ترجمات عبرية

 هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل– أكثر بكثير من  12 :  اسرائيل هاجمت عشرات الناقلات والايرانيون خسروا مليارات

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل – 19/3/2021

” الهجمات على ناقلات النفط الايرانية التي استهدفت ايضا المس بتمويل حزب الله، هي نتيجة تغيير في سلاح البحرية. وهل كوخافي سيدفع ثمن شخصي عن رحلة الدعاية مع رئيس الدولة “.

       التقرير الذي نشر قبل اسبوع في “وول ستريت جورنال” كشف القليل من جبل الجليد للحرب الاقتصادية التي تشنها اسرائيل منذ سنتين ونصف ضد ايران. الصحيفة الامريكية كتبت أن اسرائيل احبطت بصورة ممنهجة تهريبات نفط عبر البحر من ايران الى سوريا بواسطة المس بـ 12 سفينة على الاقل. هذا الجهد، قالت مصادر امريكية، استهدف التشويش على نقل بدل النفط المهرب الى حزب الله لغاية شراء وسائل قتالية. الصحيفة تستند الى مصادر اخرى، تشمل حسب اقوالها ايضا رجال مخابرات في الشرق الاوسط. ربما يكون مصدر التسريب الاول موجود في ادارة ترامب، الذي استهدف تحييد ضجة الخلفية، التي حسب رأي الامريكيين، يمكن أن تشوش قريبا على استئناف المفاوضات مع ايران، حول عودة الولايات المتحدة الى الاتفاق النووي.

       الفحص الذي اجرته “هآرتس” يظهر أن هذا النشر يعكس فقط جزء من الصورة الكاملة: يبدو أنه حدثت بضع عشرات من الهجمات التي نجحت في التشويش على حركة الكثير من السفن والحقت اضرار متراكمة بالايرانيين يقدر حجمها بمليارات الدولارات.

       أي ارسالية يمكن أن تشمل مليون برميل نفط أو اكثر، وقيمتها يمكن أن تصل حسب التذبذب في اسعار السوق 50 مليون دولار. حركة السفن تبدأ في موانيء توجد في جنوب ايران وتمر عبر البحر الاحمر وقناة السويس الى البحر المتوسط. كانت هناك ايضا حالات تم فيها ارسال ارساليات عبر الطريق الاطول من خلال الدوران حول افريقيا والعبور في مضيق جبل طارق، ومن هناك نحو الشرق في عرض البحر المتوسط، بهدف التهرب من الاصابة في البحر الاحمر. على الاغلب، الهدف النهائي كان ميناء بانياس في شمال سوريا، الذي يوجد بين الموانيء الاكبر منه، ميناء طرطوس وميناء اللاذقية.

       مسار التهريب تم تشخيصه من قبل منظمات استخبارية في الغرب في العام 2018. التجارة بالنفط استهدفت الالتفاف على قيود التجارة الدولية التي فرضت ايضا على ايران، على خلفية مشروعها النووي. ايضا على سوريا ازاء الفظائع التي ارتكبها نظام الاسد خلال الحرب الاهلية هناك.

       اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، واجهزة استخبارية اخرى في الغرب، ادركت بأن الايرانيين وجدوا طريقة لمواصلة تمويل السلاح لحزب الله. الاموال للمنظمة اللبنانية نقل بالاساس بواسطة رجال اعمال من سوريا مقابل نقل النفط الايراني للنظام في دمشق. يبدو أن السفن اصيبت في نقاط كثيرة ومختلفة على طول مسارها، من البحر الاحمر في الجنوب وحتى الشاطيء السوري في الشمال. ذات مرة اتهمت ايران اسرائيل والولايات المتحدة والسعودية على التوالي، عندما اصيبت سفينة محملة بالنفط بانفجار في البحر الاحمر، امام شواطيء اليمن في تشرين الاول 2019. يمكن الافتراض بأنه في جزء كبير من الاحداث الاخرى تم القيام باعمال تخريب هادئة من خلال ضرب نقاط حاسمة في أداء هذه السفن، دون أن يرافق ذلك انفجار عبوة أو اطلاق صواريخ. في عدد من الحالات دمرت سفن بصورة لا يمكن اصلاحها والايرانيون اضطروا الى جرها واعادتها الى الميناء الذي خرجت منه. من التقارير يتبين أن الهجمات لم تشمل مس بالاشخاص الذين كانوا على متن السفن أو اغراقها. ايضا عدم خلق اضرار بيئية.

       بسبب أن منفذي العمليات، كما يبدو، كانت لهم مصلحة كبيرة في العمل تحت الرادار وعدم تحويل نشاطاتهم الى نشاطات علنية، لم تتم السيطرة العلنية عليها مثلما فعل سلاح البحرية الاسرائيلي بواسطة قوات كوماندو بحرية. نشاطات السيطرة على السفن كانت في عمليات ضد سفن سلاح كانت في طريقها من ايران لتنزل حمولتها امام شواطيء غزة أو شواطيء لبنان (“كارين إي” في 2002 و”برانكوف في 2009 وكلوز سي في 2014)، أو اثناء وقف عمليات التعاطف (كسر الحصار) لمنظمات يسارية دولية مع الفلسطينيين، على رأسها القضية الفاشلة لسفينة “مرمرة” التركية في 2010.

       المبرر القانوني الذي يقف من وراء احباط تهريب النفط يمكن أن يستند الى الادعاء بأن ايران تستخدم العوائد من اجل تمويل تسليح المنظمات الارهابية. حتى الآن لم يطلب من اسرائيل أن تعرض اثباتات كهذه. في شهر تموز 2019 أوقفت بريطانيا ناقلة نفط ايرانية في طريقها الى سوريا اثناء ابحارها عبر مضيق جبل طارق. ايران ردت بعد اسبوع تقريبا بعملية تهديدية تجاه ناقلة بريطانية في الخليج الفارسي، والبريطانيون سارعوا الى الافراج عن ناقلة النفط الايرانية التي احتجزوها.

       في نهاية شهر شباط اصيبت سفينة نقل في خليج عُمان، يبدو بسبب انفجار الغام. السفينة تمتلكها بصورة جزئية شركة لرجل الاعمال الاسرائيلي رامي اونغر. هذا يبدو كاشارات ايرانية اولى على قدرتها على الرد على خطوات منسوبة لاسرائيل. مع ذلك، الضرر الحقيقي حتى الآن قليل، لم يكن على متن السفينة مواطنين اسرائيليين، وقد نقلت ارسالية سيارات بين السعودية وسنغافورة.

       الشهادة لا تكذب

       عملية واسعة جدا من المس بسفن النفط، كما هو منسوب لاسرائيل، تحتاج بطبيعة الحال الى جمع معلومات واسع النطاق ودقيق، والى جانبه ايضا جهد عسكري يشمل سلاح البحرية، بما في ذلك اسطول الغواصات والصواريخ وجنود الكوماندو البحري. عدد شهادات التقدير والامتياز التي وزعت في السنوات الاخيرة في الجيش الاسرائيلي على وحدات السلاح يمكن أن تدل على حجم العمليات. يبدو أن كل هذه العمليات، مثل تقارير عن نشاطات بحرية اسرائيلية ضد تهريب السلاح لحزب الله وغزة في اطار المعركة بين حربين، تعكس ازدياد كبير في النشاطات الهجومية في السنوات الاخيرة. ولكن خلافا للهجمات الجوية، فان حكومة سوريا ووسائل الاعلام العربية تقريبا لا تبلغ عن احداث بحرية.

        الهجمات الواسعة تكمل ثورة تدريجية في الرؤية مر بها سلاح البحرية في عهد القائد الحالي، الجنرال ايلي شربيت، الذي سينهي هذه السنة فترة خدمة استمرت خمس سنوات في المنصب. بعد المس بسفينة الصواريخ “حنيت” في اليوم الثالث لحرب لبنان الثانية في صيف 2006 بدأت الادراكات الجديدة في التبلور. ولكن مرت سنوات كثيرة الى أن قادت الاستنتاجات الى احداث ثورة في بناء قوة اسرائيل البحرية.

        سفينة “حنيت” اصيبت امام شواطيء بيروت بصاروخ بر – بحر اطلقه حزب الله اثناء تطبيق الحصار البحري الاستعراضي والزائد. اربعة جنود قتلوا من الاضرار التي الحقها صاروخ “سي 802” من صنع الصين. الضرر اثبت أن الجهد الاسرائيلي لتحقيق تفوق بحري بواسطة قدرات كشف وتسليح بحر – بحر متطورة لن يكون له اهمية كبيرة امام حماس وحزب الله. هؤلاء الاعداء لا توجد لهم اساطيل بحرية، وتهديدهم الاساسي يتمثل في الاطلاق من الشاطيء. سفينة حنيت اصيبت لأن سلاح البحرية لم يستطع تشخيص التهديد الذي تتعرض له من الشاطيء والتبكير في تدميره. سلاح البحرية، رغم الدقة والقوة التي استخدمها، كان مكشوف امام الاعداء المباشرين له، في حين أن انظمة اطلاقهم كانت منيعة تقريبا من الاصابة.

التغيير الذي كان مطلوب والذي تم تطبيقه في السنوات الاخيرة، شمل اقامة نظام نيران بحري قدرته على المس حتى لاهداف توجد على الشاطيء وتوجيه جزء من الموارد الاستخبارية، بصورة تمكن من جمع معلومات اكثر عن الاهداف التي توجد على الشاطيء. في نفس الوقت تطور ايضا الانشغال الاسرائيلي بالدفاع عن المياه الاقتصادية، الذي احتاج الى الدفاع عن مخزونات الغاز، سواء من هجمات من شواطيء غزة ولبنان. هذه التغييرات سيكون لها تداعيات حتى في حالة الحرب، السلاح سيحتاج الى احباط القدرة الهجومية للعدو من الشاطيء كأحد اهدافه الاولى اثناء الحرب. في هذه الاثناء وفي عهد المعركة بين حربين، يبدو أنه اصبحت لديه خبرة  في السنوات الاخيرة بعمليات اوسع نطاقا كجزء من معركة شاملة، ضد تهريب النفط الايراني الى سوريا، تهريب السلاح الى لبنان وجهود حماس لتطوير قدرات الكوماندو البحري لها في غزة.

       هجوم أبواق

       مع الاخذ في الحسبان التكهنات الكثيرة بشأن المخططات السياسية، ونشر السيناريوهات التي تعرضه كمرشح مستقبلي لرئاسة الحكومة، رئيس الاركان افيف كوخافي لا يظهر حتى الآن أي مشاعر سياسية بارزة بشكل خاص. يبدو أنه ايضا في هذا الاسبوع ضبط بصورة مفاجئة عندما تعرض لهجوم دعائي، عشية الانتخابات للكنيست.

       الخطأ الفظيع لكوخافي هو أنه تجرأ على مغادرة البلاد لثلاثة ايام كاملة، عندما استجاب لدعوة رئيس الدولة، رؤوبين ريفلين، الانضمام اليه في رحلة التقى فيها الرئيس مع نظرائه في المانيا وفرنسا والنمسا. لقد كانت على الاجندة ثلاثة مواضيع رئيسية وهي المشروع النووي الايراني ومساعدة ايران لتسليح حزب الله ومنظمات ارهابية اخرى في الشرق الاوسط ومعارضة اسرائيل لفتح التحقيق ضدها في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي للاشتباه بارتكاب جرائم حرب في المناطق.

        الاستعراضات التي قام بها رئيس الاركان استقبلت من قبل المستضيفين باهتمام كبير. وكشفت عن ظاهرة تثير الاهتمام وهي أن تصريحات اسرائيل في الاشهر الاخيرة لم توحي بالثقة في العواصم الاوروبية، واعتبرت بالاساس مثل تكرار كلمات من صفحة رسائل دعائية. كوخافي اعطى للمرة الاولى درجة من الاهمية والسلطة المهنية لحجج اسرائيل فيما يتعلق بالحاجة الى ضمان أن الاتفاق النووي الجديد، اذا عادت حقا الولايات المتحدة اليه، سيضع امام الايرانيين مطالب اكثر صرامة.

        الهجمات على رئيس الاركان من قبل مراسلين من اليمين، الذين يخدمون رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تم تبريرها باختياره التعاون مع “اكثر رئيس سياسي”. وحتى أنه سمعت اشارات بأن كوخافي سيدفع مقابل انضمامه لرئيس الدولة. لأن نتنياهو سيعاقبه برفض تمديد فترة ولايته كرئيس للاركان مثلما هي العادة، لسنة رابعة.

       هذا يبدو تطور كبير بعيد المدى، لكن الحقيقة هي أنه لم يعد بالامكان أن نعرف. عشية الانتخابات ظهر نتنياهو الأب، أكثر فأكثر، مثل شخصية بديلة لابنه يئير. هذا الاسبوع هاجم أ.، نائب رئيس الموساد الذي سينهي وظيفته والذي انتقد قراراته في الموضوع الايراني، وأعلن أن أ. هذا “توسل” اليه من اجل تسلم رئاسة الموساد. قبل ذلك، عندما سئل عن هجوم عنيف لمؤيدي الليكود ضد عضو الكنيست جدعون ساعر، رئيس حزب أمل جديد، أدان بشكل غير مباشر العنف تجاه “مرشح غير مهم” (بذلك هو في الحقيقة غمز المهاجمين). في هذا المزاج المتعالي من الصعب توقع كيف سيتصرف رئيس الحكومة.

       مع ذلك، توجد درجة من السخرية في الهجوم غير المتكافيء على كوخافي. قبل اكثر من سنتين، عندما تولى منصب رئيس الاركان حصل على احتضان قوي من جانب مؤيدي نتنياهو في وسائل الاعلام. وهؤلاء، الذين في الاساس ارادوا تسوية حسابهم مع رئيس الاركان السابق غادي آيزنكوت، بسبب الموقف القيمي الذي اتخذه في قضية اليئور ازاريا، تقريبا أغمي عليهم عندما تحدث كوخافي عن تعزيز عامل “الفتك” في الجيش الاسرائيلي. بعد ذلك حرصوا على تضخيم كل حدث صغير ليصبح نموذج وطني، لاثبات مدى تفوق كوخافي على سلفه. كان هناك من حذر رئيس الاركان الجديد في حينه من الانجرار وراء الثناء عليه. وأنه يجب عليه أن يتذكر بأن خلفية ذلك ليست بالضرورة موضوعية وأن الامور يمكن أن تتغير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى