ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – اسرائيل تستغل ضعفا تكتيكيا نسبيا ، لايران وترفع مستوى الفاعلية في سوريا

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 10/1/2021

” في الوقت الذي تنتظر فيه طهران أداء الرئيس الامريكي بايدن للقسم، نسبت للجيش الاسرائيلي ثلاث هجمات في سوريا خلال اسبوعين. وفي جهاز الامن يفترضون أن الرد على اغتيال فخري زادة لم يتم شطبه من جدول الاعمال، ويمكن أن يأتي من الجنوب  “.

يبدو أن اسرائيل تستغل مؤخرا ضعفا تكتيكيا نسبيا لايران في سوريا، والى جانبه فترة الانتظار التي دخلت اليها طهران في الساحة الاقليمية قبل أداء الرئيس بايدن وادارته للقسم في الولايات المتحدة، من اجل أن تزيد الهجمات ضد مصالح ايرانية في سوريا. في الاسابيع الاخيرة نشرت وسائل الاعلام العربية عن ثلاث هجمات جوية مختلفة نسبت لاسرائيل في سوريا.

في يوم الاربعاء في الليل تم الابلاغ عن هجوم في منطقة كسوة غرب دمشق، وغير بعيد عن الحدود السورية – اللبنانية. في الايام العشرة التي سبقت القصف الاخير كانت هناك تقارير في وسائل الاعلام العربية عن هجمات اخرى، هجوم ضد مجمع الصناعات العسكرية السوري (معهد سارس) في شمال دمشق وهجوم في جنوب العاصمة دمشق، في الجزء الشمالي من هضبة الجولان السورية.

حسب التقارير فان الهجمات المنسوبة لاسرائيل وجهت ضد عدد متنوع من الاهداف في سوريا: مواقع لانتاج السلاح، مخازن للسلاح الموجود في حوزة حزب الله، مواقع مشتركة للفيلق 1 في الجيش السوري (القيادة الجنوبية) والتي يستخدمها حزب الله في جنوب سوريا بهدف الرقابة على خلايا ارهابية محلية. وكذلك استهدفت الهجمات وحدة لنظام الدفاع الجوي السوري.

ومقارنة بالاشهر السابقة التي ابلغ فيها بالمتوسط عن هجوم واحد كل ثلاثة اسابيع تقريبا، يبدو أن اسرائيل زادت السرعة. والى جانب استمرار المس التكتيكي بمصالح ايران، تقوم ببث رسائل لنظام الاسد بهدف تقليص تدخل بطارياته للدفاع الجوي في الدفاع عن المواقع العسكرية لايران وحزب الله في الاراضي السورية.

هذه الهجمات تعكس استغلال لما ظهر كضعف تكتيكي وتشويش استراتيجي في الجانب الايراني، بالاساس منذ اغتيال امريكا لقائد فرقة القدس التابعة لحرس الثورة الايراني، الجنرال قاسم سليماني، في كانون الثاني من العام الماضي. اجهزة استخبارية غربية مشاركة في التقدير، قالت إن من محل محله، الجنرال اسماعيل قاءاني، يجد صعوبة في الدخول في حذائه وقيادة جهد منظم لخدمة مصالح ايران مثلما فعل سلفه.

في نفس الوقت، طهران تقوم بعد الايام المتبقية حتى مغادرة دونالد ترامب للبيت الابيض في الاسبوع القادم في 20 كانون الثاني. في هذه الاثناء، الايرانيون يركزون على خطوات رمزية مثل بيان عن استئناف تخصيب اليورانيوم الى مستوى 20 في المئة كجزء من الاشارات للامريكيين. وخلافا للتخوفات التي سمعت في الولايات المتحدة وفي اسرائيل لم تسجل أي محاولة لعملية انتقام ايرانية في الذكرى السنوية لقاسم سليماني التي صادفت قبل اسبوع. مع ذلك، في اسرائيل ما زالوا  غير مقتنعين تماما بأن الخطر قد زال.

حساب مفتوح

في اسرائيل تم في الاسابيع الاخيرة الحفاظ على مستوى عالي من الاستعداد على خلفية التقدير بأن الايرانيين سيعملون ضد اهداف اسرائيلية وامريكية كانتقام مشترك على اغتيال سليماني واغتيال رئيس المشروع النووي الايراني العسكري، البروفيسور محسن فخري زادة، في نهاية شهر تشرين الثاني، وهي العملية التي وقعت في شرق طهران والتي نسبت للموساد الاسرائيلي.

في اسرائيل يستعدون لاحتمالية هجوم عن بعد من جانب الايرانيين أو المليشيات وتنظيمات المتمردين التي تعمل بتوجيه منها من سوريا والعراق وحتى من اليمن. ورغم أن رئيس حزب الله، حسن نصر الله، سارع الى التوضيح بأن منظمته لن تكون جزءا من برامج ايران في هذه الحالة، إلا أنه كانت هناك  درجة من اليقظة حتى على طول الحدود اللبنانية. وفي جهاز الامن يستعدون لعدة سيناريوهات، منها اطلاق صواريخ، اطلاق صواريخ بالستية بعيدة المدى، استخدام طائرات بدون طيار، صواريخ كروز أو محاولة لاغتيال شخصيات اسرائيلية أو المس بممثليات اسرائيلية في الخارج.

حتى الآن لم يتحقق أي شيء من هذه التقديرات. وربما أن جزء من تفسير ذلك يكمن في صعوبات تنظيمية لفرقة القدس في العراق وفي سوريا. ومع ذلك، الافتراض في الجانب الاسرائيلية هو أنه في نظر الايرانيين الحساب ما زال مفتوح وعملية الانتقام ستأتي، في الوقت الذي ستعثر فيه طهران على فرصة مناسبة لذلك. متحدثون اسرائيليون اكثروا مؤخرا من ذكر الانتشار الايراني في اليمن كمساعدة للحوثيين. قبل اسبوعين تقريبا نفذ المتمردون الحوثيون هجوم طموح على حكومة اليمن الجديدة في الوقت الذي هبط فيه وزراؤها في مطار عدن، حيث تم اطلاق صواريخ على المطار ومهاجمة طائرات بدون طيار، وقد قتل اكثر من عشرين شخص في هذا الهجوم.

مؤخرا تم نشر، بصورة استثنائية نسبيا، بطارية قبة حديدية في ايلات. في الاسابيع الاخيرة ايضا لوحظ نشاط استثنائي لطائرات قتالية في سماء جنوب البلاد، يبدو أن الامر يتعلق بجزء من محاولات التشويش على عملية محتملة للتنظيمات التابعة لايران، التي يشغلها الايرانيون باتجاه الجنوب. هذا يمكن أن يتمثل في تهديد مباشر للاراضي الاسرائيلية أو تهديد الحركة البحرية الاسرائيلية في البحر الاحمر.

مركز الابحاث الاستراتيجية البحرية في جامعة حيفا اصدر في الاسبوع الماضي وثيقة تقدير موقف استراتيجي للعام القادم. رئيس المركز د. شاؤول حوريف كتب في الوثيقة عن الاهمية المتزايدة للبحر الاحمر. وحسب قوله فانه “في هذا المجال من مسارات السفن الرئيسية في العالم، يحدث صراع بين لاعبين كثيرين من اجل السيطرة. وعلى ضوء الاهمية المتزايدة للتجارة الاسرائيلية مع آسيا والتي تمر في هذه المسارات، وايضا العلاقات الوطيدة لعدد من اللاعبين المحليين مع لاعبين اقليميين ودوليين (مثل الحوثيين وايران)، يجب على اسرائيل فحص التطورات في هذا الفضاء بصورة مستمرة وعميقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى