ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – البحث عن تطعيم لعدم الاكتراث

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 12/2/2021

رويدا رويدا يتبين أن الاغلاق ليس هو الذي أدى الى كبح الاصابة بالمرض، بل أخذ التطعيمات. الآن يجب الاشارة الى المترددين بأن جولة العروض الفاشلة للحكومة بصيغة الكورونا وصلت مرة اخرى الى جهاز التعليم  .

للمرة الاولى منذ شهرين، معطيات الكورونا اليومية في اسرائيل تسمح بفسحة مقلصة للتفاؤل الحذر. للمرة الاولى منذ شهر تقريبا، انخفض أمس عدد المرضى في حالة صعبة الى ما تحت الألف شخص، بعد أن بلغ اكثر من 1200. حتى في العدد اليومي لحاملي المرض المشخصين وفي نسبة الفحوصات الايجابية حدثت في هذا الاسبوع انخفاضات بسيط، لكنها متتالية. في المستشفيات انخفض عدد المرضى والمعزولين من اعضاء الطواقم الطبية والتمريضية الى 1700 تقريبا بعد أن وصل في السابق الى 5 آلاف واكثر.

السؤال الرئيسي للاسابيع القادمة يتعلق بدرجة التأثير المتوقعة للتسهيلات المحدودة في الاقتصاد – الغاء منع الحركة، استئناف جزئي للدراسة وفتح مقلص للتجارة – على ارتفاع جديد في عدد الاصابات. في المرات السابقة التي خرجت فيها اسرائيل من اغلاق قطري، انتهت الامور بانهيار سريع للتلخيصات المبكرة، ارتفاع حاد في عدد المرضى، وفي اعقابها اغلاق آخر.

الفرق في هذه المرة يكمن في التطعيمات. هذا هو كاسر التوازن الحقيقي الذي كما يبدو يشير الى المخرج المحتمل الوحيد لاسرائيل من الازمة. رويدا رويدا يتبين أن الاغلاق الثالث ليس هو الذي أدى الى وقف العدوى. ابحاث حول حركة السكان التي تستند الى جمع بيانات من الهواتف المحمولة تشير الى أن عدد كبير من الجمهور تجاهل في هذه المرة تعليمات الاغلاق التي في الأصل قللت الشرطة (باستثناء مراكز المدن العلمانية) تطبيقها.

التغيير الى الافضل ارتبط بسبب ذلك بصورة واضحة بالتطعيمان: 6.1 مليون وجبة تطعيم، حوالي 40 في المئة من الجمهور أخذوا الجرعة الاولى من التطعيم وحوالي الربع أخذوا الجرعة الثانية، 86 في المئة من ابناء الستين فما فوق (المجموعة السكانية الاكثر تعرضا للخطر) وحوالي 80 في المئة من ابناء خمسين فما فوق تطعموا على الاقل بجرعة واحدة.

التأثير، حسب ما نشر أمس البروفيسور عيران سيغل من معهد وايزمن، يتم الشعور به طبقا لذلك. في اوساط ابناء ستين فما فوق سجل انخفاض بلغ 58 في المئة في عدد الاصابات الجديدة، و44 في في عدد الحالات التي يتم  علاجها، و38 في المئة في عدد المرضى في حالة صعبة و40 في المئة في الوفيات. هذا حدث بصورة ابطأ مما توقعت النماذج، التي ارتكزت على افتراض خاطيء بموجبه لقاح الفايزر يمنح مستوى مناعة عالية مباشرة بعد الجرعة الاولى. ولكن الآن حيث أن عدد كبير من البالغين تلقوا الجرعة الثانية، فان الاتجاه يظهر بصورة واضحة. طالما لم يشخص هنا طفرات جديدة تصمد امام التطعيم فان اسرائيل تكتسب بالتدريج حماية ممتازة من مرض صعب وحماية جيدة من العدوى بشكل عام بفضل عملية التطعيم.

هدف الوصول الى مناعة القطيع في اسرائيل لا يمكن تحقيقه في المدى القريب، على الاقل الى أن تتوصل تجارب الأمان للقاح فايزر الى مصادقة على تطعيم حتى ابناء 12 – 16 سنة. ولكن في هذه الاثناء يبدو أنه قد بدأ في التطور نوع من فقاعات البيئة الآمنة نسبيا، التي فيها احتمالية العدوى والاصابة بمرض الكورونا، أقل، في اوساط الطواقم الطبية والجيش الاسرائيلي واجهزة الاستخبارات، وقريبا في الصناعات الامنية. في هذه الاجهزة سبق وسجل 80 – 90 في المئة من الذين أخذوا التطعيم. حتى هذه ليست مناعة قطيع كاملة رغم أن اعضاءها مع ذلك يتواصلون مع العالم الخارجي.

عندما تحذر وزارة الصحة من فتح غير مراقب للاقتصاد، فهي تكون قلقة من السيناريو التالي: تفشي سريع للطفرة البريطانية في جهاز التعليم، هناك سيصاب ابناء 16 فما تحت، الذين لم يتلقوا التطعيم؛ وانزلاق العدوى الى ابناء 16 – 50 الذين لديهم ما زالت وتيرة التطعيم بطيئة. وفي النهاية، اصابة شديدة بالمرض في اوساط البالغين القليلين نسبيا الذين لم يتلقوا التطعيم، أو أن التطعيم لم ينجح في حمايتهم (5 في المئة تقريبا حسب تجارب فايزر). الخوف هو أن يكون هذا الدمج لهذه الامور من اجل العودة واغراق المستشفيات. في المقابل يجدر النظر الى حدث في الجيش الاسرائيلي في السنة الماضية كمؤشر. تقريبا 16 ألف جندي تم تشخيصهم كمرضى، معظمهم في اعمار 18 – 21، 9 منهم اصيبوا بصورة شديدة، وحتى الآن لم تسجل أي حالة وفاة بالكورونا في صفوف الجيش. مستوى المخاطرة بالاصابة الشديدة بالمرض في اوساط الاطفال والشباب، منخفض.

المعضلة الاخرى تتعلق بتشجيع تلقي التطعيم، بالاساس في اوساط ابناء 50 فما دون. وسائل الاعلام تركز على المجموعة التي تثير الغضب وتضر، المتمثلة برافضي التطعيمات وناشري الاخبار الكاذبة من اجل ثني المواطنين عن أخذ التطعيم. ولكن ربما أن المشكلة الاكبر لا تكمن في مستهلكي الشائعات التآمرية، بل باللامبالين والمترددين الذين ببساطة لا يسارعون الى المثول في مراكز التطعيم.

هذه الظاهرة تبرز في اوساط شباب لا يرون أي خطر على انفسهم من الكورونا، وفي اوساط الجمهور العربي، خاصة البدوي، وفي اوساط المهاجرين من روسيا وأثيوبيا. الحكومة ما زالت تتخبط في اجراءات الشخصية الخضراء: لمن يسمح بالدخول الى المطاعم والى العروض وغرف اللياقة البدنية عندما ستفتح أخيرا، وهل سيتم حصر الدخول فقط لمن أخذوا التطعيم ومن تعافوا من المرض. القانونيون قلقون وبحق من حدود التدخل في حرية الفرد في اتخاذ قرارات صحية، لكن ربما لن يكون مناص من القيام بخطوات تشجيع للشباب بهدف زيادة نسبة من يأخذون التطعيمات. هذا تخبط سيشغل ايضا دول اخرى، التي في حوزتها الآن عدد أقل من جرعات التطعيم مقارنة باسرائيل.

بدون احتفال انتخابات

درجة النجاح ازاء الكورونا ستقف في مركز الحملة الانتخابية الرابعة خلال سنتين، التي ستنتهي في 23 آذار القادم. هذه هي المعركة التي فرضت علينا ازاء محاولة الهرب لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من الاجراءات القانونية ضده. بسبب الوتيرة البطيئة التي ينخفض فيها عدد الاصابات، نتنياهو اصبح يعرف أنه لن يستطيع الاحتفال بفتح كل الاقتصاد واجراء عروض ضخمة على صيغة نيوزيلندا (الخالية من الكورونا) عشية الانتخابات.

هذه المرة واكثر من الانتخابات الثالثة في آذار الماضي، ستتأثر النتائج من عدد المرضى والمعزولين الذين سيجدون صعوبة في التصويت، وربما ايضا من نسبة اليائسين الذين لم يكلفوا انفسهم مطلقا عناء الذهاب للتصويت. ربما سنرى ارتباط معين بين القطاعات التي تضررت بصورة شديدة بالكورونا أو تتردد الآن في أخذ التطعيمات (العرب، عدد من الاصوليين) وبين الانخفاض في نسبة التصويت.

إن متابعة الظهورات العلنية لنتنياهو ومنشوراته في الشبكات الاجتماعية ممتعة. الكورونا مذكورة مرات كثيرة، لكن تقريبا دائما في السياق الايجابي لعملية التطعيمات، التي يحرص رئيس الحكومة على أن يعطي لنفسه الفضل فيها. الاشخاص الذين تحدثوا معه مؤخرا تولد لديهم الانطباع بأنه يبدأ المحادثة بالاستفسار هل أخذوا التطعيم، ويتوقع بعد ذلك اقوال شكر وثناء شخصية حول احضار التطعيمات. هو يكثر من زيارة مراكز التطعيم، بالاساس لدى الجمهور العربي، لكن على الاغلب هو يُبعد نفسه عن اقسام الكورونا. فهذه المهمة الاقل سعادة، يبقيها نتنياهو لرئيس الدولة، رؤوبين ريفلين، الذي يقوم بدور حائط المبكى للطواقم المنهكة. تصريحات اخرى لنتنياهو يتم تكريسها لحربه ضد جهاز القضاء، ولدغ خصومه السياسيين واشعال النار المستمر للشجارات مع  وسائل الاعلام والتوترات الطائفية.

قريبا ستصل، كالعادة، مرحلة نشر المعلومات المحرجة تجاه كل من من شأنه أن يقف بين نتنياهو وبين ائتلاف يمين – متدينين، عدد الاعضاء فيه 61 عضو كنيست فما فوق، الذي يأمل أن يؤدي الى وقف محاكمته. ريفلين نفسه حصل على تذكير بذلك في هذا الاسبوع من خلال خبر مضخم في “صوت الجيش” عن مشاركته قبل بضعة اشهر في جنازة صهره، التي تم فيها تجاوز العدد المسموح به للمشاركة ضمن قيود الكورونا. يمكن الافتراض بأن الرئيس لن يكون الشخص الاخير الذي سيصطدم بمنشورات مشابهة في الاسابيع القادمة.

في هذه الاثناء تم تجميد مبادرة وزير الدفاع، بني غانتس، لاغلاق محطة البث العسكرية، على خلفية تدخل المستشار القانوني للحكومة. نفس افيحاي مندلبليت الذي آلة الدعاية البيبية تنهال عليه كل مساء عبر محطات البث، هو الذي وقف من اجل انقاذ المحطة. غانتس يمكنه أن يتهم فقط نفسه. على مكتبه وضعت منذ الصيف الماضي سلسلة من الاقتراحات من اجل القيام بخطوات، التي تضمنت اغلاق “صوت الجيش” وتشكيل لجنة تحقيق في قضية الغواصات. غانتس تردد والفرصة السياسية ضاعت.

لصالحه، رغم أنه تم التخلي عنه من معظم وزرائه، فان رئيس ازرق ابيض يواصل تصميمه على طرح مسائل وطرح موقف بديل في جلسات الحكومة كثقل موازي للتحالف المتشائم بين نتنياهو ورؤساء جهاز الصحة.

فشل الحكومة في معالجة الكورونا يزداد ازاء المبادرة والشجاعة التي تظهر في المستشفيات وصناديق المرضى. فهناك تعمل الطواقم في ظروف صعبة جدا، والنابعة ايضا من تجويع طويل ومنهجي من قبل حكومات نتنياهو. الفشل الذريع المناوب سجل هذا الاسبوع في جهاز التعليم، عندما تبين أن الوزارة تم ضبطها وهي غير مستعدة للتعامل مع سيناريوهات استئناف التعليم وجها لوجه. فقط حوالي 20 في المئة من الطلاب عادوا الى التعليم أمس.

هذا لم يزعج الوزير يوآف غالنت في أن يعطي لنفسه علامة 90 في مقابلة مع “يديعوت احرونوت”. وآخر من تحدث عن 90 في المئة في حالته حول المؤهلات المطلوبة لوظيفة وزير الخارجية، كان اسحق موداعي، في بداية الثمانينيات. موداعي على الاقل لم يكن المسؤول عن جهاز تم شله طوال سنة (صحيح أنه في ظروف وباء عالمي)، وفيه الاولاد لا يجدون أي سبب للاستيقاظ في الصباح ولم يعودوا يصدقون وعود الآباء بأن الامور ستتحسن قريبا.

حن اريئيلي، نائبة رئيس بلدية تل ابيب، هي عضوة في منتدى مستقل باسم “طاقم خبراء الازمة”. اريئيلي قالت للصحيفة بأن هناك منطق كبير في نية الحكومة للسماح بفتح مؤسسات التعليم في البلدات والاحياء حسب مؤشر يدمج بين حجم الاصابة ووتيرة أخذ السكان للتطعيمات. ولكن حسب قولها، هذا غير كاف. “هناك خطر في أن تنشأ لدينا حلقة مفرغة: لن يتمكن الحي الذي يتم الاعلان عنه بأنه احمر، من الخروج من هذا الوضع والعودة الى التعليم بدون مساعدة الدولة. المقاربة الصحيحة ستكون نقل المزيد من الصلاحيات للسلطة المحلية. البلديات والسلطات المحلية تعرف بصورة افضل ما هو الوضع لديها ومن يحتاج للمساعدة”.

اريئيلي تتحدث عن تشغيل “طاولة دائرية” يجلس حولها ممثلو جميع الوزارات الحكومية، بحيث تعرف أن تعالج بصورة محددة حاجات المدن الحمراء. فعليا، هذا لم يحدث منذ سنة، ايضا بسبب الضعف المستمر لمكتب رئيس الحكومة. بصورة مثيرة للاهتمام، استنتاجاتها تشبه استنتاجات قيادة الجبهة الداخلية التي شخصت منذ فترة طويلة البلديات كمراكز تنفيذ فعالة (سواء في الكورونا أو في الاستعداد للحرب) وعززت العمل المباشر معها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى