ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – الاغلاق يعكس فشل نتنياهو ويتوقع أن يكون أطول مما يعتقدون في الحكومة

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 13/9/2020

” خلافا للموجة الاولى هذه المرة لن يكون هناك تجند من قبل الجمهور لمحاربة الفيروس. الاصابات المرتفعة بالمرض تعتم على الانجاز السياسي لرئيس الحكومة السياسي  “.

احيانا يجب البدء بما هو مفهوم ضمنا: القرار الذي بدأ يتضح بشأن فرض اغلاق شامل على الدولة لبضعة اسابيع، عشية عيد رأس السنة، يعكس فشل اداري وقيادي شديد لحكومة اسرائيل ورئيسها بنيامين نتنياهو.

اسرائيل اجتازت الموجة الاولى للكورونا بنتائج معقولة بالتأكيد على المستوى الصحي، مع دفع ثمن اقتصادي واجتماعي باهظ، على ضوء فرض الاغلاق الاول. بعد ذلك سارعت الى الاعلان عن الانتصار. “اخرجوا للاحتفال”، توسل رئيس الحكومة للمواطنين دون الحرص على تخطيط وتنفيذ استراتيجية للخروج. الآن حيث عدد المرضى الجدد المؤكدين هو بين 3 – 4 آلاف يوميا، فان اسرائيل تسبق معظم دول الغرب وتقفز نحو اغلاق قطري آخر، من شأنه أن لا يكون الأخير.

هذا في المقام الاول، مسؤولية القيادة. الفشل في محاربة الكورونا يترافق مع ازمة سياسية وتشريعية شديدة، الذي نتيجته هو عدم ثقة كبير بنتنياهو في اوساط اجزاء كبيرة من الجمهور. ايضا الشك السياسي العميق يساهم في عدم التضامن بين القبائل المختلفة في المجتمع الاسرائيلي ويؤدي الى استخفاف كبير لجزء غير قليل من المواطنين بالتعليمات. الارتفاع في عدد الاصابات المشخصة (التي معظمها لا تظهر عليها اعراض وسجلت في اوساط الشباب) تشكل تعبير مباشر عن ذلك، حتى لو كان الامر متعلق بدرجة ما بارتفاع عدد الفحوصات اليومية.

التسريبات من جلسات كابنت الكورونا في يوم الخميس الماضي وصفت فرض الاغلاق كخطوة لا مناص منها، عكست تقريبا الاجماع في اوساط المشاركين في الجلسة. هذا حقا كان موقف نتنياهو ووزارة الصحة الذي انضم اليه بصورة متحفظة مدير الكورونا، البروفيسور روني غمزو. هذا الموقف استند بشكل كبير على تحذير اربعة مدراء للمستشفيات حذروا الكابنت من انهيار محتمل لجهاز الصحة اذا استمر معدل ارتفاع عدد المصابين. هذا يتبدى في الغالب بتأخير مدته اسبوع حتى عشرة ايام في زيادة عبء المرضى في حالة خطيرة، التي تقرب المستشفيات من نسبة القصور العلني، حوالي 800 مريض في حالة خطيرة في ارجاء الدولة.

عدد من الوزراء قالوا حتى أن خطة “الاشارة الضوئية” للمدير غمزو، التي طالبت باتخاذ خطوات مختلفة في البلدات طبقا لمستوى الاصابة بالفيروس، فشلت. اقتراح غمزو لم يطبق في أي يوم ولم يتم اعطاء الفرصة له في أي وقت. بل تم تأخيره، وفي النهاية ايضا لم يطبق بسبب مجمل المعارضات السياسية.

لا يوجد أي خلاف على أن العبء على المستشفيات يزداد بشكل مستمر. وأن الطواقم الطبية تتآكل بسبب العمل في ظروف صعبة بشكل خاص. ومن الواضح للجميع أن جهاز الصحة قد بدأ بمكافحة الكورونا من موقف ضعف، نتيجة التمييز ضده في الميزانية، وعدم التوافق بين قدرة المستشفيات وزيادة عدد السكان. بعد كل شيء، تسمع صرخات الاستغاثة من مدراء المستشفيات حتى اثناء موسم الانفلونزا الحالي. ولكن من الجدير الذكر أن العبء الاكبر يظهر الآن في عدد من المستشفيات في شمال البلاد (هناك تفشى المرض في الوسط العربي أكثر مما هو في المركز). اضافة الى ذلك فان فرض اغلاق شامل كخطوة لانقاذ المستشفيات من العبء، لا يعكس موافقة كاملة من قبل الاطباء الكبار. علاوة على ذلك: لا يوجد حديث حقيقي عن اغلاق لاسبوعين. في الواقع الاستعداد هو لاغلاق لثلاثة اسابيع. بعد ذلك، خلافا للاندفاع غير المراقب لفتح الاقتصاد للمرة الاولى، سيكون هناك استعداد لفتح بطيء ومراقب – تسهيلات محدودة، انتظار مدة اسبوعين للنتائج، ووفقا لذلك اعطاء المزيد من التسهيلات المراقبة أو اعادة الاغلاق مجددا.

كل ذلك يجري في الوقت الذي فيه الاعدادات لنظام قطع سلاسل العدوى ما زالت تطبخ ببطء. في الجيش يتحدثون عن بداية تشرين الثاني، نتنياهو يوبخ قيادة الجبهة الداخلية في الجلسات الاخيرة، وعمليا، هناك احتمالية لا بأس بها في أن يبدأ النظام في أن يكون فعال فقط في موعد متأخر أكثر. الاستنتاج هو أن الاغلاق سيكون أطول مما يتحدث الوزراء عنه في الكابنت. ويبدو أن الاقتصاد قد دخل الى اشهر معدودة في ابطاء النشاط.

وبسبب احباط الجمهور الكبير، والذي يزداد ايضا معه الشك في دوافع وأداء الحكومة، يمكن توقع صعوبات حقيقية في التطبيق. مثلما سبق واثبتت ذلك معارضة الاصوليين للاغلاق في المدن الحمراء في الاسبوع الماضي، لن يكون هذه المرة تجند واسع للجمهور من اجل محاربة الفيروس. ربما سنشهد حتى رفض لمجموعات سكانية كاملة، من الاصوليين وحتى اصحاب المشاريع الصغيرة، بالتأكيد عندما يكون نظام التعويض من الدولة جزئي جدا وضبابي. يمكن فقط الأمل في أن تمتنع الدولة عن اتخاذ خطوات غبية مثل منع الخروج الى ابعد من 500 متر عن البيت أو متابعة الرياضيين الذين يخرجون الى الفضاء المفتوح.

لم يتعلم الدرس

تفشي الكورونا يلقي بظله على الانجاز السياسي لنتنياهو – توقيع الاتفاق مع دولة الامارات بعد غد، الذي انضمت اليه دولة البحرين ايضا. حتى لو أنه تقف خلف الاتفاقات اعتبارات متشعبة لانظمة اوتوقراطية وتطلعات الرئيس ترامب المكشوفة للحصول على جائزة نوبل، فان اسرائيل تراكم هنا مكاسب سياسية صافية – في مواجهة ايران وفي ازالة الفيتو الفلسطيني عن تحسين العلاقات مع الدول السنية.

ولكن نتنياهو كالعادة، نجح بدرجة ما في أن يخلط الامور. في البداية الاصرار على الذهاب الى احتفال التوقيع في واشنطن في ذروة الموجة الثانية للكورونا، وبعد ذلك قراره بأن يضم اليه ابناء عائلته، وفي النهاية اختيار السفر الى الولايات المتحدة بطائرة خاصة (التي سميت في السابق بصورة هزلية بـ “الخردل الطائر”)، خوفا من أن يؤدي الاحتكاك مع باب الشعب الى خطر اصابته واصابة زوجته. فقط بعد انتقاد الجمهور والاعلام الواسع لما نشر في “اخبار 13” اضطر نتنياهو الى فعل ما كان بالتأكيد واضحا منذ البداية أن يحدث لسياسي مجرب مثله، والتنازل عن الطائرة الخاصة. مكتبه اوضح أن التنازل استهدف “عدم تمكين جهات في وسائل الاعلام من تحويل انظار الجمهور عن الاتفاق التاريخي”.

هذه القضية تعكس، مع قشرة جوز، نتنياهو طبعة 2020. خطوات سياسية مفاجئة ودقيقة، تشمل ارجاء العالم، ابعاد كبير واشكالي (اخفاء المفاوضات عن ازرق ابيض، وحتى الآن لم يتم تقديم صيغة الاتفاق لمصادقة الكابنت أو الحكومة عليها)؛ الى جانب ذلك تجاهل تام لضائقة الجمهور والغضب الذي تثيره الخطوات التظاهرية والتبذيرية. وقد كان يمكن الاعتقاد بأنه قد تعلم الدرس بعد فشله الذريع في محاولته القاء على الدولة تكلفة بركة السباحة في منزله في قيصاريا قبل شهرين تقريبا.

مقدمة فقط

على الهامش، وربما ليس على الهامش تماما: وباء الكورونا الكبير، الذي اوقف العالم عن السير، هو قليل جدا في تأثيراته الصحية مقارنة مع اوبئة معروفة في الماضي. جثث الموتى لا تتكدس في الشوارع، باستثناء حالات معدودة، لوقت قصير وفي دول قليلة، اصابة الاطفال نتيجة المرض ضئيلة جدا والوفيات في اوساطهم شبه معدومة.

بمعان كثيرة، الكورونا هو فقط مقدمة لازمة عالمية يمكن أن تكون اكبر وأكثر خطرا بكثير، تتعلق بزيادة حرارة الكرة الارضية. الصور الاخيرة من الشاطيء الغربي في الولايات المتحدة تتحدث عن جزء من القصة. ولاية كاليفورنيا وولاية الارغون تشهد حرائق كبيرة تشل الحياة فيها منذ اسبوع.

نتائج ازمة المناخ لفترة طويلة يمكن أن تكون شاملة وخطيرة بدرجة يصعب تقديرها أكثر مما رأينا حتى الآن حول الكورونا. والقاسم المشترك بين قيادات كثيرة فشلت في علاج الفيروس مثل ادارة ترامب وحكومة بولسينارو في البرازيل، هو ايضا تجاهل كبير للعلامات الاولى بشأن التداعيات المتراكمة لازمة المناخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى