ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل  – اسرائيل تعطي فرصة للجهود المصرية  للتوصل الى تسوية مع الفلسطينيين

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل  – 14/9/2021

في تقاطع رمزي للتواريخ – الذكرى السنوية الـ 28 للتوقيع على اتفاقات اوسلو، قبل لحظة من يوم الغفران – سافر في يوم الاثنين رئيس الحكومة نفتالي بينيت الى مصر، من اجل الالتقاء مع الرئيس عبد الفتاح السيسي. بينيت حظي في شرم الشيخ باستقبال استثنائي. في البداية نشر بيان رسمي مصري عن الزيارة، التي بخصوصها تم الحفاظ على تعتيم مسبق في اسرائيل مؤخرا. بعد ذلك تم نشر صورة مشتركة للزعيمين حيث كانت اعلام الدولتين خلفهما. اللقاء نفسه استمر حوالي ثلاث ساعات.

إن من سبق بينيت، بنيامين نتنياهو، التقى مرات كثيرة مع السيسي. جزء من هذه اللقاءات على الاراضي المصرية، ولكن على الاغلب هذه اللقاءات تمت بالسر، بناء على طلب الرئيس المصري. العلاقات توثقت في العقد الاخير، حتى لو كان جزء قليل منها حدث بشكل علني. السيسي ونتنياهو كان كل واحد منهما يعتبر الآخر حليف وقاما بتوسيع التعاون الامني والاستخباري بين الدولتين. مصر ايضا عبرت عن الشكر لاسرائيل على مساعدتها في صيف 2013 في اقناع ادارة اوباما بعدم فرض عقوبات واسعة على القاهرة، رغم أن السيسي وجنرالاته قاموا بانقلاب عسكري ضد الحكومة المنتخبة لمحمد مرسي وحركة الاخوان المسلمين.

بينيت بدأ العلاقات مع مصر بصورة سليمة وقوية. اللقاء العلني يخدم ايضا مصالح السيسي في الوقت الحالي. مصر تريد ترسيخ مكانتها كوسيط في التوصل الى تسوية طويلة المدى بين اسرائيل وحماس في القطاع، وربما حتى يبدو أنها تطلق مبادرة سياسية في القناة الاسرائيلية – الفلسطينية. في الخلفية تقف العلاقات المشحونة بين مصر والولايات المتحدة، ازاء عدم رضى ادارة بايدن من خرق حقوق الانسان من قبل النظام في مصر. من ناحية الامريكيين، حكومة بينيت – لبيد توجد في الجانب الايجابي من المعادلة. وعرض علاقات جيدة مع اسرائيل يمكن أن يساعد الرئيس المصري ايضا في واشنطن.

في خلفية الزيارة اشتدت الاحداث الامنية. يبدو أن ذلك بالهام من هرب السجناء الامنيين الفلسطينيين من سجن جلبوع. وهناك استيقاظ معين لمظاهرات عنيفة واحداث في المناطق. في مفترق غوش عصيون حاول فلسطيني طعن جندي اسرائيلي وتم اطلاق النار عليه واصابته واعتقاله. في القدس طعن فلسطيني، أحد المقيمين غير القانونيين من الخليل، طلاب مدرسة دينية داخل دكان قرب المحطة المركزية. الاثنان اصيبا. شرطيات من حرس الحدود اطلقوا النار واصابوا الطاعن وتم اعتقاله. من قطاع غزة اطلقت خلال ثلاث ليال متتالية صواريخ نحو الاراضي الاسرائيلية، واسرائيل بدورها ردت بقصف مواقع واماكن لانتاج السلاح لحماس.

ولكن ردود اسرائيل على اطلاق النار من القطاع كان محسوب ومنضبط بشكل نسبي. والحكومة ايضا تراجعت بالتدريج عن سياستها المعلنة التي تقول إنه سيكون هناك رد عسكري على أي بالون حارق يتم اطلاقه من القطاع. الانضباط يرتبط بالاتصالات مع المصريين. اسرائيل يجب عليها في البداية الاثبات للسيسي بأنها تعطي فرصة لجهود الوساطة المصرية. واذا تم استنفاد هذه الجهود ولم تؤد الى وقف ثابت اكثر لاطلاق النار فعندها ربما يحدث تصعيد آخر. 

المسؤول عن اطلاق الصواريخ هي كما يبدو فصائل فلسطينية مختلفة، من بينها الجهاد الاسلامي. ولكن من المحتمل أن هذه الامور تتم بموافقة حماس، اذا لم يكن ذلك بتشجيع منها. حماس غير راضية عن الاتفاق الذي فرضته اسرائيل – ادخال ثلثي المنحة المالية الشهرية القطرية بدون دفع رواتب موظفي حماس. وطالما لم تتم تسوية مشكلة الثلث الاخير بمبلغ 10 ملايين دولار، فيتوقع على الاقل اطلاق بعض النيران. حماس تريد ايضا تسريع عملية اعادة اعمار القطاع مع تجاوز الطلب الاسرائيلي لتسوية مشكلة الاسرى والمفقودين الاسرائيليين. الفجوة بين الطرفين بشأن الصفقة هي اكبر في هذه اللحظة من أن تتم تسويتها قريبا.

التصلب الذي تظهره حماس، والى جانبه استئناف اطلاق الصواريخ بعد حوالي اربعة اشهر من عملية حارس الاسوار، يعزز التقديرات المتشائمة في الطرف الاسرائيلي. ايضا في حاشية بينيت وفي القيادة الامنية يسمع المزيد من  الاصوات التي تتنبأ بتصعيد جديد في القطاع في الوقت القريب. كما قلنا، من المرجح سيثبت ذلك جهود وساطة مصرية في محاولة لتهدئة النفوس.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى