ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل- المواجهة المحتدمة مع ايران  كفيلة بأن تملي ردا إسرائيليا حادا

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 1/8/2021

” بعد مهاجمة السفينة التي هي بملكية اسرائيلية تم عقد جلسة مشاورات برئاسة رئيس الحكومة الاسرائيلي ووزير الدفاع ورئيس الاركان. من ناحية بينيت فان ايران تضعه في امتحان. وفي جهاز الامن يعملون على استغلال الحادث ايضا في القنوات السياسية “.

المواجهة بين اسرائيل وايران تواصل الاحتدام بصورة ثابتة وأبعاد مختلفة وفي ارجاء الشرق الاوسط. ولأن هذا التصعيد بطيء وتدريجي، وجزء منه يحدث بعيدا عن حدود الدولة، يبدو أن الجمهور في البلاد تقريبا لا يقلق مما يحدث. توجد الآن مشكلات ملحة اكثر، من تفشي الكورونا وحتى محاولة تثبيت الائتلاف. ولكن استمرار الاحتدام يمكن أن يفرض ظله على طول الصيف وأن يقف في مكان مرتفع في سلم الاولويات الامنية لاسرائيل.

هذه الامور وصلت الى الذروة المؤقتة أمس، بمهاجمة استثنائية بواسطة طائرات مسيرة لسفينة لها علاقة غير مباشرة باسرائيل. حسب التقارير، الطائرات المسيرة الانتحارية التي هي من انتاج ايران هاجمت سفينة “ميرسر ستريت”، التي كانت تبحر وهي ترفع علم اليابان وتوجد بملكية شركة يشارك فيها رجل الاعمال الاسرائيلي ايال عوفر، قرب شواطيء عُمان.

لقد قتل في هذا الهجوم اثنان من طاقم السفينة، مواطن بريطاني ومواطن روماني. الهجوم تسبب بأضرار في منطقة السكن في السفينة التي توجد تحت جسر القيادة، لذلك تسبب بأضرار في الارواح. هذا خلافا للهجمات الاربعة الاخرى لسفن بملكية اسرائيلية، غير مباشرة أو جزئية، انتهت بأضرار طفيفة نسبيا في الاشهر الاخيرة.

مواقع اخبارية في ايران ابلغت أن الهجوم كان رد لايران على هجوم جوي اسرائيلي قبل اسبوع تقريبا، في مدينة حمص في وسط سوريا. قبل ذلك تم الابلاغ، بصورة غير رسمية، أنه في هذا الهجوم قتل نشيط كبير في “قوة القدس” التابعة لحرس الثورة، ويبدو ايضا شخص من حزب الله.

النشر عن مهاجمة السفينة وضع اسرائيل في موقف حرج. في يوم الجمعة بعد الظهر جرت مشاورات بمشاركة رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، ووزير الدفاع، بني غانتس، ورئيس الاركان، افيف كوخافي. من ناحية بينيت، الايرانيون يضعونه هنا في الامتحان. في عهده كوزير للدفاع في حكومة نتنياهو وايضا اثناء وجوده رغم انفه في المعارضة، اتخذ بينيت خط عدائي تجاه ايران وطالب بالمس الشديد بمصالحها، في كل مرة كانت فيها مرتبطة بشكل غير مباشر بهجوم في اسرائيل. وقد قال إن ردود اسرائيل يجب أن تتركز أولا وقبل كل شيء، على ايران نفسها وليس على اذرعها (حزب الله والجهاد الاسلامي الفلسطيني وبدرجة اقل حماس).

هذه المقاربة يمكن أن تملي الآن رد اسرائيلي شديد نسبيا. ربما أن اسرائيل سترغب في انزال ضربة مدوية، وهذه ايضا هي روح الردود المقتبسة من القدس، من جهات سياسية، لكن بحيث يتم انهاء الحدث دون الانجرار الى جولة لكمات متواصلة يمكن أن تتصاعد. ولكن الامور كالعادة لا ترتبط بها، بل ايضا باعتبارات الطرف الثاني. 

ايران في الحقيقة توجد في منتصف المفاوضات مع الدول العظمى حول استئناف الاتفاق النووي بمشاركة الولايات المتحدة. ولكن في الخلفية يتوقع ايضا أداء رئيس جديد لليمين في هذا الاسبوع هو ابراهيم رئيسي. ايضا توجد لها مصلحة وحاجة الى بث قوة اقليمية وتصميم في الدفاع عن مصالحها ازاء الخطوات القادمة.

هناك أمر آخر وهو أن الضربات المتبادلة بين الطرفين تعكس توجه جديد نسبيا. ففي شهر آذار الماضي نشر في “وول ستريت جورنال”، بعد ذلك بدرجة اوسع عن مقاربة اسرائيلية جديدة بالنسبة لايران. سلاح البحرية خرب خلال سنتين تقريبا عشرات ناقلات النفط التي هي بملكية ايران، والتي نقلت ارساليات الى سوريا. وبذلك أضرت بمداخيل تقدر بمليارات الدولارات من الاموال التي كان يمكن أن تفيد حزب الله. في شهر نيسان الماضي تمت ايضا مهاجمة سفينة قيادة ايرانية بواسطة الغام بحرية امام شواطيء اليمن. الهجمات المعدودة التي تم الابلاغ عنها في الوقت الحقيقي، تبين بالتدريج أنها كانت فقط طرف جبل الجليد لنشاطات اسرائيل.

في شهر آذار الماضي حذر البروفيسور شاؤول حوريف والدكتور بني شناير، وهما من مركز الابحاث الاستراتيجية البحرية في جامعة حيفا، من التداعيات المحتملة لاستراتيجية اسرائيل الجديدة. حوريف، الذي هو عميد في الاحتياط ورئيس المركز، عمل في السابق في منصب نائب قائد سلاح البحرية ورئيس لجنة الطاقة النووية. 

الاثنان اعتقدا أن “الامر يتعلق بانجازات استثنائية لسلاح البحرية الاسرائيلي، لكن من ناحية نتائج هذه السياسة على الصعيد الاستراتيجي، ربما أنها تنضم الى الاحداث التي فيها مقياس النجاعة غير ايجابي. ولأن الامر يتعلق بقمة جبل الجليد فقط فمن الجدير طرح سؤالين حول جبل الجليد نفسه. الاول، الى أي درجة تفيد هذه الافعال المعركة التي تديرها اسرائيل ضد برامج ايران النووية. والثاني، هل المستوى السياسي الذي صادق على هذه العمليات أخذ في الحسبان ردود ايران المحتملة على المستوى البحري. هذا فضاء اسرائيل ترتبط به بشكل مطلق من ناحية تجارتها مع دول العالم. 

الهجمات التي نسبت سرائيل في الفضاء البحري وسعت المعركة بين حربين، التي فيها تضررت ايران وفروعها من هجمات جوية في سوريا، وحسب تقارير مختلفة ايضا في العراق وفي لبنان. هذه الهجمات لم تغير صورة الوضع في المجال النووي ولم توقف تقدم ايران نحو تجميع كمية اكبر من اليورانيوم المخصب.

في المقابل، طهران قامت بتغيير سياسة ردها في البحر. فالهجمات البحرية في الحقيقة حدثت قرب الخليج الفارسي، ومست باسرائيل بصورة غير مباشرة فقط (سفن لها ترتيبات ملكية متفرعة، دون رجال طاقم اسرائيليين على متنها)، لكنها تشير الى أن النقل البحري لاسرائيل معرض للضرر . لا يوجد لسلاح البحرية الاسرائيلي أي طريقة لحماية جميع السفن التي هي بملكية اسرائيلية، أو أي سفينة في طريقها الى اسرائيل. ومثلما قال حوريف وشباينر، فان الاغلبية المطلقة من تجارة اسرائيل تجري من خلال البحر.

يعملون ايضا في الساحة السياسية

في جهاز الامن قالوا في المقابل إن اختيار الهدف البحري يتعلق بدرجة اكبر بقيود ايران اكثر من الارتباط برسالة مبدئية لاسرائيل. ايران تلقت في السنوات الاخيرة عدة ضربات مختلفة، التي عدد منها نسب لاسرائيل وعدد آخر للولايات المتحدة، اغتيال الجنرال قاسم سليماني وعالم الذرة البروفيسور محسن فخري زادة والانفجارات في المنشأة النووية في نتناز وغيرها. وقد حاولت عدة مرات الرد بشكل عسكري، لكنها لم تنجح. في هذه المرة تم اختيار هدف قريب نسبيا من اراضيها، حيث من الواضح أن الطائرات المسيرة اقلعت من اراضيها وتم تشغيلها من قبل سلاح الجو في حرس الثورة الايراني. بذلك، هي تنازلت عن محاولة الحفاظ على مسافة من المواجهة والنفي حول مسؤوليتها عن الهجوم.

اضافة الى رد عسكري محتمل لاسرائيل فقد بدأ بالفعل نشاط كثير في الساحة السياسية. اسرائيل تريد استغلال حقيقة أنه اصيبت في الهجوم الايراني شركات مدنية لدول اخرى مثل اليابان وبريطانيا ورومانيا، وأنه استهدف حدث مدني واضح. رغم أن ايران كان يمكنها المعرفة مسبقا بأن احتمالية وجود اسرائيليين على متن السفينة هي صفر. في نهاية الاسبوع جرت محادثات مع وزارة الخارجية ووزارة الدفاع الامريكيتين ودول اوروبية في محاولة التوصل الى ادانة للعملية في مجلس الامن. اسرائيل تؤكد على مسؤولية حرس الثورة الايراني، الولايات المتحدة اعلنت عنه كمنظمة ارهابية، وايران تطالب بالغاء الاعلان في اطار المفاوضات عن الاتفاق النووي الجديد.

الحادث الاخير واخطار التصعيد التي اعقبته، حدثت وفي الخلفية فترة استراحة في المفاوضات النووية. الرئيس الايراني المنتخب، رئيسي، الذي يوصف بأنه صقر متصلب جدا، يتوقع أن يحدث تغييرات في طاقم ايران للمحادثات. وفي اسرائيل يستعدون ايضا لاحتمالية أن تعلق المفاوضات بين ايران والدول العظمى، وعندها ربما ستنشأ فرصة لاقناع الادارة الامريكية بزيادة ضغط العقوبات على طهران، خلافا للنية الاصلية. والاحتكاك بين اسرائيل وايران يجري ايضا على صعيد آخر. فمؤخرا لوحظت محاولات اخرى لهجمات سايبر ايرانية في اسرائيل. ايضا تم النشر في الشهر الماضي في ايران عن هجوم سايبر أدى الى تشويش كبير في حركة القطارات في الدولة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث whatsapp

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى