ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – الجمهور يكف عن الالتزام بالتعليمات ،ولكن الانخفاض في الاصابة سيوسع التسهيلات

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل  – 30/4/2020

حسب كل المعطيات، اسرائيل تبحر بأمان في ازمة الكورونا. ولكن العودة الحياة الطبيعية مرهونة بالمواطنين الذين فقدوا الثقة بخطوات الحكومة بشكل كبير. الاسابيع القريبة القادمة ستبين اذا كانت السياسة الحالية كافية من اجل منع حدوث تفشي جديد “.

حسب كل المعطيات فان وضعنا معقول. منحنى الاصابة بالكورونا في اسرائيل لم يتم تحطيمه تماما، لكن تم تسطيحه. عشية عيد الاستقلال تجاوز عدد الاسرائيليين الذين تعافوا من المرض للمرة الاولى عدد الذين ما زالوا مصابين به. في بداية الاسبوع كان عدد المصابين اليومي يبلغ في المتوسط اقل من 200. زيادة عدد الفحوصات اليومية تم وقفها، لكن هذا يحدث هذا الاسبوع بالتحديد بسبب غياب الطلب: يبدو أن عدد اقل من المواطنين يشعرون بالتعب ويطلبون أن يفحصوا.

في الاسابيع الاخيرة جرى نقاش في الحكومة حول مسألة أي البيانات ستمكن من العودة السريعة الى الحياة الروتينية العادية بصورة جزئية في ظل الفيروس. السيناريو المتساهل قال إنه يمكن مواصلة رفع القيود طالما أن عدد المصابين اليومي أقل من 300، ومثله المعدل العام  للمربوطين بأجهزة التنفس والمصابين بدرجة خطيرة. ولأنه بقي المزيد من هوامش الامان فمن المتوقع الآن اعطاء المزيد من التسهيلات. وزارة التعليم تخطط لاستئناف التعليم في رياض الاطفال والصفوف من الاول الى الثالث مع توزيع الصفوف ورياض الاطفال الى ورديات بدء من الاسبوع القادم. في موازاة ذلك سيتم رفع القيود الزائدة التي منعت ممارسة الرياضة على بعد لا يزيد عن 500 متر من البيت.

علامة السؤال الكبيرة تتعلق بتداعيات ضعف التزام الجمهور بالتعليمات (الحفاظ على البعد والخروج من البيت ووضع الكمامة) على حجم الاصابة. كل من خرج من البيت في الاسبوع الماضي لاحظ الاكتظاظ المتزايد في الشوارع، وكل من هو نشيط في الشبكات الاجتماعية لاحظ توثيق لقاءات فيها مشاركين كثيرين خلافا لدعوة وزارة الصحة. ونتائج هذه التوجهات سيشعر بها في الاسبوع القادم. وفي المقابل، هناك أمل بأن تأثيرها سيتضاءل بسبب قواعد ما زالت متبعة (منع الاحتفالات الجماهيرية، عمل جزئي في اماكن العمل) وستمنع تفشي قطري مثلما حدث هنا في النصف الثاني من شهر آذار.

اذا تحققت تقديرات عدد من العلماء، التي بحسبها الكورونا ينتشر بصورة اقل في ظروف درجة الحرارة والرطوبة العالية، ايضا هذا سيساعد في كبح التفشي. في الخلفية هناك اخطار موضعية: بؤر تفشي في احياء دينية في القدس وبيت شيمش، واصابة متزايدة في الاحياء العربية في شرقي القدس. ومثلما كتب هنا في السابق، فان الابطاء في معرفة نتائج الفحوصات وفي اعقابه معرفة سلسلة الاصابة بالفيروس، تصعب القيام بمعالجة سريعة في بؤر جديدة.

عمليا، يبدو أن اسرائيل ما زالت تبحر بأمان نسبي بفضل قطرات الوقود الاخيرة للقرارات الصحيحة التي اتخذت هنا في الاسابيع الاولى للازمة. ولكن رغم مرور اسبوعين إلا أن ادارة الازمة بقيت مخنوقة وفوضوية.

اهداف الحكومة ليست واضحة ولا يتم شرحها بصورة واضحة للجمهور. خطط مساعدة الاقتصاد بشكل خاص، تتبلور ببطء وتثير موجة من الانتقاد على تحيز مفهوم لصالح كبار المشغلين على حساب المستقلين الصغار الذين تضررت اعمالهم التجارية بشكل كبير بسبب الازمة. بشكل عام يبدو أن الانشغال في بلورة استراتيجية خروج من جمود السوق بدأ متأخر جدا وتم بصورة بطيئة ومقلقة. عندما حذرت طواقم مستشارين خارجيين من ذلك امام المحيطين برئيس الحكومة حتى في شهر آذار، تم الرد عليهم بأن هذه ازمة استثنائية تقتضي توجيه مباشر وتغييرات متكررة في القرارات على اساس يومي.

الجمهور منهك ومتشكك

المشكلة الحاسمة الاخرى تتعلق بالمس الشديد بثقة الجمهور بخطوات الحكومة. الجميع يتفقون على أن نسبة الوفيات في اسرائيل (نحو 1.3 في المئة من بين المصابين المشخصين) منخفضة بالنسبة للولايات المتحدة والدول الاوروبية. ولكن في الوقت الذي تعزو فيه الحكومة هذا الى أدائها والى الاغلاق المبكر الذي فرضته، فان هناك عدد متزايد من الجمهور يعتقدون أنه بفضل ضغط وزارة الصحة تم اتخاذ خط متشدد جدا وفرضت قيود واسعة على المواطنين.

إن الاصرار على منع زيارة عائلات ثكلى عشية يوم الذكرى هو مثال على ذلك. من الجيد أن رجال شرطة اظهروا التعاطف ومكنوا عدد قليل من الوالدين الذين اصروا على الوصول من زيارة قبور اعزائهم. ولكن حقيقة أن المحلات كانت مفتوحة في يوم الثلاثاء والمقابر العسكرية مغلقة، كانت ظاهرة للعيان.

في الخلاف على درجة اهمية كل الخطوات التي اتبعت، سيكون صعب الحسم حتى في مرحلة متأخرة، حيث ستتراكم اكثر معطيات عن الكورونا في اسرائيل. ما هو واضح هو أن سيناريوهات الرعب التي رسمتها وزارة الصحة في منتصف شهر آذار لن تتحقق. الخوف كان حقيقي: هوامش الامن الضيقة للنظام، في الاساس بسبب نقص اجهزة التنفس الاصطناعي، اقتضت الحذر الكبير.

ولكن بنظرة الى الوراء يبدو أن المقارنة المخيفة مع ايطاليا التي فيها السكان هم اكبر سنا بكثير من اسرائيل، وثلاثة اجيال في العائلة تعيش احيانا معا، لم تكن في محلها. إن التآكل الآن في تنفيذ التعليمات يرتبط بتعب المواطنين، لكن يبدو أن هذا ينبع ايضا من الشك. التهديدات اتضح أنها تهديدات فارغة، رؤساء الدولة تم ضبطهم الواحد تلو الآخر وهم يستخفون بالتعليمات التي دعوا اليها، وعدد من القيود التي فرضت يبدو أنه مبالغ فيها وليس فيها أي منطق.

الى كل ذلك اضيف الفشل المتواصل في  الدعاية وشفافية المعلومات التي قدمت للجمهور. فقط مؤخرا بدأت وزارة الصحة بالتوسيع التدريجي للنشر المنظم للبيانات الجارية عن المرض. بدلا من أن تركز الدعاية في أيدي شخصية واحدة تحظى بثقة الجمهور، تم توزيعها بصورة مرتجلة ومتغيرة بين رئيس الحكومة ومدير عام وزارة الصحة وعدد من اركان الوزارة. لا يوجد للحكومة حتى الآن مناص سوى فتح مراقب للاقتصاد للعمل. السؤال هو هل الاقتصاد لم يتم شله عبثا كرد فعل مفرط، سيتواصل طرحه كلما تبين عمق الازمة الاقتصادية التي دخلت فيها اسرائيل.

المشهد من نوفيم

في بيت المسنين “نوفيم” في القدس، المكان الاول الذي ضربته الكورونا في اسرائيل بصورة شديدة، تظهر هناك عودة بطيئة ومقيدة للحياة العادية. في 10 آذار عثر هناك على انتشار أول للفيروس في مركز سكن محمي، قبل أن يصيب فيما بعد عشرات الاماكن المشابهة. عشرات السكان واعضاء الطواقم أصيبوا، 5 من النزلاء ماتوا. فقط بعد صراع طويل اجرت الدولة فحوصات شاملة للجميع، سياسة يتم تطبيقها الآن بصورة متأخرة في المؤسسات المشابهة.

خلال شهر كان “نوفيم” خاضع للاغلاق المطلق عن العالم الخارجي. والنزلاء اعطيت لهم تعليمات بعدم الخروج من شققهم. وبعد أن لم يتم تشخيص مرضى جدد سمح لهم عشية عيد الفصح، للمرة الاولى، أن يحتفلوا مع نزيل آخر. قبل اسبوع تقريبا اتخذ قرار بصورة حذرة بشأن اعطاء تسهيلات اضافية: يمكن التنزه في مسار ضيق في حديقة المنشأة (ممر الكورونا) حسب ما يسميه النزلاء. وفي نفس المكان ايضا مسموح اللقاء، مع تنسيق مسبق ومع الحفاظ على البعد، مع أبناء عائلة من الخارج. في لقاء كهذا في هذا الاسبوع وبعد انفصال طويل منذ آذار، كان يمكن الشعور بروح جيدة ومصممة للمسنين رغم التجربة القاسية في الفترة الاخيرة.

“نوفيم” هي جمعية خاصة يمتلكها النزلاء. هذه السفينة تم الابحار فيها في مياه صاخبة بشكل خاص من قبل رئيس مجلس النزلاء، تسفيكا ليفي، رئيس مجلس النزلاء، بمساعدة ادارة المكان وطاقم العاملين. فقط من قراءة الكلمات التي ارسلها للنزلاء طوال الازمة والقرارات المتواصلة التي اتخذت والى جانبها اقوال التشجيع، كان يمكن أن نتعلم درس حقيقي عن الزعامة في وقت الضائقة.

لو كان للدولة اصغاء اكبر للمسنين، ربما كانوا سيستدعون شخص مثل ليفي لاشعال احدى الشعلات في احتفال عيد الاستقلال الذي اقيم في جبل هرتسل، على مسافة دقيقتي سفر من بيت المسنين. من الاسهل بكثير أن نربت (وبحق) على كتف اطباء ورجال شرطة من التوقف عند المجموعة التي اصيبت بالصورة الاشد بالفيروس وتضررت ايضا لأن الدولة استيقظت متأخرة ولم تقدم لهم من البداية المساعدة المناسبة.

الوزيرة ميري ريغف كان لها كما يبدو ملحا أكثر أن تغدق هذا الثناء على تسيبي شبيط والاحتفال بالوحدة المصطنعة وأن تقدم المزيد من بوادر حسن النية المتملقة على رئيس الحكومة وزوجته. شخص مثل ليفي، الذي هو وطني حقيقي (ومن اسلوب حديثه أخمن أنه كان عسكري في ماضيه) بالتأكيد فقط كان سيخرب لها الاحتفال.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى