ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  شيرين فلاح صعب والتيسور بار اشر سيغال – الطريق الى نكبة ثانية

هآرتس – بقلم  شيرين فلاح صعب والتيسور بار اشر سيغال – 18/10/2021

” لا توجد مسافة كبيرة بين اقوال سموتريتش عن عدم اكمال بن غوريون لعمله في 1948 وبين تجاهل رئيس الحكومة نفتالي بينيت للفلسطينيين في خطابه في الامم المتحدة “.

“أنتم توجدون هنا بالخطأ. لأن بن غوريون لم يقم بانهاء العمل ولم يقم برميكم في العام 1984″، هذا ما قاله عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش لاعضاء الكنيست العرب اثناء النقاش حول اقتراح مشروع الاساس: الهجرة، الذي دفعه قدما عضو الكنيست سمحا روتمن من حزبه. “هذه هي الحقيقة”، كرر سموتريتش قوله. 

من الصعب تقليل اهمية هذه الاقوال. “الامر لم يعد حرب بين روايتي “العودة الى صهيون والحق التاريخي” ورواية “النكبة”، بل تبني الرواية الفلسطينية. ولكن اضافة الى ذلك يوجد هنا ايضا فقدان لكل اخلاق. دون أن يرف له جفن، سموتريتش يريد محو وجود الفلسطينيين في فضاء دولة اسرائيل. ولكن يجب علينا سؤال السؤال البسيط: كم هي المسافة، من ناحية اخلاقية وعملية، بين اقوال سموتريتش وبين تجاهل رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، للمسألة الفلسطينية في خطابه في الامم المتحدة، أو تجاهل تاريخ ابناء هذا الشعب في قانون القومية، وكأن البلاد هنا كانت فارغة عندما جاء اليها يهود الشتات؟.

من المهم التذكر بأنه من بين من يركزون فقط على “حق اليهود التاريخي” وبين من يدعون حدوث “خطأ تاريخي” لأنه لم يتم اقتلاع عائلات من بيوتها، هناك من يتبعون طريق اخلاقي مشوه مشابه – طريق يعتبر البشر ممثلون في سلسلة تاريخية وليسوا مخلوقات من لحم ودم، لها روح وحقوق. ومن يعتمد على خطاب يستند الى ادعاءات تاريخية فان نهايته هي أن يذهب هو وابناءه ليقتلعون اشجار الزيتون في بداية موسم قطف الزيتون، ويرون فقط “ارث الآباء” دون أن يكونوا قادرين على رؤية الناس الذين قاموا بزراعة الكرم وتنميته بعملهم.

لا يمكن مواصلة دفن الرأس في الرمال. يجب الاعتراف بالفم المليان بأنه من ناحية الخطوط الموجهة للايديولوجيا هناك تقارب بين اقوال سموتريتش وسياسة الحكومة تجاه الفلسطينيين. ورغم اللقاء بين اعضاء ميرتس ومحمود عباس في رام الله والصور التي وعدت بمستقبل زاهر، فان رسائل الحكومة الرسمية بقيت على حالها، المسألة الفلسطينية لن يتم طرحها على الاجندة وبينيت لا يهتم بحل المشكلة الاخلاقية الاساسية وهي سلطة الاحتلال العسكري الاسرائيلي على ملايين الرجال والنساء.

سموتريتش فتح صندوق بندورا الذي يمس لب المسألة الفلسطينية، النكبة وحق العودة. هناك علاقة مباشرة بين نشاطات الحكومة واسكات الضرر المستمر للفلسطينيين وبين اقوال سموتريتش، والاستنتاج هو أنه اذا كان هناك خطأ تاريخي لبن غوريون فربما حان الوقت لاصلاحه. لا يوجد هنا بشر يجب احترامهم، بل يوجد أمر تاريخي لاقامة الدولة اليهودية. وبناء على ذلك، يجب تطهير البلاد من العرب.

يجب أن نرى في اقوال سموتريتش قراءة للتوجه، هناك حاجة لنكبة ثانية. ربما ليس باسلوب 1948، بل نكبة مهذبة اكثر، لطيفة اكثر، لكنها لا تقل خطرا عنها. برعاية الحكومة وبروحية قانون القومية فان سموتريتش وغيره يحصلون على امتياز التحريض ضد الناس وتجاهلهم. هكذا يتم بهدوء الموافقة على الواقع اليومي في الضفة، المذابح ضد الفلسطينيين وسرقة اراضيهم والمس بممتلكاتهم. وشيطنة الفلسطينيين على جانبي الخط الاخضر تنبع من الخط الموجه الذي بحسبه التاريخ هو أهم من واقعنا الحالي. سواء كانوا يتحدثون عن حق تاريخي أو عن اصلاح تاريخي، فان كل منهما يدفع الى المس بحقوق الانسان.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى