ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – إسرائيل توسع الهجمات، وروسيا لا تكترث

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 10/11/2021

” خلافا لضبط النفس الامريكي فان اسرائيل تقوم بعمليات احباط لتهريب السلاح من ايران لحزب الله وتضرب قواعد مليشيات في سوريا. وفي المقابل، يبدو أن هناك دفء في العلاقات بين اسرائيل ومصر “.

القصف الجوي الذي نسب لاسرائيل في سوريا أول أمس هو العملية السابعة من نوعها خلال شهر تقريبا. حسب تقارير وسائل الاعلام الاجنبية في المنطقة، فقد هوجم مصنع لانتاج الصواريخ في مدينة منطقة حمص في شمال سوريا واهداف اخرى في منطقة مدينة طرطوس في شمال غرب سوريا.

أول أمس قال مصدر روسي رفيع في سوريا بأن اسرائيل اطلقت ثمانية صواريخ على منشآت للجيش السوري في محافظة حمص ومنظومات الدفاع الجوي في سوريا اعترضت ستة صواريخ منها. الاعلان الروسي لم يتضمن ادانة لاسرائيل بسبب الهجوم. وقد سبق ذلك عدة هجمات لاحباط تهريب السلاح الى جانب عملية على طول الحدود في هضبة الجولان.

مثلما نشر هنا في الشهر الماضي فانه حقا يبدو أن هناك ارتفاع في نطاق الهجمات في سوريا، في اطار ما يسمى “المعركة بين حربين”. يوجد لاسرائيل اهداف رئيسية في سوريا، احباط تهريب السلاح لحزب الله من ايران عبر الاراضي السورية والمس بمصالح ايرانية اخرى مثل قواعد المليشيات الشيعية في عمق سوريا وبنشطاء محليين يعملون لصالح ايران وحزب الله قرب الحدود في هضبة الجولان.

ازدياد عدد الهجمات ربما هو ينبع ايضا من تلاقي الظروف. على الاقل هجومين حدثا في الظهيرة في النهار ويبدو أنهما اضرا بمحاولة تهريب سلاح، من خلال استغلال فرصة ضيقة للعمل. هذا يدل على وجود معلومات استخبارية دقيقة تمكن من المس الدقيق في فترة زمنية معطاة. اضافة الى ذلك، ربما أنه من الاسهل تركيز الهجمات في المناخ الحالي قبل حلول الشتاء والغيوم التي تمس بفعالية القصف جوا. وزير الدفاع، بني غانتس، قال أمس في خطاب القاه في احتفال تدشين مصنع جديد لرفائيل في شلومي إن “اسرائيل لن تسمح بالتسلح بسلاح يمس بتفوقنا في الجو على يد حزب الله وامتدادات اخرى لايران”. 

على الصعيد الاستراتيجي يبدو أن، بعد اكثر من اسبوعين على قمة بوتين –بينيت في سوتشي، روسيا غير قلقة بشكل خاص من قصف اسرائيل لاهداف ايرانية. وحقيقة أن عدد من الهجمات الاخيرة تم قرب القوات الروسية نسبيا في منطقة حمص وبشكل خاص في منطقة طرطوس، يمكن أن تدل على أخذ اسرائيل مسبقا في الحسبان لأمن الجنود الروس. أمس قبل منتصف الليل نشرت وكالة الانباء الروسية “سبوتنيك” نقلا عن الادميرال الروسي فادين كوليت أنه في هجوم اسرائيل شاركت ست طائرات اف15 اطلقت ثمانية صواريخ على منشآت للجيش السوري. وحسب قوله فان انظمة الدفاع الجوي التي زودتها روسيا لنظام الاسد نجحت في اعتراض ستة من هذه الصواريخ.

الاعلان الروسي يعكس حقيقة أن الامر يتعلق بهجوم استثنائي في حجمه في منطقة حساسة، لكن ايضا في هذه الحالة فان موسكو امتنعت عن ادانة مباشرة لاعمال اسرائيل في سوريا. ورغم أنهم في اسرائيل يبالغون بقوة رغبة نظام الاسد في التحرر من احتضان ايران، إلا أنه من المشكوك فيه اذا كانت الهجمات تقلق اكثر من اللزوم السلطات في دمشق.

الجهة التي هي تقريبا غير موجودة في الصورة هي الولايات المتحدة. ففي نهاية شهر تشرين الاول هاجمت مليشيات شيعية، تحصل على التوجيهات من ايران، القاعدة الامريكية في الطنف في شرق سوريا بواسطة الطائرات المسيرة. وفي هذا الاسبوع في هجوم مشابه نسب ايضا لايران تم قصف رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي الذي يتبنى خط مستقل بالنسبة لايران. في هاتين الحادثتين فان الامريكيين اكتفوا في هذه الاثناء بالادانة. في الوقت الذي تستعرض فيه اسرائيل قوتها في سوريا، جزء منها بالتأكيد ينبع من الاحباط حول عدم قدرتها على التأثير على المفاوضات النووية بين ايران والدول العظمى، فانه توجد للامريكيين مشكلات ملحة اكثر. 

دولة اخرى تنتظر ما سيصدر عن الولايات المتحدة هي مصر. الرئيس عبد الفتاح السيسي يتطلع الى مساعدة اوسع من ادارة بايدن وهو قلق من الانتقاد في الحزب الديمقراطي لخروقات حقوق الانسان من قبل نظامه. يبدو أن هذا هو السبب الرئيسي الذي يدفع مصر الآن الى الاجهار بعلاقاتها الوثيقة التي تقيمها منذ سنوات مع اسرائيل. تعبيرات التقارب العلني مع اسرائيل يمكن أن تساعد في زيادة اسهم القاهرة في واشنطن. في يوم الاحد عقد في شبه جزيرة سيناء اللقاء الدوري للجنة المشتركة بين الجيش الاسرائيلي والجيش المصري. الوفد الاسرائيلي ضم جنرالين، رئيس قسم العمليات في هيئة الاركان عوديدبسيوك ورئيس شعبة الاستراتيجية طل كلمان. بصورة استثنائية وافقت مصر على نشر صورة رسمية للقاء. في المحادثات نفسها تقرر أن تسمح اسرائيل لمصر بتعزيز قواتها في رفح مع خرق (متفق عليه) للملحق العسكري في اتفاق السلام بين الدولتين. 

تعزيز القوات المصرية يمكن أن يخدم هدفين. الاول، المساعدة في الصراع ضد امتداد داعش في سيناء (الذي يقلق مصر). الثاني، امل اسرائيل في تعزيز معين للمراقبة المصرية لما يحدث في قطاع غزة. مصر تنشغل في جهود وساطة محمومة بين اسرائيل وحماس في محاولة لتثبيت وقف اطلاق النار في القطاع. وفي نفس الوقت هي تسمح بتدفق كبير للبضائع المهربة التي تشمل ايضا مواد بناء ثنائية الاستخدام، التي تمنع اسرائيل دخولها الى القطاع من اراضيها.

شحنة سلبية زائدة

على الاجندة وفي الاتصالات بين اسرائيل والولايات المتحدة تقف قضية شركة “ان.اس.أو”. في جهاز الامن أملوا أن سلسلة محادثات بين وزير الدفاع بني غانتس وشخصيات رفيعة في حكومة فرنسا ستخفف غضبهم على استخدام برنامج السايبر “بيغاسوس” من انتاج هذه الشركة من قبل المخابرات المغربية لمراقبة شخصيات فرنسية. الانطباع الذي تولد هو أن وعود اسرائيل هدأت بشكل قليل الفرنسيين، لكن بعد ذلك جاءت الخطوة الشديدة للامريكيين، الذين فرضوا عقوبات مباشرة على الشركة بذريعة أنها “سعت الى تقويض الامن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة”. 

وقد أضيف الى هذه الخطوة الامريكية في هذه الاثناء النشر عن أن “بيغاسوس” استخدم ايضا للاختراق ومراقبة هواتف محمولة لنشطاء في ثلاث منظمات فلسطينية من بين الست منظمات، التي اخرجتها اسرائيل مؤخرا خارج القانون بذريعة أنها مرتبطة بنشاطات ارهابية لمنظمة الجبهة الشعبية. وقد تولد الانطباع بأن صبر ادارة بايدن قد نفد تجاه عمليات اسرائيل التي كانت تمر من تحت الرادار في فترة ادارة ترامب. 

الانتقاد المتزايد في واشنطن لاسرائيل ينبع من مواقف مرتبطة ببعضها. الاول، التحفظ من الخطوات المرتبطة بالاحتلال الاسرائيلي للمناطق. والثاني، الانتقاد المتزايد لخرق حقوق الانسان بشكل عام واختراقات سايبر، بشكل خاص، من قبل دول ومنظمات. في “نيويورك تايمز” نشر أمس أن اسرائيل ستستخدم مراكز ضغط لها في الادارة بهدف الغاء العقوبات التي فرضت على الشركة. ومن غير المؤكد أن هذا هو موقف جميع الجهات ذات الصلة. يبدو أنه في وزارة الدفاع على الاقل هم غير متحمسين من استمرار جهود الدعم والحماية لشركة “ان.اس.أو”.

هذا الموقف يمكن أن يكون اشكالي لأنه اصبح من الواضح الآن أن منظومة اسرائيل في عهد الادارة السابقة استخدمت على الاغلب كوسيطة بين انظمة مشكوك فيها وبين الشركة، قبل أن تشتري هذه الانظمة منتجات الشركة وخدماتها. حتى الآن عدد من الجهات ذات العلاقة بالامر تقترب من التوصل الى استنتاج بأنه قد حان الوقت لتقليص بقدر الامكان العلاقة الرسمية مع الشركة، التي اقترنت باسمها ونشاطاتها الآن شحنة سلبية زائدة في نظر دول وحكومات كثيرة. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى