ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم  شلومو زند  –  درس صغير في التاريخ، أيها الاغبياء

هآرتس – بقلم  شلومو زند  – 7/7/2021

” الاغبياء اعتقدوا أن التقسيم واخضاعهم لحكم يهودي غير عادل، لذلك رفضوا الموافقة على ذلك وقاموا بشن الحرب. هل شكيد كانت ستوافق على حكم التقسيم لو أنها كانت عربية؟ “.

في 5 تموز 2021، في نقاش حول القانون الذي يمنع لم شمل العائلات، انتقدت وزيرة الداخلية، اييلت شكيد، اعضاء الكنيست العرب الذين رفضوا تأييد هذا القانون: “أنا فخورة بأن حزبي يقوم ببناء مستوطنات في ارض اسرائيل… درس صغير في التاريخ. حرب الاستقلال أنتم الذين قمتم بفتحها، أيها الاغبياء، وضمنتم بأنكم ستنتصرون – لكنكم هزمتم. هذه مشكلتكم وعليكم تحمل النتائج”.

طوال الوقت اعتقدت أن أي شخص يمكنه اعطاء درس في التاريخ، وليس فقط الحاصلين على مصادقة من عالم الاكاديميا. ولكن اذا كانت مهنة التاريخ لم تكن في أي يوم علم فان التاريخ اليهودي يشبه كثيرا علم التنجيم اكثر مما يشبه علم الفلك. ارض اسرائيل قائمة كما هو معروف منذ العصر الحجري الحديث، وشعب اسرائيل كان موجود منذ آلاف السنين قبل الميلاد. لذلك، هذه البلاد تعود لشعب، وكل ما يفعله فيها هو مشروع مثل مصادرة الاراضي والعمل العبري والفصل العرقي في الكيبوتسات والمستوطنات وقوانين تناقض المساواة بين المواطنين وما شابه. 

كل من يقوم بتصفح المكريه سيتفاجأ من الاستخدام النادر لمصطلح “ارض اسرائيل”، الذي من غير الواضح دائما اذا كان يسري فقط على اراضي مملكة اسرائيل الشمالية، وفي المقابل، الاستخدام الواسع لـ “ارض كنعان”، المطبق على المنطقة الممتدة بين النهر والبحر. “شعب اسرائيل” بالضبط مثل “الشعب اليهودي” لا يظهر على الاطلاق في سفر الاسفار. وبالنسبة للصهيونية منذ بداية طريقها فان “ارض اسرائيل الكاملة” شملت فلسطين والاردن (حتى سكة حديد الحجاز)، وفي حين أن اليسار الصهيوني وافق على التنازل بألم عن “الكمال الاقليمي” فان اليمين الذي تعتبر شكيد نفسها وريثته، ما زال يتمسك بـ “ضفتي الاردن، هذه لنا وتلك ايضا لنا”.  وبالنسبة لتعريف الانتماء لـ “شعب اسرائيل”، اليسار واليمين ايضا، وافقا على المعايير العرقية – الدينية: أن تولد لأم يهودية أو أن تتهود بصورة شرعية، وأن البلاد تنتمي لعرق انساني تقريبا “جيني” الى الأبد، وليس لأي أحد آخر.

ولكن من الجدير العودة الى درس التاريخ الذي قدمته شكيد. ليس فقط العرب رفضوا الموافقة على خطة التقسيم، 181، التي عرضتها الامم المتحدة، بل ايضا اليسار الصهيوني رفضها. تقسيم الوطن ظهر بالنسبة له جريمة تاريخية يجب معارضتها بشدة. لذلك، اندلاع اعمال العداء، رغم التخوفات، اعتبر في نهاية المطاف كتحرير. ولكن لماذا رفض الاغبياء العرب الخطة؟.

في فلسطين الانتدابية كان يعيش في العام 1947 مليون و250 ألف من العرب سكان البلاد الاصليين و600 ألف يهودي، الاغلبية الساحقة منهم من المهاجرين. الدولة العربية كان يمكن أن تشمل 38 في المئة من المساحة والدولة اليهودية 62 في المئة (بما في ذلك النقب الصحراوي). هذا التقسيم كان يناقض أي منطق جيوسياسي. اراضي الدولة اليهودية كانت ستحتوي على 497 ألف عربي الى جانب 598 ألف يهودي. في العام 1947، قبل لحظة من انتهاء الانتداب، الامم المتحدة كانت ما تزال تستخف بسكان الكرة الارضية غير البيض، لذلك قررت ما قررته. ايضا معظم الدول الغربية، على رأسها الولايات المتحدة، رفضت استيعاب لاجئين يهود وفضلت القاءهم على العرب.

الاغبياء اعتقدوا أن هذا التقسيم لارضهم واخضاعهم لحكم يهودي هو أمر غير عادل. لذلك، رفضوا الموافقة عليه وقاموا بشن الحرب. فهل شكيد كانت ستوافق على حكم التقسيم لو أنها كانت عربية؟ من المفهوم ضمنا أن وزيرة الداخلية لا يمكنها أن تتخيل للحظة نفسها كعربية. لا يوجد لديها أي نظرة عالمية مساواتية. هي تشبه تماما الفرنسيين والالمان أو البولنديين الذين لم يستطيعوا تخيل انفسهم كيهود. لهذا في نهاية المطاف ساهموا بدورهم في خلق كوارث في التاريخ الحديث. 

ولكن كل ذلك لا يعتبر درس في التاريخ، بل ربما درس في نظرية الاخلاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى