ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – الاسرائيليون يدخلون في اجواء نهاية الكورونا، المشكلة الوحيدة هي أن النهاية لا تزال بعيدة

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل  – 24/4/2020

الصعوبة الاقتصادية المتزايدة والملل من العيش بين أربعة جدران أدت الى تخفيفات وشعور بالعودة الى الحياة الطبيعية. ولكن عمليا هذا ما زال بعيدا. ومن شأن الانشغال الدولي بوباء الكورونا أن يكون له تداعيات على المشروع النووي الايراني. وفي هيئة الاركان العامة يعتبرون ازمة الكورونا ايضا فرصة للتطوير “.

ضائقة المستقلين والعاطلين والآباء تغلبت في هذا الاسبوع على مخاوف قيادة وزارة الصحة والخوف على حياة المجموعات الاساسية المعرضة للخطر والتي من شأنها أن تتضرر بصورة مباشرة من فيروس الكورونا –  الشيوخ واصحاب الامراض المزمنة. هذه باختصار العملية التي مرت فيها اسرائيل بسرعة كبيرة جدا من مكافحة الوباء بكل الوسائل المطلوبة الى نقاش متسرع حول اعادة الاقتصاد الى مساره.

الحساب الاستحواذي الى حد ما لاعداد اجهزة التنفس والمصابين والمرضى في حالة خطيرة، استبدلت مرة واحدة بالانشغال في قواعد اعادة فتح محلات الفلافل ومحلات النظارات وفروع أيكيا. ولأن الوزراء لدينا يجلسون داخل شعبهم، بالاساس في مجموعات الضغط القريبة منهم، علمنا بعدة نقاشات غريبة بشكل خاص في جلسات الحكومة الافتراضية. في المقابل، ما زالت الحكومة لم تجد الوقت للتعامل مع ضائقة آباء المراهقين المحبوسين في مؤسسات والذين غالبيتهم لم يروا اولادهم منذ منتصف شهر آذار.

نائب مدير عام وزارة الصحة، البروفيسور ايتمار غروتو، نفس الظاهرة الطبيعية للتحدث والشرح، وصف هذه الامور بطريقة صحيحة: “يمكن القول بأن الموجة الحالية من الوباء قد استنفدت نفسها تماما”. الاسرائيليون سمعوا وصوتوا بالأرجل. ليس غريبا أن الشرطة أول أمس قامت باصدار مخالفتين فقط في ارجاء الدولة على عدم ارتداء الكمامة. السد لم يعد يحتمل الوقوف في مواجهة الفيضان.

الضائقة الاقتصادية الضخمة، الى جانب حقيقة أن الناس قد سئموا من أن يكونوا عالقين بين اربعة جدران، تخلق طبقات من الترشيد التي تقلل من أخطار الوباء. من الادعاء المدحوض الذي يقول “هذه فقط انفلونزا” وحتى اعتقادات غير مثبتة بأن اغلبية الجمهور قد طورت مناعة طبيعية ضد الوباء.

اندماج بين افضليات طبيعية (سكان اكثر شبابا، بوابة دخول رئيسية واحدة) وقرارات صحيحة في مرحلة مبكرة (مراقبة على الدخول، انحباس المسنين، فرض اغلاق جزئي)، وفر على اسرائيل كارثة بالصيغة التي شهدتها نيويورك أو جزء من دول غرب اوروبا. ايضا في هذه الاثناء، البعد الآمن عن شفا انهيار جهاز الصحة – عدد كبير جدا من المرضى المربوطين باجهزة التنفس مع عدد قليل جدا من هذه الاجهزة، يبدو كبير جدا.

اسرائيل نجحت في صد الكورونا، ما سمي في وزارة الصحة “تسطيح المنحنى”. وحسب علمنا هذا حدث بفضل الخطوات التي اتخذت وليس بسبب أي منطق داخلي غامض للفيروس، الذي حسب عدة نظريات ينهي حملة تخريبه خلال شهرين – شهرين ونصف.

يوجد نقاش بين ميل المنحنيات في دول مختلفة، لكن ذروة الاصابة وعدد الوفيات سجلت في الدول التي اتبعت فيها طرق ابتعاد اجتماعي فقط بصورة متأخرة: ايطاليا واسبانيا (اللتان اصابتهما الكورونا في مرحلة مبكرة) وبريطانيا والولايات المتحدة. في هذه الدول يتم الآن فحص تقديرات بأن العدد الحقيقي للوفيات بسبب الكورونا يمكن أن يكون ضعف الاعداد التي نشرت رسميا. وفيها جميعا وتيرة انخفاض المنحنى لا تشبه وتيرة الارتفاع التي سبقته. مرحلة الكبح طويلة، تمتد على مساحة اسابيع وشهور. علاوة على ذلك، حتى سنغافورة التي حظيت بالثناء والمديح كدولة تغلبت كما يبدو على الفيروس، تشهد الآن انتشار واسع اجبرها على فرض اغلاق متشدد.

في الافق توجد كما يبدو ايضا بشرى جيدة. ابحاث تطرح تساؤلات حول الى أي درجة، هذا اذا وجد، يمكن للاطفال الذين اصيبوا بالفيروس (معظمهم لا تظهر عليهم الاعراض) أن يتسببوا بالعدوى. الجهود الدولية لتطوير لقاح للكورونا تتقدم بشكل متواز في عدد كبير من الدول. اللقاح التجريبي (رمادسيبير) من انتاج شركة جلعاد الامريكية، يطرح كما يظهر نتائج واعدة لعلاج مرضى الكورونا. ولكن الفيروس بعيد عن الاختفاء من حياتنا. يبدو أننا سنضطر الى العيش في ظله لفترة طويلة.

البروفيسور ران بلتسر، من صندوق المرضى كلاليت، وصف الوضع أمس في مقال نشره في “يديعوت احرونوت”. الاغلاق استنفد نفسه. العودة الى روتين الحياة مطلوبة، لكن يجب أن تتم بحرص زائد. بلتسر يركز على ثلاثة امور ضرورية: جهد للبحث والعثور وعزل المرضى خلال 24 – 48 ساعة من اجراء الفحص (اسرائيل بعيدة عن ذلك لأنها لم تهتم بترتيب نظام فحص وبائي ناجع )، التركيز على “المناطق الحمراء” التي حدث فيها تفشي. وحماية متطورة للسكان المعرضين للخطر.

رسالة من الشمال

كظاهرة اخبارية، الكورونا تسحق كل قصة اخرى. هذا ما حدث عندما وقعت حادثة مقلق في ليلة الجمعة الماضية على الحدود بين اسرائيل ولبنان. مرت بسرعة من تحت رادار وسائل الاعلام. قبل يومين من ذلك، في هجوم جوي نسب لاسرائيل، تم قصف جيب لنشطاء من حزب الله في الطرف السوري من الحدود مع لبنان. النشطاء تركوا السيارة بعد اطلاق تحذير لصاروخ قربها، وليس واضحا تماما هل نجحوا في أن يخرجوا منها الحمولة التي شملت كما يبدو اجزاء مرتبطة بـ “مشروع الدقة”. هذا هو المشروع المشترك بين ايران وحزب الله والذي هدفه تحسين دقة الصواريخ التي توجد بحوزة حزب الله.

في ليلة يوم الجمعة تم قص الاسلاك الشائكة في ثلاثة مواقع مختلفة على الحدود قرب المطلة ويفتاح ويرئون. ابراهيم الامين، محرر صحيفة “الاخبار” والمقرب من حزب الله كتب بأن نشطاء حزب الله نجحوا في فصل الكوابل التي تربط الجدار مع اجهزة الرقابة. وفي الثغرة المقابلة ليرئون تم قص فتحة بطول 6 امتار في الجدار “تسمح باجتياز سيارة الى عمق فلسطين المحتلة وليس فقط تسلل مقاتلين”. د. شمعون شبيرا، الخبير في شؤون حزب الله في المركز المقدسي لشؤون الجمهور والدولة، يعتقد أن الرسالة التي ارسلها حزب الله في هذه العملية واضحة وقاطعة. اسرائيل تفاخرت بتدمير ستة أنفاق حفرها حزب الله، والتي كشفت تحت الجدار في نهاية العام 2018، قال شبيرا. ولكن المنظمة تعطي اشارات بأنها تستطيع اذا أرادت نقل نشطائها الى هجوم مفاجيء ومنسق فوق سطح الارض.

في الخلفية ايران ما زالت تمسك بالخيوط. العميد احتياط أودي افين طال من المركز متعدد المجالات في هرتسليا كتب في هذا الاسبوع بأنه رغم الكارثة التي أحدثها فيروس الكورونا في ايران، إلا أن النظام يستمر في بناء قدراته الاستراتيجية في مجال الذرة والصواريخ، ويواصل العبث في أرجاء الشرق الاوسط. ايران اعلنت مؤخرا عن جهد متواصل لاستكمال تطوير وتشغيل اجهزة طرد مركزي متطورة. وحسب الوكالة الدولية للطاقة النووية فان طهران تعمق من خرقها للاتفاق النووي وزيادة مخزون اليورانيوم المخصب بمستوى منخفض (1.020 كغم) وتشغيل ست مجموعات من اجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو التحت ارضية.

وحسب رأي افينطال “هناك خوف من أن ايران يمكن أن تستغل تركيز العالم على مكافحة الكورونا والصعوبات التي يلقيها الوباء على قدرات الوكالة الدولية للطاقة النووية للقيام بنشاطات رقابة ناجعة”. احد الباحثين الرواد في الذرة، دافيد اولبرايت، قدر بأن مدى اختراق ايران لانتاج سلاح نووي قصر وهو يبلغ اقل من اربعة اشهر. السؤال بالطبع هو هل النظام يريد ذلك ومستعد للمخاطرة بذلك في ظروف ازمة صحية واقتصادية شديدة جدا، لمواجهة مباشرة مع الادارة الامريكية التي يصعب التنبؤ بسلوكها.

واشنطن مثل طهران تنشغل الآن بالكورونا. الدولتان تتشاركان في الرد المتأخر على الفيروس الذي كلفهما عدد كبير من الضحايا. في بداية شهر كانون الثاني فاجأ الرئيس دونالد ترامب مستشاريه، وحتى ربما فاجأ نفسه، عندما، خلافا لموقفهم، أمر باغتيار الجنرال الايراني قاسم سليماني قائد حرس الثورة. ولكن مؤخرا تضاءل اهتمام الادارة الامريكية بما يحدث في الشرق الاوسط وفي وسط آسيا.

الولايات المتحدة تستعد لاخراج قواتها من افغانستان وتقليص عدد جنودها في العراق. المواجهة الامريكية – الايرانية في العراق تجري على نار هادئة، والايرانيون يعملون بواسطة مبعوثين، المليشيات الشيعية المحلية. ولكن الانطباع الذي تولد في جهاز الامن الاسرائيلي هو أن طهران تفضل في هذه الاثناء عدم التصادم بشكل مباشر مع ترامب. التاريخ الهدف لها هو الانتخابات الرئاسية هناك في تشرين الثاني، على أمل أن الكورونا ستبعده عن البيت الابيض وتضع مكانه جو بايدن.                                                        

بالنسبة لاسرائيل يبدو أنها تعتبر ذلك وقت مناسب في الضعف الايراني وتزيد وفقا لذلك نشاطاتها في اطار المعركة بين حربين. ازمة الكورونا استغرقت بضعة اسابيع من التكيف، لكن الآن تم التوضيح أنه يمكن حتى مستوى معين، فعل الشيئين. حزب الله رغم عمليته المفاجئة قبل اسبوع ما زال يحذر من الاقتراب الى شفا الحرب، سواء بسبب الازمة الاقتصادية في لبنان أو بسبب عدم اليقين في مسألة كيفية تصرف اسرائيل.

أمر فيديو

في الجيش الاسرائيلي يمتنعون عن استخدام مفهوم “استراتيجية خروج” بالنسبة للكورونا. وهم يفضلون الحديث هناك عن مرحلة اخرى في مكافحة الفيروس، التي معناها العيش في ظل وجود الكورونا. ومن شأنها أن يتتمر سنة الى سنتين. هذه المرحلة يتوقع أن تشمل ارتفاع وهبوط في وتيرة انتشار المرض في اسرائيل، فرض الاغلاق المحدد وعودة الاقتصاد الى العمل بمستوى يكون أقل مما عرفناه قبل انتشار الكورونا. الازمة ستتواصل في ظل ظروف عدم يقين كبير حيث سيكون الجيش منشغل بصورة موازية في الحفاظ على اهلية وحداته ومساعدة الدولة ازاء الازمة وبلورة برامجه لليوم التالي للازمة.

هناك ضباط في هيئة الاركان يعتبرون الازمة ايضا فرصة كبيرة. وهذه تتعلق بتغييرات فرضها الفيروس على طبيعة العمل عن بعد، مثلما كشفت شركات. “بدون فيروس الكورونا هذه العملية كانت ستستغرقنا المزيد من السنوات”، قال مصدر كبير في هيئة الاركان للصحيفة. الجيش لا يستخدم تطبيق زوم، بل برامج اخرى لمحادثات الفيديو، التي في عدد منها تسمح باجراء محادثة سرية وسرية جدا. حجم المحادثة بواسطتها ارتفع في الشهر الماضي بأربعة اضعاف. من 2500 ساعة يوميا الى 10 آلاف ساعة واكثر.

في الجيش يقدرون أن الغاء السفر وتقصير مدة الانتظار للجلسات وخفض الحديث الزائد، كل ذلك وفر 20 في المئة تقريبا من وقت الضباط. في نفس الوقت تمت زيادة النجاعة الرقمية لعمليات مرهقة في مجالات مثل ادارة شؤون الافراد.

سؤال آخر زادت من حدته الازمة يتعلق بفهم مركب اكثر لمسائل الامن القومي. رئيس الاركان السابق، غادي آيزنكوت، تطرق الى ذلك في الوثيقة التي نشرها في السنة الماضية بعد تسريحه. وفيها محاولة لكي يحدد بصورة اوسع مصالح الامن الوطني الاسرائيلي. الكورونا علمت بالطريق الصعب أن التأثير المحتمل على وضع اسرائيل، مثلما على المجتمع الدولي، يمكن أن يأتي من اتجاهات مختلفة جدا.

لم يكن لجهاز الصحة في البلاد حتى الآن نظام بحث تنبأ بشكل منظم بالتطورات في مجال الأوبئة. ولكن المسألة لم يتم شملها ايضا في تنبؤات وتقديرات اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية. هذه الاجهزة بدأت تتطرق في السنوات الاخيرة حتى الى مواضيع كانت تعتبر في السابق لها علاقة غير مباشرة بالأمن مثل اختراقات في السايبر، ازمات اقتصادية عالمية أو تداعيات الاستخدام المتزايد للذكاء الصناعي. في السنوات القادمة اصبح واضحا أن مخاطر الاوبئة ستحتل مكان هام في قائمة التهديدات والتأثيرات المحتملة. الوقت الحالي يبدو كفرصة مناسبة ليضاف الى ذلك ايضا تداعيات ازمة المناخ وخطر ضرر كارثة طبيعية كبير في اسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى