهيلات اخرى بالتقدم في مسألة الاسرى والمفقودين الاسرائيليين. في المقابل، هناك شك اذا كانت عملية اخرى للجيش الاسرائيلي في القطاع ستخدم الآن مصالح حماس. في الخلفية يتم استخدام على كبار قادة حماس ضغط كبير من المخابرات المصرية للامتناع عن استئناف التصعيد.

كبديل للصواريخ نحو القدس تم أمس اطلاق البالونات الحارقة في المرحلة الاولى من القطاع نحو الحقول في غلاف غزة. وتم ايضا تنظيم مظاهرة صغيرة على الحدود وحماس تأهبت  لاطلاق “خلايا الازعاج الليلية” من اجل القيام بأعمال استفزازية على الجدار. وليس مستبعدا أن حماس تفحص ايضا القيام بخطوة أبعد مثل اطلاق بعض الصواريخ على جنوب البلاد، التي يمكن فيها دائما اتهام أي فصيل فلسطيني مارق.

حتى العنف الذي قامت به حماس يضع حكومة اسرائيل الجديدة امام معضلة. عندما انتهت عملية “حارس الاسوار” في الشهر الماضي قيدتها الحكومة السابقة وكبار قادة جهاز الامن عندما اعلنوا بأن اسرائيل تسعى الى ترسيخ ميزان ردع جديد في القطاع – من الآن ما كان ليس هو ما سيكون. رئيس الحكومة الجديد، نفتالي بينيت، لا يستطيع السماح لنفسه بأن يظهر كمن يضبط نفسه ازاء استفزازات حماس، في الوقت الذي يطوقه فيه نتنياهو من اليمين، من مقاعد المعارضة. الجيش الاسرائيلي طلب منه أن يقدم توصية لبينيت بشأن رد شديد بما فيه الكفاية من اجل أن يعتبر مناسب دون اشعال مواجهة شديدة واسعة. أمس بعد منتصف الليل هاجمت طائرات سلاح الجو منشآت عسكرية لحماس في القطاع. والسؤال هو هل هذا سيكون كاف من اجل نقل الرسالة.

نتنياهو، الذي بصورة غير مفهومة ما زال يستخدم مقره الرسمي في بلفور لاجراء مقابلات مصورة مع زوار من العالم، بدأ يرسم لنا كيف ستبدو الاشهر الاولى له في المعارضة. على الاقل طالما أن الحكومة لم تستقر ولم تتم اجازة ميزانية جديدة للدولة فهو ينوي تحديها باستمرار مع الشعور المتواصل بوجود عنف في الاجواء. يمكن هنا رؤية تشابه معين بسلوك نتنياهو في زمن عملية اوسلو، رغم أنه هنا لم تحدث حتى الآن عمليات قاسية. بدأ الخطاب يصبح فظ ومتطاول وأتباعه في الشبكات الاجتماعية في حالة هستيريا وبالتدريج يتراكم هنا خطر متزايد للعنف.

من اجل مواجهة هذه التحديات الامر يحتاج الى تنسيق وثيق في مثلث بينيت – لبيد – غانتس، مع الحصول على استشارة من رؤساء اجهزة الامن. في الخلفية ينتظر الامتحان القادم وهو اخلاء البؤرة الاستيطانية الكبيرة افيتار التي قام المستوطنون ببنائها في الشهر الماضي قرب مفترق تفوح.  وزير الدفاع، بني غانتس، سيسمح لبينيت بأن يجرب في البداية اخلاء هذه البؤرة استنادا الى تفاهم بالطرق السلمية.

اذا لم يحدث ذلك فمن الارجح أن يلقي بينيت المهمة على غانتس، لأن اخلاء البؤر الاستيطانية من صلاحيته. في جهاز الامن مقتنعون بأن هناك حاجة الى اخلاء سريع لثلاثة اسباب: المكانة القانونية الاشكالية للارض (في البداية قالوا في الجيش إنها اراضي فلسطينية خاصة، والآن يفحصون الامر بشكل معمق)، الصعوبة في الدفاع عن البؤرة الاستيطانية التي اقيمت بشكل متعمد بين القرى الفلسطينية، والخوف من تثبيت سابقة لاقامة مستوطنة دائمة على اراضي الضفة الغربية اثناء عمليات في قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى