ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – ايران ضُبطت متلبسة، اسرائيل تستغل ذلك لتحريك خطوة سياسية ضدها

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل  – 2/8/2021

” اسرائيل تعرض معلومات استخبارية تدين ايران بالهجوم على السفينة من اجل تحريك خطوة سياسية ضدها “.

عندما يكون الوقت مناسب لها، فان ايران تستخدم سياسة الغموض الى اقصى حد. في نهاية الاسبوع الماضي تم اتهام حرس الثورة الايراني بهجوم بواسطة الطائرات المسيرة الانتحارية على سفينة “ميرسر ستريت” امام شواطيء عُمان، والذي قتل فيه مواطن بريطاني ومواطن روماني. 

المتحدث بلسان وزارة الخارجية الايرانية اعلن في يوم الاحد بأن بلاده غير مسؤولة عن مهاجمة السفينة، التي هي بملكية جزئية لشركة تعود لرجل الاعمال الاسرائيلي، ايال عوفر. نفي ايران الاستثنائي تقريبا من حيق قوته يمكن أن يعكس الحرج بعد موت المواطنين. 

رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، قال ردا ذلك: “ايران، بشكل جبان، تحاول التهرب من المسؤولية عن الحادثة. هي تنفي ذلك. وأنا اقول هنا بشكل مؤكد أن ايران هي التي نفذت الهجوم على السفينة. الدلائل الاستخبارية على ذلك موجودة”. المعلومات التي توجد لدى اجهزة المخابرات، في اسرائيل وفي الغرب، تشير حقا الى أن الامر يتعلق بعملية لسلاح الجو التابع لحرس الثورة الايراني. 

قائد سلاح الجو في حرس الثورة الايراني، امير علي حجيزادة، تسلم من القيادة في ايران ما يشبه الشيك المفتوح للمهاجمة بالطائرات المسيرة في حالة حدوث عملية اسرائيلية. الهجوم كان رد على هجوم نسب لاسرائيل قبل اسبوعين في سوريا. خلال فترة اسبوع حدثت ثلاث هجمات في سوريا، في احداها، قرب مدينة حمص، أصيب، ولم يقتل، مثلما قيل في عدد من التقارير، ضابط في قوة القدس التابعة لحرس الثورة الايراني.

هذا كان كاف لحجيزادة لتنفيذ هجوم بالطائرات المسيرة ردا على ذلك. وهو ايضا كان المبرر للعملية الايرانية وليس هجوم السايبر، الذي نسب لاسرائيل، والذي شوش حركة القطارات في ايران في الشهر الماضي. شخصيات رفيعة في حرس الثورة حساسة للخسارة في صفوفها، ايضا في الحرب في سوريا. فقد حددوا هنا ثمن، مثلما فعل قبل ذلك حسن نصر الله في الحالات التي يصاب فيها اشخاص من حزب الله في الهجمات على القواعد الايرانية في سوريا.

حسب اقوال بينيت: “السلوك الازعر لايران خطير ليس فقط على اسرائيل، بل هو يمس بمصالح عالمية مثل حرية الملاحة والتجارة الدولية”. اقواله هذه تشير الى سلم اولويات اسرائيل في الفترة القريبة القادمة. في اسرائيل يريدون استغلال هجوم ايران وقتل المواطنين الاوروبيين من اجل شن حملة دبلوماسية ضد ايران. وزارة الخارجية البريطانية اعلنت أمس أنها تعتبر ايران هي المسؤولة عن الهجوم “على الارجح”. ووزارة الخارجية الامريكية أصدرت بيان مشابه. في نفس الوقت كانت هناك مكالمة هاتفية بين رئيس الاركان، افيف كوخافي، ونظيره البريطاني، تم فيها عرض معلومات استخبارية اسرائيلية. 

ايضا التوقيت الذي حدثت فيه هذه الامور مهم. ففي هذا الاسبوع سيؤدي الرئيس الجديد لايران، ابراهيم رئيسي، اليمين. والذي في القريب يتوقع أن يؤثر على طبيعة ادارة المفاوضات مع الدول العظمى حول الاتفاق النووي الجديد. واحتمالية التوقيع على هذا الاتفاق غير واضحة تماما. اسرائيل تريد أن تعرض ايران كعقبة امام المجتمع الدولي، وفي هذه المرة ايران ضُبطت وهي تنفذ العمل. هذا لا يعني أن عملية عسكرية ردا على خطوة ايران قد تم اهمالها. في السابق مرت احيانا اسابيع الى أن ردت اسرائيل على عمليات نفذت ضدها. ويمكن التخمين بأنه ايضا في هذه المرة ستكون هناك عملية على الصعيدين، السياسي والعسكري. بينيت، الذي سلفه في هذا المنصب رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو يلاحقه باستمرار، سيجد صعوبة في اجتياز الاستفزاز الايراني بدون أي رد.

الحرارة ترتفع مرة اخرى

ساحة ايران ليست الساحة الوحيدة التي سجلت فيها درجة حرارة برقم قياسي في ذروة موجة الحرارة الحالية. اليوم ستناقش المحكمة العليا طلب الاذن بالاستئناف الذي قدمته اربع عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح في شرقي القدس ضد اوامر الاخلاء من بيوتها لصالح جمعية مستوطنين. المواجهات في الشيخ جراح، الى جانب احداث الحرم، أدت الى زيادة التوتر في المنطقة في شهر أيار الماضي وأدت الى عملية “حارس الاسوار” ضد حماس في قطاع غزة.

إن تأجيل النقاش في القضية، والقرارات التي تم اتخاذها لتقييد مسيرة الاعلام في القدس، ساعدت قليلا في تهدئة النفوس في المدينة. ولكن الآن التوتر ازداد مرة اخرى، على الاقل في منطقة الشيخ جراح. فهناك جرت مظاهرات مؤخرا قبل استئناف جلسات المحكمة العليا. وفي الضفة الغربية ساهم الجيش في تأجيج اللهب. ففي الاسبوع الماضي قتل اربعة فلسطينيين في احداث مختلفة في الضفة، جميعهم من المدنيين غير المسلحين، من بينهم فتى وطفل. في جهاز الامن يعترفون، استنادا الى تحقيقات اولية، بأنه في جميع هذه الاحداث تطرح علامات تساؤل قاسية حول سلوك القوات على الارض وحول مجرد تبرير استخدام النار الحية. هذا يحدث بالذات عندما كان يظهر أن العنف في الضفة في منحى تراجع. التنسيق الامني بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية عاد وتعزز بعد التوتر الذي رافق فترة العملية في القطاع، وبرزت جهود السلطة من اجل السيطرة على ما يحدث على الارض.

عمليات السلطة نبعت لسببين: الخوف من التهديد الذي تتعرض له من قبل حماس، الذي يتمثل بأن شعبية حماس زادت على خلفية صمودها امام اسرائيل في غزة؛ محاولة اظهار حسن النية تجاه ادارة بايدن على أمل أن يتجند لضخ الاموال الى رام الله واستئناف المفاوضات بينها وبين اسرائيل. أحد مصادر قلق الفلسطينيين هو القلق الاقتصادي. فاسرائيل عادت الى خصم الاموال التي تحولها للسلطة ردا على المساعدات المالية التي تحولها السلطة لعائلات المخربين الذين قتلوا والسجناء الامنيين المسجونين في اسرائيل.

الصعوبات تزداد لسبب بيروقراطي. الحكومة ملزمة بالعمل بشكل قانوني في اعقاب تشريع تمت المصادقة عليه في الكنيست في فترة حكومة نتنياهو. حساب الخصم يتم حسب تقرير تنشره وزارة الدفاع عن حجم الاموال التي تحولها السلطة للسجناء وعائلات المخربين. ولكن في العام 2019 لم يتم نشر التقرير. ومؤخرا تم نشر تقرير اجمالي عن السنتين الاخيرتين، وهكذا فان المبلغ الذي تم خصمه في هذه السنة هو مضاعف. وبالتالي، ينتج أن اسرائيل تخصم على الفلسطينيين حوالي 100 مليون شيكل كل شهر، في الوقت الذي فيه ميزانية السلطة تبلغ 1.5 مليار شيكل في الشهر. ايضا هذا يساهم في صعوبات السلطة الاقتصادية، التي في القريب ستضطر الى تقليص رواتب الموظفين العامين، ومن بينهم من يعملون في الاجهزة الامنية الذين يعتمد التنسيق الامني اليومي مع اسرائيل عليهم. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى