ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – اتفاق التعاون الاستراتيجي مع الصين ، يعطي ايران هواء تنفس في توقيت حرج

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 29/3/2021

قرار ايران التوقيع على الاتفاق مع الصين يتعلق بالضغط الاقتصادي الذي استخدمه عليها ترامب. الازمة في العلاقات بين اسرائيل والاردن يمكن أن تؤثر على الحدود مع الاردن وتجبر اسرائيل على توفير المزيد من الموارد، القوات والاهتمام لها “.

التطور الاستراتيجي الرئيسي في نهاية الاسبوع الماضي كان في ايران. هناك وقع وزراء خارجية ايران والصين على اتفاق للتعاون العسكري والاقتصادي، حجمه يقدر بمليارات الدولارات. الدولتان أجرتا مفاوضات في هذا الشأن لعدة سنوات. في السنة الماضية وقبل وقت قصير من انتخاب جو بايدن تسربت مسودة للاتفاق ونشرت في الصحف الامريكية.

قرار ايران التوقيع على الاتفاق مرتبط كما يبدو بالضغط الاقتصادي الكبير الذي استخدمه دونالد ترامب على طهران. وتوقع أن تؤدي العقوبات الى استسلام ايران والعودة الى الاتفاق النووي بشروط متشددة اكثر لم يتحقق. من المشكوك فيه اذا كان النظام في ايران كان قريب في الأصل من الانكسار، مثلما أمل ترامب وصديقه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. ولكن الآن الدمج بين العقوبات وتعمق الازمة الاقتصادية بسبب تفشي وباء الكورونا دفع الايرانيين الى التوقيع مع الصين.

حسب ما نشر، الاتفاق يتضمن تعهد ايراني بأن توفر للصين النفط بأسعار رخيصة للـ 25 سنة القادمة. الصين ستقود مقابل ذلك مشاريع واسعة للبنى التحتية في ايران، تشمل استثمارات في شق الطرق وبناءالموانيء وانشاء شبكات اتصالات متطورة. يبدو أنه في الاتفاق هناك مكون عسكري يشمل تعاون عسكري وتطوير لسلاح مشترك وما اعتبر “محاربة للارهاب”.

الاتفاق يضمن لايران مساعدة اقتصادية حاسمة طويلة المدى في فترة مقلقة بشكل خاص. الصين، هكذا يمكن التقدير، ترى ذلك بصورة مختلفة. الاستثمارات في ايران هي فقط جزء صغير من استراتيجية الصين الكبرى التي تسمى “الحزام والطريق”، التي اساسها ضمان نفوذ الصين وقنوات مفتوحة لنقل البضائع الصينية من شرق وسط آسيا الى الشرق الاوسط واوروبا.

بجين تستغل بذلك العداء بين طهران وواشنطن، لكن ايضا المقاربة الامريكية الشاملة، التي تفضل تقليص اهتمامها بالشرق الاوسط. الاعلان عن توقيع الاتفاق يأتي بعد وقت قصير من لقاء بين الصين وامريكا ساد فيه اجواء متوترة بين ممثلي الدولتين، في الوقت الذي تولد فيه الانطباع بأن ادارة بايدن ستقود خط متصلب مناويء للصين. بالنسبة لاسرائيل المعنى الاساسي لهذه الخطوة هو تعزيز الامكانيات الاقتصادية الموضوعة امام ايران. هي لا تجعل من الصين دولة معادية. الصين ليست عدوة لاسرائيل وهي معنية بعلاقات اقتصادية وطيدة مع كل الاطراف في المنطقة دون أي صلة بالمواقف الايديولوجية. في المقابل، اسرائيل ستضطر الى أن تواصل الحفاظ على الحذر فيما يتعلق بالاستثمارات الصينية لديها – ايضا بسبب المعارضة الامريكية المتزايدة لذلك، وايضا خوفا من تدخل الصين في مشاريع حساسة تقود الى تسريب معلومات كان من الافضل أن تبقى فقط في أيدي اسرائيل.

الآن، لم يتم الابلاغ عن اختراقة تمكن من عودة الولايات المتحدة الى الاتفاق النووي بين الدول العظمى وايران، الذي انسحبت منه ادارة ترامب في حزيران 2018. في الاسبوع الماضي قال الزعيم الروحي الايراني، علي خامنئي، بأن الامريكيين يجب عليهم رفع العقوبات أولا من اجل أن تعود طهران الى اتفاق الاتفاق (الايرانيون بدأوا بخرقه قبل سنتين تقريبا ردا على خطوة ترامب). قبل تسلمه لمنصبه قال بايدن بأن ايران يجب عليها القيام بالخطوة الاولى. ولكن موظف كبير في الادارة الامريكية قال في نهاية الاسبوع في مقابلة مع وكالة الانباء “رويترز” بأنه لا توجد أي اهمية لترتيب الخطوات. في هذه الاثناء، يبدو أن الولايات المتحدة تظهر رغبة اكثر من ايران في العودة الى المحادثات، رغم أنه من غير الواضح اذا كان هذا الامر سيحدث قبل الانتخابات الرئاسية في ايران في حزيران القادم.

تدهور مع الاردن

إن تأخير رد اسرائيل على طلب الاردن الحصول على التزويد بالمياه من اسرائيل، الذي كتبت عنه “هآرتس” عشية عيد الفصح يعكس مرحلة اخرى من تدهور العلاقات بين الدولتين. بين الاردن واسرائيل تسود ازمة شديدة، التي اشتدت في منتصف الشهر الحالي بعد أن عوق الاردن سفر نتنياهو الى اتحاد الامارات عندما اعاقوا مرور الطائرة التي ارسلت من الخليج الى المطار في عمان لنقل رئيس الحكومة.

عدد كبير من المختصين في جهاز الامن يتحفظون من الخط الهجومي الذي يتبعه نتنياهو تجاه عمان ويعتبرون الخطوات التي اتخذها، منها اغلاق المجال الجوي امام الرحلات الجوية من الاردن لبضع ساعات وعدم الاستجابة لطلب الاردن الحصول على لقاحات ضد الكورونا، خطوات انتقام شخصي من قبل نتنياهو تجاه الملك عبد الله.

مصادر رفيعة قالت للصحيفة بأن سياسة ملك الاردن تمكن من الحفاظ على حدود اسرائيل الشرقية آمنة ومغلقة أمام تسلل المخربين وتساعد اسرائيل ايضا في منع تهريب السلاح. على طول الحدود بين اسرائيل والاردن التي تبلغ 300 كم تنتشر حوالي 3 كتائب من الجيش الاسرائيلي، على الاغلب هذه كتائب مشاة خفيفة تعتمد على جنود وجنديات أقل تدريا ونشرهم على الحدود تحرر الوية المشاة النظامية الاكثر تدربا وتعطيهم المجال لاجراء التدريبات والانشغال بقطاعات مهددة اكثر.

الاردن يضع على طول الحدود تشكيلات اكثر من الجيش الاسرائيلي وتشمل عدة ألوية. وهو يبذل جهود كبيرة لمنع الاختراقات لاسرائيل. مساعدة الاردن ايضا توفر على اسرائيل استثمار موارد لاعادة تأهيل الجدار الحدودي الذي لم يتم تحسينه منذ عشرات السنين مقارنة مع مليارات الشواقل التي استثمرت في حدود قطاع غزة ومصر وسوريا ولبنان.

المقربون من نتنياهو يتحدثون في الغالب وفي منتديات مغلقة باستخفاف معين تجاه الاردن ويصفونه كدولة في طور الافول الذي يعتمد أكثر فأكثر على اسرائيل. ولكن بالذات شبكة العلاقات مع مصر يجب أن تشهد على أنه من الافضل لاسرائيل الحفاظ على اردن مستقر وصديق. في العام 2011، بعد سقوط نظام حسني مبارك، صعد الى السلطة الجنرالات وبعد ذلك الاخوان المسلمين الى أن تمت ازاحتهم بانقلاب عسكري على يد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي في صيف 2013. خلال هذه السنوات اهملت مصر ما يحدث على الحدود مع اسرائيل ولم تستخدم الضغط على حماس في غزة لكبح نشاطاتها. النتيجة الواضحة كانت زيادة التهريب والنشاطات الارهابية والتوتر على الحدود. وضعف العائلة المالكة في الاردن يمكن أن ينعكس على اسرائيل وأن يمس بالحدود الطويلة والمستقرة بين الدولتين بصورة تلزم اسرائيل بتخصيص المزيد من الموارد والقوات والاهتمام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى