ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم شلومو زند – اليسار الجديد يحتضر، حان الوقت ليسار جديد

هآرتس – بقلم  شلومو زند – 12/3/2021

التوازن التاريخي لمباي وحزب العمل غير مدهش بشكل خاص من حيث المساواة العالمية التي كان من المفروض على اليسار أن يعززها “.

شيء ما جيد يحدث لليسار في العقود الاخيرة. كما هو معروف مفهوم “اليسار” ولد في أواخر القرن الثامن عشر في زمن الثورة الفرنسية. ويبدو أنه منذ نهاية القرن العشرين هذا المفهوم يتنفس بصعوبة ويفقد بسرعة الديناميكيات التي حركته طوال 200 سنة. الاساطير الكبيرة التي غذته خلال هذه الفترة، وبالاساس اسطورة المساواة، ضعفت بالتدريج، وفي اماكن غير قليلة تلاشت تقريبا.

ليس بسبب توقف الاحتجاجات والتمردات الاجتماعية في ارجاء العالم. من “احتلوا وول ستريت في نيويورك” وحتى “الدروع الصفراء” في فرنسا. من الربيع العربي في 2011 وحتى احتجاج الخيام في اسرائيل. انفعالية عصبية واضطرابات اندلعت مرة تلو الاخرى. ولكن تقريبا في أي مكان لم يتمخض عنها أي أطر سياسية ثابتة أو احزاب يسارية جديدة أو حركات – برامج واضحة أو تكتلات وكتل سياسية تحمل التغيير. حركات الاحتجاج التلقائية تذكر من نواحي كثيرة بثورة الفلاحين في اوروبا قبل الحرب الانجليزية في القرن السابع عشر، التي ظهرت وتعاظمت واحتضرت مثلما ظهرت، دون أن تنضج لتصبح  تغيرات متواصلة مثل التي ميزت الحداثة السياسية التي جاءت في أعقابها.

انواع كثيرة كانت لليسار التاريخي على مر السنين. في الغرب الصناعي تبلور بالاساس من خلال الصراع المستمر بين رأس المال والعمل، في العالم غير الغربي نما اليسار من خلال الصراع بين الكولونيالية الاجنبية وبين السكان الواقعين تحت الاحتلال. في المجتمعات الغربية اكمل اليسار بزخم كبير الليبرالية البرجوازية من خلال تبنيه في المرحلة الاولى الديمقراطية “حق الانتخاب العام”. بعد ذلك بواسطة ضغط احزابه ونقاباته المهنية جلب الى العالم دولة الرفاه. في العالم غير المصنع ساهم اليسار في صعود انظمة ديمقراطية – استبدادية أو شمولية (على الاغلب فتاكة). تجدر الاشارة الى أنه في حالتين قلص اليسار عدم المساواة العميق الذي كان يوجد في كل المجتمعات ما قبل الحداثة.

اليسار في العالم رغم أنه تقريبا دائما كان قومي، فقد تفاخر ظاهريا بأن يكون عالمي. وهكذا خلق في الغالب توترات كبحت القومية المتطرفة والعنصرية. قبل اقامة دولة اسرائيل وحتى بعد اقامتها، فان توتر من هذا النوع تقريبا لم يكن موجود في اليسار الصهيوني الذي لم يكن في أي يوم ايضا ديمقراطي حقا. عند اقامة الدولة هو لم يعتبرها اطار سياسي استهدف خدمة مجمل سكانها بصورة متساوية (مع ابقاء خيار استيعاب يهود مضطهدين).

اليسار الصهيوني فضل عدم الفصل بين الدين والدولة من اجل أن يتمكن من تعريف من هو اليهودي. وهكذا أن يعتبر الدولة الجديدة، قبل أي شيء، ملك ليهود العالم (بالطبع حتى لو كانت اغلبيتهم المطلقة تفضل بصورة صريحة عدم العيش فيها). لذلك، يجب عدم الاستغراب، مثلا، من أن دافيد بن غوريون، الزعيم التاريخي لليسار الصهيوني، خلافا لمناحيم بيغن، صمم على أن يواصل الحكم العسكري وجوده، وفي الحقيقة هذه الآلية العنصرية المميزة تم الغاءها فقط عندما تم اسقاط رئيس الحكومة الاسطوري عن سدة الحكم.

عندما تم احتلال الضفة الغربية فان اليسار الصهيوني صوت بالاجماع مع ضم شرقي القدس دون الاهتمام أبدا بأن يتم اعطاء الجنسية الاسرائيلية لسكانها بشكل اوتوماتيكي. (فعليا فقط لليهود محفوظ حقا الحق في الجنسية المزدوجة). حتى الآن هذا اليسار الصهيوني لم يطالب بأن تسود، حتى لو ظاهريا، “في العاصمة الابدية للشعب اليهودي” مساواة ديمقراطية.

من المحزن التفكير ايضا بأن يغئال الون الذي حمل راية مباديء اليسار الصهيوني عرض بعد حرب الايام الستة الضم الفوري لغور الاردن وكل مناطق الجبل الشرقية حتى الخليل. وتوطينها بسرعة بالمستوطنين. لنفس هذه الاسباب من الوطنية الجغرافية ايضا وريثه الروحي اسحق رابين لم يتجرأ بعد مذبحة باروخ غولدشتاين، الطبيب الامريكي من نسل ابراهيم، على اخلاء المستوطنة اليهودية في مدينة ابراهيم. نعم، هكذا ايضا لم ترتجف يد رابين عندما قرر رفض المادة التي تتحدث عن وقف المستوطنات في مسودة اتفاق اوسلو.

على خلفية اضمحلال اليسار القديم في العالم، هل توجد احتمالية لأن يقوم اليسار الصهيوني، ويتخلص من النظام البيبي القديم؟ يبدو أنه منذ العام 1967 أنهى اليسار دوره، واحتضاره البطيء يمكن أن يخلي مكانه ليسار من نوع جديد وغير معروف: يسار ليس فقط غير ديمقراطي، وليس فقط يدمج النسوية، البيئية والليبرالية التعددية، بل ايضا لا ينسى للحظة القمع الطبقي وسحق الآخر القومي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى