ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – التسهيلات تتسع ومعها التشكيك بسياسة نتنياهو

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل  – 27/4/2020

تباطؤ وتيرة ازدياد الاصابة اشعلت النقاش حول الثمن الاقتصادي للاغلاق وبطريقة خدم فيها رئيس الحكومة. النجاح حتى الآن للاغلاق في بني براك يدل على أنه يمكن اتباع مقاربة متمايزة اكثر بكثير حتى في المصادقة على التسهيلات “.

التباطؤ الكبير في وتيرة ارتفاع الاصابة في اسرائيل اشعل الخلافات بكامل القوة في وسائل الاعلام وفي الشبكات الاجتماعية: هل العدد القليل نسبيا للوفيات والمرضى في حالة خطيرة والمصابين المربوطين باجهزة التنفس مقارنة مع دول غربية اخرى تشير الى نجاعة الاغلاق والقيود التي فرضت أو أن هذا بالاجمال يدل على أن الذعر كان مبالغ فيه وأنه كان يمكن من البداية الاكتفاء بقيود أقل، دون تدمير الاقتصاد الاسرائيلي؟ وماذا يمكننا أن نتعلم من ذلك على وتيرة التخفيفات المرغوبة في الاسابيع القادمة، أي ما هو هامش المخاطرة الذي يمكن أخذه؟.

يبدو أن الخط الانتقادي الذي يطرحه في الاستوديوهات البروفيسور يورام ليس (بدرجة معتدلة اكثر البروفيسور ايتان فريدمان من مستشفى تل هشومير) يحظى مؤخرا بدعم جماهيري متزايد. من بين الاعتبارات التي تحرك الداعمين لهما الغضب من منع الخروج تقريبا الشامل من البيوت والذي تم فرضه على أبناء 67 فما فوق، القلق من الوضع الاقتصادي وفي حالات كثيرة تشكيك كبير في نقاء اعتبارات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

في الوقت الذي فيه من يؤيدون سياسة نتنياهو في الازمة على قناعة بأن الاغلاق المبكر منع مئات اذا لم يكن آلاف الوفيات الاخرى في اسرائيل، فان من يعارضونه يؤكدون أن ترديد سيناريوهات الذعر لوزارة الصحة منذ بداية الازمة خدم نتنياهو مرتين. مرة عندما ساعده في أن يفرض على ازرق ابيض ائتلاف بشروط مريحة له. ومرة عندما ساعد على تأجيل موعد بدء محاكمته، وهو انجاز يمكن أن يتكرر في نهاية الشهر القادم.

في هذه الاثناء نشرت وزارة الصحة في منتهى السبت خطة منظمة اكثر لاستراتيجية الخروج من الازمة. الوزارة، بما يبدو كدرجة من عدم الرغبة، تسوي صفوفها مع ضغط الجمهور وتظهر الدعم لاعطاء تسهيلات اخرى خلال فترة قصيرة. شريطة أن لا يزيد عدد المصابين الجدد يوميا عن 300 شخص. ونسبة المرضى في حالة خطيرة لا تزيد عن 300 شخص. أمس بلغ 133.

في مجال حاسم واحد، حجم الفحوصات اليومي، هناك وعد بحدوث اختراقة، بعد التوقيع على اتفاق مع شركة صينية ستمكن بعد نحو شهر من الاقتراب من هدف الـ 30 ألف فحص في اليوم. عقب أخيل للعملية بقي وتيرة نتائج الفحوصات. وزارة الصحة لا تعطي معطيات رسمية، لكن جهات مطلعة على الامر تقدر بأن هذا ما زال يتراوح بين 3 – 4 ايام بدلا من 24 – 36 ساعة الذي اعتبر كهدف مطلوب للتمكين من حل ناجع لسلسلة عدوى مرضى جدد والعثور عليهم وعزلهم.

هناك تراكم لاسباب تسبب التأخير غير المعقول هذا. انظمة المعلومات ما زالت لا يتم تحديثها بصورة اوتوماتيكية، الفحوصات تم توزيعها بين مختبرات كثيرة، لكن لم تتم بلورة نظام واحد يركز عملية تحليلها، كما يوجد نقص في التنسيق بين أنواع اجهزة الفحص المختلفة وبين طرق التحليل، في حين أن الفحوصات لا يتم توجيهها بشكل مثالي الى المختبرات. مدير عام وزارة الصحة، موشيه بار سيمنطوف قال أمس لـ “صوت الجيش” بأنه “خلال ايام” سيكون هناك نظام يقصر وتيرة التحليل، وأن دورية قيادة الاركان وضباط في سلاح الجو يساعدون وزارته في ذلك. عمليا، تم وضع ما طرح سابقا كشرط ضروري لتنفيذ خطة الخروج، جانبا، في مواجهة الاضطرابات الاقتصادية. وهو يأمل أن يتم حل الامور قريبا.

حياة في ظل الكورونا

في بني براك جرى أمس “نقل للصلاحيات”: الجنرال احتياط روني نوما، رئيس هيئة الطواريء لمكافحة الكورونا في المدينة منذ 30 آذار أعاد المسؤولية الى البلدية التي استدعته لمساعدتها ازاء تفشي الفيروس في حدودها. التدخل الخارجي تم انهاءه بنجاح. جهود الجبهة الداخلية والبلدية ونوما والمتطوعين الذين جاءوا معه، أدت الى كبح تفشي الفيروس في المدينة.

في المدينة شخص حتى صباح أمس 2693 مصاب. توفي 18 شخص من بينهم، 1017 تعافوا، 80 مصاب ما زالوا يعالجون في المستشفيات وأكثر من 800 يوجدون في الفنادق، و750 يوجدون في الاستشفاء البيتي واكثر من نصفهم اجتازوا فحص سلبي واحد للكورونا.

في بداية الازمة بلغت نسبة الفحوصات اليومية في المدينة بضع عشرات، الآن المتوسط هو 550 فحص يوميا. احد الصعوبات الاساسية في حينه كانت تتعلق بالمرضى الذين رفضوا الخروج من البيت. في الشهر الماضي ذهب الى فنادق الاستشفاء ألف شخص من السكان الذين عدد منهم تعافوا. في بني براك خلافا لمدن اخرى، وافقت الدولة على ان ترسل الى الفنادق عائلات فيها فقط عدد من أبناء العائلة مصاب، من اجل عدم فصل الأبناء عن الآباء.

عدد المتعافين في المدينة بلغ أمس 142 وللمرة الاولى بلغ ضعف المصابين الجدد الذي بلغ عددهم 62 شخص. المدينة تتصدر قائمة المدن في عدد المصابين لـ 100 نسمة. ولكن بالضبط عدد الوفيات فيها هو أقل مما اعتقدوا.  هذا يتعلق كما يبدو بالاساس بمتوسط العمر الشاب للسكان. رغم أن أحد المتوفين في المدينة كان إبن 48، معظمهم كانوا أكبر عمرا بكثير.

قيادة الجبهة الداخلية تواصل مساعدة بني براك رغم أن حجم حضورها في المدينة تضاءل والقيادة المسؤولة من الفرقة 98 استبدلت بقيادة منطقة التي تقابل لواء. في الجيش وفي البلدية يدركون أن الازمة بعيدة عن نهايتها. المرحلة القادمة في بني براك مثلما في جميع الدولة ستكون مرتبطة بـ “حياة في ظل الكورونا”. الافتراض هو أن التسهيلات في الاغلاق الى جانب جو من الرضى عن النفس المتزايد لدى الجمهور ستؤدي الى ارتفاع في عدد الاصابات. الأمل هو أن تحسن المناخ ووعي زائد نسبيا للخطر، ستمنع تفشي دراماتيكي للمرض.

هناك درس واحد لم يستخلص من بني براك للأسف. الاغلاق الموضعي وضخ القوات ومساعدة المدينة علمتنا أنه لا يجب التعامل مع الدولة على أنها جسم واحد. النشاطات التي بذلتها الدولة في بني براك تشبه رمي بطانية اطفاء على مكان اشتعلت فيه نار موضعية. مع الأخذ في الحسبان الاختلاف في الاصابة بالمرض بين البلدات المختلفة في الدولة يبدو أنه كان هناك مجال لاتباع مقارنة متمايزة أكثر، تمكن من اعطاء تسهيلات اسرع في اماكن كانت الاصابة فيها قليلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى