ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – اغلاق ثالث، انتخابات وانعدام يقين : اسرائيل تدخل مرة اخرى في دوامة

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 25/12/2020

مثلما هي الحال في الدخول الى الاغلاق الثاني، فان المسؤولية عن الفشل ملقاة الآن على الحكومة وليس على المواطنين. الاشارات على سلوك بني غانتس في الحكومة الذي يشوبه الضعف، ظهرت حتى في فترة تسلمه لمنصب رئيس الاركان. في الوقت الذي يريدون فيه في محيط ترامب تحقيق انجاز اخير، من شأن السعوديين أن تكون لديهم اعتبارات اخرى “.

في الاسبوع الماضي من السنة الاكثر جنونا التي عرفناها دخلت اسرائيل مرة اخرى في دوامة مركبة، والتي يتوقع أن تفوق كل سابقاتها: الذهاب الى جولة انتخابات اخرى، ارتفاع حاد في عدد الاصابة بالكورونا، عملية تطعيم قطرية سريعة واغلاق شامل. ومن يتفاخر الآن بمكانتها العالية في عدد من تلقوا التطعيم بالنسبة لعدد السكان، الاولى أو الثانية في العالم وهذا مرتبط باليوم، يجب عليه الاعتراف ايضا بأنها الدولة الاولى التي تفرض على سكانها اغلاقا ثالثا.

اليوم القصير في السنة لا يرحب ببنيامين نتنياهو. في 21 كانون الاول 1998 نجح عضو الكنيست حاييم رامون في تلك الازمة البعيدة التي كان ما زال يمكن فيها تشخيص دوافعه واهدافه، في أن يسقط في الكنيست حكومة نتنياهو الاولى. في يوم الاثنين الماضي، بالضبط بعد 22 سنة على ذلك، انهارت حكومة نتنياهو الخامسة مع فشل التصويت على تأجيل المصادقة على الميزانية، رغم جهود الوساطة التي قام بها رامون من ازرق ابيض. وفي اليوم التالي تم حل الكنيست بشكل نهائي، في الطريق الى جولة انتخابات رابعة خلال سنتين. الازمة السياسية الطويلة التي تنبع جميعها من جهود نتنياهو لوقف الاجراءات القضائية ضده، اعاقت المصادقة على ميزانية الدولة وتسببت بأضرار كبيرة للاقتصاد الاسرائيلي وصعبت على محاولات كبح تفشي الوباء.

دولة اسرائيل الآن رهينة في أيدي نتنياهو كنتيجة مباشرة لمشكلاته السياسية. وحتى الوزير زئيف الكين الذي تخلى عن نتنياهو أول أمس كي ينضم الى جدعون ساعر، اعترف بذلك واعلن أنه في الحزب الذي انسحب منه توجد عبادة شخصية. الكين الذي هاجر الى البلاد من الاتحاد السوفييتي سابقا يجب عليه أن يعرف ذلك.

الظهور العلني والمتوالي لرئيس الحكومة، الذي حاول فيه بكل قوته أن يعطي حجم تاريخي للاختراقات في العلاقات مع دول عربية اخرى، تسقط على آذان غير مبالية. الجمهور قلق من مشاكل صحية ومشاكل تتعلق بالمعيشة وهو يشمئز من القيود المتوالية المفروضة على حياته بسبب الكورونا، دون نجاح الحكومة (التي كما يظهر تم تشكيلها لهذا الغرض بالضبط) في بلورة سياسة واضحة ومستقرة. نتنياهو الذي يتباهى الآن بجلب اللقاح الى اسرائيل وكأنه طوره بنفسه في مختبر سري في شارع بلفور، لا يستطيع اقناع المواطنين بأن اعتباراته طاهرة كما هي واضحة بجلاء، ليست كذلك.

الفشل الذريع الذي يظهره منذ اشهر تجاه قرار الحاخامات الاصوليين باعادة فتح التعليم في المدارس الدينية وفي معاهد دراسة التوراة لكل الاعمال، خلافا لتعليمات الحكومة، يقدم الدليل الافضل على ذلك. رئيس الحكومة خضع للاصوليين لأن بقاءه متعلق بهم – هذه هي ايضا الخلفية لعدد من القرارات الخاطئة التي اتخذها مؤخرا في فترة الازمة. هناك درجة من السخرية المحزنة في حقيقة أن جزء بارز من الارتفاع الجديد في الاصابة بالمرض يأتي الآن من الجمهور الاصولي، الذي اقنع رؤساءه انفسهم مؤخرا بأنهم اصبحوا محميين بفضل خلطة خاصة من مباركة السماء وحصانة القطيع المتخيلة. وحتى الآن من غير الواضح اذا كان التعليم في مدارس التوراة والمدارس الدينية التي تتفشى فيها الاصابة الوباء سيتم تقييده مثلما يحدث في مؤسسات التعليم في القطاعات الاخرى.

صورة اسمها غانتس

المصير السياسي للرئيس الامريكي دونالد ترامب، السياسي الاقل حكمة بكثير والاكثر انفلاتا بكثير من صديقه نتنياهو، حسم في بداية تشرين الثاني عند هزيمته في الانتخابات التي ما زال يصمم على التنكر لها. في بداية الشهر الحالي تمت المصادقة على التطعيم الاول للكورونا لشركة فايزر، على فرض أنه سيكون ناجعا ايضا ضد الطفرة البريطانية الجديدة للفيروس. التطعيم يبعث الأمل لبداية نهاية الوباء العالمي في السنة القادمة. وبالنسبة لنتنياهو يبدو في هذه الاثناء أنه وجد احتمال معين بأنه سيتم حل العقدة السياسية التي ورط الدولة فيها في السنتين الاخيرتين، في العام 2021.

في الطريق الى هناك سنودع بني غانتس، الشخص الذي حمل مدة سبعة اشهر الصفة الوهمية لرئيس حكومة بديل. بالنسبة لمصوتي ازرق ابيض، غانتس ما زال مزيج من خيبة الامل والغموض. لم يبق الكثير من وعد صاحب العيون الزرقاء، الذي غرسته النظرة الشجاعة والواثقة، لمن يسافرون على طول شارع نتفيه ايالون، على لافتة الدعاية التي وضعت هناك قبل اقل من سنتين. الكثيرون يتساءلون عن الفجوة بين صورة غانتس كرئيس ناجح للاركان وبين فشله الذريع في السياسة. والاجابة هي أن هذا بالضبط ما كان عليه – مجرد صورة.

غانتس مع درجة كافية من المؤهلات وقدر استثنائي من الحق، تقدم باستمرار صاعدا في تسلسل الهرم العسكري. عندما تم تعيينه مؤخرا في منصب رئيس الاركان، كنتيجة متأخرة لقضايا هرباز – غالنت تم اخفاء نقاط ضعفه بواسطة جهاز مدرب عمل تحت إمرته ودافع عنه بمساعدة المستويات العليا في القيادة. الجيش مقارنة مع اجسام اخرى تديرها الدولة، ما زال منظمة مرتبة وفعالة نسبيا. هناك آلية كاملة، من رتبة نقيب وحتى رتبة جنرال، تشغل هيئة الاركان العامة وتمكن من يترأسها من أن يظهر كما كان المواطنون يريدون أن يروه.

عندما خضع الجيش الاسرائيلي في فترة غانتس لاختبار حقيقي في عملية الجرف الصامد اكتشفت فجوات وعيوب، التي كان مشارك في تحمل المسؤولية عنها رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع في حينه موشيه يعلون. ولكن الجمهور في اسرائيل سارع الى نسيان ذلك. وعندما برز غانتس من جديد بعد مرور اربع سنوات ونصف كأمل مناوب لمعسكر اليسار من اجل اسقاط نتنياهو، سارع مصوتو “فقط ليس بيبي” الى احتضانه. عندها تبينأنه من اجل النجاح في السياسة مطلوب صفات لم يكن على غانتس أن يستخدمها كرئيس للاركان. في جولة الانتخابات الثالثة وفي ظل تهديد الكورونا الملموس (الذي قام بتضخيمه ايضا نتنياهو بشكل متعمد لصالحه) انهار غانتس، الذي هو شخص نزيه ولا توجد له نوايا خبيثة، تحت ضغط الاحداث. وقد انضم هو وشريكه غابي اشكنازي الى الحكومة بشروط مريحة نسبيا لخصمهما نتنياهو. ومنذ ذلك الحين لم يعرفا الراحة. ويبدو أن ما هو مطلوب منهما الآن هو الانسحاب من الحياة السياسية. وللأسف أنهما في الطريق افسدا ايضا احتمالات النجاح المستقبلي لزميل اكثر نضجا واكثر مناسبة، وهو رئيس الاركان السابق غادي آيزنكوت.

تفويت فرصة لن تتكرر

في الوقت الذي ألقى فيه الكين خطاب للأمة مساء أول أمس، نتنياهو كان يدفع بقرار الاغلاق الثالث. وحسب اقوال المشاركين في جلسة الحكومة، رئيس الحكومة ظهر عليه الغضب بشكل واضح. ولكن القرار اتخذ حتى قبل انسحاب الكين وتوافق مع توصيات جهاز الصحة. في هذا الجهاز يقولون منذ بضعة اسابيع بأن جميع الجهود لكبح الفيروس فشلت وأنه لا مناص من فرض اغلاق شامل من اجل خفض نسبة الاصابة وكسب الوقت والدفع قدما في هذه الاثناء بعملية التطعيم. الاغلاق الذي سيبدأ بعد ظهيرة يوم الاحد القادم، هكذا اتفق نتنياهو وغانتس، سيتم فرضه “لاسبوعين على الاقل”. فعليا، كمواطنين لهم تجربة، يمكن الافتراض أنه سيتم تمديده لشهر على الاقل.

المتحدثون الرسميون – نتنياهو ووزير الصحة يولي ادلشتاين (الذي لا يمكن توقع تعرجات تيار وعيه دون تذكر تقليده لينيف بيتون) والمسؤول البروفيسور نحمان شاي – يشرحون بأن الاغلاق فرض كمخرج أخير بعد أن “فشلنا” في محاولة وقف الاصابة بالمرض، وعدد المصابين المؤكدين اليومي يقترب من اربعة آلاف مصاب. فعليا، مثلما في الدخول الى الاغلاق الثاني فان المسؤولية عن الفشل ملقاة على الحكومة وليس على المواطنين.

لقد اصبح من الممل احصاء اخطاء الحكومة ولكننا سنحاول: المعالجة الفاشلة لقطاعي السكان اللذين كانت الاصابة اعلى بكثير في اوساطهم من باقي الجمهور العام، الاصوليين والعرب. إن التخلي عن ابقاء بوابة الدخول للكورونا في مطار بن غوريون، دون واجب الفحص والمراقبة؛ الانعدام التام للرقابة على العائدين من حاضنات الكورونا في تركيا ودبي؛ التنازل عن خطوات انفاذ للتعليمات ضد التجمعات الجماهيرية، بالاساس في القطاعات المتمردة؛ انعدام تنفيذ الحجر على المخالطين لمريض مشخص (الذين فقط 60 في المئة منهم يكلفون انفسهم عناء التوجه لاجراء فحص الكورونا)؛ التعرج المدهش، مفتوح – مغلق – مفتوح حتى الساعة الواحدة ظهرا، مرة في يومين، في جهاز التعليم. يبدو أنه مرة تلو اخرى الحكومة اضاعت قرار اتخاذ اجراءات حازمة، لكنها متباينة، لمكافحة الفيروس. عندها اعلنت أنها وصلت الى نقطة عدم وجود خيار واختارت الحل السهل والكاسح الذي يتمثل بفرض اغلاق ثالث.

حسب الاستطلاعات، عدد لا بأس به من الجمهور يشكك بحكمة القرارات وطهارة الدوافع التي تقف من ورائها. ويمكن تشخيص ثلاثة اسباب اساسية لذلك: الاخطاء المتراكمة للحكومة طوال الاشهر  العشرة للازمة، حقيقة أن الوزراء واعضاء الكنيست لم يتضرروا اقتصاديا من أي قرار تم فرضه على المواطنين لأن رواتبهم وظروفهم مؤمنة؛ والوضع في المستشفيات. عدد المرضى المشخصين يرتفع، وفي اعقابه حدث مؤخرا ايضا ارتفاع في عدد المصابين في حالة صعبة. ولكن العبء في اقسام الكورونا لا يتقسم في هذه اللحظة بصورة متساوية. المستشفيات في القدس مكتظة في حين أن مستشفى تل هشومير تقريبا خال من مرضى الكورونا. في اسرائيل لم تسجل في هذه الاثناء أي اصابات كبيرة بأمراض الشتاء الاخرى. وخلال فترة قصيرة، بسبب وتيرة التطعيم العالية، يتوقع أن تتوقف تماما العدوى وعزل الطواقم الطبية.

ولكن الى جانب الشكوك المتأخرة في مسألة هل وقفنا امام خطر انهيار حقيقي في الموجات السابقة، هي اسباب من اجلها ايضا عدد من مدراء المستشفيات يشككون في الحاجة الى فرض اغلاق شامل. بعضهم يعتقدون أن مستوى قدرة الاستيعاب الذي حدد في منتصف السنة، 800 – 900 شخص مصاب في حالة صعبة، هو مستوى منخفض جدا وبالامكان أن نعالج بنجاح حتى 1300 مريض بالكورونا في حالة صعبة جدا، اذا زاد عدد الموظفين المتاحين. جميع هذه التوقعات تخمينية فقط. الدولة تجد صعوبة في ادارة سياسة ذكية للمخاطر حيث معامل الاصابة، يرتفع بصورة حادة، بصورة يمكنها أن تغرق جميع المستشفيات وبسرعة كبيرة.

الاغلاقات السابقة عملت على تسطيح منحنى الاصابة في اسرائيل وأدت الى تخفيف مؤقت على المستشفيات، حتى الارتفاع الجديد في عدد المصابين. في الاغلاق الاول الهدنة كانت اطول. وتردد كابنت الكورونا هو بين الخوف من عدم القدرة الاستيعابية للمستشفيات بسبب عدد المرضى في حالة خطيرة وبين الضرر الاقتصادي والنفسي الكبير الذي يكتنف اغلاق آخر. في الخلفية بالطبع، هناك التطعيم. رغم صك الاسنان الذي اقتضى فترة انتظار طويلة لتحديد المواعيد في مراكز صناديق المرضى، إلا أن الانطباع الذي تولد بعد اسبوع تقريبا هو أن حملة التطعيم توجد لها فرصة حقيقية “لكسر التعادل”. الاستجابة العامة في هذه الاثناء عالية جدا والصناديق تزيد بصورة دائمة وتيرة التعطيم. أول أمس تم تطعيم 65 ألف شخص في يوم واحد. واذا لم تحدث أي تأخيرات في سلسلة تزويد اللقاح من الخارج ولم تظهر أي مشاكل غير متوقعة اخرى، فربما في نهاية الشهر سيتم تطعيم حوالي 100 ألف شخص في اليوم.

صحيح أنه من اجل التوصل الى الحد الاعلى من المناعة مطلوب أخذ وجبتي تطعيم خلال 21 يوم، وبعد ذلك عشرة ايام انتظار. ولكن لأن المجموعة السكانية الاكثر تعرض للاصابة الشديدة معروفة، المسنين ومن لديهم امراض محددة، 1.7 مليون شخص، يمكن الوصول الى معظمها والبدء في خفض الاصابة بصورة دراماتيكية في منتصف شهر شباط القادم. الانتشار الواسع والتجربة الكبيرة لصناديق المرضى في عمليات التطعيم تعمل هنا في صالح الدولة. في هذه النقطة، كما اشار الى ذلك البروفيسور ران بلتسر، رئيس طاقم الخبراء الاستشاري للكابنت، فان اسرائيل حقا يمكنها أن تسبق باقي دول العالم. والسؤال هو كم من المجموعات السكانية المعرضة للخطر ستصاب حتى يصلها اللقاح. هل اغلاق آخر هو الوسيلة الوحيدة للحفاظ عليها.

في ذروة ساخن، يسخن

الحملة الانتخابية في اسرائيل، في 20 كانون الثاني، سيتسلم جو بايدن منصب رئيس الولايات المتحدة. في الثلاثة اسابيع ونصف المتبقية حتى ذلك الوقت ما زال هناك احتمال معين لحدوث تطورات استثنائية في الشرق الاوسط: تصعيد آخر بين اسرائيل والولايات المتحدة وبين ايران، وسيناريو يبدو أن له احتمالية اقل، اختراقة في العلاقات بين اسرائيل والسعودية.

صهر ترامب، جارد كوشنر، الذي زار البلاد في هذا الاسبوع في اطار تحسين العلاقات مع المغرب، ما زال يعمل على القناة السعودية. مساعدو ترامب يأملون التوصل الى انجاز أخير في مجال العلاقات الخارجية بعد الاتفاقات بين اسرائيل واتحاد الامارات والبحرين والمغرب، والى جانب الاتصالات حول اتفاق مع السودان. هذا بالتأكيد لن يضر بالاعمال التجارية للعائلة بعد مغادرة ترامب للبيت الابيض، لكن النتيجة تتعلق بالاساس بعلاقات القوة الداخلية لعائلة اخرى، العائلة المالكة في السعودية. ربما أن السعوديين يفضلون الدفع قدما ببادرة حسن نية كهذه امام الادارة الامريكية القادمة.

بالنسبة لايران ما زال هناك حسابات دراماتيكية مفتوحة – مع الولايات المتحدة، وبصورة غير مباشرة مع اسرائيل، حول الذكرى السنوية لموت الجنرال قاسم سليماني في بداية كانون الثاني؛ ومع اسرائيل المتهمة باغتيال عالم الذرة الايراني، البروفيسور محسن فخري زادة، في بداية الشهر الحالي. والرهاب الايراني من يد اسرائيل الطويلة لا ينبع فقط من الاحداث المكشوفة للانظار مثل موت فخري زادة. وطهران قلقة ايضا من قيام دولة الامارات بتقديم قاعدة عسكرية متقدمة، سرية، لاسرائيل في حربها ضدها، وقلقة من التعاون الوثيق بين اسرائيل واذربيجان، حيث لعب السلاح الاسرائيلي مؤخرا دور رئيسي في الافضلية الاذرية في الحرب مع ارمينيا حول اقليم ناغورنو كرباخ.

في اسرائيل ما زالوا يستعدون لاحتمالية الثأر الايراني على قتل فخري زادة، الذي يمكن أن يحدث ضد هدف اسرائيلي في الخارج أو أن يأتي بهجوم عن بعد (صواريخ بالستية، صواريخ كروز وطائرات بدون طيار) من الاراضي العراقية أو الاراضي السورية. النقطة المهمة هي أن حزب الله يبث بصورة واضحة جدا أنه ليس جزءا من اللعبة. السكرتير العام للحزب، حسن نصر الله، في فترة حداد على موت رفيق السلاح الايراني، لكنه لا ينوي التطوع في مهمة الثأر.

في الخلفية يبدو أن نتنياهو يقوم بشكل متعمد بتسخين الاجواء امام الايرانيين قبل تسلم بايدن لمنصبه، والاستئناف المتوقع للمفاوضات حول تغيير الاتفاق النووي. هذا الاسبوع نشر في قناة “كان” أن غواصة اسرائيلية مرت بصورة مكشوفة في قناة السويس بتنسيق مع المصريين وواصلت السير نحو الخليج الفارسي، كرسالة لايران، في حين أنه في موازاة ذلك عززت الولايات المتحدة قواتها البحرية في منطقة الخليج. ايضا رئيس الاركان افيف كوخافي نقل رسالة خاصة به لايران، ولاحتمالية حدوث نشاط ضد اسرائيل. في خطاب له في احتفال عسكري هدد برد شديد ضد ايران وشركائها. وبعد يومين، في احتفال انهاء دورة طيران، رفع نتنياهو سقف الخطاب. رئيس الحكومة عاد ووعد بأن اسرائيل ستمنع ايران من الحصول على السلاح النووي.

في القناة الفلسطينية، السلطة في رام الله تبذل كل ما في استطاعتها من اجل افتتاح العلاقات مع ادارة بايدن بالقدم اليمنى وبث نوايا ايجابية بخصوص احتمالية استئناف العملية السلمية. نتنياهو يتبع، بالتأكيد بعد تفكير مسبق، خط معاكس. حتى بعد الاعلان عن انتخابات رابعة إلا أن الحكومة ما زالت تنشغل بعملية تبييض المكانة القانونية للبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية.

بصورة متناقضة، من يدفع قدما بهذه الخطوة هما الوزيران من ازرق ابيض، ميخائيل بيتون وعومر ينكلفتش، اللذان يشاركان في الحكومة بفضل اصوات مئات آلاف المصوتين من الوسط واليسار، بادرة حسن نية أخيرة، هستيرية، للحزب الذي ايامه قصيرة. ربما يمكننا أن نجد عزاء صغير في الدعم الذي اعطاه بيتون، الوزير المؤقت للشؤون الاستراتيجية، لموقف مدير عام مكتبه المستقيل، رونين منلس، بشأن الحاجة الى اغلاق الوزارة الزائدة. ليس من اجل أن يصغي نتنياهو. الشخص الذي عين الكين وزيرا للمياه، وفي هذا الاسبوع استهزأ من منصبه عند استقالة الاخير، لم يتردد في أن يفتح ايضا وزارة لشؤون المياه الساخنة، اذا كان بقاؤه بعد الانتخابات مرهون بذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى