ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – بين تحذير ارغمان ومسيرة الاعلام يمر خط سياسي عنيف

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 6/6/2021

في الشرطة يميلون الى السماح باجراء مسيرة الاعلام في القدس في يوم الخميس، بعد يومين على تقديم المستشار القانوني للحكومة لموقفه في مسألة اخلاء العائلات في الشيخ جراح. في هذه الاثناء ايضا في القطاع يتم الشعور بازدياد التوتر “.

هذا بالتأكيد مجرد مصادفة، لكن رؤساء حزب الصهيونية الدينية قرروا بالتحديد هذه السنة بأنه لا يكفي احياء يوم القدس بالتقويم العبري. أول أمس نشرت منشورات تطلب من الجمهور احياء الذكرى السنوية لنهاية حرب الايام الستة وفق التقويم الميلادي، بمسيرة اعلام اخرى ستجري في البلدة القديمة في يوم الخميس القادم.

في معظم ايام الاسبوع الماضي كتب هنا بأن الازمة السياسية غير المسبوقة يمكن أن تشهد ايضا توتر امني جديد داخل مناطق الخط الاخضر وفي المناطق. الاستفزازات الجديدة من مدرسة بتسلئيل سموتريتش، على شاكلة مسيرة، تعزز هذا الشك. وأمس اضيف اليه تحديث استثنائي جدا من رئيس الشباك، نداف ارغمان، التحذير من عنف سياسي يمكن أن يصل الى درجة المس بحياة الناس، على خلفية الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة.

إن التصميم على اجراء المسيرة في المرة السابقة، في 10 أيار الماضي، وفر لحماس ذريعة لاطلاق الصواريخ من قطاع غزة نحو منطقة القدس وأشعل بذلك جولة قتال استمرت 11 يوم وشملت رشقات شديدة نحو الجنوب والوسط. الآن زعيم حماس في القطاع، يحيى السنوار، عاد وهدد بأن حماس ستدافع عن المسجد الاقصى من اليهود. النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني يبدو الآن وكأنه مشهد متواصل سبق رؤيته. الاطراف لا تبذل أي جهود من اجل العثور على مبررات اصيلة لاستئناف التوتر.

السبب الحقيقي للمبادرة الى اجراء المسيرة الجديدة هو كما يفهم كل من له عينين، هو سبب سياسي. التصعيد السابق دفع نفتالي بينيت الى الزاوية واضطره الى الاعلان عن الانسحاب من المفاوضات الائتلافية مع يئير لبيد. وعندما توقف القتال استيقظ بينيت واستأنف الاتصالات، التي انتهت في يوم الاربعاء الماضي باعلان مشترك لهما وهو أنهم تمكنا من تشكيل الحكومة.

في الايام العشرة القادمة سيجري في الكنيست تصويت مصيري على منح الثقة للحكومة. واعادة اشعال المنطقة في القدس هو طريقة مجربة لزرع الفوضى والاحراج في اوساط اجزاء الائتلاف الغريب جدا. إن توقيت المسيرة يمكن أن يكون توقيت حاسم. في الشرطة قدروا أمس بأنها ستسمح ايضا في هذه المرة باجراء المسيرة مع تغييرات معينة في مسارها لتقليص الاحتكاك المحتمل مع الفلسطينيين في شرقي المدينة. أمس جرى نقاش تمهيدي لدى وزير الدفاع، بني غانتس، بمشاركة رؤساء أذرع الامن. غانتس اعلن بأنه سيطالب بعدم اجراء المسيرة في هذا الاسبوع بذريعة أن “هذا يحتاج الى جهود امنية خاصة، ويمكن أن يمس بالنظام العام والعملية السياسية”.

في الخلفية ما زالت توجد نقاط توتر اخرى في المدينة. حتى بعد غد من شأن المستشار القانوني للحكومة يمكن أن يقدم موقفه لمحكمة العدل العليا في الخلاف حول نية اخلاء عائلات فلسطينية من بيوتها في حي الشيخ جراح في شرقي القدس. أول أمس جرت مظاهرة على خلفية نزاع مشابه في قرية سلوان، قرب سور البلدة القديمة.

في كل ما يتعلق بقطاع غزة فان السنوار وحماس لا يعملون في فضاء فارغ. منذ يومين يتم الشعور بزيادة التوتر في القطاع على الطريقة الضبابية التي اوقف فيها القتال هناك. اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه بوساطة مصر شمل فقط تعهد من اسرائيل ومن حماس بالهدوء مقابل الهدوء. الآن، حماس تطالب بأن يتم ادخال الارسالية الشهرية القطرية التي تبلغ 30 مليون دولار في حقائب الى القطاع. ولكن اسرائيل تريد استغلال العملية الاخيرة من اجل تغيير قواعد اللعب وادخال الاموال بواسطة السلطة الفلسطينية فقط وهو الطلب الذي تعارضه حماس.
في نفس الوقت، هناك محاولة اسرائيلية جديدة لاشتراط تحويل الاموال، بالاساس نشاطات اعادة اصلاح الاضرار التي تسببت بها العملية الاخيرة في القطاع، بحل مشكلة الاسرى والمفقودين الاسرائيليين في القطاع. حماس مستعدة للدفع قدما بالمفاوضات، لكنها ما زالت تطرح طلبات باهظة الثمن، منها اطلاق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين من بينهم شخصيات كبيرة، التي اسرائيل ستجد صعوبة في الاستجابة لها.

تحذير ارغمان

إن تصريح ارغمان أمس تضمن تحذير شديد من زيادة تطرف النقاش السياسي، لا سيما في الشبكات الاجتماعية. ارغمان حذر من أن “هذا الخطاب يمكن أن يفسر في اوساط مجموعات معينة أو أفراد وكأنه يسمح باعمال عنيفة وغير قانونية يمكن لا سمح الله أن تصل الى درجة المس بالارواح”. اقوال ارغمان تم توجيهها بالاساس الى التحريض المتطرف الى درجة اقوال هستيرية ضد بينيت واعضاء حزب يمينا منذ أن قرروا الانضمام لحكومة التغيير. في الشباك بدأوا بحماية بينيت من يوم الخميس الماضي، في حين أن حرس الكنسيت وضع الحراسة على عضوة الكنيست اييلت شكيد.
ارغمان، الذي تم تمديد فترة عمله من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الشهر الماضي لبضعة اشهر، يعرف بشكل جيد تاريخ جهازه. هو بالتأكيد يتذكر بأنه قبل بضعة اسابيع على قتل رئيس الحكومة السابق اسحق رابين، جمع رئيس الجهاز في حينه، كرمي غيلون (الذي اضطر الى تقديم الاستقالة في اعقاب عملية القتل)، عدد من كبار المحللين في وسائل الاعلام وقال لهم بأنه يخاف من محاولات لاغتيال رابين.

اقواله أمس توازي ذاك التحذير، وفي هذه الحالة هي موجهة أولا وقبل كل شيء الى أذن نتنياهو نفسه، الذي جزء من التحريض يجري بمباركة من ابناء عائلته. الشعور بالاستعجال الذي اظهره ارغمان تم توضيحه بعد فترة قصيرة عندما اصدر حاخامات الصهيونية الدينية موقف يدعو لفعل كل شيء من اجل عدم تشكيل الحكومة. حتى هذا الصباح لم يكلف رئيس الحكومة نفسه عناء الرد على الاقوال الشديدة لرئيس الشباك.

اضافة الى هذه الاحداث يجب عدم تجاهل حقيقة أن الهدوء لم يعد حقا الى المدن العربية في اسرائيل. الاجواء في يافا وعكا واللد والرملة وفي مدن مختلطة اخرى بقيت متوترة. في عدد منها يأتي في كل نهاية الاسبوع مئات اليهود من اجل تعزيز الانوية التوراتية، الامر الذي يثير استياء الجيران العرب. في اوساط الجمهور العربي ايضا يزداد الغضب بسبب الاعتقالات الكثيرة التي قامت بها الشرطة في اعقاب اعمال الشغب (اكثر من 2100 معتقل، من بينهم 92 في المئة من العرب). ايضا هناك قلق كبير في اعقاب ازدياد خطورة الوضع الاقتصادي، في عدد من المدن العربية يبلغون عن انخفاض 80 في المئة تقريبا في المداخيل في فروع التجارة والمطاعم والكراجات، لأن اليهود توقفوا عن زيارتها.

حتى اذا مر هذا الاسبوع والمسيرة التي ستجري في نهايته بسلام، يبدو أن هذا يعطي لمحة كما هو متوقع من حكومة بينيت – لبيد اذا تم تشكيلها. ايضا المعارضة في اليمين وفي اوساط الفلسطينيين سيواصلون تحدي الحكومة بصورة ثابتة على افتراض أنها حكومة غير مستقرة وغير مجربة، وأن أي توتر عسكري يمكن أن يهزها وأن يضع استمرار وجودها محل تساؤل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى