ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – المعركة في غزة تدخل مرحلة المراوحة ، واستمرارها ينطوي على خطر عال في الاخطاء

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 18/5/2021

” الجيش الاسرائيلي سجل نجاحات كثيرة في العملية الحالية، لكنهم في الجيش يشخصون أن انجازات تكتيكية اخرى لن تغير نتائج المعركة. وفي هذه الاثناء عدد المدنيين الذين قتلوا في هجمات الجيش الاسرائيلي يرتفع بشكل حاد ويثير عدم الرضى في اوروبا وفي الولايات المتحدة “.

في بداية يومها التاسع فان المعركة بين اسرائيل وحماس توجد عميقا في مرحلة المراوحة في المكان. رسميا يصفون لنا الصورة التالية: الجيش الاسرائيلي مستعد لمواصلة الهجوم القادم بقدر ما يحتاج الامر. وحتى الآن توجد لديه قائمة طويلة من الاهداف التي ينوي تفجيرها في قطاع غزة، حماس تستنجد من اجل وقف اطلاق النار، واسرائيل ترفض بشكل عام مناقشة ذلك لأنه يوجد لديها، كما قلنا، الكثير مما ستفعله في غزة.

عمليا، الظروف مختلفة كليا، دائما توجد اهداف اخرى لمهاجمتها، لكنهم في الجيش يشخصون أننا قد وصلنا الى مرحلة الانتاج الحدّي المتناقص الذي فيه انجاز آخر تكتيكي ومتراكم لا يساعد بالضرورة على تغيير نتائج المعركة. اسرائيل كانت ستكون سعيدة بانهاء القتال لأن العمليات العسكرية حققت معظم ما ارادت تحقيقه وهي غير معنية بالدخول البري الى اراضي القطاع. والمجهول الاساسي هو حماس لأنه من غير الواضح تماما اذا كان قادتها الذين يوجدون في حالة هروب من محاولات اغتيالهم من قبل اسرائيل، قد بلوروا موقفا موحدا حول مسألة اطلاق النار.

حماس بدأت ايضا تطرح مطالب حول تغيير الترتيبات المتبعة في الحرم، التي لا يمكن لاسرائيل الاستجابة لها. ايضا هذا يمكن أن يعقد المفاوضات التي تجري بوساطة مصر والولايات المتحدة. صعوبة اخرى تتعلق بالجهاد الاسلامي: اسرائيل اغتالت أمس قائد اللواء الشمالي في الجهاد، الامر الذي سيحث الجهاد على اتباع اجندة منفصلة فيما يتعلق بوقف اطلاق النار.

الجيش الاسرائيلي سجل عدة نجاحات ضد حماس. الاختراقة البارزة اكثر هي انتزاع الثقة بالنفس التي راكمتها حماس، بدءاً من القيادة وحتى النشطاء العاديين في المجال التحت ارضي الذي تم حفره تحت المباني والشوارع في القطاع. المعلومات الدقيقة والقدرة التي راكمها سلاح الجو لحفر ثغرات عميقة تحت الارض تقوض الاحساس لدى حماس بأن الانفاق هي مكان آمن.

يبدو أنه في عدد من الحالات خاف نشطاء حماس مؤخرا من تلبية أمر الدخول الى الانفاق. انجازات اخرى تم تسجيلها في الاصابة المتزايدة للخلايا التي تطلق الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات ومواقع انتاج السلاح والاعضاء الكبار في حماس والجهاد الاسلامي. بمعان كثيرة، اسبوع من القتال في هذه المرة يساوي سبعة اسابيع من عملية الجرف الصامد في 2014.

ولكن كل ذلك لا يغير الصورة الاساسية. اسرائيل خرجت (أو انجرت خلف حماس) الى معركة هدفها هو الردع وليس الحسم. والأمل في أن عدة هجمات مفاجئة اخرى وعدة اغتيالات مؤلمة اخرى ستحسن بشكل جوهري ميزان الردع وتُطيل الفترة التي تريدها غزة لنفسها الى حين المعركة القادمة، لا تلغي الاخطار التي تكتنف استمرار القتال. 

حتى الآن كان للجيش الاسرائيلي الكثير من العقل والحظ. في هذه الاثناء لم يتم تسجيل أي خسائر كبيرة بسبب قصف الجبهة الداخلية، رغم أن حماس تقوم باطلاق صليات ثقيلة ومركزة أكثر مما كان في السابق. وفي نفس الوقت تم احباط معظم هجمات حماس. الجدار الذي بني على طول القطاع منع حتى الآن تسلل الخلايا عبر الانفاق (الخلايا التي حاولت فعل ذلك اصيبت في الانفاق في بداية القتال، ونحو 20 من اعضائها الذين هم نشطاء في قوة “النخبة”، قتلوا) والهجمات بواسطة طائرات مسيرة وغواصات مسيرة تم احباطها. 

ولكن عاجلا أم آجلا سيتشوش أمر ما، إما أن تسجل حماس انجاز هجومي مفاجيء يهز معنويات اسرائيل أو يتم اختطاف جندي أو يرتكب الجيش خطأ يؤدي الى قتل جماعي في اوساط المدنيين الفلسطينيين ويثير الانتقاد الدولي. مع ذلك، عدد المدنيين الذين قتلوا في الهجمات يرتفع بشكل حاد. في بداية القصف كانت النسبة بين النشطاء القتلى والمدنيين القتلى اربعة نشطاء مقابل مدني واحد. أما الآن، حسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية التي تقوم بنشر قوائم القتلى من النساء والاولاد، فان النسبة تقترب من 1: 1. 

هذه نتيجة متوقعة لمحاربة تنظيمات ارهابية تعمل داخل التجمعات السكانية. نسبة الخسائر يتوقع أن تميل اكثر تجاه المدنيين كلما استمر القتال. هذه المعطيات اصبحت تثير عدم الرضى في عدد من الدول الاوروبية وفي وسائل الاعلام وفي الادارة الامريكية والكونغرس. بالصورة التي كانت متوقعة جدا تتسع معارضة العملية في اوساط اعضاء الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي.

الانتقاد ربما تتم ترجمته في القريب الى طلب متزايد من اسرائيل لوقف اطلاق النار. هنا تلعب دور العملية التي حصلت على اهتمام قليل في الساحة البيتية. في يوم السبت الماضي قصف سلاح الجو البرج الخامس للمكاتب في غزة منذ بداية القتال بعد أن أمر المدنيين باخلائه بشكل سريع. ومثلما في الهجمات السابقة التي يسميها الجيش “اهداف القوة”، تم تبرير هذه العملية بذريعة أن المبنى توجد فيه مكاتب استخدمتها حماس. ولكن المشكلة لم تكن مع الشرير بل مع جيرانه: في الهجوم تم تدمير مكاتب وكالة “اسوشييتد بريس” وقناة “الجزيرة” ووسائل اعلامية اخرى ايضا.

هذه العمليات تقلص الائتمان الدولي لاسرائيل الذي تراكمت فيه الدماء، لا سيما في قصف حماس المتكرر لتل ابيب والمنطقة الوسطى. في اسرائيل المس المتعمد بوسائل الاعلام يثير بصعوبة الاجماع العام. وفي الغرب هذا يضاف الى ادعاءات وسائل الاعلام الاجنبية (التي ينفيها الجيش الاسرائيلي) بأن الجيش الاسرائيلي خدعها بشكل متعمد عشية قصف الانفاق الكبيرة في 13 أيار.

ادارة بايدن طلبت توضيحات من اسرائيل عدة مرات، ووزير الخارجية الامريكي، انطوني بلينكن، اعلن بأن المعلومات التي تم عرضها عليه في المحادثات مع الاسرائيليين لم تقنعه بعد بأنه كانت توجد في المبنى منشآت لحماس بررت القصف. وفي قنوات غير رسمية، يبدو أن الولايات المتحدة تحث اسرائيل على الانهاء ازاء عدد المصابين المتزايد. في وقت ما هذا الطلب سيصبح طلب علني. 

الضفة تستيقظ

القتال في القطاع ينعكس ايضا على الوضع في الساحات الاخرى. مؤخرا سجل هدوء نسبي في التوتر في القدس وداخل حدود الخط الاخضر. والضفة في المقابل تقلق كبار الضباط في جهاز الامن. في يوم الجمعة الماضي اجريت عدة مظاهرات صاخبة لاحياء ذكرى النكبة واكثر من عشرة فلسطينيين قتلوا، اثنان منهم قتلا اثناء محاولة المس بجنود. ومحاولات تنفيذ عمليات دهس وطعن حدثت ايضا خلال العيد. 

التصعيد في غزة يشعل الضفة ويؤدي الى ارتفاع عدد محاولات تنفيذ عمليات من قبل مخربين افراد. هناك تخوف ايضا من تشكيل خلايا محلية ستحاول تنفيذ عمليات اطلاق نار في الشوارع أو اقتحام مستوطنات من اجل تنفيذ حملات قتل. في اسرائيل يقلقون من انخفاض مستوى التنسيق الامني مع الاجهزة الامنية الفلسطينية ومن قوة تضامن سكان الضفة مع نضال حماس. 

الجيش الاسرائيلي توجد له الآن في الضفة 24 كتيبة، تقريبا ضعف ما يكون لديه في الايام العادية. كتائب احتياط وكتائب نظامية تم نقلها الى الضفة بدل فصائل حرس الحدود التي نقلت الى حدود الخط الاخضر. ربما أن عدد القتلى المرتفع يرتبط ايضا بادخال قوات أقل تدريب الى الضفة، بالتحديد في وقت التسخين الامني. 

صعوبة اخرى تتعلق بالتنسيق الامني مع الاجهزة الامنية الفلسطينية. رئيس السلطة، محمود عباس، يوجد تحت ضغط كبير ازاء التعاطف المتزايد مع حماس في الضفة. اذا حدثت موجة عمليات في الضفة فربما ستفضل اجهزة الامن الخاضعة له الوقوف في الجهة الاخرى ولن تتدخل. السلطة نقلت لاسرائيل رسائل تقول بأنه بعد أن يتم التوصل الى وقف لاطلاق النار في القطاع ستكون معنية ببادرات حسن نية تجاهها في القدس، لا سيما في الترتيبات حول الحرم، بهدف تحسين مكانتها هناك، وبالتالي  تحسين وضعها في اوساط الجمهور الفلسطيني. هذا الطلب ايضا هو جزء من المنافسة الداخلية مع حماس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى